إليف شافاق

إليف شافاق أديبة وروائيّة تركيّة من مواليد ستراسبورغ لأبٍ فيلسوف وأمٍ دبلوماسيّة، وقد عاشت إليف بعد انفصال والديها مع والدتها في بيتٍ لا تحكمه القوانين الذكوريّة، وكان هذا له الأثر الأكبر في مسيرتها الكتابيّة - بحسب تصريحاتها-، فيما قضت طفولتها متنقّلةً بين مدريد، وعمّان، وكولونيا قبل عودتها إلى تركيّا، ومن ثم هجرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكيّة لمتابعة دراستها، والاستقرار فيها، من أشهر أعمالها رواية (قواعد العِشق الأربعون).


اقتباسات إليف من رواية قواعِد العِشق الأربعون



العشق الذي تريده روحيٌّ أو مادي، إلهي أم دنيوي، غربيٌّ أم شرقي، فالانقسامات لا تؤدّي إلّا إلى مزيدٍ من الانقسامات، ليس للعشق تسمياتٌ ولا علاماتٌ، ودلائل ولا تعاريف، إنّه كما هو نقيٌ وبسيط.




العِشق ماء الحياة، والعشيق هو روحٌ من النّار.




لا تُحاول أن تُقاوم التغيّرات التي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك، ولا تقلق إذا قُلبت حياتُك رأساً على عقب، فكيف لك أن تعرف أنّ الجانب الذي تعيش فيه أحسن وأفضل من الجانب الذي يأتي.




على الرّغم من أنّ المرء في هذا العالم يُجاهد ليحقّق شيئاً مهمّاً، إلّا إنّه سيخلّف كل شيءٍ بعد موته.




مهما كانت وجهتك، يجب أن تجعل الرِّحلة الّتي تقوم بها رحلةً في داخلك، فسيكون بوسعك اجتياز العالم الشّاسع وما وراءه.




في النّهاية لكي يعيش الحرير، يجب أن تموت دودة القزِّ.




لا يعني الصّبر أن تتحمّل المصاعب سلباً، بل يعني أن تكون بعيد النّظر بحيث تثق بالنّتيجة النهائيّة الّتي تتمخّض في أي عمليّة.




ماذا يعني الصّبر؟ إنّه يعني أن تنظُر إلى الشّوكةِ وترى الوردة، أن تنظر إلى اللّيل وترى الفجر، أمّا نفاد الصّبر فيعني أن تكون قصير النّظر، ولا تتمكّن من رؤية النّتيجة.




الوحدة والخلوة شيئان مُختلفان، فعندما تكونُ وحيداً من السّهل أن تخدع نفسك؛ ويخيّل إليك أنّك تسير على الطّريق القويم، أمّا الخلوة فهي أحسن وأفضل لنا، لأنّها تعني أن تكون وحدك من دون أن تشعر بانّك وحيد، ولكن في نهاية الأمر من الأحسن والأفضل لك أن تبحث عن شخص، شخص يكون بمثابة مرآةٍ لك، تذكّر أنّك لا تستطيع أن ترى نفسك حقّاً، إلّا في قلب شخصٍ آخر، وبوجود الله في داخلك.




البشر يميلون إلى الاستخفاف بما لا يمكنهم فَهمه، لقد تعلّمت هذا من تجاربي الشخصيّة.




الحبُّ هو العِلّة، الحبُّ هو المَعلول.




لا يعنى الاستسلام أن يكون المرء ضعيفاً أو سلبيّاً، ولا يؤدّي إلى الإيمان بالقضاء والقدر أو الاستسلام؛ بل على العكس تماماً، إذ تكمن القوّة الحقيقيّة في الاستسلام، القوّة المنبعثة من الدّاخل، فالّذين يستسلمون للجوهر الإلهي في الحياة، يعيشون بطمأنينة وسلام حتّى عندما يتعرض العالم برمته إلى اضطّرابٍ تلو الاضطّراب.




اقتباسات إليف من رواية لقيطة إسطنبول



الزّمان في رأيِّ الأرمن دورةٌ يتجسّد فيها الماضي بالحاضر ويولدُ المسّتقبل، أمّا الأتراك فإنّهم ينظرون إلى الزّمان بوصفه خطأً يحتشد بالجمل الاعتراضيّة ينتهي فيها الماضي عند نقطةٍ محدّدة، فيبدأ الحاضر من جديد من نّقطة الصِّفر، ولا يوجد بين الاثنين سوى انقطاع.




كُلّ ما يسقط من السّماء لا ينبغي لك أن تصبّ عليه اللّعنات، بما في ذلك المطر.




كأنّ الحياة ليست سوى أرنبٍ يعدو سريعاً؛ وليس في وسعها إلّا مراقبته، أمّا الإمساك به فتلك مسألةٌ مستحيلة.




الأُسر السّعيدة متشابهةً كلّها، أمّا الأُسر غير السّعيدة فكلّ واحدةٍ منها غير سعيدة في ذاتها.




الماضي لا شيء سِوى قيدٍ نرغب في التخلّص منه، وهو عبءٌ موجع، آهٍ كم أتمنّى لو لم يكن لديّ ماضٍ، كم أتمنّى لو كنتُ لا شيء، وأن أبدأ من جديدٍ، وأمكث هناك إلى ما لا نهاية خفيفةٌ مثل ريشةٍ بلا أُسرة، بلا ذكريات، بلا كلّ ذلك الهراء.




