الاعتذار

الاعتذار سمة الراقين من الناس، وهو نابع من إدراكهم بأنّنا بشر ولسنا ملائكة، وبأنّنا مهما حاولنا الابتعاد عن الزلّات لا بدّ لأقدامنا أن تقع في شِركها حيناً، ولا بدّ لنا حينها من تقديم رسالة محبّة واعتذار لمن أخطأنا في حقّهم، والاعتذار يرفع قدر النفوس لا يصغّرها، ويدل على ثقة المُعتذر بنفسه لا على ضعفه، وفي هذا المقال أهم ما قيل في الاعتذار.


قالوا في الاعتذار



مَن كثُر كلامه كثُر خطؤه، ومن كثُر خطؤه كثر أسفه، ومَن كثُر أسفه قلّت قيمته.




الاعتذار مرهم لنصف الوجع، والنصف الآخر دواؤه الإحسان بعد الإساءة.




روح قوية مفعمة بالحب، يبعثها القلب الذي اهتم، وعرف قدر الآخر ذاك هو الاعتذار.




أربعة لا تكن قاسياً معهم: المرأة، والطفل، والخادم، ومَن أتاك معتذراً.




كلنا خطّاء وخير الخطائين التوّابون، فإن كان رب الكون فاتحاً بابه للتوابين، فمن نحن بنو البشر حتى لا نقبل اعتذارات بعضنا البعض.




في الاعتذار الصادق عودة إلى ملامح الطفولة النقيّة.




ثقافتا الاعتراف، والاعتذار ما هما إلا قوة واعتراف بحبك للطرف الآخر.    




لكل شيء فن، وفن الاعتذار يكمن في مسح الأذى الذي تسببنا به بأعذب الطرق التي يفضّلها الشخص المجروح.




إن الاعتذارات التي يقدمها أصحابها والتي تجمع العاطفة الصادقة، وتخرج من القلب بكل إخلاص هي وحدها تستحق القبول.




الاعتذار ضمّاد جروح نسعف به قلوب أحبّتنا النازفة.




الاعتذار أسمى مكارم الأخلاق.




لو أنّ كلّ من أخطأ اعتذر، لما تصاعدت المشاكل بين بني البشر.




لا تبخل على أحبّتك بالاعتذار، فقد يسبب خطؤك في حقهم جرحاً، ويسبب امتناعك عن الاعتذار في قلوبهم ألف جرح.




ثقافة الاعتذار لا يمتلكها إلّا إنسان شجاع وواثق في نفسه، أمّا أولئك الذين يرونه ضعفاً فضعفهم هو ما منعهم عنه.




الاعتذار ليس حلاً عندما تقرر تكرار نفس الخطأ بعد كل اعتذار.




يجعلك الاعتذار كبيراً في عين من أخطأت في حقّه، وفي أعيُن الناس جميعاً.




وبعض الاعتذارات المتأخرة تأتي بلا فائدة، كقبلة اعتذار على جبين ميت مثلاً.




الاعتذارات ماء صافٍ يغسل ما علق في القلوب، ويجدّد العلاقات.




عندما تقف عاجزاً عن الاعتذار رغم خطئك، فقف وقفة مع ذاتك وأعد تقييم متانة علاقاتك، فالعلاقات القوية أكبر من أن يحول بينك وبينها مجرّد اعتذار.




الاعتذار لا يعني أنك على خطأ فقط، بل يعني أنك تقدّر العلاقة مع الآخرين وتمنحها أهمية كبيرة.




والاعتذارات كفنجان من القهوة، تفقد طعمها إن بردت، وتبدو لذتها مع حرارتها وعبقها الطيب.




إذا كان الاعتذار ثقيلاً على نفسك ، فالإساءة ثقيلة على نفوس الآخرين أيضاً.




ثقافة الاعتراف، والاعتذار ما هي إلا قوة واعتراف بحبك للطرف الآخر.   




احذر أن يخالط الكذب معاذيرك. 




لا تتمادَ في الأخطاء بحجة الاعتذار، فبعض الأخطاء لا تُغتفر.




الاعتذار لا يمحو جرحاً غائراً، ولكنّه يمنعه من التوغّل حتى العظام.




الاعتذار أسمى مكارم الأخلاق.




الاعتذار البارد يعتبر إهانة ثانية.




سيقبل اعتذارك حتماً من يحب قلبك بصدق، ولا يجد الراحة إلّا في عينيك.




عدم الاعتذار عن خطأ ما قد يترك في القلب أثراً أشدّ من الخطأ نفسه.




وُجِدَت الممحاة أعلى قلم الرصاص لمحو زلّات الكتابة، وخُلق الاعتذار لمحو زلّات اللسان والسلوك.




لا تفسد الاعتذار بالتبرير.




قد تبيّن لنا بعض الأخطاء قيمتنا عند الآخرين بما يقدّمونه بعدها من اعتذارات وندم، فلا يعتذر لك بصدق إلّا من أحبّك بصدق.




