اللّه

الله هو الأمانُ الوحِيد في فوضَى العالم، وهو الأنسُ وحدَه..إنّه القريبُ في كلّ لحظة، فهو سامع الشّكوى، ورافع البلوى، ومجِيبُ المُضطر، وكاشف الضُّرّ، وهو مَن يُحِبُّ عبادَه الصّالِحين، هو اللّهُ سُبحانَه وتعالى مَن إلهٌ سِواه يسمعُ من دعاهُ؟ وهو الحبُّ في هذا الوجود، وهو الواجد والموجود، وما سِواه خُلِقَ بأمرِه في كُن فيكون، والله هو السّعادةُ إذا عِشتَ بقربِه، وهو الدّفءُ إذا تضرّعت بحبِّه، وفي حبّه جلّ وعلا كُتب هذا المقال.


عِباراتٌ جميلةٌ عن اللّه سُبحانَه



التّعلّقُ الّذي يجبُ أن يحياهُ القلبُ، هو التّعلُّقُ بالرّبّ.




اللّه ملاذُ الخائِفين، وقُوّةُ الضّعفاءِ والمساكين، هو الخالِقُ العظيم، وهو العزيزُ الرّحيم.




من تعلّقَ باللّهِ اكتَفى، ومَن سار على دربه رشَد.




لن تستقيمَ الحياة إلّا بطاعةِ الله.




اللّه يقبلُكَ بضعفِك وذنوبِك حينما يتخلّى عنك الأجمعون.




لن تَجِد أحنَّ، ولا ألطفَ، ولا أرحمَ من ربّكَ بكَ، فهلّا إليه اتجهت وبه استعنَت، وعليه توكّلت، وأمركَ إليه فوّضت.




من أودعَ قلبَه في رحابِ ملكوتِ ربّه، لم يخشَ أحداً إلّاهُ، ولم يطمئنّ إلّا لِسواه، ومن عزمَ السّيرَ للهِ نجا.




وما أعمالِي بالّتي تُقربُني عندَ اللّه زُلفى، إلّا إن آمنتُ بقلبِي، وأزلتُ الرّياءَ من دربي، وعلمتُ أنّ اللهَ ربّي، وهو وكِيلي في الدّارينِ وحسبِي.




وبعدُ؛ فإنّ الحُبّ نورٌ يطغى على القلبِ ويستولِيه؛ وحبُّ اللهِ في حياةِ الإنسانِ أروعُ ما فيه.




العُبوديّة لّله هي أعظمُ ما يُحصّله الإنسانُ في هذه الحياة الدّنيا، لتكونَ وسيلَتَه لرضا اللّه سُحانه وتعالى عنه، ولنيلِ رحمتِه، ودخولِ جّنتِه.




وإنّ العبادةَ لّله هي الغايةُ المحبوبة، والمُرضيّةُ المرغوبة.




وكمالُ الحبِّ للهِ بقدرِ تكميلِ العبوديّةَ، وكمالُ الذّلِ بقدرِ ترسيخ معاني الألوهيّة والربوبيّة.




من وهبَ حياتَه لله كفاهُ الله ذلّ الحياة.




العارف بالله أنِس بالله؛ فاستوحشَ من غيره، وافتقر إلى الله فأغناهُ عن خلقِه، وذلّ لله فأعزّه في خلقِه.




إنّ أحبّ عباد الله إلى الله الشّكور الصّابِر، الذي إذا ابتُليَ صبر، وإذا أُعطِيَ شكر.




محبةُ الله وحده، هي أصلُ السعادة، ورأسها التي لا ينجُو أحدٌ من العذابِ إلّا بها.




من عمّر قلبَه بمحبّة الله وخشيتِه والتوكل عليه، أغناه الله عن محبّة غيره وخشيتِه والتوكّل عليه.




من أراد أن ينالَ محبّةَ الله فليلهجْ بذكرهِ عزّ وجلّ؛ فالذّكرُ بابُ المحبّة، وشعارُها الأعظم، وصراطُها الأقوم.




علامةُ حبّ الله للعبد: كثرةُ ذكره؛ فإنّك لا تحبّ شيئاً إلّا أكثرتَ من ذكرِه.




إنّ المؤمنَ المتوكّل على الله إن كاده الخلق؛ فإنّ الله يكيدُ له وينتصر له بغيرِ حولٍ منه ولا قوّة.




