كلام جميل عن البحر

البحر هو ملجأ الحزين، وصديق مَن لا صديق له، به تُرمى الأسرار فلا تعود أبداً.

يُملك البحر باليدين، وتُملك الأرض بالشفتين.

إذا نظرت إلى البحر ارتاحت النفس، وهدأ القلب، وزاد الشغف، وحب التأمل في خلق الله تعالى.

لو أصغت الطبيعة إلى مواعظنا في القناعة لما جرى فيها نهر إلى البحر، ولما تحوّل شتاء إلى ربيع.

كل السواقي تنتهي إلى البحر.

كالبحر بقذف للقريب جواهراً.. جوداً ويبعث للبعيد سحائباً.

حتى أعظم حيتان البحر لا تملك أيّ قوة في الصحراء.

كلّ إنسان قبطان في البحر الساكن.

أجملُ البِحار هُو البحرُ الذِي لمْ نذهب إليهِ بعْد، وأجملُ الأطفال هم الذين لمْ يكبرُوا بعْد، وأجملُ الأيّام هِي تِلْك التِي فِي انْتِظارنا.

من يركب البحر لا يخشى من الغرق.

من بلع البحر يستطيع أن يبلغ جرعة أخرى.

ما يضر البحر أمسى زاخراً، أن رمى فيه غلام بحجر.

شرفاء الزمن الجميل ذهبت بهم الحرب، بعد ان قذف البحر ما اعتاد أنْ يرمي به للشواطئ عندما تضع الحروب أوزارها.

الحياة فيض من الذكريات تصبّ في بحر النسيان، أمّا الموت فهو الحقيقة الراسخة.

في بقايا البحر مستقبل لصحراء، وفي بقاياي رائحته كأنّها البحر كأنها البقاء.

الرجل هو البحر والمرأة هي البحيرة، فالبحر تزيّنه اللآلئ والبحيرة تزيّنها مناظرها الشاعريّة الجميلة.

مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاء الإنسان إليه.

يرى الصيّادون أنَّ البحر خطر والعاصفة شديدة، لكنّهم لم يؤمنوا أبداً أنَّ هذه الأخطار سبب كافٍ للبقاء على الشاطئ.

بإمكان البحر أن يضحك، فلم يعد العدو يأتينا في البوارج إنَّه يولد بيننا في أدغال الكراهية.

اصنع جميلاً وارمه في البحر، فإذا تجاهله السمك فإنّ الله يحفظه.

لا أركب البحر أخشى عليّ منه المعاطب..طين أنا وهو ماء، والماء في الطين ذائب.

مثل ماء البحر كلما شربت منها زاد عطشك، وذلك ينطبق أيضًا على الشهرة.

ترى المرء مخلوقاً وللعين حظها وليس بأحناء الأمور بخابرٍ.. وذاك كماء البحر لست مسيغه ويعجب منه ساجياً كل ناظر.

من دخل القبر بلا زادٍ، فكأنَّما ركب البحر بلا سفينة.

هل يبكي البحر لأنّ سمكة تمردت عليه؟ كيف تسنّى لها الهروب خارج البحر من حياة للأسماك!

المُلك كالبحر تستمد منه الأنهار، فإن كان عذباً عذُبت، وإن كان مالحاً ملُحت.

نظرَت إليّ وعيناها باتساع البحر، وقالت: هل تُجيد السباحة؟ قلت: لا، أجيد الغرق!

يمكنك أن ترمي بمفتاحك في البحر طالما أنّ لا القفل في الباب، ولا الباب في البيت، ولا البيت هناك.

لماذا يعتقد البعض أننا نشتم البحر كلّه عندما تنتقد سلوك سمكة.

وهل تسبر عمقَ البحر بالإصبع الّتي تسبر بها عمق الكأس.

وحده البحر يسمع أنين الحيتان في المحيطات.

البحر من ورائنا، ونحن أعداء أنفسنا قبل أيّ أحد آخر.

إن أسعدنا هو أبرعنا في التزوير، وأكثرنا قدرة على الغوص في بحر الأقنعة.أيّها السيد إنّي كنت في بحر بلادي لؤلؤة، ثمّ القاني الهوى بين يديك، فأنا الآن فتافيت امرأة.

ذلكَ البحر الممتدّ من جرحِكَ البعيد إلى دمعِ عيوني تراهُ يبكي في الليلِ مثلنا.

يتجلى جمال البحر أثناء الشروق وعند الغروب، بسبب منظر الشمس الجميل وهي تغوص في البحر وقت الغروب، ومنظرها الخلاب الساحر وهي تسطع في ساعات الصباح الباكر.

أمّا عن أعماق البحر، فنجد أن الأمر يزداد جمالاً وروعة، كما بعض البشر لا تخفي دواخلهم إلّا كلّ نفيس وطيّب.ّ

إنّ استنشاق هواء البحر له فوائد على جسم الإنسان وتأثير إيجابيّ على نفسيته، حيث إنّه دواء للنفس والروح.

القشّة في البحر يحرّكها التيار، والغصن على الشجرة تحرّكه الريح، والإنسان وحده هو الذي تحركه الإرادة.

البحر يعمل على تخليص الإنسان من الطاقة السلبية، ويستبدلها بأخرى إيجابية.

لو أصغت الطبيعة إلى مواعظنا في القناعة لما جرى فيها نهر إلى البحر ولما تحول شتاء إلى ربيع.

حيث يوجد بحر يوجد قراصنة.

ما يضرّ البحر أمسى زاخراً، أن رمى فيه غلام بحجر.

مثلما يعود النهر إلى البحر هكذا يعود عطاء الإنسان إليه.

قطره فوق قطره بحر، وحكمه فوق حكمه علم.

انتظرتُ غروبكِ أيّتها الشمس لأرى ذلك الشعاع الهزيل الذي يودّع البحر، وتلك القوارب تودع يوماً نسيتُ أنّه يمرُّ من حياتي.

ألطف ما قدّمته الطبيعة لمتذوّقي الجمال هو بحر صافٍ كالمرآة، يعزف للأذن برقّة صوت الأمواج، فتشعر بأنّك في صفاء بعيداً عن الهموم، فجاذبية الشمس والبحر المُتهامسان، وقوارب الصيد الصغيرة التي تذكّرك بالماضي البسيط ترسم أجمل لوحة جماليّة على الإطلاق.

البحر جسر الخلاص.. ذلك البحر الغزير الناعم، الأشيب، العطوف، حامل أوجاع الثكلى، والمهمومين، واليتامى، ومرسل السكينة إلى قلوبهم، وباعث في نفوسهم الحياة.

ثلاثة ليس لها أمان: البحر، وصديق المصلحة، والزمان.

كثير قالوا عن البحر غدار، وكثير قالوا يخفي أسرار، وكثير قالوا أناني وجبار، وكثير قالوا وقالوا، ورغم كُثر ما قالوا كتبوا في جماله أشعار.

سأحفر لكَ على شاطئ البحر بأشعّة الشمس الذهبيّة كلماتي علّها تبقى مدى الحياة، وأنتَ يا بحر ما أروعك حين تمرّ مِن بين أمواجك تلك السفن لتعبر البلدان.

أقذف فيه كلّ الآمي وهمومي، وأشكو له كل أحزاني وأشاركه أفراحي، فحياتي هي للبحر والبحر هو حياتي.