أحلام مستغانمي

هي كاتبة، وروائيّة، وشاعرة جزائرية، ولدت في تونس عام 1953م، وذُكر أنّها درست الأدب العربي في جامعة الجزائر، ثمّ عملت كمقدمة لبرنامج قدّمت من خلاله مقتطفاتها الشعرية، وحقّقت شهرة واسعة بسببه، كما أصدرت أحلام أول مجموعة شعرية بعنوان على مرفأ الأيام، ثمّ انتقلت للعيش في فرنسا قبل أن تصدر مجموعتها الشعرية الثانية التي جاءت بعنوان كتابة في لحظة عري، ثم نالت بعد ذلك شهادة الدكتوراه، والتي أصدرت بعدها أول رواية لها من بيروت بعنوان ذاكرة الجسد، إذ حقّقت من خلالها شهرة واسعة في الوطن العربي، ونالت على إثرها العديد من الجوائز، حيث اعتُبرت هذه الرواية من أفضل مئة رواية عربية، وما يميّز أحلام قدرتها على سرد الأحداث الرومانسية في سياق تاريخي عميق، يخلق تركيبة فريدة من مشاعر الخوف والحب لدى القارئ، وعُرفت أحلام بكتاباتها عن الحب، وكل ما يمسّه من مواضيع عشقيّة وما إلى ذلك، وكان من اقتباساتها ما سيرد في هذا المقال.


أقوال منوّعة لأحلام مستغانمي



أصعب الألم أن يكون آخر الحلول جرح من تحب.




إنّ لحظة حب تبرّرعمراًً كاملاً من الانتظار.




في غياب الشمس تعلم أن تنضج في الجليد.




وللحب فضلٌ علينا، فهو يبثّ الفرح في قلوبنا الصغيرة لتصبح وسع الكون بحبّها.




وبما أنّ للكلمة مذاق السحر وتأثيره، فأعذب الكلام ما قيل في الحب.




للحبّ عيد إذن يحتفل فيه المحبّون، والعشّاق، ويتبادلون فيه البطاقات، والأشواق، فأين عيد النسيان سيّدتي؟




إنّ الحب لا يتقن التفكير، والأخطر أنّه لا يمتلك ذاكرة، إنّه لا يستفيد من حماقاته السابقة، ولا من تلك الخيبات الصغيرة التي صنعت يوماً جرحه الكبير.




الحب هو ذكاء المسافة، ألّا تقترب كثيرًا فتُلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلاً فتُنسَى..ألّا تضع حطبك دفعة واحدة في موقد من تُحب.




أحيانا أحب استسلامي، فهو يمنحني فرصة تأمل العالم دون جهد، وكأنّني لست معنيّة به.




أيّ طبق شهي للبوح لا يخلو من توابل الرياء، وحده الصمت هو ذلك الشيء العاري الذي يخلو من الكذب.




لا أفقر من امرأة لا ذكريات لها، فأثرى النساء ليست التي تنام متوسّدة ممتلكاتها، بل من تتوسّد ذكرياتها.




لا تقبلي أن يتسلى رجل بتعذيبك من أجل لا شيء ثم يعود متى شاء، كأنّ شيئاً لم يحدث.




لعلي امرأة عربية تحزن حين يجب أن تفرح؛ لأنّها ما اعتادت السعادة.




أيّتها العاشقات الطيبات.. ضعن هذا القول نصب أعينكن: ويلٌ لخل لم ير في خلّه عدوّاً، وليشهد الأدب أنّني بلغت.




كل يوم حين أستيقظ أقول: سأنساك اليوم أيضاً، كل يوم منذ أيام لم يحدث أن نسيت أن أنساك.




شرفاء الزمن الجميل ذهبت بهم الحرب، وقذف البحر بما اعتاد أن يرمي به للشواطئ عندما تضع الحروب أوزارها.




اختفاء الرجولة لم يلحق ضرراً بأحلام النساء، ومستقبلهنّ فحسب، بل بناموس الكون، وبقانون الجاذبية.




لا تنحازي لشيء سوى المبادئ، ولا تجاملي أحداً سوى ضميرك؛ لأنّك في النهاية لا تعيشين مع سواه.




