رواية ليطمئنّ قلبي

أدهَم الشرقاوي هو كاتِبٌ لُبناني مِن أصلٍ فِلسطيني، لقّب نفسَه بـ (قِس بِن ساعِدة)، لهُ العديد مِن المؤلّفات ومِن أشهرها رواية (ليطمئِنَّ قلبي)، وتتميّز هذه الرواية ببساطتها وثَرائِها بِكُلَ ما يهُم الشَّرقي البسيط كاليأسِ والخوف، والمَرَض، والفَقد، والإعاقّة، وتجارب الناس في كُل تلك التفاصيل، وهي ما أظهرَ الرِّسالة الحكيمة لِلكاتب، وساهَم بنشر الرواية على نطاقِ واسع في العالم العربي.


اقتباسات قصيرة مِن رواية ليطمئِنَّ قلبي



الجُروح التي لا تُخرِج أضغانها لا تلتئِم.




فالأشخاص في الذَّاكرة بعُمق الأثر لا بِطول العِشرة.




سَتموت يوماً بجُرعةٍ زائدة من الجِديّة.




لا تُجادلني عَلى شخصٍ تَراه بعينيكَ أراه بِقلبي.




هذه الكَلمات خيمةُ عَزائك، فعظَّم الله أجرَكِ بكِ.




لم يكن البُعد ذَنبهم، لكِنّ الإفراط في الاقتِراب كان خطيئتي، اقتربت أكثَرَ مِن اللّازم فتكسَّرت كَسراً يَليق بي.




لا شَيء يُرمِّم خَسارتي لكِ، كَما أنّي عَلى يَقين أنَّهُ لا شيء يُرمِّم خَسارتك لي، فبِرَغمِ ما حدَث لا أنكُر أنَّكِ أحببتني، وهذا ما يَزيدُ الأمر مَرارة.




هكذا نَحنُ في بِداية حياتنا نَحسبُ أنَّ الألقاب سَتصنعنا، إلى أن نُدرك في لَحظةٍ ما أنَّنا نَحنُ الذين نَصنع ألقابنا.




أعتَقِد أنَّ قَلبَ الإنسان لا يُشفى حِين يَفقِد أحَد أحبائه، هو يَبقى ناقِصاً للأبد.




فقد كُنتُ ومَا زِلتُ أؤمِن أنَّ إظهار الاهتِمام هو إظهارٌ للّحُب، لا حُبّ بِلا اهتمام، أو بِالأحرى لا تُخبِرني أنَّك تُحبني، اهتَم بِي وسَأَعرِفُ لِوحدي أنَّك تُحِبني.




إنّ عَلينا أن نَعرِف مَتى يَجِب أن نَنسَحِب مِن مَعركةٍ كُلُّ ما فيها يُشيرُ إلى الخسارة.




أجبتُكِ: في الحُبّ يُفتَرضُ بِنا أن نَرى الآخَرَ أيضاً، لا أنفُسنا فَقَط، بَعدَ قليلٍ كانَت رِسالَتُكِ تَقول: في الحُبِّ حينَ نرى الآخَر، نَرى أنفُسَنا.




أتمنَّى لَو أستَطيع مُحادثَتك لأطمئنَّ عَليك الآن، لكِن الأمر لَم يَكُن يوماً بِهذِه السّهولة.




الدُّنيا لَن تكون امتحاناً كبيراً مَا لَم يَكُن النَّاسُ أحراراً في فِعل الخير وفي فِعل الشَّر، حيثُ أنَّ الإنسان المَنزوعَ الإرادةِ لا يُمكِن أن يَخوض اختِباراً.




قَطعِ الوَعد يُوحِي بالثِّقة والتمسُّك، أمَا قَطع الأشجار يُوحي بِغير الزَّوال والتَخلّي




ثمَّة هَزائِم عابِرة لا نُبالي بِها، نُرمِّم أنفَسنا مِنها سريعاً ونُكمِل، ولكِن ثَمَّة هزائِم حتَّى العظم، هذِه التي تجعلُنا نَفقِد ثِقتنا بِجدوى الحَرب التي نخوضها.




إنَّنا نَعيشُ سنوات طَويلة في صِحَّةٍ ورَغَد ونَمرضُ أيَّاماً مَعدودة، فلِماذا عَلينا أن نَسخط إذا مَرِضنا وَنقول أينَ هو الله الذي أمرضنا، ولا نَقول لَه يا لهُ من إلهٍ رَحيم أمدَّنا بالصِّحة أعواماً.




