غسان كنفاني
غسّان كنفاني هو روائي، وقاص، وصحفي فلسطيني ولد في مدينة عكا شمال فلسطين سنة 1936م، وعاش في مدينة يافا حتى أُجبر وعائلته على الهجرة إلى لبنان تحت ضغط الاحتلال عام 1948م قبل انتقاله إلى دمشق حيث كان يعمل والده في مجال المحاماة وخصوصاً في مجال القضايا الوطنية، حيث تأثّر غسان بعمل والده جداً، وأثّر ذلك على شخصيته، فقد درس المرحلة الثانوية في مدينة دمشق، ثم التحق بكلية الآداب في الجامعة السورية، لكنّه في السنة الثانية انقطع عن الدراسة في الجامعة والتحق بحركة القوميين، ثم سافر إلى الكويت وعمل هناك مدرّساً للرياضة والرسم في الوقت الذي كان يعمل فيه في مجال الصحافة، ثم انتقل إلى بيروت في عام 1960م وعمل محرراً أدبياً في جريدة الحرية الأسبوعية، وعمل أيضاً رئيس تحرير لعدد من الصحف قبل ان يؤسس مجلة الهدف ويترأس تحريرها، ويُذكر أنّ غسان تزوّج من سيدة دينماركية، فرُزق منها بطفلين هما: فايز وليلى، قبل اغتياله عام 1972م نتيجة انفجار عبوة ناسفة في سيارته.
اقتباسات غسان كنفاني عن الوطن ومعاناته
الإنسان في نهاية الأمر قضية.
الوطن ليس شرطاً أن يكون أرضاً كبيرةً، فقد يكون مساحةً صغيرةً جداً حدودها كتفين.
تعلّمت أن أحب طفولتي، وأن أحب البسطاء، وأن أرتب خارطة هذا الوطن، وأن أقف في صف الفقراء.
خُلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق، فإمّا عظماء فوق الأرض، أو عظاماً في جوفها.
أموت وسلاحي بيدي لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي.
كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقاً صغيراً يتّسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود.
كل قيمة كلماتي كانت في أنّها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح، وإنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه.
أنا من شعب يشتعل حباً، ويزهو بأوسمة الأقحوان، وشقائق النعمان على صدره وحرفه، ولن أدع أحداً يسلبني حقي في صدقي.
إنّ قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميِّت، إنّها قضية الباقين.
ربما يكون قد أمضى حياته جاهلاً تعساً، لكنه قد تعلّم أخيراً درساً صغيراً واحداً، بسيطاً ولكنه أساسي للغاية: إذا أردت أن تحصل على شيء ما، فخذه بذراعيك، وكفّيك، وأصابعك.
في الوقت الذي كان يناضل فيه بعض الناس ويتفرج بعض آخر، كان هناك بعض آخر يقوم بدور الخائن.
لقد أخطأنا حين اعتبرنا أنّ الوطن هو الماضي فقط، أمّا خالد فالوطن عنده هو المستقبل، وهكذا كان الافتراق عشرات الألوف مثل خالد لا تستوقفهم الدموع المفلولة لرجال يبحثون في أغوار هزائمهم عن حطام الدروع وتفل الزهور، وهم إنما ينظرون للمستقبل، ولذلك هم يصحّحون أخطأنا، وأخطاء العالم كلّه.
اقتباسات غسان كنفاني عن الحب
اكتبي لي في هذه اللحظة وقولي: سأظلّ معك، وسنظلّ معاً.
هل لديك حبيب؟ لا، لمن تكتب؟ لنفسي، لنفسك! كلام حب؟! نفسي تستحق الحب أكثر ممّا يفعلون.
لا أريد أن تغيب عني عيناك اللتان أعطتاني ما عجز كلّ شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي..ببساطة لأنّي أحبك.
المرأة تُوجَد مرَّة واحِدة في عُمر الرجُل، وكذلك الرجُل في عمر المرأة، وعدا ذلِك ليس إلّا محَاولات للتعوِيض.
الحب وحدة لا يستطيع مهما بلغت حرارته أن يخبز رغيفاً وحيداً.
إنّني أحبك كما لم أفعل في حياتي، وأجرؤ على القول كما لم يفعل أيّ انسان وسأظلّ.
مأساتي ومأساتُك أنني أحبك بصورة أكبر من أن أخفيها، وأعمق من أن تطمريها.
شيء جميل أن تكون قريباً من شخص محتفظ بك لا يبتسم لغيرك، ولا يعطي ربع مكانتك لأيّ شخص آخر.
