عبارات الرثاء

ثمّ إنّ لا أحد يعلم معنى الفقدان الحقيقي، فهو أن تفقد نصف روحك برحيلها إلى السماء، كما حالي معك الآن، فأنا هنا بلا حول أجاهد لكي أبقى سليماً في هذا العالم..وحيداً ليس لشعوري أيّ معنى؛ فقد كفَفتُ عن انتظار كلّ شيء سوى تلك اللحظة التى سأنتقل فيها لجوارك، فحياتي بعدك يا كريم النفس، ويا طيّب الروح فقدت معانيها، أنام لأستيقظ، وأستيقظ لأنام عسى يومي من يومك قريب.

هذا الصباح مُرّ في فمي تتدحرج فيه الذكرى بين زوايا العتمة، وخواطر البوح، وتباريح السفر، فلا الدّمع يكفكف آلام الرّحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفّف لوعة الفقد، ولا التوقّف عند محطّات الرفاق يجلب شيئاً من السلوى أمام مصيبة فراقك أيّها الغالي.

إنّنا في الحقيقة لا نبكيهم لأنّهم رحلوا، بل نبكي أنفسنا لأنّهم تركونا وحدنا، إذ إنّ كلّ آلامنا ودموعنا، وقلقنا لأنّنا لن نراهم بعد اليوم في دنيانا، وقد كانوا بعض سلوانا، وجزءاً من حياتنا، أو بقية من رفاقنا، فنحن نبكي من أجلنا نحن لا من أجلهم، فهم رحلوا ولن يشعروا ببكائنا، ولن يكون بمقدورهم أن يصنعوا شيئاً لنا أو لأنفسهم..لكنّ القلب من فراقهم قد تصدّع.

فقيدي عند رحيلك فقدت شيئاً بداخلي لا أستطيع استعادته، ولا أعلم كم من العمر أحتاج لأتيّقن بأنّك رحلت..فقيد قلبي رحيلك كسرني كسراً لايمكن جبره، وشوقي لك يؤلمني، رحمك الله يا قطعة من القلب فارقتني.

وسيبقى هذا اليوم هو اليوم الأصعب فى حياتي، ففيه فقدت نصف روحي، وفقدت جزءاً من قلبي، وفقدت شخصاً من المستحيل نسيانه رحل فكان رحيله أكثر الأشياء وجعاً لي، رحمك الله، وعوّضني بلقائك في جنّة الفردوس.

تمرّ الأيام ونمارس حياتنا الطبيعية لكنّ لفقيدنا مكاناً لا يمكن أن يملأه أحد غيره، رحمك الله وأنار ربي لك قبرك، فإنّه كريم حليم.

أشدّ الألم غصّة الدّعاء لميت لا تنسيك الأقدار قيمته، فالّلهم ارحم من اشتاق له قلبي وهو تحت التراب، واجمعني به في جنّتك.

ننسى أناساً كثيرين إلّا أنت، فأنا أتذكّر نبرة صوتك البلبليّة، وابتسامتك الجميلة، وأتذكر وجوهك الوضيء بكلّ ملامحه..لا بدّ أنّها لحظات وهبها الله عز وجل لعباده لنترحّم على من انتهت رحلة حياته في هذه الدنيا، اللهم ارحم أحباء لنا رحلوا وذكراهم الطيبة باقية في قلوبنا.

سيظلّ أبي حباً يحكيه دعائي دائماً، فالّلهم لا تحرمه من الجنة؛ فهو لم يحرمني شيئاً في الدنيا.

أشتاق لك بكلّ ما وراء الكلمة من لوعة فراقك، وألم فقدك..أشتاق لك أبي بحجم السماء التي تضمّك.

