الكتابة

يختلف الناس في تعبيرهم عمّا يختلج أعماقهم من مشاعر، وفي طرق التعبير عن هذه المشاعر أيضاً، فمنهم من يتّخذ من الريشة واللوحات ميداناً لتعبيره هذا يرسم به أجمل الصور، ومنهم من يسعفه لسانه على نظم الشعر والقوافي التي تسرّي عنه، أمّا البعض الآخر فيتّخذ القلم أداة تعبير متصالحة مع خياله لنسج نصوص إبداعية تعبّر عمّا يحسّ ويشعر، وفي هذا المقال بعض ما قيل عن الكتابة.


عبارات عن الكتابة

قيل في الكتابة لا سيما الإبداعية فيها الكثير من الأقوال، والتي يُذكر منها الآتي:



القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً.




الكتابة فنّ راق، فيها يحدث بين الفكر والخيال التلاقي، فينجبان من النصوص كلّ أخّاذ برّاقِ.




لا قرارات مسبقة في الكتابة.




كيف تريد أن تكتب إذن،وأنت لم تعد تقرأ، ولا تحسن الإصغاء، ولا تحاول فكّ أبجدية المعرفة، القراءة زيت قنديلك أيّها القابع في عتمة الثقة !




إما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة، أو أن تفعل شيئاً يستحق الكتابة.




الكتابة عمل سهل، فليس عليك إلّا أن تحدّق في ورقة بيضاء إلى أن تنزف جبهتك.




القراءة توأم الكتابة، لا تقوم الثانية إلّا بالأولى، ولا يُستنفع بالأولى حق الاستنفاع إلّا عند تقييدها بالثانية.




الكتابة علاج لمن أشقى الدهر قلبه.




الكتابة هي فأس الجليد الذي يكسر التجمّدات القابعة حول أرواحنا.




وبعض الكتابات تفتح في دواخلنا أبواباً لم نكن نعلم بوجودها، وتجعلنا نصل إلى أماكن عميقة في أرواحنا، ونرى كل شيء بوضوح، فلا نعود بعدها كما كنّا.




للكتابة طقوس روحيّة تشبه تدفّق ألوان الشفق مع أشعّة الشمس ساعة الشروق، هي شيء أبعد من أن يُفهم، وأقرب حينما يُعاش.




تُعدّ الكتابة متنفّس من أثقلت الحياة أكتافهم، وأتعبت كواهلهم، ولجّمت ألسنتهم لسبب ما.




مارس أخلاقك في كتاباتك، وكلماتك، وستشعر بأنّها جزء من روحك وستشّع منها طاقة مُنفرِدة تحمل صدقك وتميزك عن الآخرين.




إنّ الشعر غاية إنسانية بالدرجة الأولى، ويكفيني فرحاً أن استمر في كتابة الشعر حتى مماتي. *اللسان والأسلوب هما قوة عشواء، أمّا الكتابة فهي فعل تضامن تاريخي.




الكتابة: ماء يجري على نهر القلم ويتدفق على لسان الكاتب قادماً من سحب اللغة ومزنها الدفاقة




في الكتابة يجد الإنسان نفسه التي أضاعها منذ سنين، ويختبئ وراء روحه التي لا يريد أن يعرفها أحد.




بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكاناً له ليعيش فيه.




الكتابة بذهن مشتّت تشبه النوم أثناء السباحة، فكلاهما يؤدي إلى الغرق.




الكتابة نوع من الترجمة، والنص الذي يجب ترجمته هو أنت.




الكتابة ليست إلا حلماً موجّهاً.




لا يضيرني أن ليس على رأسي تاج ما دام في يدي قلم.




إذا أردت أن تصبح كاتباً، اكتب.




الأقلام مطايا الأذهان.




الترياق الأفضل للقارئ العليل هو الكتابة.




الكتابة ليست وسيلة لتفريغ الاحتشاد النفسي، بل هي تصنع الاحتشاد وتؤكده، والكتابة فائقة على الحياة، إذ أنها تجاوزٌ لها، وهي ليست إشارة إلى الجرح، بل صناعة مستمرة له.   




عندما تمتلك الإنسان حكة الكتابة، لا يشفيه منها سوى كشطها بالقلم.




مثلما أن في الأرض أكسجين كافٍ للبشر، فهناك ورق وفكر وفن كاف لهم أيضاً؛ فالكتابة حقٌ إنساني مثل الأكل والمعتقد.




الأقلام مطايا الفطن، وببكاء الأقلام تبتسم الكتب.




الكتابة تعطي أكثر مما تأخذ، إن حدث العكس فلا مفر من تركها.




الكتابة ضرب من ضروب الجنون العاقل، سيفهم هذا شخص يستيقظ في الثالثة فجراً لكتابة نص يخاف من نسيانه!




كلّ إنسان كاتب إذا صدق مع القلم.




