فلتغفري

صدرت رواية فلتغفري للكاتبة السعودية أثير عبد الله النشميّ عام 2013، والتي تدور أحداثها حول قصة حب تربط بين جمانة وعبد العزيز، واللذين هما طالبان سعوديّان يدرسان في كندا، حيث تقع جمانة في حبّ عبد العزيز الشخص المستهتر ومتقلب المزاج، ودائم التهرّب من المسؤولية، أما جمانة فهي فتاة طيبة وبسيطة، وصادقة، وشامخة بنفس الوقت وهو ما يخلق الكثير من التصادمات بينهما، وتوضّح الرواية في أحداثها نموذجا لحب الرجل والمرأة الشرقيين لبعضهما، ويعرض هذا كلّه بأسلوب مشوّق وسلس، وأحداث مترابطة، كما عرضت الحوارات بينهما بطريقة رائعة، وفي هذا المقال بعض الاقتباسات الجميلة المأخوذة من الرواية.


اقتباسات من رواية فلتغفري على لسان عزيز



كنتِ عنيدة، وامرأة مثلكِ حينما تعاند لا تتنازل إلّا باعتذار مذلٍّ، وتضرّعٍ طويل؛ لذا لم أكن لأعتذر عمّا تفرّعت به أبداً.




عودتِني على رسائلك، فبتُّ كطفل رضيع يعيش بك، ويصيبه الجفاف حينما تفطمينّهُ عن الرسائل.




أعرف أنَّ لديك أسبابك في الإلحاحِ، وأفهم ذلك؛ لكنك لا تفهمين أنني بحاجة لأن تبتعدي عنّي لبعض الوقت، وأن تمنحيني مساحة كبيرة أختلي فيها بنفسي بعيداً عنك لأفكر، وأخطّط وأجرّب، وأستعرض المكاسب، والخسائر، والمزايا، والمساوئ، أعرف أنكِ لم تخطئي في شيء، وأعرف بأنّ الذنب ليس ذنبك، لكنني أحتاج لأن تعتقيني قليلاً، أحتاج لأن تطلقي سراحي لبعضِ الوقت، لأعود متيّقناً، ومؤمناً بدل من أنَّ أظل متشكّكاً، ومنافقاً معكِ.




أحِبَّكِ لكنّي لا أقدر على أنَّ أكون نفسي معكِ، أنت تحبين صورتي التي لا تُشبهني، والتي لا يراها أحدٌ غيركِ، صورتي التي لا توجد إلا في عينيّكِ أنتِ فقط، الصورةُ التي خلقتها أنتِ، والتي جاهدتُ كثيرًا لأشبهها ولأتلّبسها، ولأكّوِنَها فقط لأرضيكِ، لكنني لم أتمكن من الصمودِ، حاولت كثيرًا أن أصمد؛ لكنني انهرت كثيرًا أيضاً، حاولت استجماع قوايّ، وبقايا صورتي التي تحبينها، لكنني لم أقدر على أن أفعل ذلك أكثر مما فعلت.




حينما قرأت رسائلك هزّني الشوق، اشتقت عفويّتها، وعشوائيّتهُا اشتقت الفواصل الكثيرة التي تفصل بين كلماتك، والنقطتين اللتيّن تنهين بهما الرسائل، وكأنّك توقعين بها باسمك في نهايّةِ كُل رسالةٍ.




لكنني لست كذلك يا جمان ..لست إلا رجلاً ..رجلاً بكل ما في الرجال من مساوئ ومن مزايا، رجلاً تملأه العيوب مثلما يتحلّى بالكثير من المحاسن التي لا أعرف لماذا لا تبصرينها.




أتعرفين ما الفرق بين حزني وحزنكِ يا جمان؟‬ ‫حزنكِ مترف ومدلّل، تنهارين أمام أول بوادر الرفض، فيثور كبرياؤك على جسدكِ وتقعين في غيبوبة حزن من الصعب أن ينتشلكِ أحد منها.‬..‫أما أنا فحزني حكاية طويلة، حكاية لا يعرفها غيري ولن يفهمها يوماً أحد، أنا رجل لا ينهار حينما يحزن، رجل يزداد صلابة، يزداد قسوة مع كل وعكة حزن، يزداد خشونة وجفافاً وأنتِ تعرفين بأن مصير كل عود يابس هو الكسر.‬




غارقة أنتِ في خيبتكِ، وغارق أنا في معصيتي، لكنني أحبكِ يا جمانة، فاغفري.




أتدرين يا جمانة أحتاج كثيراً لأن أبكي، أكبر حاجاتي في الحياة هي حاجتي للبكاء الآن، أتعبني الجفاف يا جُمانة، أنهكني الجفاف، وامرأة ناضجة مثلك لن تفهم يوماً معنى أن يعيش الرجل طوال حياته في حالة جفاف.




سألتكِ يوم ذاك إن كنتِ مسترجلة، أذكر كيف رفعتِ رأسكِ، وكيف سدّدتِ نظرتكِ الحادّة تلك كقذيفةٍ من لهب، كانت نظراتكِ شهيّة رغم حدّتها ورغم تحدّيها، لا أعرف كيف سلبتني بتلك السرعة يا جمان، لا أفهم كيف خلبتِ قلبي من أول مرة وقعت فيها عينايّ عليكِ،استفزّزتُكِ كثيراً يومّها، كنت أزداد عطشاً لاستفزازكِ بعد كل كلمة، وبعد كلّ جملة، عصبيّتكِ كانت لذيذة، احمرار أذنيّكِ كان مثيراً، كنتِ (المنشودة) باختصار، ولم أكن لأفرطَ بكِ بعدما وجدتكِ، حينما غادرتِ المقهى يا جُمان، قررت أنَّ تكوني لي، لم أكن لأسمح بأن تكوني لغيري أبداً.




اشتقت لأغانيك، لذوقك الغنائيّ الذي لا يمتّ لعمرك بصلة، أنت التي تحب الأصالة بالطرب سواء أكان عربيّاً أم أجنبيّاً، من يراك لا يصدق ما تحبينهُ، وما تسمعينَّهُ، التناقض الحاد بين عصريّة مظهرك، وكلاسيكيّة ذوقك لا يتخيله أحد، ولا يعرفه سواي.




أدرك بأنّكِ ترين بي وحشاً مسعوراً يفترس النساء ليرميهنَّ بعد افتراسهنَّ من دون أي إحساسٍ بالذنب، لكنّني لست كذلك يا جُمان، لست إلّأ رجلاً.. رجلاً بكل ما في الرجال من مساوئ، ومن مزايا، رجلاً تملؤه العيوب، مثلما يتحلّى بالكثير من المحاسن، التي لا أعرف لماذا لا تبصرينّها، لا ببصركِ، ولا حتّى ببصيرتكِ.




كنتِ تختلفينَ عني في كلّ شيء، ولا تُشبهينني في أيّ أمر، ولا أدري حقاً كيف نتجاذب على الرغم من اختلافنا.




بينما تؤمنين أنتِ أنَّ الأحاسيس السلبيّة حينما تترجم عضوياً يترجمها القولون؛ لهذا أخبركِ حينما تؤلّمني معدتي بأنّ ضميري يعّورني، وتخبرينني أنتِ حينما تكونين منزعجةً بأنكِ متقوّلِنَة.




لم أكن أعلم أنَّ الثقة أجمل ما في الحب، الثقة التي تجعلنا ننام كل ليلةٍ ونحن ندرك أنَّ الحب سيظلّ يجمعنا، أننا سنستيقظ في الغدِ لمجدِ الطرف الآخر عاشقاً لنا وغارقاً بنا، مثلما نام وهو عاشق غارق، أجمل ما في الحب هي تلك الثقة في أنّنا سنكبر معاً، نفرح معاً، نبكي معاً، نمرض معاً، ونظلّ أوفياء لبعضنا البعض حتّى لو اختطف الموت أحدنا.




