الإمام الشافعي ونسبه

الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع الهاشمي، المولود عام 150 هجرية في غزّة كما يُرجّح، والشافعي أحد أئمة أهل السنّة الأربعة، عاش يتيماً بعد أن توفي والده في غزّة بعد وفاته بمدّة قصيرة، أمّا أمّه فهي يمانية من الأزد عادت به إلى مكّة فأتمّ حفظ القرآن وهو ابن سبع، وحفظ كتاب الموطأ للإمام ابن مالك وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وعرف بفصاحته وصوته الحسن في قراءة القرآن، وكان مجتهدداً في طلب العلم حتى بلغ الاجتهاد به أن أجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالفتوى وهو لا يزال صغيراً.


من أقوال الإمام الشافعي

لا زالت أقوال الإمام الشافعي رحمه الله تُتداول حتى يومنا هذا؛ لِما فيها من عظة وحكمة، ومن هذه الأقوال ما يأتي:



لا ترفع سعرك فيردك الله إلى ثمنك.




إذا حار أمرك في شيئين، ولم تدرِ حيث الخطأ والصواب، فخالف هواك فإنّ الهوى يقود النفس إلى ما يعاب. 




وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ وَبَينَهُم في العَقلِ فَرقٌ، وَفي الآدابِ، وَالحَسَبِ. 




اذا رأيتم الرجل يمشي على الماء، ويطير في الهواء، فلا تغترّوا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة.




من علامة الصِدق: أن تكونَ لصديقِ صديقِك صديقاً. 




لا تُقصّر في حق أخيك اعتماداً على مودّته، ولا تبذل وجهَك إلى من يَهون عليه ردُّك.




ما شبعتُ منذ ست عشرة سنة، إلا شبعةً اطَّرحتُها؛ لأنّ الشبع يُثقل البدن، ويغشي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويُضعف صاحبَه عن العبادة. 




فَدَع عنك سوءات الأمور فإنّها، حرام على نفس التّقي ارتكابها. *أثقل أخواني على قلبي؛ من يتكلف لي، وأتكلف له، وأحب أخواني إلى قلبي من أكون معه، كما أكون وحدي. 




طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة.




عواقب مكروه الأمور خيار، وأيام شر لا تدوم قصار، وليس بباقٍ بؤسها ونعيمها، إذا كرَّ ليلٌ، ثم كرَّ نهار. 




فكّر قبل أن تعزم، وتدبّر قبل أن تهجم, وشاور قبل أن تتقدّم.




لا أعلم بعد الحلال والحرام؛ أنبل من الطب، إلاَّ أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عليه. 




ان اظلم الناس لنفسه من رغب في مودة من لا يراعي حقّه.




إنّما العلم علمان: علم الدين، وعلم الدنيا، فالعلم الذي للدين هو الفقه، والعلم الذي للدنيا هو الطب. 




السخاء والكرم يغطيان عيوب الدنيا والآخرة.




رضا الناس غاية لا تدرك، وليس الى السلامة من ألسنة الناس سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه.




فعين الرضا عن كل عيب كليلة، ولكن عين السخط تُبدي المساويا. 




وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم، ولا ينسب شيء اليّ منه.




أرض الله واسعة و لكن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء.




الفقيه هو الفقيه بفعله وخلقه، وليس بنطقه ومقاله.




اشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلّة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يُرجى ويُخاف.




الحرُّ مَن راعى وداد لحظة.




ولولا الشعر بالعلماء يزري، لكنت اليوم أشعر من لبيد، وأشجع في الوغى من كل ليثٍ، وآل مهلبٍ، وبني يزيد. 




رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.




إذا خفتَ على عملِك العُجبَ؛ فاذكر رضى من تطلب، وفي أي نعيمٍ ترغب، ومن أي عتابٍ ترهب؛ فحينئذٍ يصغر عندك عملُك. 




أصبحت من الدنيا راحلاً، و للإخوان مفارقاً، و لسوء عملي ملاقياً، ولكأس المنية شاربا،ً و على الله وارداً، ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها.




فقيهاً وصوفياً فكن ليس واحداً، فإنّي وحق الله إياك أنصح، فذلك قاس، لم يذق قلبه تقى، وهذا جهول، كيف ذو الجهل يصلح.




العلم ما نفع، وليس العلم ما حفظ.




كلّما زاد علمك قلّ إنكارك.




إذا كنت في الطريق إلى الله فاركض، وإن صعب عليك فهرول، وإن تعبت فامشِ، فإن لم تستطع فسر حبواً وإياك والرجوع.




ليس شيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم.




