حكم عن الفصول الأربعة

الربيع بسمة الطبيعة قبل أن تجود بعطائها، إذ لا قيمة للعطاء إذا لم ترافقه بسمة الرضا.

في قلب كل شتاء ربيع نابض، ووراء كل ليل فجر باسم.

إنّ نسائم الربيع الراحل تهفو أحياناً فتذكرنا بعمر مضى وليس لنا الحق في استرجاعه.

الربيع لا يتوقف من أجل نبتة لا زالت تتعلّم النمو والاخضرار.

في قلب كل شتاء ربيع يختلج، ووراء نقاب كل ليل فجر يبتسم.

برز الربيع لنا برونق مائه، فانظر لروعة أرضه وسمائه.

فصل الربيع ببهائه وخضرته وألوانه المبهجة هو التعويض العادل عن برد الشتاء وعواصفه.

طير الربيع كالمغني الذي طال انتظاره لفرصة الغناء.

فصل الربيع هو فصل النمو والنهضة والتفاؤل والحب والجمال.

ورد الربيع فمرحباً بوروده، وبنور بهجته ونور وروده.

شمس الربيع سافرة والريح عاطرة، والكون يبدو لنا في ثوب فرحان.

هـذا الربيع به الإنسان في غدق، بين المروج بها الأفنان والشجر.

الأرض خضراء والأشجار مائلة، والورد مبتسم في كل بستان، عاد الربيع فغنّى الطير مبتهجاً، في الروض يشدو بأنغام وألحان.

الربيع هو ولادة جديدة للأمل والتفاؤل، وسكون بعد الصخب.

الصيف بيت الهادئين الذين يحبون الحياة.

في فصل الصيف ينضج القمح وتنضج الحياة معه.

النهار الصيفي الطويل هدية رائعة لمن يمتلك الكثير ليجربه.

الصيف صديق المدن الذي يبقيها يقظة ليحادثها طوال ليلها القصير.

ليل الصيف يضيء المدن.

غيوم الصيف العابرة تخبرنا أنّ الهموم إلى زوال.

فصل الصيف أبو الفصول في الحركة والنشاط ونور النهار؛ فلا غيوم ولا رياح.

فصل الصيف هو الفصل الدافق في النفوس الأصيلة.

إذا لم تستطع أن تكون جميلًا كالربيع فكن متجددًا حيًّا كالصيف.

يا حياةُ لا تكوني بخيلةً كالفرح، كوني سخيَّةً كالحزن، كالانتظار، كالشتاء.

في عمق الشتاء البارد اكتشفت أنّ في داخلي صيفاً لا يقهر.

الشتاء باردٌ على من لا يملكون الذكريات الدافئة.

كلّ شيءٍ جميلٍ في الشتاء عدا ارتجاف الفقراء.

الشتاء محبوب بالدفء، فالدفء لا يكون إلا بعد برد شديد، والأشياء تعرف بضدها

أحبّ شمس شتاءٍ تأتي على استحياء، ونجوماً مضيئةً في مساءٍ تزيّن بداخلي السماء.

سيأتي الشتاء، وَيلفظ الكون أنفاسه المتسربلة بالأحلام، وتمسح الشمس بكُل لطفٍ على جبين الأرض، وتخفض اشتعَالها.

الشتاء يترك إحساساً عميقاً في داخلنا بالوحدة.

لا تثق بشمس الشتاء ولا بقلب إنسان.

تذكّر دائماً أنّ الشتاء هو بداية الصيف، وأنّ الظلام هو بداية النور، وأنّ الأمل هو بداية النجاح.

عندما نقع في الماء لا يخيفنا بلل المطر.

لا تدع يد الشتاء الخشنة تمحو عنك صيفك قبل أن تتحول أنت إلى قطرات.

الضحك هو الشمس التي تزيل الشتاء عن وجه الإنسان.

لم يكن الربيع صديقي في يوم من الأيام، الخريف وحده هو الذي يشبهني.

قلة من يفهم أنّ جنون الربيع إنّما هو وليد حزن الخريف.

الخريف هو الفصل الذي يمثل مرحلة حياتنا التي تسقط بها أوراقنا بعد أن كنّا أشجاراً نضرة إلّا أنّه ملح النجاح، ملح الحياة.

لولا الخريف لما حلّ الشتاء.

لا يمكن للغصن أن يتحمّل كلّ أوراقه اليابسة مع الجديدة، لا بدّ من سقوط بعض الأوراق لتنمو أوراق أخرى.

كلما رأيت الخريف شاهدت عظم الخالق في تجديد الروح والحياة.

مسكين أيها الخريف لا يرونك وسيماً كالصيف ولا غزيراً كالشتاء.

هو الخريف يكشف عن حقيقة الأشخاص كما الأوراق؛ بعضها يسقط في أوله، ومنها ما يبقى مرتبطاً بأصله مهما كان الخريف مكابراً.

الخريف هو ربيع ثانٍ حين تكون كلّ ورقة زهرة.

الورقة التي لم تسقط في فصل الخريف خائنة في عيون أخواتها، وفيّة في عين الشجرة، ومتمرّدة في عيون الفصول؛ فالكل يرى الموقف من زاويته.

عندما يأتي الخريف لا تبقى شجرة مثمرة؛ تماماً كالإنسان عندما تمرّ به فترة الخريف يتساقط منه الكثير.

تساقطي يا أوراق الخريف فليس لدي ما أتمسك به، تساقطي يا أوراق الخريف وعجّلي بالوداع، تساقطي يا أوراق الخريف، وأعلني بدء الرحيل، تساقطي يا أوراق الخريف حتى يأتي الربيع، تساقطي يا أوراق الخريف وانثري أوراق الزمان القديم، وجدّدي صفحات عهد جديد، وانثري زهور الربيع من جديد.

طبيعة الورود الضعيفة في الغالب ما تنهار أمام قسوة البرودة في فصل الشتاء، وتبدأ في الظهور مع فصل الربيع وتستمر في فصل الصيف،هكذا نحن، نصمد أمام العواصف إلى أن نصل إلى نقطة لا نستطيع معها الاحتمال، لكننا لا نموت بل نولد بعد المعاناة من جديد.

الكائنات الشتائية مثلي تعشق البرد لا لأجله بل للدفء الذي يرافقه، تعشق مناجاة المطر وهمس الثلج القطنيّ حين يُخبّئ أسرار الأرض، تلك الكائنات لا تنتظر أيّ فصل آخر مهما بلغ جماله؛ ففي داخلها انتماء لرائحة الطين بعد انسكاب المطر، لبخار النوافذ البارد والأكمام الصوفية الدافئة، تلك الكائنات تعلم أن الشتاء يبذل للأرض الكثير لتبقى قادرة على مواجهة بقية الفصول.