من درر علي بن أبي طالب

إنَّ الله يقذف الحُبَّ في قلوبِنا، فلا تسأل مُحِبَّاً لِماذا أحببت.

استغنِ عمَّن شِئت تكُن نظيره، واحتَج إلى مَن شِئت تكُن أسيره، وأحسِن إلى مَن شِئت تكُن أميره.

ثلاث يوجبن المَحبّة: الدّين، والتَّواضُع، والسّخاء.

إذا أحَبّ الله عبداً ألهَمه حُسن العِبادة.

سوء الجوار والإساءة إلى الأبرار من أعظم اللّؤم.

احذَر مِن كُلِّ قَولِ وَفِعل يؤدِّي إلى فَساد الآخِرة والدِّين.

رَحِمَ الله امرءاً أحيَا حقَّاً وأمات باطِلاً.

صُحبَة الأخيار تُكسِب الخَير، كالرّيح إذا مَرَّت بالطِّيب حَمَلَت طيباً.

الجاهِل ميِّتٌ بَين الأحياء.

أفضَلُ الأمانَة الوفاءُ بِالعَهد.

إنَّ بُذور العقول من الحاجةِ إلى الأدَب، كَما يظمأ الزَّرعُ إلى المَطر.

ظُلم الضَّعيف أفحَش الظُّلم.

العِلم مَقرونٌ بِالعَمَل، فمَن عَلِمَ عَمل، والعِلم يَهتِفُ بِالعَمل فإن أجَابَه وإلّا ارتَحَل.

إذا لَم تَكُن عالِماً، فكُن مُستمِعاً واعيَاً.

إذا مَطَر التَّحاسُد نَبتت التَّفاسد.

العِلمُ خَيرٌ مِنَ المال؛ لأنَّ العِلم يَحرُسك وأنت تحرُس المَال، والمَالُ تُفنيه النَّفقة والعِلمَ يزكو على الإنفاق، والعِلم حَاكِمٌ والمَالُ مَحكومٌ عَليه.

إنَّ الله جَعَلَ مَكارِم الأخلاق ومَحاسِنها وَصلاً بَيننا وبينه.

أيُّها النَّاس اعلَموا أنَّ كَمال الدِّين طَلبُ العِلم والعَمل بِه، ألا وإنَّ طَلَبَ العِلم أوجَبَ عَليكُم مِن طَلَبِ المَال، وإنَّ المَال مَقسومٌ مَضمونٌ لَكم، وقَد قَسمه عادِلٌ بَينَكم وضمِنه، والعِلم مَخزونٌ عِندَ أهلِه قد أمِرتُم بِطلبه مِن أهله فاطلبوه.

مَن كرُمَت عليه نَفسه هانَ عليه مَالُه.

الصَّبرُ صبران: صَبرٌ عَلى ما تَكره، وصَبرٌ عَلى ما تُحِبّ.

إنَّ أغنَى الغِنى العقل، وأكبَرُ الفَقر الحُمق، وأوحش الوَحشةِ العَجَب، وأكرَمُ الكَرَم حُسن الخُلُق.

أعقَلُ النَّاس أعذَرَهُم للنَّاس.

ثَلاثٌ مُنجيات: خِشيةُ الله في السِّرِّ والعلانية، والقَصد في الفَقر والغِنى، والعَدل في الغَضَب والرِّضى.

أَلا وإنَّ مِن البَلاءِ الفَاقة، وأَشدُّ مِنَ الفاقةِ مرضُ البَدن، وأشدُّ مِن مَرضِ البَدن مرضُ القَلب، أَلا وإنَّ مِنَ النِّعم سِعةُ المَال، وأفضَلُ مِن سِعةِ المال صِحَّة البَدن، وأفضَلُ مِن صِحَّة البَدن تَقوى القَلب.

لا تَصحَب في السَّفر غَنيَّاً، فإنَّك إن ساوَيتَه في الإنفاق أضَرَّ بِك، وإن تفضَّل عليك استذلَّك.

التَّوبة اسمٌ يَقَع على سِتَّة أشياء: عَلى الماضي مِن الذّنوب، والنََّدامة ولتَضييع الفَرائِض، والإعادَة ورَدِّ المَظالم، وإذاقة النَّفس مرَارة الطَّاعة كَما أذَقتها حَلاوة المَعصية، وإذابَتِها في الطَّاعة كَما ربَّيتها في المَعصية، والبُكاء بَدل كُلّ ضحِكٌ ضِحِكته.

