البيئة
خلق الله البيئة للإنسان وكان من البديهي أن يحافظ الإنسان عليها، فهي مأواه وداره، وفيها ملاذه، لكنّ بعض البشر بطبعهم لا تطال أيديهم شيئاً إلّا وأرهقته، وعن طبيعته أخرجته، وقد كانت البيئة إحدى هذه الأشياء المهمّة التي لوثوها، أمّا بعضهم الآخر فالصلاح فيهم صفة وطبع، لا يرضون بالخراب أينما حلّوا، كرّسوا جهودهم لحمايتها، وإعادة توازنها، وبين أولئك وهؤلاء جاء هذا المقال بما فيه ليتناول موضوع البيئة وما يخصّها.
عبارات عن البيئة والمحافظة عليها
في جمال البيئة قيلت الكثير من العبارات، والعديد من الأقوال التي تحثّ على المحافظة عليها، ومنها ما يأتي:
في صفاء موجودات البيئة صفاء للذهن، وراحة للروح، وسكينة للقلب، وإمتاع للعين، أفلا يدفع ذلك كلّه الفرد للمحافظة على بيئة نقيّة.
الأرض، تستحق منّا القتال لأجلها.
في احترام البيئة لا في استنزافها تظهر قيمة العلم، وينعكس وجه الحضارة.
في كل ورقة شجر، وفي كل نقطة من مياه النهر، وفي كل جبل ترابه قد انحدر يكمن حمل ثقيل يسمّى المسؤولية، فالبيئة هي انسجام الموجودات التي سخّرها لنا الله، ويد إنسان حريص صنعها لتحميها.
لنرسم لنا مستقبلا أول خطوطه بيئة نظيفة.
بيئة نظيفة وسليمة تعني حياة سعيدة هانئة.
إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فكيف بحماية بيئة كاملة!.
فليكن شعارك في أيّ مكان تدخله أن تترك المكان أفضل ممّا كان.
جلست في مكان أعجبك، اتركه نظيفاً حتى يعجب غيرك.
حافظ على نظافة مكانك ليبقى لأبنائك كما كان.
يتجسّد التزام الفرد بمحافظته على بيئته نظيفة، لا يتسبب لها بالأذى.
تذكّر أنّ كلّ ورقة ترميها في الشّارع ينحني لها رجل في عمر أبيك.
البيئة بيت المرء ومأواه، ومساحة الحريّة التي خلقها لنا الباري جلّ في علاه، فمتى سنقدّس هذا الجمال ونشكر من سوّاه.
فالسلام لم يعد مجرد مسالمة بين البشر والبشر، بل هو في الأساس مسالمة واجبة بين البشر والأرض؛ لأنّ الحرب على بيئة الأرض هي مأساة سرمدية، بينما مآسي أشد الحروب فتكاً في تاريخ البشرية يمكن للزمن أن يتجاوزها.
مَن يؤذي الأرض فإنّه يؤذي نفسه لا محالة.
سلامة الفرد، وصحّته وسكينته، تبدأ من وجوده في مكانٍ خال من كل أنواع المخلّفات والتلوّث.
تلويث البيئة وتدميرها يجعلها عاجزة عن احتضاننا في المستقبل.
في الغابات الخضراء تكمن رئة الكون وصحّته، فحافظوا عليها.
دعونا نسير على هذه الأرض بخفّة، ونحيا بسلام.
الأرض هي الكنز الوحيد الذي يتشاركه الناس جميعاً، وهو ما يحتّم عليهم حمايته بأرواحهم؛ لأنّه الشيء الذي يوحّد مصيرهم بالنهاية مهما اختلف.
في بيئتك بيتك، وفي نظافتها يكمن استقرارك، ومستقبلك الهانئ.
إنّ في نظافة البيئة منافع كثيرة، فبها يسعد المرء ويُثاب، ويحيا عمره سليماً معافى من الأذى الذي قد يسببه تلوّثها.
إن كان طريق ما أفضل من غيره، فتأكّد أنّه طريق الطبيعة.
لا تنظر إلى مأكل شعب، أو ملبسه لتتعرّف إليه، بل انظر إلى نظافة البيئة من حوله، واحترامه لموجوداتها فهما ما سيحدّثانك عن ثقافته ورقيّه بكل صدق.