اشتقت لتقبيل تلك الأيادي الّتي ربّت، وحَنت، ورعت..اشتقت لوالدي ولحنانه، وللنظر إلى ملامحه، واشتقت لسؤاله وتفقدّه لحالي، فأحلى الأيام كانت معه، لكنّ ربي قدّر وكتب له الرّاحة بأن يلاقيه سبحانه وتعالى..ولا أملك إلّا أن أدعو الله أن يمنحني الصبر على فراقه، فرحمك الله يا والدي الحبيب، ورحم جميع آباء المسلمين، والمسلمات.

سلام على من يشتاق له قلبي، وعلى من يحنّ له فؤادي، وألف سلام على من رحل عن الدنيا، ولكنّه لم يرحل ساعة عنّي..أتمنى لو أنّك ما زلت هنا لتعيش معنا أجمل اللحظات، ولكن أعلم جيداً أنّك تشعر بنا، وتفرح معنا، وحين ندمع تمسح عنّا العبرات، فكيف ننساك والقلب بذكراك يدقّ كثير الدّقات!، وكيف تغفل عيني عن رؤياك وأيّامي مليئة معك بالذكريات!، فوالله إنّي أشتاق لحديث يجمعنا، ولابتسامة لها ألف معنى، فقد تمزّق قلبي من الفراق، وليس بيدي حيلة، فقد أهلكني لك الاشتياق.

أبي أنّي لا أرتاح حتّى أبكي كلّ ليلة لفراقك، فأنا أتذكّرك في كلّ وقت، ولحظة، وثانية، وأراك في كلّ مكان، وأتخيّلك في الأحلام، وأحتاج لك في كلّ الأحيان.

أبي أنت في دعائي، وحديثي، وندائ، وأنت الكلام المتردّد في جوف قلبي، بل أنت كلّ قلبي رحمك الله يا حبيبي.

أبي يا صاحب القلب الكبير، ويا صاحب الوجة النّضير، ويا تاج الزّمان، ويا صدر الحنان أنت الحبيب الغالي، وأنت الأب المثالي، وأنت الأمير، ولو كان للحبّ وساماً فأنت بالوسام جدير يا صاحب القلب الكبير، رحمك الله يا فقيدي، وجمعني الله بك في القريب العاجل.

حين يتحدّثون عنك يا أبي يهتّز شيء بداخلي، فيقشعرّ جسدي بكلّ ألم، وحزن، وأسى..أفتقدك يا أبي فلقد بعثرني غيابك جداً، فاللّهم اجعل الجنة دار لقاء لمن حاصرهم الحنين، وأضناهم الشّوق لأحبّتهم الراحلين إليك.

أبي يعجز لساني عن وصفك؛ فمجلّدات الدنيا لا تكفي لأن أعّبر عنك بكلمة..رحيلك آلمني بشدة حتى أنّني لم أستوعبه حتى الآن، فاللهم ارحمه بقدر حبيّ له، واجعله تحت ظلّ رحمتك يا أرحم الراحمين.

أمي برحيلك رحل الفرح عن عمري، وابتسامتي أصبحت باهتة لا قيمة لها، فلا يمكنني ان أعيش حياتي كما عشتها معك بعد الآن، فأنا أحسّ بأنّ الحياة بعدك فقدت أجمل وأمتع ما فيها، فذكرى الأيام التي عشناها ستبقى تخفق في قلبي، ورسمك الجميل سيبقى يتراقص أمام عينيّ..ألف رحمة على ثراك يا غالية، وجعل الله مأواكِ الفردوس الأعلى.

أمّي لقد رحلتي بجسدك عنّي، وروحك لم تغادر روحي أبداً.

تلهج ألسنتنا منذ رحيلك يا أمّي بالدعاء، وستظل تردّد عبارة إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولكنّنا يا أمي سنظل نبكيك، وسيظلّ الدمع يغالبنا في كلّ مرّة نذكرك، فذكراك عنّا لا تغيب، وإنّا مغلوبين لأمر قلوبنا المحِبّة لك، فقد منحتنا كلّ ما يمكن، وما لا يمكن لأم أن تمنحه، ولم تبخلي، ولم تتأفّفي، ولم تشتكي، وظللتٍ تغدقين علينا حتى آخر لحظة، فرحمك الله يا أغلى البشر.