مَن نَسي خطيئته استَعظَم خَطيئَةَ غَيره.

الإيمان مَعرِفَةٌ بِالقَلب، وإفرازٌ بِاللّسان وعَملٌ بِالأركَان.

نَومٌ عَلى يَقين خَيرٌ مِن صَلاةٍ عَلى شكّ.

إِنَّما الدُّنيا كَظِلٍّ زائِلٍ أو كَضَيفٍ باتَ لَيلاً فَاِرتَحَل، أَو كَطيفٍ قَد يَراهُ نائِمٌ، أو كَبَرقٍ لاحَ في أُفُقِ الأَمَل.

النَّوم سُلطانٌ لا يُرفَض لَهُ أمر، والجوع كافِرٌ لا يَرحَمُ أحداً، والهَمّ سَيفٌ بارِدٌ في الضّلوعِ الدَّافئة، والثِّقة قافِلةٌ تَحمِلُك لِلأمام، والسُّكوت ذَهَب، والقَناعة كَنزٌ لا يَفنى، والحِقد اشتِعالٌ دونَ نِارٍ ولا دُخان، والتَشمُّت مِقدار نَقص الثِّقة بِالنَّفس، والغُرور قَباحةِ المَنظَر والمَعشر، والصِّدق مِفتاحٌ لأقسَى القلوب، والظّلم ظُلُمات، والخِيانة نِهاية، والتَّسامُح بِداية، والصَّداقة عُملةٌ نادِرة، والخَوف كَما الغَرَق في بِركةٍ دُونَ مَاء، والشَّوق دِفء، والأمَانَة رِسالةٌ إنسانيَّة، والرَّحمة مِن صِفات الله الَتي أهداها البِشر، والبُخل حِفظ المُمتلَكات لِلّصوص، والغَضب مِفتاحُ الجنون، والكَراهيَة فَشلُ القَلب، والتَّشاؤم نَقصُ الإيمانِ بِالله، والصَّبر مِفتاح الفَرَج.

مَا دام لِي ربَّاً يَرى حَالِي، فما لي أدفِنُ في اليأسِ آمالي.

مَن أعطَى الشُّكر لَم يُحرَم مِن الزِّيادة.

إنَّ النِّعمة مَوصولةٌ بِالشُّكر، والشُّكر مُتعلِّقٌ بِالمَزيد، ولَن يَنقطِع المَزيد من الله حتَّى يَنقطِع الشُّكرُ مِن العَبد.

الصَّمت إجابةٌ بارِعة لا يُتقِنُها الكَثيرون.

اصبِر عِلَى عَمَلٍ لا بُدَّ لَكَ مِن ثَوابه، وَعَن عَملٍ لا صَبرَ لَكَ على عِقابِه.

إنَّ الزَّهادة قَصرُ الأمَل، والشُّكر عَلى النِعَم وَالوَرَع عَنِ المَحارِم، فإن غرُبَ ذلِك عَنكُم فلا يَغلُب الحَرام صَبركم، وَلا تَنسوا عِند النِّعِم شُكرُكم، فَقَد أعذَرَ الله سُبحانَه إليكُم بِحُجَجٍ مُسفرةٌ ظاهرةٌ، وكُتُبٍ بارِزَة العُذر واضِحَة.

إنَّ للمِحَن غَاياتٍ، ولِلغاياتِ نِهاياتٌ لَها، فاصبِروا حتَّى تَبلُغ نِهاياتِها، فالتَّحرُّك لَها قَبل انقِضائها زيادةٌ لَها.

كُونوا في النَّاس كالنَّحلة في طَيرانها، فلَيس من الطَّير شيءٌ إلّا وهو يتضعّفها، ولَو يَعلم الطَّير ما في أجوافِها مِن البَركَة لَم يفعلوا ذلك بِها، وخالِطوا النَّاس بألسِنتِكُم وأجسادِكم، وزايلوهُم بأعمالِكم وقلوبِكم، فإنَّ للمَرء ما كَسَب، وهو يوم القيامة مَع من أحبّ.