العِشرة

العشرة هي شكلٌ من أشكال المُشاركة في الحياة، وعادةً ما تكون مبنيّة على الإخلاص والألفة والحُبّ والانسجام، وهي لا تحتاج إلى قطع قسم أو عهد لِضمان استمراريّتها، فهي من المفترض أن تكون تلقائيّة عفويّة تتولّد نتيجة التّعايش والتّعوّد، ومن يتخلّى عنها يُحدِث شَرخاً عميقاً في حياة ونفوس من تخلّى عنهم، ويُصبح من المستحيل أن يعودوا إلى الحياة الّتي كانوا يعيشونها قبل هذا التّخلّي، ولهذا يعدّ هوان العِشرة قاتلاً للرّوح، وإنّ الإقبال على العيشِ وبناء حياة جديدة بعد هوان العشرة تلزمه فترة زمنيّة لا بأس بِها حتّى يعتاد الإنسان على النِّسيان والتخلّي عن ماضيه الّذي منحه الألم، وبروحٍ جديدة مُغايرة تماماً لروحِه السّابقة الّتي كان يتميّز بها، شعارها الجمود ومكلّلة بالحُزن.

عِبارات مؤلمة عَن هوان العشرة



لقَد ذُقت الهوان حتَّى لَم يعُد الهوان يثير حنقي، أهُناك فوق سَطح الأرض امرؤٌ لم يُذَلّ؟.




لا تخشَ مِن الفراق بَل اخشَ مِن هوان العِشرة؛ وذلك لأنَّ الفراق قدَر، وهوان العِشرة اختيار.




قَال أحَد الحُكماء لِتلاميذه: ثلاثةٌ أخرِجهم من حياتك: مَن هانَت عليه العِشرة الطَّويلة، ومَن استَرخصَ مشاعِرك ولَم يعرف قيمتك، ومَن يتلذَّذ في تَعكير مِزاجِك وإحباطِك.




هل هانت العِشرةُ عَليك يا صديقي بهذه السّهولة لتجرؤ على التّخلّي عنّي والابتعاد، أنا بِكُل ما أملك باقٍ عليك وأنت بِكُلِّ سهولةٍ تبيع، فكم أتمنّى أن يعود الزَّمن قبل أن أعرفك، فمِن كُلِّ قَلبي أحببتك، وكنت الأغلى، ولكنَّ العشرة في النِّهاية هانت عليك.




عندما تهون العشرة على شخصٍ ما، فإنّ هذا الشَّخص غير مؤتَمن، وأقلُّ تشبيهٍ له بأنّه إنسانٌ خائِن.




لا تبكي على من هانت عليه العشرة، واعلمي بأنّ الله قد اختار لكِ الأفضل، واستجاب لدعاء والدتك عندما كانت تتوجّه بالدّعاء إلى الله بأن يُبعد عنك من لا يتمنّى لكِ الخير.




هل هانَت عَليكَ العِشرةُ بِهذِه السّهولة يا خسارة على الأيَّام، وهل أنت الآن مرتاحٌ تنام قرير العين دوني؟ ألم تفكّر بي أم لا يُهمّك عذابي، وقهري، وحزني، وانكسار قلبي، وضياع الأحلام؟




العِشرة هي حياة، ومن تخلّى عنها فقد اختار السّير في دروب الموت.




يا قاسي القَلب والطِّباع، هل هانَت عَليك العِشرة بعدما ربطت مصيري بمصيرك، وتشاركنا الحُلم والغَد، هانَت عليك العِشرة بعدَ أن أصبحتَ لي في هذا الكَون كُلَّ حَياتي، غلطتي غلطة عاشِقٍ أحبّ بصدقٍ وأطاع الحبيب، توقَّعت مِنك أن تُبادِلَني الشُّعور نفسَه لا أن تستغلَّ مشاعري لِتحوّلني خاتماً بيدك، جعلتني أصرُخ من الألمِ أيّاماً وليالي قهراً ونَدماً على حُبٍّ حوَّل حَياتي إلى جَحيمٍ بَدل نَعيمٍ انتظرته.




العِشرة مشتقّة من عشيرة وعِزوة وأصالة، ومن تجرّد من عشرة كانت له الحياة فيما مضى فقد تخلّى عن عشيرته، وأصالته، وعِزوته، فأصبح مفتقداً للاحترام والكرامة، على الأقلّ في عيون من تخلّى عَنهم وهذا يكفي.




من أصرَّ على الغياب مُتعمِّداً، وهانَت عليه العشرة لا تنتظر عَودته، وأغلق الباب جيّداً خلفه، وتمنَّ له السّلامة بعيداً فلم يعُد له خلف هذا الباب أيُّ حياةٍ أو ذِكرى.




البعض مستعدٌّ أن يبيعك على أتفه الأسباب، ولا يريدون منكَ أن تَعترِض، لقد بعتني وهُنتُ عليك، ولا تُريد أن أناقشك، ولا تُريد أي كلمة عتب؟!، هل سمعت بشيءٍ يسّمونه مشاعر، أليس لها مقياسٌ عندك؟.




لا تهون العِشرة عليّ يا صديقي أبداً، لكن من باعني بثمنٍ بخس أبيعه بِشُحِّ التُّراب.