ادخلي الحب كبيرة واخرجي منه أميرة؛ لأنّك كما تدخلينه ستبقين، ارتفعي حتى لا تطال أخرى قامتك العشقيّة.




أجمل لحظة في الحب هي ما قبل الاعتراف به، كيف تجعل ذلك الارتباك الأول يطول، تلك الحالة من الدوران التي يتغيرفيها نبضك، وعمرك أكثر من مرّة في لحظة واحدة، وأنت على مشارف كلمة واحدة.




نحن لا نكتب إهداءً سوى للغرباء، وأمّا الذين نحبهم فهم جزء من الكتاب، وليسوا في حاجة إلى توقيع في الصفحة الأولى.




عادةً أضرحة الفقدان تبقى عارية، ففي تلك المقابر لا تنبت سوى أزهار الكراهية؛ ذلك أنّ الكراهية لا الصداقة هي ابنة الحب.




الحُب على الرغم من كونه امتهاناً للعبوديّة، هو تمرين يومي على الحرّية، أي على قدرتنا على الاستغناء عن الآخر، حتى لو اقتضى الأمر بقاءنا أحياناً عاطلين عن الحب.




حاولت أن تخفي عن الجميع دمارها الداخلي، كان يلزمها إعادة إعمارعاطفي، كأنّها مدينة مرّ بها هولاكو، فأهلك كل ما كان جميلاً فيها، عزاؤها أنّها إستطاعت أن تنقذ من الدمار كرامتها، وذلك الشيء الذي لم تمنحه إيّاه.




النساء أيضاً كالشعوب، إذ هنّ أردن الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.




الطهي على عجل يُفقد الطعام نكهته، ككلّ مُتع الحياة.




لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات، فالصمت أمام المطر أجمل.




لم يعد يغريني أحد فجميعهم في البداية رائعون، وفي النهاية حدث ولا حرج.




أخاف اللحظة الهاربة من الحياة، فلذلك أحب هذا الإنسان وكأنّني سأفقده في أي لحظة، أن أريده وكأنّه سيكون لغيري، وأن أنتظره دون أن أصدق أّنه سياتي، ثم يأتي وكأنّه لن يعود، لذلك أبحث عن فراق أجمل من أن يكون وداعاً.




استفيدوا من اليوم الحاضر لتكن حياتكم مذهلة، وخارقة للعادة، اسطوا على الحياة..امتصوا نخاعها كل يوم، مادام ذلك ممكناً؛ فذات يوم لن تكونوا شيئاً، سترحلون وكأنكم لم تأتوا.




حين نكون تُعساء ندرك تعاستنا، ولكن عندما نكون سُعداء لا نعي ذلك إلاّ فيما بعد.




إنّ السعادة اكتشاف متأخر، لذا علينا أن نعيشها كلحظة مهدّدة، وأن نعي أنّ اللّذة نهب، والفرح نهب، والحب وكل الأشياء الجميلة لا يُمكن إلّا أن تكون مسروقة من الحياة، أو من الآخرين فالمرء لا يبلغ المتعة إلا سارقاً في أنتظار أن يأتي الموت ويجرّده من كل ما سطا عليه.




إنّ الناس لا ينظرون إلى الوراءِ، ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأنَّ الريح تتّجه إلى الأماِم، والماءُ ينحدر إلى الأماِم، والقافلُة تسير إلى الأماِم، فلا تخالف سنة الحياة.




وحدهم الأثرياء يعرفون بنظرة قيمة أشياء لا بريق له




ما حاجة الأثرياء للوسامة؟ إنّهم يبدون دائماً أجمل ممّا هم، إنّهم جميلون بقدر ما يملكون.




شيء مدهش أن يصل الإنسان بخيبته، وفجائعه حد الرقص! إنّه تميّز في الهزائم أيضاً، فليست كل الهزائم في متناول الجميع .




لم يعد يغريني أحد فجميعهم في البداية رائعون، وفي النهاية حدث ولا حرج.




عجيبة هي الحياة بمنطقها المعاكس، أنت تركض خلف الأشياء لاهثًا، فتهرب الأشياء منك، وما تكاد تجلس وتقنع نفسك بأنّها لا تستحق كل هذا الركض حتى تأتيك هي لاهثة، وعندها لا تدري أيجب أن تدير لها ظهرك أم تفتح لها ذراعيك، وتتلقّى هذه الهبة التي رمتها السماء إليك، والتي قد تكون فيها سعادتك، أو هلاكك.




