عبادة العمرة

ليس أجمل من أن يتقرّب العبد إلى الله في بيته، إلّا أن يقطع مسافات طوال حتى يلاقي ربّه طائعاً مشتاقاً هناك، فالمعتمر إذ ينوي هذه العبادة ينوي إلى الله القربة رغم مشقّة السفر، ولأجل هذا يذهب الصحب، والأهل، والمحبّون لتوديعه عند سفره، وملاقاته عند إيابه كنوع من أنواع المشاركة، وفي هذا المقال عبارات تُقال عند وداع المسافر ولقائه.


عبارات تُقال عند وداع المعتمر



سلّمكم الله، وتقبّل في عالي سماه عبادتكم، وأعادكم إلينا سالمين مغفوري الذنب.




عين الله ترعاكم، والقلب يدعو للقياكم، فتقبّل الله عبادتكم، وعُدتم وقد حقّقتم مسعاكم.




أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتقبل منك ويجعلك من الصالحين وأن يغفر لك ذنوبك، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا زيارة البيت العتيق مثلك وأن يجعلها خير هداية لنا إن شاء الله تعالى.




حفظك الله في طريقك، وكتب لك عبادة في زفيرك وشهيقك، وجعل كتاب الرحمن صاحبك ورفيقك.




يا من شممتَ ريح الجنّة فطار قلبك شوقاً لها، ادع لقلوبنا للحاق بركبك، وسلّم لنا على طيبة وبلغ السلام لجميع أسوارها.




وإن ودعتك اليوم لأداء عمرته، فقلوبنا كنسائم الفجر تتصافح كلّ حين، عبادة مقبولة، وطريق مسهّل بإذن الله.




يا مسافرين في القلب ذكراكم، وعلى خير إن شاء الله سنلقاكم، فإلى البيت العتيق سيروا وعين الله ترعاكم.




ما كلّ فراق هو بفراق، فرحلتكم إلى بيت الله شهد وترياق، تقبّل الله عمرتكم، وعدتم سالمين، وندعو الله أن نراكم على خير وقت التلاقي.




يا من إلى بيت الله ومثوى الحبيب المصطفى شددتم الرحال، نتمنى من الله لكم السلامة والقبول، ورؤيتكم على خير حال.




نتمنى من الله لقياك على بركة وخير يا مَن وجّهت وجهك صوب القبلة الأولى ونويت العمرة، تقبّل الله كل طاعاتك وأعادك إلينا سالماً غانماً.




هو رزق من الله خصّك فيه، فسهّل الله لك إلأيه طريقاً، وقسم لك من أطايب الناس صاحباً ورفيقاً، وأعادك إلى أحبّتك والخير بك لصيقاً.




نستودعك الله الذي لا تضيع عنده وديعة، ونتمنى لك عمرة مقبولة وذنباً مغفوراً.




عبارات تُقال عند استقبال المعتمر



بورك لك في عمرتك، وحفظ الله لك أجرها، وزادك من نعمائه.




بورك لك في ما منَّ عليك الله به من عبادة عظيمة، وكتب لك الحج قريباً إن شاء الله.




في يوم عودتك رقصت الزهور والرياحين، وهلّل الصحب والأحبّة بك فرحين، تقبّل الله عمرتك وزادك حكمة ويقين.




أطال الله في عمرك وتقبل عمرتك ورزقك مثلها كثيراً، وأسأله سبحانه وتعالى أن يرزقني وإياك الحج في القريب العاجل وأن يجعله خير الختام لنا إن شاء وحده.




انثروا المسك والعقيق، في درب زائر البيت العتيق، بورك له في عمرته وجعلها للحج طريق.




أتقدّم لك بأحر التهاني القلبيّة بمناسبة عودتك سالماً غانماً من بيت الله الحرام، بتّ ذنبك مغفور، وقلبك ملؤه المحبّة والسرور.




عدتَ وفي وجهك نور العُبّاد، فأثابك الله بما أديته من عمرة وحقّق لك المُراد.




ها قد عدت وقد منَّ الله عليك بزيارة بيته الأعظم، ولقاء الحبيب المصطفى، فعسى أن يعينك الله لتحفظ أجر هذه الزيارة، وتشكر فضله على هذه النعمة، وتدعوه لحج قريب.




مباركة عمرتك، وجميلة هي مسرّتك، نحمد الله على تمام فضله وسلامتك.




عدت والعود أحمد، يا من قطع المسافات لربّه يتعبّد، حمداً على سلامتك، وعساها زيارة تتكرّر وتتجدّد.




نهنئك بما منَّ الله عليك به، وخصّك دون غيرك، مباركة عمرتك، ومحمودة عودتك، وعقبال الحج.




في أطهر أرض قسم الله لك أن تلبيه، وها أنت قد عدت سالماً غانماً فمباركة هي عمرتك، ومبارك هو ما ذهبت لتؤديه.




حللتَ أهلاً، ووطئت سهلاً، يا من إلى رحاب الله هرولتَ ما قلتَ مهلاً، مباركة هي عمرتك، وحمداً لله على سلامتك.




