الغدر

الغدر هو نقض العهد وعدم الوفاء به سواء كان عهداً منطوقاً أم في القلب مكانه، وهو رديف الخيانة الذي فيه طعم لا يُنسى من المرار، فهو لا يقع إلّا بين الأخلّاء والأقرباء ليبدّد قربهم، ويشوّه علاقتهم، ويدنّس صفاء مائها، فلا تعود لسابق عهدها في أغلب الأحيان أبداً، والغدر لا مبرّر له في ديانة ولا في خُلق؛ فهو خُلق ذميم لا يتّبعه شخص سوي القلب سليم، وفي ذمّ الغدر وأهله قيل الكثير، وكان منه ما ورد في هذا المقال.


حكم عن الغدر



إذا كان الغدر في الناس موجوداً فالثقة بالجميع عجز.




الغدر أشبه بشربة ماء مالح على عطش سقاك إيّاها أعزّ النّاس إليك.




النقد ليس غدراً، فالغدر هو أن تزيّن القبح، وتصفّق للأخطاء، وتتعامل مع وطنك كأنّه راتب آخر الشهر.




الغدر سكين غير مسنونة إن أصابتك، فلا بدّ أن تصيبك في مَقتل.




الحب يتحمّل الموت والبعد أكثر ممّا يتحمّل الشك والغدر.




أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الغدر.




من حاول الغدر، وخلفَ الوعدِ عدا عليه الذمُّ بعد الحمدِ.




الوفاء من شيم الكرام، والغدر من صفات اللئام.




الغدر وليد الثقة العاق.




لا فرق بين غدر الضمير وغدر الواقع إلّا في التنفيذ.




من المؤلم أن محاولات الغدر التي لا تنجح لا يجرؤ أحد على تسميتها غدر.




إنّ الغدر ليس يغسلُها من خاطئ دمع ولا ندمُ.




قد يُغفر الغدر، ولا يُنسى.




الغدر يقع ما إن يصبح فكرة.




لا خير في عيش تخوننا أوقاته وتغولنا مدده.




إنّ انشغال الناس بالجزئيات، والأمة تجتث من جذورها من أعظم الغدر لها وللمنهج الرباني الذي كلفنا بحمله.




أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه الغدر وجهة نظر.




صار الغدر لعب هذه الأيام، وغربة الوطن هواية إجبارية.




حقيقة الغدر عمل من اؤتمن على شيء بضد ما اؤتمن لأجله، بدون علم صاحب الأمانة.




أصعب شيء في حياتنا غدر الأصدقاء وطعنهم لنا.




يغدرُ الخلُّ إِن تكفل يوماً بوفاءٍ والغدرُ في الناسِ طَبْعُ.




من كافأ الناس بالمكر كافؤوه بالغدر.




الغدر كالهواء يدلف إلى منازلنا بمجرد فتح الباب.




إنّ محاربة الإنسان بشراسة، وشدة لوجهة نظر لا يعرف عنها شيئاً هي الغدر الذهني بعينه.




الغدر هي الجريمة التي يدفع ثمنها من لم يقترفها.




الغدر لا ينجح أبدا؛ لأنه حين ينجح نعطيه اسماً آخر.




ما أبشع أن تخون صديقاً، ولكنّ الأبشع هو أن تجد الغدر عليك سهلاً.




ليس ثمة أمر إلّا وفيه شيء من الغدر.




يحترف الغدر، وأحترف الغفران.




احذر غدر الفرح فخيانته قاسية.




إنّ الغدر ليس يغسله من خاطئ دمع، ولا ندم.




لقد علّمتني حياة الكتابة أن أرتاب من الكلمات، فأكثرها شفافية غالبا ما يكون أكثر غدراً.




نكران الجميل غدر للسرف والأمانة.




أدِّ الأمانة، والغدر فاجتنب.. واعدل ولا تظلم يطيب المكسب.




أعرف كلّ شيء عن الغدر، فقد تزوجت ستة زيجات ناجحة جداً.




وهل الغدر والهروب من مفردات لغة القلوب، أم أنّ الطيور على أشكالها تقع.




الغدر صفة لا تُخسر الإنسان مَن خانهم وحسب، بل تخسره ما هو أغلى من ذلك بكثير.. إنّه يفقد احترام نفسه ببساطة.




الغدر سهم قاتل لا بدّ أن يردّ لصاحبه يوماً.




إذا كان الغدر في الناس موجوداً، فالثقة بحفظ الله لك سلامة من كلّ شر.




لا تسألني عن الغدر، فأنا لا أعتقد أن هناك كلمات قادرة على وصفها.




تصلك الطعنات ممن كان يحمي ظهرك ويحرسه ممن كان في يوم يدعي الصداقة والأخوة.




الحب الصادق كالقمر عندما يكون بدراً، والكسوف هو نهايته عندما يُلاقي غدراً.




نكران الجميل غدر للشرف والأمانة.