أنتِ أقوى ممّا تدّعين، وأكثر صلابةً ممّا تظهرين، فبرغم نعومَتك ورقّتك وسهولةِ خدشك إلا أنّك فتاة شامخة، قويّة، ذات جذور عميقة وعتيقة، وفتاة أصيلة، تزأر حينما تهان، وتكبر حينما يحاول كائن من كان تحجميها، أو تهميشها.




أنتِ التي لا تشبهها امرأة رغم أنّها تمثل كل النساء، أنتِ السهلةُ، الصعبّة، القريبّة، البعيدة، ما أخاف منها، وما ابتغيها.




ولا أدري كيف أعيشك وتعيشينّني، رغم بياضك، ورغم سوادي، رغم ضوئك، ورغم عتمتي.




قلت لك مرة: أشعرأحياناً وكأنّك كنت تعيشين في وطنٍ غير الذي كنا نعيش فيه، قلت: بل هو الوطن ذاته، لكنني أراهُ من الزاويّةِ الأخرى.




كنت بحاجة لأن أبكي بعد فترة طويلة من عدم القدرة على البكاء، فتهيأ لي سبب لأبكي كل المواقف الماضية.




الغربة لا تفسير لها ولا هي حالةٌ محدّدة، في الغربةِ نرتفع كثيراً بفعل الحريّة والانعتاق من كل القيود التي تربطنا بالمجتمع، والعائلة، والوطن، وفي الغربة نسقط كثيراً بفعل الشوق، والحنين، والحاجة للذين يحبونّنا ويخافون علينا.




اقتباسات من رواية فلتغفري على لسان جمانة



قلت لي يوماً بأن الأحلام تبتدئ فجأة! تُخلق في لمحة عين، تولد في لحظة لا نتوقع أن يولد فيها شيء .




أنا مؤمنة أنّ البعد يجعلنا نعتاد الغياب، قد يدخلنا في حالة شوق في بداياته، لكننا في نهاية المطاف سنعتاده، لذا لا أؤمن بأن البعد يجعلنا أجمل.




من يحلف بالله لا بد من أنه يقول الحقيقة.




أحبك، وأخافك، وأحترس من هذا الحب، كيف لك أن تجرفني معك وأنا التي تمشي حذرةً بجانبِ الجُدران.




بل هو الوطن ذاته، لكنني أراه من الزاوية الأخرى.




لكنّك قرّرت يا عزيز..قرّرت أن تنهي ما بيننا بمأساة.




لطالما كنت استفزازيّاً يا عزيز، لكنّني اشتقت إليك كثيراً، أفتقدك بشدّة وافتقد استفزازك لي، ومحاولاتك إغضابي ومن ثم إرضائي.




دائماً ما كنت تطلب مني أن أثق، وكيف أفعل؟ أرجوك أخبرني كيف أفعل؟




أقدمتُ على الموافقة وأنا أعرف أنك لن تكون يوماً وفياً لي، ولن تحترم ما بيننا أبداً، وافقت حتى لا أندم على عدم موافقتي وإن كنتُ سأندم على زواجي منك.




تخاف أمي من أن أحيا حياة كحياتها، تخشى عليّ من التنازلات والتضحيات وما شابهها، تظنّ بأنّني أستحقّ من يضحّي لأجلي لا من أضحي لأجله، لكنّ التضحية جين وراثي تحمله نساء العائلة على ما يبدو يا عزيز.




قلتِ لي مرة: صدّقني يا عزيز ما النسيان إلّا ادّعاء، ندّعي النسيان لنقنع أنفسنا والآخرون بأنّنا قادرين على المضيّ قدماً.