خواطر على لسان معتمر

  • في أطهر أرض قلبي قد طاف ولبى الله، ونسيت متاعب دربي في مكة إي والله، حين أبصرت الكعبة أغلى بيت زكاه الله، وأيادٍ تدعوا المولى فمضيت لأدعو الله، ولثمت الحجر الغالي، وذكرت رسول الله من أهدى الرأي الغالي لمّا ألهمه الله، وسعيت أجوب ثراها سعياً يرعاه الله وجمعت عقيق حصاها، ورميت عدو الله، وبطيبة زرت حبيبي مولاي حبيب الله، وعلى الشباك نحيبي، وعليه صلاة الله..أمّا عني وشعوري فالله الله الله..أحسست بفيض دموعي تنهال هنا والله.


  • أسأل قلبي في حسرة أحقاً رجعنا وعاد العناء، وأحاور نفسي في حرقة أحقاً رجعنا بذاك المساء؟ أحقاً تركنا بقاع الرسول وحرم الإله، وأرض النقاء؟ ويسأل قلبي في لوعة أحقاً رجعت ورحل الصفاء؟ وأسأل نومي في يقظتي أكان مناماً تسلّل في خفاء! أكانت عمرتي حلماً مر سريعاً كمرِّ الضياء؟ أضاء فؤادي الغفول الكئيب، وخطّ لروحي طريق السماء، فعلّم قلبي دروس الخضوع، وأعطى لعيني سر البكاء.. فيا حلم عد فصحوي ذنوب، وذنبي شقاء، يا حلم عد فقلبي سقيم وأنت الدواء، أيا طيبة سلام عليك يا نبع الهناء، ويا مكة سلام عليك يا كل البهاء، ويا صحبتي الكرام جزيتم عني خير الجزاء.


  • يا حاديَ القلبِ نحو البيتِ في عَجَلٍ..والروحُ عطشَى ومَن بالنورِ يسقينا؟ حلَّ الظلامُ وما للفجرِ من سُبلٍ، والركبُ أعمَى فمَن يا ربِّ يهدينا؟ والنفسُ حائـرةٌ يجتاحُها شجنٌ، والدمعُ من حَزَنٍ أدمى مآقينا، نرجو نداك وغيث النور منهمر، ٌوالأمنيات بدور في ليالينا..جئنا رحابك يا مولاي في ولَهٍ سعياً إليك وحادي الشوق حادينا، لبيك ضجّت بها الآفاق بل صدحت بها السماوات والدنيا توافينا، والمؤمنون تداعَوا يلهجون بها ... من كل فجٍّ عميق فاض وادينا.. كالطير جاؤوا خماصاً وانثنوا شَبَعا، ًوكرمة النور فاضت في خوابينا ... وروضة الله فاحت في القلوب هدى، وفي الحشاشات كافوراً ونسرينا.



قصائد بنفحات العمرة

  • قيل في وصف المعتمرين:


ولمَّا رأتْ أبصارُهُم بيتَهُ الذي قلوبُ الوَرَى شوقًا إليهِ تَضَرَّمُ كأنهمُ لمْ يَنْصَبُوا قطُّ قبْلهُ لأنَّ شَقاهُمْ قد ترحَّلَ عنْهُمُو فلِلَّهِ كمْ مِن عَبْرةٍ مُهْرَاقةٍ وأخرى على آثارِها لا تَقَدَّمُ وَقدْ شَرِقتْ عينُ المُحِبِّ بدَمْعِها فينظرُ مِن بينِ الدُّموعِ ويُسْجِمُ إذا عَايَنَتْهُ العَيْنُ زالَ ظلامُها  وزالَ عن القلبِ الكئيبِ التألُّمُ



  • وقيل أيضاً:


رباه ناديتنا ها نحن لبينا جئناك والشوق والإيمان حادينا القلب يرجف شوقا للقاء وقد تقاطر الدمع يهمي من مآقينا شددت رحلي إلى تلك الرحاب وقد  شممت فيها رياحينا ونسرينا



  • وقيل أيضاً:


أمَا وَالذِي حَجَّ الْمُحِبُّونَ بَيْتَهُ وَلبُّوا لهُ عندَ المَهَلِّ وَأحْرَمُوا وقدْ كَشفُوا تِلكَ الرُّؤوسَ توَاضُعًا لِعِزَّةِ مَن تعْنو الوُجوهُ وتُسلِمُ يُهلُّونَ بالبيداءِ لبيك ربَّنا لكَ المُلكُ والحَمْدُ الذي أنتَ تَعْلمُ دعاهُمْ فلبَّوْهُ رِضًا ومَحَبَّةً فلمَّا دَعَوهُ كان أقربَ منهمُ ترَاهُمْ على الأنضاءِ شُعْثًا رؤوسُهُمْ  وغُبْرًا وهُمْ فيها أسَرُّ وأنْعَمُ وَقدْ فارَقوا الأوطانَ والأهلَ رغبةً  ولم يُثنِهِمْ لذَّاتُهُمْ والتَّنَعُّمُ والتنـعُّـم



  • وقيل في موضع آخر:


اَلراحلونَ إلى ديار أحبتي عتَبي عليكمْ قد أخذتم مهجتي قلبي وأعلم أنه في رحلكمْ كصُواع يوسفَ في رحال الإخوةِ قلبي ويُحرمُ بالسجود ملبياً لبيكَ ربي يا مجيبَ الدعوةِ قلبي ويسعى بين مروةَ والصفا ويطوفُ سبعاً في مدار الكعبةِ قلبي ارتوى من زمزمٍ بعد النوى وأتى إلى عرفات أرضِ التوبةِ