أصل ثبات الخلق ثبات البيئة.*لا شيء أقوى من تأثير البيئة على الإنسان، فهي المحرّك، والدافع، وأصل التأمّل والجمال.
لو آمن الأفراد أنّ العيش في بيئة نظيفة هو حقّ من حقوقهم، لسعوا للحفاظ عليها قبل سعيهم للحصول على المأكل والمشرب.
رسائل لحماية البيئة
- كيف لمن ترفرف روحه لتعانق حريّة يخلقها له هواء البيئة النقيّة كل يوم، وتسير أقدامه في أفقها، لتنعكس زرقة سمائها النضرة كمرآة يرى فيها صفاء روحه، أن يجحد هذا الفضل كله ويسعى لتدميرها؟! قد يبدو الأمر مستهجناً لدى البعض إلّا أنّه صحيح، فنحن بنو البشر نقطف بيمنانا ثمار هذه الطبيعة اليانعة، ونقذف بيُسرانا مهملاتنا في روابيها الخضراء لنقفرها، نستنشق عبير الزهور المنتشرة في مروج الطريق، وتثطلق سياراتنا ومصانعنا ما يخنق رئة الأرض من الدخان بالسواد، نرتشف عذب مائها الذي تجود به الينابيع والأنهار، ولا نتورّع لحظة عن أن نصرّف سمومنا في بحيراتها وبحارها، عجباً لنا نحبّ الجمال، ونعشق الطبيعة وسحرها لكننّا نجهل تماماً كيف نعيش دون المساس بهما! فمتى سنستطيع العيش بصحة وسلام!
- البيئة بيت الفرد وملاذه الكبير، وإنّي لأعجب كيف يهتم الإنسان منّا بنظافة ملبسه وأناقة هندامه، وتهذيب بيته الصغير دون أن يلتفت إلى تلك البيئة التي تضمّه بكلّيّته مع هذا كلّه! نشعر نحن الآدميّون بالتقلّبات اللحظية والسريعة ونحسّ بخطورتها أكثر من شعورنا بتلك التغييرات الكارثية التي قد تستغرق عشرات السنين، ولا شكّ أنّ هذا ما يفسّر لهونا وانصرافنا عمّا تواجهه بيئتنا من اضطرابات واختلالات سندفع ثمنها غالياً إن لم نستشعر خطرها وننصرف لوجود حلول فعلية، أقول غالياً وأقصد ثمناً سيقتطع من صحّتنا، وصحة عوائلنا، وأعمارنا ورفاه عيشنا، فما نهمله الآن سنجني عواقبه غداً إن لم يُشغلنا الحل عن الانصراف إلى أمور أخرى، فهلّا صحونا وتوجّهنا لحماية بيئتنا؟
- في قلب البيئة لمن يصغي نداء بأن هلّا خفّضتم ضجيج مصانعكم، وسياراتكم، وآلاتكم لتسمعوني قليلاً! عند الصباح تصحّ روحي، وتنطلق لبثّ نقي الهواء لكم رئتاي، وفي الليل إثر تلويثكم، واستهتاركم تتداعى عليّ جروحي، فتنطلق لتضمّد جروحي يداي، كل ما أطلبه منك أيّها الإنسان أن تلتفت فترى بعينيك ما حباك الله به من تلالٍ وأشجار وسماء، وأنهار وبحار تحتضن ما تحتضنه من الأحياء، وتربة تخرج لك ما لذّ وطاب من الثمار والأشجار وارفة الأفياء، فعلامَ تزيد في إيذائي! فتلوّث مائي، وتخنق بسواد دخانك سمائي؟ وتستنزف منّي كنزي وثرائي؟ أرجوك التفت؛ فالوقت يمضي وأنا أختنق، وإن حدث هذا يوماً زالت أنعمي وحلّ وبائي، وصعُب شفائي، فاستيقظ...
أشعار جميلة عن البيئة
تغنّى كثير من الشعراء بجمال الطبيعة من حولنا، فكان ممّا قالوا:
*وقيل في جمالها أيضا:
*أمّا عن روعة موجوداتها ودورها في التسرية عن النفس فقيل:
*أمّا أمير الشعراء فعن جمالها قال: