الإمام الشافعي

الإمام الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ عاش في الفترة الممتدّة بين عامي 150-204هـ، وهو ثالث الأئمة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس أصول الفقه، وكان ممّا تميز به الشافعي ذكائه، وحكمته، وعدله، وفصاحته، إلى جانب كونه شاعرأ فصيحاً، ورامياً ماهراً، ورحالاً مسافراً، ويقال أنّ الشافعي وُلد في مدينة عزة، وانتقلت به أمه عندما بلغ من العمر سنتان إلى مكة، وبعمر السبع سنوات حفظ القرآن الكريم، وحفظ كتاب الموطّأ بعمر العشر سنوات، أمّا عن مؤلفاته فكان كتاب الرسالة الذي يشرح فيه أصول الفقه واحداً منها، وقد هاجر الإمام الشافعي إلى مصر ونشر المذهب الشافعي، وبقي فيها إلى أن توفي رحمه الله.


حكم وأقوال الإمام الشافعي



سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها صديقُ صدوق صادق الوعد منصفاً.




كلّما أدبني الدهر أراني نقص عقلي، وإذا ما إزددت علماً زادني علماً بجهلي.




قد مات قوم وما ماتت فضائلهم، وعاش قوم وهم في الناس أموات.




ما حكَّ جلدك مثل ظفرك، فتولَّ أنت جميع أمرك.




وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء.




إحفظْ مَشيبَكَ من عَيبٍ يُدنّسُه إنَّ البياضَ سَريعُ الحملِ للدَّنَسِ.




تعصي الإله وأنت تظهر حبّه هذا مُحال في القياس بديعُ ..لو كان حبك صادقاً لأطعته إنّ المُحبَّ لمَن يحب مطيع.




العبد حرّ إن قنع، والحر عبد إن طمع، فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ شيءٌ يشينُ سوى الطمع.




ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلَه ويلقاهُ من بعدِ المودةِ بالجفا.




كلّما إزددت علماً، ازدادت مساحة معرفتي بجهلي.




إنّ الأحمق يعيش ليأكل، وإنّ العاقل يأكل ليعيش، وإنّ المؤمن يعيش ليعبد الله.




السخاء والكرم يغطّيان عيوب الدنيا والآخرة.




أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلّة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يُرجى ويُخاف.




لو أصبتَ تسعاً وتسعين، وأخطأت واحدة لترك الناس ما أصبتَ وأسرّوها وأعلنوا ما أخطأت.




يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فأكره أن أكون له مجيباً..يَزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً.




لا ترفع سعرك فيردّك الله إلى ثمنك.




لو علمت أنّ الماء البارد يثلم من مروءتي شيئاً ما شربت إلّا حاراً.




استعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الاستنباط بالفكر.




خذ من الصقر ثلاثا: بُعد النظر، وعزة النفس، والحرية .




مَن سمع بأذنه صار حاكياً، ومن أصغى بقلبه كان واعياً، ومن وعظ بفعله كان هادياً.




قل بما شئت في مسبّة عرضي فسكوتي عن اللئيم جواب..ما أنا عادم الجواب ولكن ما ضرّ الأسد أن تجيب الكلاب.




رِضا الناس غاية لا تُدرك، وليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه.




فإن تدنُ مني تدنُ منكَ مودتي، وأن تنأ عنّي تلقني عنكَ نائياً.




أقبل معاذير من يأتيك معتذراً إن يرَّ عندك فيما قال أو فجراً.. لقد أطاعك من يرضيك ظاهره، وقد أجلَّك من يعصيك مستتراً.




النفس تجزع أن تكون فقيرة والفقر خيراً من غنى يطغيها، وغنى النفوس كفافها فإذا أبَت فجميع ما في الكون لا يكفيها.




من ظنّ أنّ الرزق يأتي بقوةٍ ما أكل العصفور شيئاً مع النسرِ.




تزول عن الدنيا فإنك لا تدري إذا جنّ عليك الليل هل تعيش إلى الفجرِ.




إن كنت تغدو في الذنوب جليداً وتخاف في يوم المعَاد وعيداً، فلقد أتاك من المهيمن عفوه وأفاض من نِعَمِ عليك مزيداً..لا تيأسنّ من لطف ربك في الحشى في بطن أمك مضغةً ووليداً..لو شاء أن تصلى جهنم خالداً ما كان ألهم قلبك التوحيدا.




رأيت القناعة رأس الغنىِ فصرت بأذيالها متمسك.. فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك .. فصرت غنياً بلا درهمٍ أمر على الناس شبه الملك.




نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا، ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا، وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عياناً.




إذا المَرء أفشى سرّه بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق، فإذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق.




مَن تعلّم القرآن عظُمت قيمته، ومن تكلّم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رقّ طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.




ضحكت فقالوا ألا تحتشم؟ بكيت فقالوا ألا تبتسم؟ بسمت فقالوا يرائي بها عبست فقالوا بدا ما كتم ..صمتُّ فقالوا كليل اللسان نطقت فقالوا كثير الكلم..حلمت فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدراً لانتقم. بسلت فقالوا لطيش به وما كان مجترئاً لو حكم .. يقولون شذ إن قلت لا وامعة حين وافقتهم .. فأيقنت أني مهما أرد رضى الناس لا بد من أن أذم.




إذا حار أمرك في شيئين ولم تدري أين الخطأ والصواب، فخالف هواك فإنّ الهوى يقود النفس إلى ما يُعاب.




وجدتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ إِذا لم أجد ربحاً فلستُ بخاسرِ .. وما الصمتُ إِلا في الرجالِ متاجرٌ وتاجرُهُ يعلو على كلِّ تاجرِ.




أشعار الإمام الشافعي

  • قال الإمام الشافعي عن الأخلاق:

إِذا لَم تَجودوا وَالأُمورُ بِكُم تَمضي**وَقَد مَلَكَت أَيديكُمُ البَسطَ وَالقَبضا

فَماذا يُرَجَّى مِنكُمُ إِن عَزَلتُمُ**وَعَضَّتكُمُ الدُنيا بِأَنيابِها عَضّا

وتَستَرجِعُ الأَيّامُ ما وَهَبَتكُمُ**وَمِن عادَةِ الأَيّامِ تَستَرجِعُ القَرضا


  • وقال أيضاً :

ذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى**وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ

فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ**فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ

وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً**فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى**وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ


  • وقال أيضاً:

يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ**يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ

اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ**إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ

كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها**وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَالنَجَسِ

تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها**إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ

رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى**ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ


  • وقال الشافعي في العلم:

اصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ**فَإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ

وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً**تَذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ

وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِهِ**فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً لِوَفاتِهِ

وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى**إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ


  • وقال أيضاً:

العِلمُ مَغرَسُ كُلِّ فَخرٍ فَاِفتَخِر وَاِحذَر يَفوتُكَ فَخرُ ذاكَ المَغرَسِ

وَاِعلَم بِأَنَّ العِلمَ لَيسَ يَنالُهُ مَن هَمُّهُ في مَطعَمٍ أَو مَلبَسِ

لا أَخو العِلمِ الَذي يُعنى بِهِ في حالَتَيهِ عارِيا أَو مُكتَسي

فَاِجعَل لِنَفسِكَ مِنهُ حَظّاً وافِراً وَاِهجُر لَهُ طيبَ الرُقادِ وَعَبسِ

فَلَعَلَّ يَوماً حَضَرتَ بِمَجلِسٍ كُنتَ الرَئيسَ وَفَخرَ ذاكَ المَجلِسِ


  • وقال الإمام الشافعي عن الرزق:

تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي

وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ

سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ

فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ


  • وقال أيضاً:

تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي

وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ

سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ

فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ


  • وقال:

أَرى الغِرَّ في الدُنيا إِذا كانَ فاضِلاً تَرَقّى عَلى روسِ الرِجالِ وَيخطُبُ

وَإِن كانَ مِثلي لا فَضيلَةَ عِندَهُ يُقاسُ بِطِفلٍ في الشَوارِعِ يَلعَبُ