إميل سيوران

سيوران أو الكاتب الحزين هو أحد الكُتّاب والفلاسِفة الرّومان، وأحد أكثر المُبدعين صمتاً، أُصيب بالأرق في سنٍ مُبكرة حتّى فكّر جديّاً بالانتحار، لكنّه عّدّل عّن رأيِه بَعد تسخير ساعات السَّهر في الإبداع الأدبي، حتّى صدر كِتابه الأوّل (على ذرى اليأس) وهو في الثانيةِ والعِشرين من عُمره. وقد عَاشَ سيوران حياته مُتجنِباً الجمهور والصحافة، مُنكبّاً على التأليفِ والبَحث، وأُصيب في شيخوخته بمرض الوّهايمر الذي وضع حَدّاً لِحياتِهِ عام 1995م، حين كان يبلُغُ مِنَ العُمر (84) عاماً.


اقتباسات إميل سيوران في الفلسفة



نَجهَدُ كُلَّ هذا الجُهدِ لماذا؟ لِنعود إلى ما كُنّا قَبلَ أن نَكون.




الكاتِب الذي لا يَكتَشِف في ذاتِهِ أسباباً للشّعور بِالخزي أو يَتهرّب مِن هذه الأسباب، ليس أمامه إلا السّرقة الأدبيّة أو النقد.




مِن غَير المعقول أن يَكون احتمال وجود كاتِب سيرة قد دَفَع بَعضهُم إلى التخلّي عَن أن تَكون لَهُ حياةٌ أصلاً.




حِينَ نكون على بُعدِ آلاف الأميال من الشِّعر نَظَلُّ نُساهم فيهِ بِتِلك الحاجَةِ للعواء آخِر دَرَجات الغِنائيّة.




غُموض: كَلِمةٌ نَستعمِلُها لِخداعِ الآخرين، لإيهامِهِم بأنّنا أكثَرَ عُمقاً مِنهُم.




كُلُّ صَداقَةٍ هي مأساةٌ غير ظاهرة، وسِلسِلَةٌ مِن الجِّراح غَيرِ المَرئيّة.




الوَعيُ هو الرّذيلَةَ الوَحيدة التي تُوحي لَكَ بِأن تَكون حُرّاً، حُرّاً في بيداء.




لا أتَمنّى أن يَكونَ الآخَرون مُنصِفين تِجاهي، أستَطيعُ أن أستَغني عَن كُلِّ شَيءٍ إلا عن الطّاقَةِ التي يَمنحُها الإحساسُ بِالظُّلم.




الطّريقَة الوَحيدة التي تُتيحُ لِلمَرء حِماية عُزلتِهِ تتمّثّل في أنْ يَجرَحَ الجَّميع بادِئاً بالّذينَ يُحبُّهُم.




اقتَرَفتُ كُلّ شَيءٍ بِاستِثناءِ أن أكونَ أباً.




نَحنُ لا نَركُض نَحوَ الموت، نَحنُ نَفِرُّ مِن كارِثَةِ الوِلادَة، نَتَخَبّطُ مِثلَ ناجينَ يُحاوِلونَ نِسيانَها.




أن تَعيش يَعني أن تَتَقَهقر.




لا يَستحِقّ العَناء قتلُ نَفسِك؛ لأنّك تَقتُلُ نَفسك دائِماً بَعد فواتِ الأوان.




الفوضَى ترفُضُ كُلَّ ما تعلّمتَه، الفوضى تُعبِّرُ عَن نّفسِكَ وفِطرتِك.




لَيسَ مِن فَرقٍ بَينَ الكائِن واللّاكائِن إذا تأمّلنا فيهِما بِنَفسِ الكَثافة.




كُلُّ الأفكَارِ مُستمدّةً مِنَ الإحساسِ بالإحباط.




لا يَستَطيعُ أحدٌ أن يَحرُسَ عُزّلَتَه إذا لَم يَعرِف كَيف يَكونُ بَغيضَاً.




يُفتَرَض أن لا نُؤلِّف الكُتُب إلّا لِنَقولَ فيها مَا لا نَجرؤ عَلى البَوحِ بِه لِأحَد.




لا أُقاوِم العَالَم إنّما أُقاوِمُ قُوّةً أكبر، أُقَاوِمُ تَعَبي مِنَ العَالم.




إذا حَزِنتَ مرّةً دُونَما سَبَب، فَثِق أنّكَ كُنتَ حَزيناً طِيلَةَ حَياتِك دُونَ أن تَعرِف.




الجَّهلُ وَطَنٌ، وَالوَعيُ مَنفى.




حَذارِ مِنَ المُفَكِّرين الذينَ لا تَعمَلُ عُقولهم إلّا انطِلاقاُ مِن الاقتِباس.