لقد كنتِ حياة البيت وسروره، وضياءه، حتى مضيتِ وتركتِ لي حزناً مراً أتجرّعه صبحاً ومساءً، فالبيت بدونك يا أمي سجن والكلّ به أسير.

غاب صوتك ولم يغب حضورك؛ فأنت حولي منذ رحيلك رحمك الله يا أخي.

أخي كيف حالك بين القبور حنيني إليك يؤلمني يا فقيدي، اشتقت لك كثيراً، فمكانك الفارغ لن يملأه أحد، وأنا لم يكسرني شيء سوى غيابك عنّي، فخبر رحيلك إلى الآن عالق في أذني وكأنّك رحلت بالأمس..فرحمك الله، وجعلك جنّات الفردوس مثواك.

في مثل هذا اليوم مات أخي، وفي مثل هذه الساعة فارقت روحه الطاهرة الحياة، وصعدت إلى بارئها، رحل بلا موعد وبلا وداع..رحل مخلفاً وراءه أوجاعاً لا تنتهي، وأقلّ ما أقول مات أخي، ومات معه كل شي.

نفس الألم الذي علِق في حنجرتي وقت موتك ما زال يؤلمني إلى الآن، رحمك الله يا من أوجعني رحيله، فالّلهم ارحم أخي، واجمعني به يا رب.

حكاية رحيلك إلى السّماء يا أخي هي قصة حزن لن تفارق من قلبي أبداً، فيا ربّ اجعل نسائم الجنة تهبّ على قبر فقيدي.

أختي الراّحلة إلى جوار ربّك لقد تركت فيّ شوقاً لا تذهب به أيّام ولا سنين، رحمك الله بقدر ما أوجعني رحيلك، واللهم أطعم فقيدتي من ثمار الجنة، و اجعل شرابها من نهر الكوثر، وافسح لها في قبرها، وافتح لها باباً تهب منه نسائم الجنة..ربي اغفر لها، وارحمها برحمتك يا أرحم الراحمين.

رحلت أختي وما زلتُ لا أصدّق خبر رحيلها، فاللهم ارحم من تساوت عندها الأوقات، فلا شمس تشرق عليها، ولا قمر ينير ظلمتها، واللهم آنس وحشتها، وافسح عليها قبرها وأنره، واجعلها في الفردوس تنعم برحمتك..رحمك الله يا أختي رحمة واسعة، وجميع موتى المسلمين.

 لقد فقدت اليوم قطعة منّي..فقدت أختي التي أحبها حباً لا يمكن وصفه، فكيف سأستطيع العيش بدونها! فهي الهواء الذي أتنفّسه، والقلب الذي أعيش فيه، فاللهم ارحمها، واغفر لها، واعفُ عنها، وآنسها في وحشتها، واجعل قبرها نوراً وضياء لا نهاية له، وابدلها داراً خيراً من دارها، وأنزل عليها السّكينه، واجعل قبرها روضة من رياض جناتك، وعوّضها عن الدنيا بجنة عرضها السموات والأرض..رحمك الله يا أغلى مَن فقدت.

أختي الرّاحلة إلى السماء تركتِ فينا شوقاً، وذكرى لا تمحوهما ملذّات الحياة كلّها..رحمك الله بقدر ما أوجعني رحيلك، وطاب قبرك، وطابت قلوبنا المشتاقة لك.

 كم يؤلمني فقدانك يا أختي الحبيبة، فأنا أشتاق للحديث معك، وللبوح لك بكلّ أسراري، وأشتاق لسماع صوتك، ولأن أنام بحضنك الدافئ، فاللهم أرحم فقيدة قلبي، وعوّضها بالجنة، وبشّرها اللّهم بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وما لم يخطر على قلب بشر..رحمك الله يا أختي.