إذا تمكنت من قراءة مادة مكتوبة دون جهد يذكر، فهذا معناه أّنه تم بذل جهد كبير عند كتابة هذه المادة.




الكتابة ما هي إلا أحلام كثيرة عجزنا عن تحقيقها فتولت الأوراق حملها.




وبعض النصوص الكتابيّة ضربها أوجع من ضربات السيف، وتأثيرها أبلغ من القتل.




إذا كانت الكتابة هي الطريق إلى الشعور بالحرية، فإنّ أول ما قد يواجهه الكاتب هو الخوف من هذه الحرية، الخوف من مواجهة اللغة؛ لأن أول منازل الكتابة اللغة.




لا تقود الكتابة إلّا إلى المزيد من الكتابة.




الكتابة تأتي، تأتي من تلقاء نفسها، فلا يتعيّن عليّ سوى أن أقول مرحباً وأُفسح لها المكان.




خواطر عن الكتابة

  • تُرى أي متعة أشعر بها عندما أمسك ذلك القلم الأصمّ لأخطّ به ما يدور في خلجات نفسي من أفكار وخواطر عصيّة على البوح، وأي سعادة وحبور أشعر فيهما عندما أستشعر روحاً بدأت تدبّ به إثر كتابتي بعد أن كان جماداً أصمّاص منذ قليل، لا بدّ أنّها روح اللغة وعبق الخيال هما ما أشعلا فيه ما أشعلاه ليخطّ هذه النصوص الأدبيّة التي أنبهر بها بعد أن أنتهي، لا عجب في ذلك؛ فالكتابة هذيان، تحرّر من دور الإنسان، وفي الكتابة يكون الكاتب متحكّم بارع كالملك يحمل صولجان، فالحمد لله على نعمة الكتابة التي لولاها ما كان الذي كان.


  • الكتابة قيد لما يكتسبه المرء من القراءة، وهي أيضاً ما يحصده منها من نتاج، وهي كذلك التقاء الفكر بالخيال، فالكاتب إذا حُرم من خياله أضحت الكتابة بالنسبة له من المحال، في الكتابة يُسافر الكاتب بين الأزمان والعصور، ويتجوّل ليعرض ما يرتسم في باله من أفكار ويلفّ ويدور، فالكتابة هي المأوى كما أنّ القراءة نور.


  • في القلب خواطر لا تجلوها إلّّا الكتابة، وفي الروح ندوب عميقة لا يطبّبها إلّا التعبير عنها بالقلم، فالقلم في يد صاحبه سلاح، كما السيف في يد المحارب، وبلسم كما الدواء في يد الطبيب، وأداة إبداع لا تُضاهى كما الفرشاة في يد الفنّان، إنّ الكتابة باختصار نعمة لولاها لاختنق الكوكب منذ زمن.



أشعار عن الكتابة والقلم

لطالما كان القلم رمزاً للكتابة الحرّة؛ فاستحقّ لأجل ذلك ما قيل فيه من أشعار يُذكر منها:

  • قال أحمد مطر:

جسَّ الطبيبُ خافقي وقالَ لي: هلْ ها هُنا الألَمْ؟

 قُلتُ له: نعَمْ..فَشقَّ بالمِشرَطِ جيبَ معطَفي وأخرَجَ القَلَمْ!

هَزَّ الطّبيبُ رأسَهُ ومالَ وابتَسمْ

 وَقالَ لي: ليسَ سوى قَلَمْ..فقُلتُ: لا يا سَيّدي

 هذا يَدٌ..وَفَمْ رَصاصةٌ..وَدَمْ

 وَتُهمةٌ سافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَدَمْ 


  • وقال شاعر آخر:


هل أنت مثلي محبٌّ أيها القلم تشدو وتبكي كما أبكي وتبتسمُ إن قلت لا قلب لي يهوى ولا بصر يرى الجمال ولا سمع يعي وفم فكيف شاطرت من هاموا بمن شغفو  حبا وكيف مع العشاق تنسجم وكيف تعلم نجواهم وما نطقوا وتستجيب لشكواهم وقد كتموا وتظهر الخافي المخبوء من نفس وترسم الحب تبياناً كما رسموا



  • وقيل في القلم أيضاً:


ولأقلامهم زئير مهيب يزدري عنده زئير الأسود أرغبتهم عن القنا قصبات مغنيات عن كل جيش مقود والقراطيس خافقات بأيد  يهم كمرهوب خافقات البنود



  • وقيل في وصفه أيضاً:


مشف على الرأي نظار عواقبه  إذا تشابه وجه الرأي واجتجبا في كفه صارم لانت مضاربه  يسوسنا رغباً إن شاء أو رهبا السيف والرمح حدام له أبداً   لا يبلغان له جداً ولا لعباً يرمي فيرضيهما عن كل مجترم  ويعصيان على ذي النصح إن غضبا تجري دماء الأعادي بين أسطره  ولا يحس له صوت إذا ضربا