العتاب

العتاب هو خطاب أو رسالة للسّؤال عن حقوق المودّة والصّداقة بين الأشخاص، والعتاب يجعل العلاقات بين الأهل والأصدقاء والعشّاق في حالة صفاء، ويجعل القلوب خاليةً من الشّعور بالحزن والغضب، وهو يقوّي العلاقات بين الأفراد، وعلى العكس يعدّ عدم الاهتمام هو أكثر حالة تستدعي اللّوم الّذي نشعر بها تجاه الآخرين، لذلك يجب الاهتمام دائماً بمن نحب من الأهل والأصدقاء، والحرص على عتابهم على ما بدر منها، وفي الحقيقة إنّ السّؤال برسالة أو مكالمة لن يكلّف الكثير من الوقت، ولكنّه يجعل الودّ مستمرَّاً.



أقوال عن العتاب



في حياتي كلّها لم أصافح مثلك، فقم وصافح قلبي قبل يدي، وتذكّر كلمات حبّي وعشقي لك، ولا تغادر حياتي دون سبب، عاتبني ولا تهجرني ففي الهجران موعد مع الموت.




ثمّة أمور لا تستطيع أن تجتازها بسهولة، ثمّة شعور لا يجديه التّغاضي، ثمّة عتاب طويل في صدرك كتمانه صعب وإفصاحه إهانة، ثمّة أشياء لا تبدو بتلك البساطة.




أعطيتها قلبي وحبّي وعطفي، لكنّها أضاعت كلّ شيء فسألت نفسي أين ذلك الحبّ فأجابتني بأنّه في عالم الضّياع.




صعب أن ينتهي الحبّ الصّادق نتيجةً لأمر تافه، والأصعب أن يستمرّ الفراق لأنّ كلّ طرف ينتظر إشارة الرّجوع من الآخر




نقف في منتصف الطّريق، نعشق حضورهم ونخشى غيابهم، وتنتفض الأماني والهواجس داخلنا، فتارةً تثور وتارةً تهدأ، ونبقى نحن ساحة لهذه الفوضى الّتي تجتاحنا.




في الغياب نرى من نحبّ بصورة أوضح، ونشعر بمدى أثرهم وتأثيرهم بشكل أدقّ؛ ففي الغياب تكبر محبّتنا لهم وتصغر محبّتنا لأنفسنا.




ما أصعب أن تبكي بلا دموع، وما أصعب أن تذهب بلا رجوع، وما أصعب أن تشعر بالضّيق وكأنّ المكان من حولك يضيق.




كم كتبنا من رسائل وانتظرنا لها جواباً، لكنّكم لم تردّوا على تلك الرّسائل، وأبقيتمونا نعبش في عذاب.




كيف تعاملني هكذا وقد كان القلب والعقل والفؤاد لك، كيف تخون الحنين وتجرحني وتتركني بلا سبب، قف وعاتب ولا تتهرّب منّي، واسمعني حتّى لا نتألّم وصافح حينما تقدر، ولكن لا تعاتبني وترحل.




لا تظنّ أنّ القلب بعد المذلّة سيميل لك، اعتبرني يا سيدي في حياتك عابر سبيل.




يجذبني الشّوق إليك بقيود من حديد، وكلّما انتزعت قيداً أعادته الذّكرى من جديد، أخبرني كيف أحيا وقلبك عن قلبي بعيد، كم يطيب لي عذابي ونفسي تطالب بالمزيد، فما الحبّ إلّا ملك ونحن له كالعبيد، حبيبي تذكّرني فالشّوق لك عنيد.




لو عرفت أنّ الغدر من صفاتك، ولو عرفت أنّك في لحظة تخون، كنت سأنسى وأنسحب من حياتك قبل أن تعذّب قلبي الظّنون، فقد غرّني حلو الكلام المعسول.




لن ينسى الله سكوتك عن الكلام، ولا عتباً كتمته، ولا قهرًا ألجمته، ولا ألماً تحملته، فثق بالله واطمئن.




لست أمامك، ولا أنت ​بجواري، وفي صباحي لا أقابلك، وفي مسائي لا تحضر، ولا نتقابل أبداً في أيّ مكان، إذن لماذا تسكن أفكاري.




لستُ نصفاً لأنتظر أحداً ليُكملني، أنا مُكتمل بِذاتي وإن أتى شخصٌ إلى حياتي فما هو إلا نجمٌ يُزّين سمائي، وإن رحل فما أجمل السّماء وهي صافية.




ولا تعاتب أحداً على عدم الاهتمام، لأنّ الاهتمام الّذي سيأتي بعد العتاب هو مجاملة.




وعندما لا يعفو عنك قلب طيّب أصله، فلا يعني ذلك اسوداده، إنّما يعني أنّ خطأك فاق عفوه، أوليس العفو مقروناً بالمقدرة.




الأصدقاء الحقيقيّون يكونون في سلامٍ مع أحلامك وطموحاتك، حتّى لو اختلفوا مع أساليبهم، وتكون أولويّتهم هي التّأكّد من أنّك تعرف أنّه يمكنك الاعتماد عليهم، أمّا أنت فقد وقفت أمام طموحاتي وأحلامي.




يتحدّثون معك، يتحدّثون عنك، يتحدّثون ضدّك، فالأصدقاء المزيّفون في كثير من الأحيان لديهم وجهان، واليوم فقط اكتشفت أنّك واحدٌ منهم، بعدما تعرّفت على وجهك الآخر.




الصّديق ليس هو الشّخص الّذي يتفاخر بك عندما تسير الأمور بشكلٍ رائع، بل إنّه الشّخص الّذي يبقى معك عندما تكون حياتك في حالة فوضى، وأنت تركتني في أسوأ حالاتي.