بعد أن غدر بها حبيبها قالوا لها: كيف لم تكتشفي أنّه كاذب، ومخادع، فقالت لهم: كُنت أرى ولا أُبصر.




يصعب على المرء أن يتوقّع الغدر والخيانة إن كان يملك قلباً أبيضاً لا يعرف الخبث.




الإنسان الغدّار يقف مكتوف الأيدي، ورغم ذلك يمسك العصا بذراعه.




عندما تأتي الأسود للشرب تفسح لها الغزلان الطريق دون أن تفرّ، إذ إنّ للافتراس وقتاً ونذراً، وللحياة العادية وقت ونذر ويبدو أنّ الغدر شيمة بشريّة محضة.




لا تسألني عن الغدر، فلا أعتقد أنّ هناك كلمات قادرة على وصفه لبشاعته.




أكثر ما يؤلم في الغدر هو أنَّه لا يأتي من الأعداء بل من المقرّبين.




نبذل في بعض الأحيان مجهوداً جباراً لكي نتعافى من الغدر، ولا نتمكّن من ذلك في آخر المطاف.




تعبت قلبي يا صديقي، فوجع غدرك قسمني فأسفاً على زمن ضاع كنت فيه أعز الصحاب.




لو كان الاستبداد رجلاً وأراد أن ينتسب، لقال: أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وابني الفقر، وابنتي البطالة، ووطني الخراب، وعشيرتي الجَهالة.




غدر الصديق سكين تصيب القلب فلا يبرأ من ألمه، يتقلّب ويتقلّب فلا هو بالغفران شفي، ولا بالنسيان هدأ.




الأصدقاء نوعان: صديق لا تنسى فضله طول حياتك، وصديق لا تنسى غدره ليوم مماتك، فاللّهم إنّي أعوذ بك من خيانة الصديق وغدره.




إيّاك والرضى عن نفسك فإنّه يضطرك إلى الخمول، وإيّاك والعجب فإنّه يورّطك في الحمق، وإيّاك والغدر فإنّه والمروءة لا يجتمعان أبداً.




أعلّمه الرماية كلّ يومٍ فلمّا اشتدّ ساعده رماني، وكم علّمته نظم القوافي فلمّا قال قافيةً هجاني... أعلّمه الفتوّة كل وقتٍ فلمّا طرّ شاربه جفاني.




أشعار عن الغدر

  • قال الشاعرالطغرائي:


لنا شيمةٌ لا ترتضي الغدرَ صاحباً وآيٌ على الأيامِ لا تقبل الوهْنَا إِذا ما تخذنا صاحباً لم نُجازِهِ بسوءٍ وأحسنَّا بأفعالِه الظَنَّا فمن تُنقصُ الأيامُ مِرَّةَ عهدِهِ فإنَّا على العهدِ القديم كما كُنَّا وما رَبِحتْ في الودِّ صفقةُ كَارهٍ مجاملةَ الإخوانِ يعتدُّها غبنا إلامَ التجنِّي والإساءةُ منكمُ عتبتمْ وأعتَبْنَا وخُنْتُم وما خُنَّا



  • وقال أبو علاء المعري:


الغَدرُ فينا طِباعٌ لا تَرى أَحَداً وَفاءُهُ لَكَ خَيرٌ مِن تَوافيهِ أَينَ الَّذي هُوَ صافٍ لا يُقالُ لَهُ لَو أَنَّهُ كانَ أَو لَولا كَذا فيهِ وَتِلكَ أَوصافُ مَن لَيسَت جِبِلَّتُهُ جِبِلَّةَ الإِنسِ بَل كُلٌّ يُنافيهِ وَلَو عَلِمناهُ سِرنا طالِبينَ لَهُ لَعَلَّنا بِشِفا عَمرٍ نُوافيهِ وَالدَهرُ يُفقِدُ يَوماً بِهِ كَدَرٌ وَيَعوزُ الخِلَّ باديهِ كَخافيهِ



  • وقال أبو فراس الحمداني:


فَدَيتُكَ ما الغَدرُ مِن شيمَتي قَديماً وَلا الهَجرُ مِن مَذهَبي وَهَبني كَما تَدَّعي مُذنِباً أَما يُقبَلُ العُذرُ مِن مُذنِبِ وَأَولى الرِجالِ بِعَتبٍ أَخٌ يَكُرُّ العِتابَ عَلى مُعتِبِ




  • وقال ابو تمام:

إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ

رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ

وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ

لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ

إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ

يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ



  • وقال الشريف العقيلي:

أَخٌ لِيَ صافي الوُدِّ مِن كَدَرِ الغَدرِ نَقِيُّ حَواشي الخُلقِ مِن دَنَسِ الكِبرِ

يَذوقُ مَعي حُلوَ الزَمانِ وَمَرَّهُ وَيَسري مَعي في السَهلِ مِنهُ وَفي الوَعرِ

إِذا ما أَراني وَجهُ جَدواهُ لَم أَزَل أُنَقِّطُهُ ما بَينَ عَينَيهِ بِالشُكرِ