هل هناك ما هو أكثر رعباً في حياة إنسان كان يخبّئ الحب في جيبه كسلاح أخير للدفاع عن نفسه؟
إنّني لست راغبا في أيّ شيء، كلّ الأشياء التي اعتقدت أنّني أحبُها، فقَدَت معناها تماماً.
أحيانًا أسمعكِ تضحكين وأحيانًا أسمعكِ ترفضين رأيي وأحيانًا تسبقيني إلى التعليق، وأنظر إلى عيون الواقفين أمامي لأرى إن كانوا قد لمحوك معي.
أنا أعرف أنّها تحبني، لا ليس كما أحبها، ولكنها تحبني..إنّها تهرب مني في وقت لا أكف فيه عن الاندفاع نحوها، وأنا أعرف أنّ الحياة قد خدشتها بما فيه الكفاية لترفض مزيداً من الأخداش، ولكن لماذا يتعيّن عليً أنا أن أدفع الثمن؟
ماذا أكتب لكِ؟ وأنا كلما حاولت أن أكتب شعرت بأنّ قلبي سيُقلع من مكانه ليسكن صدرك!
إنّ لي قُدرة لم أعرف مثلها في حياتي على تصوّرك ورؤيتك، وحين أرى منظراً، أو أسمع كلمة وأعلّق عليها بيني وبين نفسي أسمع جوابك في أذني كأنك واقفة إلى جواري .
ولكنّني متأكد من شيء واحد على الأقل هو قيمتكِ عندي..أنا لم أفقد صوابي بكِ بعد، ولذلك فأنا الذي أعرف كم أنتِ أذكى، وأنبل، وأجمل.
كانت ليلى تطلب مني ألّا أنظر إليها عندما تنام، كانت تعتقد أن تقاطيع وجهها تكون صادقة عندما تفقد التحكم بها، وهي لا تريد أن أعرف شعورها الحقيقي تجاهي، تخاف أن أصبح مغروراً.
اقتباسات غسان كنفاني عن الشوق والفراق
إنّني أقول لك كل شيء لأنني أفتقدك، لأنني أكثر من ذلك تعبتُ من الوقوف بدونك.
وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك، ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبّات عينيّ، و لكن لأنّني لا أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد.
ولن يستطيع شيء في العالم أن يجعلني أفقدك، فقد فقدتُ قبلك، وسأفقد بعدك كل شيء.
نزلت عليّ رسالتك كما المطر على أرض اعتصرها اليباس، مثلك لا شيء، مكانك لا يُملأ، وكلماتك وحدها التي لها صوت يغطس إلى أعماقي..أراك دائماً أمامي، أشتاقك، أعذّب نفسي بأن أحاول نسيانك، فأغرسك أكثر في تربة صارت كالحقول التي يزرعون فيها الحشيش لا تقبل زرعاً غيره إلّا عباد الشمس، وأنا لن أنهي حياتي عباداً للشمس.
لن أنسى..كلا، فأنا ببساطة أقول لكِ: لم أعرف أحداً في حياتي مثلك، أبداً أبداً، ولم أقترِب من أحدٍ كما اقتربتُ منكِ أبداً أبداً، ولذلكَ لن أنساكِ.. إنكِ شيء نادرٌ في حياتي، بدأت معكِ ويبدو لي أنني سأنتهي معكِ.
نزلت عليّ رسالتك كما المطر على أرض اعتصرها اليباس، فمثلك لا شيء، ومكانك لا يُملأ، وكلماتك وحدها التي لها صوت يغطس إلى أعماقي، أراك دائماً أمامي، أشتاقك، وأعذّب نفسي بأن أحاول نسيانك، فأغرسك أكثر في تربة صارت كالحقول التي يزرعون فيها الحشيش لا تقبل زرعاً غيره إلا عبّاد الشمس، وأنا لن أنهي حياتي عباداً للشمس.
أنت عندي أروع من غضبك، وحزنك، وقطيعتك، أنت عندي شيء يستعصي على النسيان، أنت نبيّة هذا الظلام الذي أغرقتني أغواره الباردة الموحشة، وأنا لا أحبك فقط، ولكنني أؤمن بك مثلما كان الفارس الجاهليّ يؤمن بكأس النهاية يشربه وهو ينزف حياته، بل سأضعه لك كما يلي: أؤمن بك كما يؤمن الأصيل بالوطن، والتقي بالله، والصوفيّ بالغيب.
لا تكتبي لي جواباً، ولا تكترثي.. لا تقولي شيئًا إنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد، وسأظل أعود.
نزلت على رسالتك كما المطر على أرض اعتصرها اليباس، مثلك لا شيء، مكانك لا يُملأ، كلماتك وحدها التي لها صوت يغطس إلى أعماقي.