وإذا ما ازددت علماً، زادني علما بجهلي.




من أشعار الإمام الشافعي

للشافعي العديد من الأشعار القصيرة التي تحمل في داخلها حكماً كثيرة، ومنها:

قال في حب الله:


تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديـع لو كان حبك صادقا لأطعتـه إن المحب لمن يحب مطيـع في كل يوم يبتديك بنعمــة منه وأنت لشكر ذاك مضيع



قال يوماً في الحِلم:


إِذا سَبَّني نَذلٌ تَزايَدتُ رِفعَةً وَما العَيبُ إِلّا أَن أَكونَ مُسابِبه وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً لَمَكَنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُه وَلَو أَنَّني أَسعى لِنَفعي وَجَدتَني كَثيرَ التَواني لِلَّذي أَنا طالِبُه وَلَكِنَّني أَسعى لِأَنفَعَ صاحِبي وَعارٌ عَلى الشَبعانِ إِن جاعَ صاحِبُه



وقال فيه أيضاً:


يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا


وقال في آداب طلب العلم:


اِصبِر عَلى مُرِّ الجَفا مِن مُعَلِّمٍ فإِنَّ رُسوبَ العِلمِ في نَفَراتِهِ وَمَن لَم يَذُق مُرَّ التَعَلُّمِ ساعَةً تذَرَّعَ ذُلَّ الجَهلِ طولَ حَياتِهِ وَمَن فاتَهُ التَعليمُ وَقتَ شَبابِه فَكَبِّر عَلَيهِ أَربَعاً لِوَفاتِهِ وَذاتُ الفَتى وَاللَهِ بِالعِلمِ وَالتُقى إِذا لَم يَكونا لا اِعتِبارَ لِذاتِهِ


 

وقال في أمر الدنيا:


وَلا تَمشِيَن في مَنكِبِ الأَرضِ فاخِراً فَعَمّا قَليلٍ يَحتَويكَ تُرابُها وَمَن يَذُقِ الدُنيا فَإِنّي طَعَمتُها وَسيقَ إِلَينا عَذبُها وَعَذابِها فَلَم أَرَها إِلّا غُروراً وَباطِلاً كَما لاحَ في ظَهرِ الفَلاةِ سَرابُها وَماهِيَ إِلّا جِيَفَةٌ مُستَحيلَةٌ علَيها كِلابٌ هَمُّهُنَّ اِجتِذابُها فَإِن تَجتَنِبها كُنتَ سِلماً لِأَهلِها وَإِن تَجتَذِبها نازَعَتكَ كِلابُها


وقال في خُلق الرجال:


ومن هاب الرجال تهيّبوه ومَن حقر الرجال فلن يُهابا ومَن قضت الرجال له حقوقاً ولم يقض الرجال فما أصابا


وقال في حسن المعاملة:


لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ إِنّي أُحَيّي عَدوّي عِندَ رُؤيَتِهِ لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحِيّاتِ وَأُظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أبغضُهُ كَما إِن قَد حَشى قَلبي مَوَدّاتِ النّاس داء وداء النّاس قربهم وفي اعتزالهم قطع المودّاتِ


وقال في صدق الأخوّة:


أُحِبُّ مِنَ الإِخوان كُلَّ مُواتي وَكُلَّ غَضيضِ الطَرفِ عَن عَثَراتي يُوافِقُني في كُلِّ أَمرٍ أُريدُهُ وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ مَماتي فَمَن لي بِهَذا لَيتَ أَنّي أَصَبتُهُ لَقاسَمتُهُ ما لي مِنَ الحَسَناتِ تَصَفَّحتُ إِخواني فَكانَ أَقَلَّهُم عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلُ ثِقاتي


وقال في ترقُّب الفرج:


صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا ومن راقب الله في الأمور نجا مَن صدَق الله لم ينَله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا


وقال في فضل الصمت:


قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ والكَلبُ يُخشى لَعَمري وَهوَ نَبّاح


وقال في صحبة الناس:


إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَدَدُ وَكُنتُ أَحسَبُ أَنَّي قَد مَلَأتُ يَدي لَمّا بَلَوتُ أَخِلاّئي وَجَدتُهُمُ كَالدَهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا عَلى أَحَدِ إِن غِبتُ عَنهُم فَشَرُّ الناسِ يَشتُمُني وَإِن مَرِضتُ فَخَيرُ الناسِ لَم يَعُدِ وَإِن رَأَوني بِخَيرٍ ساءَهُم فَرَحي وَإِن رَأَوني بِشَرٍّ سَرَّهُم نكدي