أنا أستَقيلُ مِنَ الإنسانيّة، لَم أعُد أُريدُ أن أكون، وَلَم أعُد قادِراً عَلى أن أكونَ إنساناً، ماذا سأفعل؟ أخدِمُ الأنظِمَةَ الاجتِماعيّةَ والسِياسيّة، أُسَوِّدُ حَياةَ امرَأة؟، أتَصيّدُ نِقاطَ الضّعفِ في النُظُمِ الفَلسَفيّة، أُناضِلُ مِن أجلِ القِيَم الأخلاقيّةِ والجَماليَّة؟ كُلُّ ذلِكَ هُراء أنبُذُ إنسانيّتي، حَتّى وإن كُنتُ سأجِدُ نَفسي وَحيداُ، وَلكن أنَا وَحيدٌ عَلى كُلِّ حَالٍ في هذا العاَلَم الّذي لَم أعُد أنتَظِرُ مِنهُ أيَّ شَيء.




لَو كَانَت لِي شَجاعةٌ كافيةٌ كُلَّ يَومٍ كَي أصرُخ رُبعَ سَاعةٍ، لَتَمتّعتُ بِتوازُنٍ كَامِل.




كُلَّما تألّمنا أكثَرَ طَالبنا بِالأقَل، فالاحتِجاجُ عَلامةٌ عَلى أنَّ الإنسانَ لَم يَجتَز أيَّ جَحيم.




لا يَسكُنُ المَرءَ بِلاداً بَل يَسكُنُ لَغَةُ، وذلِكَ هو الوَطَن ولا شَيءَ غَيرَه.




المَللُ يَصنَعُ المُعجِزات، حِينَ نَتَعلَّم كَيفَ نَغترِفُ مِنَ الفَراغِ مِلءَ اليدين.




الطَّريقَةُ الوَحيدَةُ لِمُواجَهةِ الخيبَاتِ المُتَتَالية هي أن يَعشَقَ المَرءُ فِكرَةَ الخَيبَةِ نَفسها، إذا أفلَحَ المَرءُ في ذَلِك لا يَعود يُفاجِئهُ شَيء، ويَسمو فَوقَ كُلِّ ما يَحدُث، ويُصبِحَ الضَحيَّةَ الّتي لا تُقهَر.




أنَا مُستعِدٌّ لِلتخَلّي عَن كُلّ مَشاهِدِ العَالَم مُقابِل مَشهَد طُفولَتي.




قَبلَ أن تُولَد الفيزياء والسّيكولوجيا بِكَثير، كَانَ الألمُ يُفَتِّت المَادَّة؛ وَكَانَ الحُزنُ يُفَتِّت الرُّوح.




لا خَلاصَ إلّا في مُحاكاةِ الصَّمت.




العَقل هو المُستَفيدُ الكَبير مِن هَزائِمِ الجَّسَد، يَثرى عَلى حِسابه، يَسلُبُه، يُهلِّل لِمآسيه، ويَعيشُ عَلى اللصوصيَّة.




اقتِباسات إميل سيوران في الحياة



تِرياقُ السَّأم هو الخَوف، حيث يَنبَغي أن يَكُونَ الدَّواء أقوى مِن الدَّاء.




لَستُ مِن هَذا العَالَم، أنا في وَضعِ الغَريب الدَّائِم، أنا في حَالَةِ لا انتِماءٍ كُلّي حِيالَ كُلِّ شَيء.




أفضّلُ طَريقَةٍ للتَخلُّص مِنَ العَدو هي أن تَمدَحه أينَمَا حَللت، سَوف يَنقُلون إليهِ ذلِك فَلا تَبقى لَديهِ قوَّةً لإزعاجِك؛ لَقَد حَطّمت قُوَته، وسَوف يُواصِل حَملَتهُ ضِدَّك دائِماً لكِن دون صَرامةٍ وَبَأس، إذ يَكونُ قَد كَفَّ لا شُعوريّاً عَن كُرهِك، لقَد هُزِمَ وهو يَجهَلُ هَزيمَته!.




المُزعِجُ في اليَأسِ أنّهُ بَديهيٌّ ومُوَثَّق وذو أسبابٍ وَجيهة، إنَّه ريبورتاج، والآن أمعِنوا النَّظرَ في الأمَل، تأمّلوا سَخاءَهُ في الغُشِّ ورُسُوخَهُ في التَدجيل، ورَفضَهُ لِلأحداث، إنّه تِيهٌ وَخيال، وَفي هذا التّيه تَكمُنُ الحَياةُ، ومِن هذا الخَيالِ تتغذّى.




مَع التَقدُّمِ في السِّن يَتَعلّمُ المَرء مُقايَضةِ مَخاوِفهِ بِقَهقَهاتِه.




كِتمانُ الألَمِ أنزَلَهُ إلى مَرتَبةِ النَّشوة، تِلكَ حِيلةُ الاستِبطان، لُعبَةِ اللُّطَفاء، دِبلوماسيَّةِ الأنين.