من دعا إلى محبّةِ اللهِ، أحبَّه الله تعالى.




وما زالَ العبدُ يتقرّب لله بالنّوافلِ حتّى يُحِبّه؛ فإذا أحبّهُ كفاهُ بذلِك الحبُّ كلّ شيءٍ أهمّه.




نمْ وأنتَ تُحسِنُ الظنّ بالله، سيتغيّرُ العالمُ لأجلِك.




كلّما تعرّفتَ إلى الله أحببتَه، وكلّما أحببتَه تعلّقتَ به، وإذا تعلّقتَ وصلتَ، وإذا وصلتَ سُعِدتَ، وهذا هو أساسُ السّعادة.




واللّهِِ ما عبدنا اللهَ حقّ عبادَتِه، وما تعرّفنا إليه حقّ معرفتِه.




ويكفي في جمالِه سُبحانه وتعالى، أنّ كلَّ جمالٍ ظاهرٍ وباطنٍ في الدّنيا والآخرة من آثارِ صنعِه، فما الظنّ بمن صدرَ عنه هذا الجمالُ!




إذا كان العبدُ راضياً بالله ربّاً نزلت على قلبِه سكينةٌ واطمأنّ، فأبصرَ كلّ نعمةٍ يعيشُ فيها، فارضَ عن ربّك، يرضى ربُّكَ عنك.




لا بُدّ أنّك ستظلُّ تتفاجَأ بردّاتِ الفعلِ التي لم تكن تتخيّلُها، ثمّ ستصلُ إلى يقينٍ تامٍّ بأنّ كلّ شيءٍ من الممكن أن يحدُث، ومن أيّ شخصٍ كان، وأنّ الله هو الأمانُ الوحيدُ في فوضى هذه البسيطة.




فمتى أحبّكَ الله؛ أحبَّتكَ كلّ الخليقةِ، وتهيّأت لك كلّ الأمور، وكُفِيت شرّ الشرور؛ فالله هو الشكور الغفور.




الخشيةُ في جنابِ الله عزّ وجلّ والخوفُ منه، كلاهما موجِبا الحبِّ من اللهِ عزّ وجلّ للعبدِ.




البصيرُ السميعُ بحالِك هو الله وحدَه؛ فإيّاكَ أن تلتجِئ إلى ما دونه بدعائِك، وشكواكَ، ورجائِك؛ فهو وحدَه الذي يراكَ ويسمعُك، وينجّيك.




خواطِرُ عن اللّه عزّ وجلّ



لم يكن لأيّ حُبٍّ أن يطغى على حُبِّ الله في الحياة، أنا من نذرتُ العمرَ لله ولن أعيشَ إلّا لِسواه؛ فعساهُ أن يُبلّغني رضاهُ، أحبُّكَ ربّاهُ أُحبّكَ ربّاه؛ فاجعلنِي كإبراهيمَ أوّاهَ أوّاهَ، وما أبغي من وصالِك شيءٌ إلّا أنّني أُحبّكَ ربّاهُ، وإنّ القلبَ لثابِتٌ يا ربّي فاجعل الهدى دربِي، فأنا في سبيلِك صابرٌ، وعلى رضاكَ مُثابِر، فالحمدُ لله على ما يلقانا من آلام، والشّكرُ له على ما ألمّنا من أحزان؛ فإنّا لله تعالى إنّا لله.




انفرِدُ عن عالَمك إلى الأنسِ به والقربِ منه، واجعلُ جلَّ أوقاتِك في طاعاتِه؛ وابذلُ وتضحّي لأجلِه سُبحانه، لأنّه مَن؟ لأنّه الله.. الّذي يسمعُك ويُبصِرُك، يُحِبُك ويُجيبُك، ويرحمُك وينجّيك، فثقْ باللّه وحدَه ولا تنظُرَ إلى ما دونَه من البشر؛ فهو القوى العُظمى لا سواه؛ فمن وجدَ الله وجدَ كلّ شيءٍ، ومن فقدَ اللهَ فقدَ كلَّ شيءٍ.