المواقف كَفيلة بإظهار المشاعر الحقيقيَّة لكُلّ مَن في حياتك، وكَفيلة لِتعرف أنَّ هذه كانَت من أسوأ العِلاقات في حياتِك، ولا بُدَّ أن تتحدَّث لَهُم مِن كلام لمن باعك، حتَّى يعرفوا حقيقة أنفسهم.




هل تذكُر تلك الأيّام، والضَّحِكات، والوعود، واللَّيالي، والعِشرة الطّويلة الّتي هانت عَليك، وهل تذكر هذا الحضن الدّافئ الّذي لم يكُن إلّا لَك؟ فكيف هانت كلُّ تلك الحياة الّتي كانَت بيننا عليك.




هل هانت عليك العشرة بهذه السّهولة؟ إذاً اعلم بأنَّ نفسي دون كرامةٍ وعِزَّة لا تساوي شيئاً، ولذلك أنت لا تعني بالنِّسبة لي أيّ شيء، فلا تُفكّر بالرّجوع أو الاعتذار، ورافقتك السّلامة أينما ذهبت.




علّمتُ نفسي بأن لا تحزن على من هانَت عليه العِشرة، وعوّدتها بأن تبيع من أراد بيعها وبيع أيّامها برخيص، وأن تقتلع أشواك الحنين من الأعماق، وتؤصد الباب على الماضي لتبدأ ميلاد عهدٍ جديد.




إن كُنت قد نسيت الأيَّام واللّحظات الّتي مرّت علينا فأنا لم أنسها، ولم أفكِّر من قبل بأنّه رُبَّما يأتي يوم وترحل هكذا ببساطة، ويدركك الغِياب دون أن تلتفت للخلف لحظةً واحدة، وتترُكني أتجرّع كأسَ المرار، فهل تذكُر العَهد الّذي قطعناه سويَّاً، ها هو نهاية عهد الحبّ تكلّل بالغدر والهوان.




يا نُجوم اللّيالي أرسلي لي خبراً من ديار الحبيب لأطمئنَّ عليه، فلَم يتحمّل قلبي فراقه، ويُصِرُّ على سؤالي عنه، ولا يعلم بأنَّ له بين ضلوعه فؤاداً قاسياً كالحجر قد هان عليه قلبي والعِشرة.




لا تثِق بالنَّاس كثيراً؛ لأنَّ البَعض سَوف يَنسى وجودَك عِندما يَجِد شخصاً أفضل مِنك.




عِندما تنتهي العِشرة أتمنّى أن نصون الودّ الّذي كان بيننا، ولا نَتطاول أو نتهجّم على بعِضنا.




أحياناً تَهون العِشرة عَلى البعض بِسهولة، ولا أعرف على أيّ أساسٍ هانَت عليه.




أبيات شعريّة عن هوان العِشرة

قال المتلمّس الضّبعيّ (العصر الجاهليّ):


إِنَّ الهَوانَ حِمارُ القَومِ يَعرِفُهُ والحُرُّ يُنكِرُهُ والرَّسلَةُ الأُجُدُ كونوا كَبَكرٍ كَما قَد كانَ أَوَّلُكُم وَلا تَكونوا كَعَبدِ القَيسِ إِذ قَعَدوا يُعطونَ ما سُئِلوا وَالخَطُّ مَنزِلُهُم كَما أَكَبَّ عَلى ذِي بَطنِهِ الفَهَدُ وَلَن يُقيمَ عَلى خَسفٍ يُسامُ بِهِ إِلّا الأَذَلّانِ عَيرُ الأَهلِ وَالوَتِدُ



قال أبو الطّيِّب المُتنبّي:


كم تظلمون ولستم تشتكون، وكم تُستَغضبون فلا يبدو لكم غضبُ ألِفتم الهون حتَّى صار عندكم طبعاً، وبعض طباع المرء مكتسبُ وَفَارَقَتْكُمْ لِطُولِ الذُّلِّ نَخْوَتُـكُمْ فَلَيْسَ يُؤْلِمُكُمْ خَسْفٌ وَلا عَطَـبُ لِلّهِ صَبْـرُكُمُ لَـوْ أَنَّ صَبْرَكُـمُ فِي مُلْتَقَى الْخَيْلِ حِينَ الْخَيْلُ تَضْطَرِبُ



قال إبراهيم اليازجيّ:


كم مقامي على الهوان وعندي مِقْوَلٌ صارمٌ وأنفٌ حميُّ وإباء محلِّقٌ بي عن الضّي مِ كما راغ طائر وَحشيُّ أيُّ عُذرٍ له إلى المجد إن ذل ل غلام في غمده المشرفيُّ



قال المُتنبّي:


مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ ضاقَ ذَرعاً بِأَن أَضيقَ بِهِ ذَر عاً زَماني وَاِستَكرَمَتني الكِرامُ واقِفاً تَحتَ أَخمَصَي قَدرِ نَفسي واقِفاً تَحتَ أَخمَصَيَّ الأَنامُ أَقَراراً أَلَذَّ فَوقَ شَرارٍ وَمَراماً أَبغي وَظُلمي يُرامُ دونَ أَن يَشرَقُ الحِجازُ وَنَجدٌ وَالعِراقانِ بِالقَنا وَالشَآمُ