إنَّ الأرَق وَعيٌ مُدوِّخ قادِرٌ عَلي تَحويلِ الفِردوسِ إلى غُرفَةِ تَعذيب.




الحُزنُ شَهيَّةٌ لا تُشبِهُها أيُّ مُصيبة.




الفَراغُ هو اليَقينُ الذي يَكتشِفُه في آخِرِ سِيرَتِهِم المهنيَّة - كَمُكافأةٍ عَلى خَيباتِهِم- النَّاسُ الطَيِّبون والفَلاسِفَةُ المُحتَرِفون، بَينما هو من باكوراتِ الكَسالى، أولئِكَ المِيتَافيزيقيّون مُنذُ الوِلادَة.




كُلَّما ازدَادَت لا مُبالاتي بِالبَشَر تَضَاعَفَت قُدرَتَهُم عَلى التَأثيرِ فيَّ، ومَهما احتَقَرتُهُم فإنِّي لا أستَطيعُ الاقتِرابَ مِنهُم إلّا مُتَلعثِماً.




إذا أمكَنَ للإيمانِ، أو السّياسَة، أو الحَيوانيَّةَ النَّيل مِن اليَأس، فَلا شَيءَ يَنالُ مِنَ الكآبَة إنّها لا يُمكِن أن تَتَوقَّف إلّا مَع آخِرِ قَطرَةٍ مِن دَمِنا.




أنا مَمنوعٌ مِنَ الزَّمَن، ولَمَّا كُنتُ عاجِزاً عَن مُتابعةِ إيقاعِهِ فإنّي أتعَلَّق بِتلابيبهِ أو أتأمَلهُ، لكنّي لَستُ فِيهِ البتَّة كَما أنَّهُ لَيس فيَّ، وَعَبثاً أطمَعُ في قَليلٍ مِن زَمنِ الجَّميع.




يُدَّمرنا غَرامُنا كُلَّما كانَ مَوضوعَهُ أكثَرَ ضَبابيَة، غَرامي كَان بِالمّلل لقَد وَقعتُ ضَحيَّةَ عَدمِ دِقَّته.




فِي قَاعَةِ النََومِ الكَبيرة هذِه الكَابوس هو الطَّريقَةُ الوَحيدَةُ لِلوعي.




كَم أتمنَّى المَوتَ بَالموسيقى حَتَّى أُعاقِبَ نَفسي، لأنَّني شَككتُ أحياناً في سمو أذيَّتها.




نَحن غَرقى في الشَّر، ولا يَعني ذَلِكَ أنَّ أفعالَنا كُلَّها شِرّيرة، وَلكِن ما أن يَحدُث لَنا أن نَرتَكِبَ الخَير حَتَّى نَتعّذَّب، لأنّنا نَتَحرَّك في الاتِجاه المُعاكِس لفِطرتنا.




توجد كآبتان: الأولى يُعالِجها الدَّواء، والثانيّة تُلازِمُنا إنَّها الأنا في مُواجَهةِ ذاتِها إلى الأبد.




دَحضُ الانتِحار: ألَيسَ مِن عَدَم اللَّياقة مُغَادَرةِ عالَم وَضَع نَفسهُ بِهذا الحَماسِ في خِدمَةِ أحزانِنا.




كُلَّما عَجِزَت الموسيقى نَفسها عَن إنقاذِنا، التَمَعَ في أعيُنِنا بَريقُ خِنجر، لَم يَبق شَيءٌ يَسنُدُنا إن لَم يَكُن الافتِتَانُ بِالجَّريمة.




هَل ثمَّة مَن يَستعمِل كَلِمَةَ حَياةٍ في كُلِّ مَوضِع؟ إذنْ فاعلموا أنَّهُ مَريض.




وَحدهُما الفِردَوسَ والبَحر يَستطيعان إعفائِي مِن اللّجوءِ إلى المُوسيقى.




لِكُلٍ جُنونَهُ، وَقَد تَمثّل جُنوني في أن أعتَبِرَ نَفسى سَويَّاً، سَويَّاً بِشكلٍ خَطِر، ولَمَّا كَان الآخرون يَبدونَ لي مَجانين، فَقد انتَهى بيَ الأمرُ إلى الخَوف مِنهُم، وإلى الخَوف مِنّي أكثر.




أن نَعيش حَقَّاً يَعني أن نَرفُضَ الآخَرين، فالقُبول بِهم يَتطلَّب التَخلّي عَن الأشياء، وكَبحِ جِماح الذَّات، والتَصرُّف ضِدَّ الفِطرة، وإضعافُ النَّفس، نَحنُ لا نَتصَوَّر الحُريَّة إلّا لِأنفُسِنا، ولا نَبسِطُها عَلى القريبين مِنَّا إلا بِشِقِّ النَّفس.