حياةُ الإنسان باختصار هي جُملة عادات، والظُّروف التي يَعيشُ في ظِلِّها الإنسان تَصوغُ مَشاعِرَه وأحاسيسَه، وأجهِزَتَهُ النفسيَّة.




مَا لَم يُقالُ بِالحرف يُقال بِالمعنى.




إنَّ القَلب الذي يَضرِب بالعِفَّة عُرض الحَائِط، لَم يَعرِف الحُبَّ حَقَّاً.




موجِعٌ أن تُصاب امرأةٌ بأنثويتها.




هذه الكَلِماتُ جنازتُك، وأنا الآن أحمِلُكَ إلى مثوَاكَ الأخير.




نَحنُ ضَحايا التَفاصيل الصَّغيرة، مَن يُنقِذُنا مِن هذه الوَرطة، وَرطةِ الانتباهِ المُفرط.




أُحاوِل أن أستجمِعَ قِواي التي فَقدتُها بَعد حديثِنا لأوَّلِ مرَّة.




كُن مَعي دائِماً، وَلن تَذبل ضِحكَتي، فأنتَ ماءُ القَلب.




ثمَّة هزائِم عابِرة لا نُبالي بِها، نُرمِّم أنفُسنا مِنها سريعاً وَنُكمِل، ولكِن ثمَّة هزائِم حَتَّى العَظم، هذه التي تجعلُنا نفقِد ثِقتُنا بِجدوى الحَرب التي نَخوضُها.




اقتباسات طويلة من رِواية ليطمئِنَّ قلبي



أمّا بعد: الموتُ موجِعٌ يا وَعد؛ ولكِن الأكثّرَ وَجعاً هُم أولئك الذين يَموتونَ فينا وهُم أحياء! ما أبشَعَ أن يُصبِحَ قلبُ المَرءِ قبراً لِشخصٍ وَهو ما زالَ يَمشي على الأرض.




مَررتُ البارِحَةَ بِجانِبك كَانَ ما بيننا مِن المسافة مِقدارُ ذِراع، وما بينَنا مِنَ الجّفاء مِقدار ما بينَ الأرضِ والسّماءِ! وأنا على قناعةٍ الآن أنَّنا لا نَكره بِجنونٍ إلا أولئِكَ الذينَ أحببناهُم بِجنون.




أشعُر أنَّ في داخِلي غَضَباً مَكبوتاً لَم أجرؤ على التَّعبيرِ عَنه خَشيةَ إيذائِك، لَم أكُن قادِراً على إلحاقِ الضَّرر بِكِ مهما كان، كان ثمَّة شُعورٍ خَفي بالرَّغبةِ في إصلاحِ كُلِّ شيءٍ يَنتابُني كُلَّما فكَّرتُ في عينيكِ، وكُلَّما خَطَرت بِبالي تِلكَ الطَّريقةَ التي تتحدَّثين بَها، كِدتُ أتَصِلُ بكِ لأسمَعَ فقط نبرَةَ صوتَكِ، ولكنّي كُنتُ أستعيدُ نَقمتي عليكِ سّريعاًً، وأعزِمُ على البقاءِ بَعيداً عَنكِ ما استطعت.




عندما أقولُ لكِ: لنتواجه، فلَستُ أبحثُ عَن نَصر، كِلانا نَعرِفُ أنّ مَعارِكَ الحُبّ لَيس فيها مُنتَصِرٌ وَمهزوم، إمّا أن يَنتصر الاثنان مَعاً، أو يُهزمان مَعاً، وأنا مَهزومٌ بكِ تَماماً كَما أنتِ مهزومَةٌ بي، بِغضّ النّظر عَن أسباب الهزيمة.




لا شَيء يُرمِّمُ خَسارتي لَكِ، كَما أنّي عَلى يَقينٍ أنّه لا شَيء يُرمِّمُ خَسارتكِ لِي، فَبِرَغمِ ما حَدَث لا أُنكِرُ أنّكِ أحببتِني وهذا ما يَزيدُ الأمرُ مَرارة، ولكِنّي أردتُ أن نَتَواجه لأنَّه لا يَستقيمُ أن أُدير ظَهري لكِ، وتُديرين ظَهرَكِ لِي، وبينَنا قضيّةٌ لَم تُغلق بَعد، وإن كانت تِلك القضيّة لِعلاقةِ حُبٍّ هي الآن في حُكمِ الأموات، والضّربُ في الميّتِ حرام!.