لا أحدَ سِواهُ يعلمُ سِعةُ حبّكَ لربّك، وحياءك من أن تُذنِبَ ذنباً وأنتَ تعلمُ أنّه يحُيطُكَ بسمعِه وبصرِه، الله وحدَه يعلمُ كم اجتنبتَ من المعاصِي لأنّك تُحِبّه، وتبتغي على الدوامِ قُربَه، ولأنّك تخشاهُ في السّرّ والعلانية، وترجوه مرتبةَ الإحسانِ وجنّةً عالية قطوفُها دانية، لا أحد يعلمُ ذلِك العملِ الذي سيكونُ نجاتُك في الدّنيا والآخرة إلّا اللهُ، أتدرِي بعد اجتنابِك المحرّماتِ وإقبالِك بشغفٍ على النّوافلِ والواجِباتِ، سيعظُم قلبُكَ عند ربّك، وما أجملَ إخلاصَكَ حينها! وما أغلاكَ عندَ مولاكَ!




لم تكن العبرةُ يوماً من الأيّام بكثرةِ الزّحامِ، ولا بعددِ الطّارقينَ والسّائلينَ عند حلولِ الآلامِ، وإنّما العبرةُ بركنٍ دافئٍ تنطوِي إليه في ثنايا روحِك، وتلجأُ إليه كلّا أحسستَ من هذا الكونِ فزعاً؛ إنّه اللهُ لا سواه، فأيّها الواقِعوانَ في ضيقِ الحياة، تذكّروا أن لا تيّأسوا من روحِ الله، وأنّ الله تعالى عندَه من كلّ ضيقٍ مخرجاً، ومن كلّ همٍّ فرجاً، وما بعد الشّدةِ إلا الفتحُ والسّكون، فمهما تُهتَ في مسارِح الحياة، إيّاكَ أن تنسَى علاقَتك مع اللّه عزّ وجلّ، وتحسّسها كأعظمِ شيءٍ تخافُ فقدانَه، وحافِظْ عليها كما تُحافِظْ على روحِك؛ لأنّك بها كلّ شيءٍ وبدونِها لا شيءٍ؛ فلأنّك اللهُ لا خوفٌ يُبدّدنا ولا همومٌ، ولا ضاقتْ بنا السّبُلُ.




العيشُ في رحابِ أسماءِ الله الحُسنى يجعلُك أكثرَ حبّاً للدعاءِ، إذ هي ما يربِطُك بالسّماءِ؛ ويشعرُك بجماليّاتِ الدّعواتِ مع كلّ اسمٍ من أسمائِه سُبحانه، فتراك تُسافِرُ بها إلى عمقِ مخيّلتِك لِتهنأَ بالحقائقِ من حولِك؛ فاللهُ هو الحيّ القيّوم الذي قامت به الأرضُ والسّموات، وقام به كلّ شيءٍ، وهو الباقي وغيرُه لا يدوم، وهو الجبّار فاجبُر آلامَ قلبِك باسمِه، وعشْ بين مراقبةِ الله في اللّيل والنّهار، واستشعرْ عظمةَ جلالِه وقربِه؛ فإنّه السّميعُ البصيرُ، الغفور الرحيم، الملكُ القدوس، والمؤمن المهيمنُ، مالكُ المُلك، هو الحقّ المبين؛ إنّه ربّ العالمين.




أشعارٌ جميلةٌ عن الله عزّ وجلّ

  • قال الشّاعر:


فحُبُّ الله مغزاهُ عظِيمٌ وأجرٌ فيه إخلاصُ القَبُولِ وعِلمٌ ذاكَ بالمولَى العليمِ يقينٌ فيه حُسنٌ للوُصُولِ



  • وقال الآخرُ:


ربّاهُ قلبِي قد أتاكَ يُعانِي والحزنُ أحكمَ بالوِثاقِ لسانِي امنُنْ عليَّ بفرحةٍ يشدُو بها قلبِي ويسرِي لحنُها بكيانِي



  • وقال الشّاعر:


لأنّكَ الله لا خوفٌ ولا قلقُ ولا غروبٌ ولا ليلٌ ولا شفقُ لأنّك اللهُ قلبي كلُّه أملُ لأنّك اللهُ روحِي ملؤها الألَقُ



  • وقال آخرُ:


من يتّقِ اللّهَ يحمَدْ في عواقِبِه ويكفِيه شرَّ من عزّوا ومن هانُوا من استجارَ بغيرِ اللهِ في فزعٍ *فإنّ ناصِرهُ عجزٌ وخِذلانُ فالزمْ يديكَ بحبلِ الله معتصماً فإنّه الرّكنُ إن خانتْكَ أركانُ