ما فائدة المعرفة إن لم تكن قادراً على تغيير أيّ شيء.




لكنّنا لا نُصدر أحكاماً عليهم، ولا نسأل أبداً عن السّبب، هذا هو أحد الدروس الّتي تعلّمتها في وقتٍ مبكّر من هذه الحياة، إذا حكمت على النّاس، فإنّهم سوف يبتعدون عنك، ويفعلون ما يشاؤون في كلّ الأحوال.




المضطّهِِد لا شأن له بالماضي، ولكنّ المضطهَد لا يملك شيئاً سِوى الماضي.




اقتباسات إليف من رواية 10 دقائِق و38 ثانية في هذا العالم الغريب



أمَّا بخصوص أسرةِ الماء، فهي تتشكّلُ في مرحلةٍ لاحقةٍ جداً من الحياة، وتكون من صنيعِكَ أنتَ إلى درجةٍ كبيرةٍ، صحيح أنَّ شيئًا لا يحلّ محلَّ أسرةٍ بيولوجيّةٍ سعيدةٍ ولطيفة، إلّا أنّه في غياب هذه الأسرة، فإنَّ بمقدور أسرة الماء الجيِّدة أن تغسلَ الجروحَ والآلامَ المتراكمة في الدّاخل كالسُّخام الأسود، ولهذا السَّبب كان بإمكان الأصدقاء أن يحظوْا بمكانةٍ غاليةٍ في القلب، ويحتلُّوا مساحةً أكبرَ من المساحة الّتي يحتلُّها كلّ الأقرباء مجتمعين، إلَّا أنَّ مَن لم يختبروا كيف يمكن أن يزدريَهم أقاربُهم لن يَفهموا هذه الحقيقة ولو بعد مليون سنة، ولن يعرفوا أبداً أنَّ ثمَّة أوقاتًا يكون الماءُ فيها أكثفَ من الدم.




ثمَّة أشياء كثيرة كانت ترغب في معرفتها، لذا لبثتْ تفكِّر في اللَّحظات الأخيرة من حياتها، وتطرح على نفسها سؤالاً عن الخطأ الّذي حدث، وكان هذا التَّفكيرُ تمريناً عبثيّاً ما دام يَصْعب فكُّ ألغاز الزمن، وكأنَّه كرة من الغَزْل.




لطالما افترضَ النّاسُ أنَّ جسدَ الميِّت لم يَعُد أكثرَ حياةً من شجرة مُقتلعة، أو قرمة جوفاءَ مُجرّدة من الوعي، لكنْ لو تسنّى لليلى نصفُ فرصة، لأقسمَتْ على النقيض من ذلك بأنَّ الجثّة مُفعمة بالحياة.




اقتباسات إليف من رواية حليب أسود



في اليوم الّذي علمت أنّني حامل انتاب الذّعر الكاتبة الّتي في أعماقي، واضطربت اضطراباًً بهيجاً المرأة الّتي في داخلي، ولبثت المرأة المُسالمةُ مُسالمةً في داخلي، أمّا المواطنة العالميّة فيّ فراحت تفكّر في أسماء عالميّة للطّفلة، بينما رحّبت الصوفيّة فيّ بالنّبأ، وساور القلق المرأة النباتيّة لأنّها قد تضطّر إلى تناول الّلحوم، في حين لم ترغب المرأة المترحّلة داخلي إلّا في أن تطلق ساقيها للرّيح، وقد تركض بأسرع ما تستطيع كون هذا ما يحدث عندما تكون المرأة حبلى، يُمكنها الهروب من كلّ شيء ومن كلّ شخص، ولكن لا يمكنها الهروب من التغيّرات التي تطرأ على جسمها.




اكتئاب ما بعد الولادة الّذي يلتهم المرأة كنارٍ لا تقوى على الفِرار منها، تختنق بدُخانها كلّما سعت للفرار بين حلم الأمومة وحلاوة الطّموح، وكم يحتاج ذلك الأمر من عناءٍ ويدٍ قلّ ما تجدها لتخطّي تلك المرحلة.




تمرّ المرأة خلال حياتها بمراحل انتقاليّة صعبة، والعبور من مرحلةٍ إلى أخرى ليس سهلًا كما قد يبدو؛ إذ تحتاج الكثير من المساعدة والدّعم والنصيحة، قبل أن تعود بأكملها إلى الحياة في الزّمن الحاضر مرّةً أخرى، تمرّ أوقات تتعثّر فيها آلة جسدها ويصيبُها العطب، وتلك هي الحكمة القديمة والبسيطة الّتي لا نعيرها انتباهاً في سعينا لنكون قويّاتٌ وناجحات؛ وفى أوج كمالنا طوال الوقت.




ليس غريباً القول بأنّ وراء كلّ عظيمٍ امرأة، فالحُبّ يجعل من النّساء ملائكةً في البذل والعطاء، الغريب حقّاً أن تجد خلف امرأةٍ عظيمةٍ رجلاً، هنا تماماً معنى تطوّر المجتمع والحياة، تراه وتلمسه خارج الكتب وخارج الكلام.