اليومَ سؤالي لِلخالةِ آمِنة رُغم أنَّ سؤالي لَم يَكُن مِن بابِ الفُضولِ أو الرَّغبةِ في المعرِفة، بِقدر ما كانَ مِن باب أنّي مُهتمٌّ فِعلاً، فَقَد كُنتُ وما زِلتُ أؤمِن أنَّ إظهارَ الاهتِمام هو إظهارٌ لِلحُبّ.




أنا أُحسِنُ الظنَّ باللهِ وأُحِبُّهُ أكثَرَ مِمّا أخافُه، أو بالأحرى أخافُ أن أقابِلَهُ بِذنوبي، تُمَّ عِندَما أُقارِن ذُنوبي بِما أعرِفُه عَن عَفوِهِ ورَحمَتِه، أتيقّنُ أنَّهُ سَيَكونُ رَحيماً بي أكثَرَ مِن كُلِّ النّاسِ الذينَ يُحِبّونَني.




مَن قالَ إنَّ الشِّفاء ضرورة، ومن قالَ إنَّ الألَم خَطيئة، الألم جُزءٌ مِن الحياةِ والإنسان، لا حيلَةَ في تَفادي الإصابة بِه، بَل إنَّهُ قد يَكون ضرورةً لِبِناءِ الشخصيّة، وأحَد أركان النُضج واتِساعِ الفِكر، إنَّنا بِالألَمِ نِتخلّص مِنَ السَطحيّةِ والتفاهة، الألم يَفَضُّ بِكارة أرواحنا السّاذجة؛ فنَكتشِف مِن خِلالِهِ مِكامِنَ القوَّةِ فينا، وحُدود قُدراتِنا، ونكتَسِب البصيرة، وِنتَخلّى عَن التَصديقِ بِظاهِر الأشياء.




ثمّةَ شيءٌ في القَلب لا يَراهُ إلا الله، ثمَّة بصيصَ نورٍ في حَياةِ الإنسانِ المُظلِمة لا يَعلَمُهُ إلا الله، ومِن رَحمَتِهِ يُهيّئ مَن يأخُذ بِيَدِ هذا الإنسان لأجلِ النَورِ في قَلبه، وكذلِك في المُقابِل ثمّة ظُلمةٍ في قلبِ إنسانٍ آخَر وَحدَهُ الله يَعلمُها مَهما ادَّعى صحِبُها مِن نور.




إنّ كُلّ ما حَولنا يبدأ مِن أنفُسِنا أوّلاً، كُلّ ما يُؤذينا يَستمدُّ قُدرَتَه عَلى الأذى مِن ضَعفِنا وهشاشتِنا، واهتِمامنا بِمَصدرِه، إنّنا بِحاجةٍ إلى الكثير مِن التّغافُل لِنعبُّر جِسرَ الحياة، لِنجتاز النّاس وأحكامَهُم، فإن تَخاذَلَت خُطواتنا واستَسلَمت سَقطنا، وَجَرفَتنا تيّارات الحياةِ إلى القَاع، حَيث لا شَيء سِوى الخراب.




إنَّ الإسلام هو الدّين الذي تأوي اليِهِ الفِطرة كما يأوي رَضيعٌ إلى أُمِّه، أمَّا عَنِ الغريزة فَما جَاء الإسلام ليكبُت الغرائِز، وإنَّما ليُهذِّبها، فَهذا شيءٌ مُشترك بَين الإنسان والحَيوان، وَقَد أرادَ الله بِهذا الدّين أن يَرفعنا.




لا تُقزِّم مِن حَجمِ أوجاعِك، ولكِن أيضاً لا تُعَملِقها لأنَّها ستسحقك وتمضي، امنَح كُلَّ شيء حجمَه الذي يستحِق ووقتَهُ الذي يَحتاج، ثُمَّ تَعامَل مَعَه وِفقاً لِذلك بأقصى قوَّتِكَ وَوعيِك لا بِضعفِكَ وخِنوعِك، لا تُصغِ كَثيراً لِمخاوِفِكَ وهواجِسِك وَسيُذهِلُكَ ما أنتَ قادِرٌ عليه.




تفكّر تدبَّر قلِّب الأمور، ولكِن لا تَنسَ أنَّ السِّر يَكمُن في قلبِك، يُمكِنُك أن تُخبِرَني بِلسانِكَ حَديث عَقلك، أمَّا حَديثُ قلبِك فالله وَحده يَعرِفه، حافِظْ عَليه نقيَّاً مِن أيِّ ذرَّةِ كِبر أو عِناد، ليبقَ جائِعاً لِلهِداية والحَقيقة حيثُما كانت ومِمّن أتت، وَقتَها فَقط سيأتي بِكَ الله.