لنكن صادقين، فبعض الاعتذارات باردة مثل تشرين، تكاد تكون أسوأ من الأخطاء نفسها.




رسائل اعتذار منوّعة

يحتاج الشخص كلمات تحمل فيها من اللين والرقة، وحسن النيّة ما يكفي للمسح على قلوب من جرحهم، وفيما ياتي بعض رسائل الاعتذار المناسبة:



أعتذر وأنا الذي أخطأت في حقّك ليس إساءةً منّي أو تعمّداً للإساءة، لكننّا بشر خطاؤون وخير الخطائين التوابون، أعلم أنّ في هذا العالم أناسا بقلوب بيضاء ونوايا صافية، خلقهم الله ليكونوا صفاء هذا الكوكب وبقعة الخير فيه، وأنا حينما أقدّم اعتذاري اليوم أعلم أنني أقدّمه لأحدهم، وأنّه قادر بقلبه الكبير على قبول اعتذاري هذا، فأنا إن لم تكن تعني لي الكثير، وإن لم أكن أفتقدك كثيراً في حياتي، لم أكن لأقدّم اعتذاري وأُبدي ندمي كما أفعل الآن، فأرجو منك قبول كلماتي هذه النابعة من القلب، وأن تمنح علاقتنا النقيّة فرصة أخرى لتحافظ على ثباتها، ولتدوم العمر كلّه.




في قلبي غصّة، وفي روحي حرقة على زلّة قد كلفتني الكثير، قد كلفتني حبّ عمري، وتاريخ قلبي كلّه، أقف اليوم بين يديك كنائم قد أفاق لتوّه من كابوس كبير لا يعلم كيف دخله، أعلم بأنّ ما سببته لك جرح عظيم، وألم عميق، لكنّ ذلك الجرح في قلبك يسري عليّ ليل نهار، وينخر في عظامي مثل مرض عُضال، فأنا الذي أخاف عليك أكثر من نفسي، وأحبّك أكثر من ذاتي وأيامنا السابقات تشهد، أقف بين يديك نادماً على ما بدر منّي، مقراً بخطئي، متشفعاً قلبك الذي يعرف ما يعنيه بالنسبة لي أن يغفر ويصفح ويعود إلى أحضان قلبي من جديد، لتعاود الدماء مسيرها في الأوردة من جديد.




أقدّم لك اعتذاري على ما سلف، وفي القلب نار وقودها دموعك، أعلم ما قاسيت في غيابي، وأعلم أنّني لا أستحق منك فرصة ثانية، لكنني اليوم واقف على أعتاب بابك يعتريني الندم، فأنا لم أفكّر في التفريط في علاقتنا الثمينة يوماً، ولم أفكّر في أن أتسبب لك في جرح أو ألم أو أسى، لكنّ الإنسان رهين ظروفه، وقد ألمّت بي ظروف لا يعلمها إلّا الله الذي أرتجيه ليل نهار ليعيدك لي، فما مرّ على قلبي مرٌّ جداً لكنّ غيابك أكثر ألماً ومراراً، فاقبل اعتذاري، وأطفئ بيديك ناري، وتعال هيّا لنعيد أيامنا الجميلة من جديد فليس في العمر متّسع من الوقت، وليس في الروح رغبة فيمن سواك.




أشعار في الاعتذار

فاضت دواوين الشعر بقصائد العذل والعتاب والاعتذار، فكان منها ما يأتي:


قال شاعر في الاعتذار:


هل الذنب إلّا زمان عبر له في فؤادي بليغ الأثر فها أنذا قد هزمتُ زماني وجئتُ إليك بلمح البصر أتيتُ أكفّن أمسي لديك فدعني أقود إليك السفر وما عاد لي غير أن أستحثّ شجوني وأنشرها تعتذر أتيتك والقلب طفل غرير وأعلم أنّك ترعى الأغر أتيتك أحمل ذنبي القديم أتيت لبابك كي أعتذر



وقال آخر:

اقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً

إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فجرا

لَقَد أَطاعَكَ مَن يُرضيكَ ظاهِرُهُ

وقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا.


وفيه قال نزار قبّاني:

أقَدّمُ اعتذاري لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار..

 عن الكتابات التي كتبتها ..عن الحماقات التي ارتكبتها..

عن كل ما أحدثته في جسمك النقي من دمار..

 وكل ما أثرته حولك من غبار..

 أقَدّمُ اعتذاري عن كل ما كتبت من قصائد شريرة في لحظة انهياري..

 فالشعر يا صديقتي منفاي واحتضاري

 طهارتي وعاري 

ولا أريد مطلقًا أن توصمي بعاري

 من أجل هذا، جئت يا صديقتي 

أقَدّمُ اعتذاري أقَدّمُ اعتذاري