أقوال أحلام مستغانمي عن الذكريات والحزن



الغموض مصمم أزياء إنتقائي لا يضع توقيعه إلّا على تفاصيل الكبار.




أحياناً يترك فيك الصمت أثراً لن يستطيع أن يتركه الكلام.




الفراق هو الوجه الآخر للحب، والخيبة هي الوجه الآخر للعشق.




استيقظت من أحلام منتهية الصلاحيّة، كأنّ شيئاً ممّا حدث لم يحدث .




بالصمت نعرف متى يكون الوقت صحيحاً، أو خاطئاً.




تذكرت أنّها لا تدري مع من تقتسم فرحتها، وهذه أعلى درجات الوحدة.




إذا صادف الإنسان شيء جميل مفرط في الجمال رغب في البكاء.




لقد عاشت سنتين مأخوذة بألاعيب ساحر ماكر، كأولئك السحرة الذين يُخرجون من قبّعاتهم حَماماً، وأوراقًاً نقديّة، لكن لا الحمام يمكن الإمساك به، ولا الأوراق النقديّة صالحة للإنفاق، لقد ترك لها ثروة الذكريات.




لا ذكريات تمكث، ولا ذكريات تتحوّل حين تزورنا إلى الحياة من هنا، سرّ احتفائنا بها، وألمنا حين تغادرنا.




•أن تنسى شخصًا أحببته لسنوات ذلك لا يعني أنّك محوته من ذاكرتك، إنّك فقط غيّرت مكانه في الذاكرة، فماعاد في واجهة ذاكرتك حاضراً كلّ يوم بتفصيله، ما عاد في ذاكرتك كل حين، فالأمر يتطلّب أن يشغل أخر مكانه، ويدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات.




خواطر لأحلام مستغانمي



استفاقت ولا أحد رجل عبرها كقطار سريع، دهس أحلامها وواصل طريقه بسرعة الطائرات، فالوقت هو أغلى ما يملك لا وقت له ليرى ما خلّفه مروره العاصف بحياتها من دمار..أشجار الأحلام المقتلعة، أعمدة الكهرباء التي قطع الإعصار أنواراً أضاءت حياتها، سقف قلبها المتطاير قرميده، ونومها في عراء الذكريات.




أطيلي صلاتك حتى لا تعودي تنتبهين إلى من سرق قلبك، إن كان أخذه أم ردّه..كلّما أقبلت على الله خاشعة صَغُرَ كلّ شيء حولك وفي قلبك؛ فكلّ تكبيرة بين يدي الله تُعيد ما عداه إلى حجمه الأصغر، وتُذكّرك بأن لا جبّار إلاّ الله، وأنّ كلّ رجل متجبّر حتى في حبّه، هو رجلٌ قليل الإيمان متكبّر.




كان يعتقد أنّه يمتلك ثقافة البهجة، بينما تملك هي ثقافة الحزن، ولا أمل في انصهار النّار بالماء، فكيف انقلبت الأدوار، وإذ بها هي من يشتعل فرحاً، بينما شيء منه ينطفئ، وهو يتفرّج عليها تغنّي؟ ربّما كان يفضّل لو خانته مع رجل، على أن تخونه مع النجاح، فالنجاح يجمّلها، يرفعها، بينما اعتقد أنّه حين ألقى بها إلى البحر مربوطة إلى صخرة لامبالاته ستغرق لا محالة.




أكبر لغزين في الحياة هما قطعاً الموت والحبّ، فكلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج المكتوب، لذا تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما؛ ذلك أنّ لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره، ليأخذ هذا الشخص دون سواه، بهذه الطريقة لا بأخرى، ولا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات.. لماذا هو؟ لماذا نحن؟ لماذا هنا؟ لماذا الآن؟ لا أحد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعد الموت، لكنّ الذين عادوا من الحبّ الكبير ناجين أو مدمّرين، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه، ويصفوا لنا سحره وأهواله، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه لوجه الله، أو لوجه الأدب.