سيخبرك الأصدقاء المزيّفون أنّ المياه ضحلة، ويراقبونك تغرق دون بذل أدنى محاولةٍ لإنقاذك، وستتمحور آراؤهم دائماً حول الشّعور بالرّضا عن أفعالهم، وها أنا أجد نفسي أغرق، بينما أنت تنظر إليّ.




في تعبي كنت أشعر بلمساتك، وأشعر بيديك، أشعر بحنانك، أخبرني فقط ماذا تريد أن أهبك، وسامحني إنّي ما زلت أحبّك لكنّي محطّمة ومجروحة.




أحببتها بكل ما فيّ، فتركتني دون مبالاة، سألتها لماذا؟ ألم تحبيني ألم أسعدك؟ قالت: بلى، ولكن لم أعد أحبّك كما كنت سابقاً.




سأبقى كما أنا، وسلاماً على من راق له الابتعاد.




أعاتبك لأمنحك فرصة كي تتغيّر نحو الأفضل، وليس لترحل.




تركتني وسط زحام الحياة بين هذا وذاك، فتهت بين أرصفة الطّريق لا يد ترشدني.




اعلم يا صديقي، أنّ الصّداقة الحقيقيّة هي قلب واحد في جسدين، فقلبي لبعدك يتألّم، ولولا معزّتك في قلبي لم أعاتب ولم أتعنّ التّعب.




تعاتبني على أصغر أخطائي، وتبتعد عنّي على أقلّ هفواتي، أمّا أخطاؤك وهفواتك فلا عين تبصر، ولا أذن تسمع، ولا عقل يتفكّر ويتذكّر.




صديقي الغالي، حقّ الأخوّة كبير، وحقّ المحبّة كبير، وحقّ الصّحبة كبير، فلا ينبغي تضييعه في أبسط الأمور، وأتفه الشّواغل.



شعر عن العتاب


صفي الدِّين الحليّ: رُبّ هجرٍ مولَّداً مِن عتابِ ومَلالٍ مؤكَّدٍ مِن كِتابِ فلهَذا قَطعتُ عَتبي وكُتُبي حَذراً أنْ أرَى الصُّدودَ جَوابي أيُّها المعرضونَ عنَّا بلا ذن بٍ ومَا كَانَ هَجرُهم في حِسابي خاطِبونا ولَو بلفظَةِ شَتمٍ وهيَ عِندي مُنكُم كفَصلِ الخِطابِ.

  • أبو فراس الحَمداني:


أيا ظالماً أمسَى يُعاتبُ مُنصِفا‍ً أتُلزِمُني ذَنبَ المُسيءِ تَعجرُفا؟! بدَأتَ بتَنْمِيقِ العِتابِ مَخافَةَ ال عِتابِ، وذكري بالجَفا خِشيةَ الجَفا‍ أوافي على علّاتِ عتبكَ، صَابراً وألفى عَلى حَالاتِ ظلمكَ مُنصِفا وكُنتُ إذا صَافيتُ خِلَّاً مَنحتُهُ بهجرانهِ وصلاً ومِنْ غَدرهِ وَفا.

  • الشّاعر أحمد شوقي:


على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ ومَنْ عاتبتُ يَفْديِه الصِّحابُ ألوم معذِّبي، فألومُ نفسي فأُغضِبها ويرضيها العذابُ ولو أنَّي استطعتُ لتبتُ عنه ولكنْ كيف عن روحي المتاب؟ ولي قلب بأَن يهْوَى يُجَازَى ومالِكُه بأن يَجْنِي يُثابُ ولو وُجد العِقابُ فعلتُ لكن نفارُ الظَّبي ليس له عِقابُ.

  • يقول الشّاعر يزيد بن الطّثريّة:


صَحَائِفُ عِندِي لِلعِتَاب طَوَيتُهَا سَتَنشِرُ يَومًا وَالعِتَابُ طَوِيلُ فَلَا تَحمِلِي إِثمِي وَأَنتِ ضَعِيفَةٌ فَحِملُ دَمِي يَومَ الحِسَابِ ثَقِيلُ.

  • قال أحد الشّعراء:


تصاعد أنفاسي إليك عتابُ وكلّ إشاراتي إليك خطابُ وإن لاحت الأسرار فهي رسائلٌ فهل لرسالات المحبّ جوابُ.

  • قال أحد الشّعراء:


يا غائب الجسم عنّي أنت في خلدي كالنقش في الصّخر لا يبلى إلى الأبدِ لئن ركبت جناح النأي مرتحلاً في البال أنت وحقّ الواحد الأحدِ وكيف أنسى الّذي روحي تحن له كما يحنّ فؤاد الأمّ للولدِ.

  • قال بشّار بن برد:


إِذا كُنتَ في كُلِّ الذُّنوبِ مُعاتِباً صَديقَكَ لَم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُهْ فَعِش واحِداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ مُفارِقُ ذَنبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُهْ.

  • قال أبو العلاء المعرّي:


وَإِذا عَتَبتَ المَرءَ لَيسَ بِمُعتَبٍ أُلفيتَ فيما جِئتَهُ مَعتوبا.

  • قال عمر بن أبي ربيعة:


إِن كُنتِ عاتِبَةً عَلَيَّ فَأَهلَ ما أَن تَعتَبي فيما عَتَبتِ وَتُكرِمي أَنتِ الأَميرَةُ فَاِسمَعي لِمَقالَتي وَتَفَهَّمي مِن بَعضِ ما لَم تَفهَمي إِنّي أَتوبُ إِلَيكِ تَوبَةَ مُذنِبٍ يَخشى العُقوبَةَ مِن مَليكٍ مُنعِمِ حَتّى أَنالَ رِضاكِ حَيثُ عَلِمتُهُ بِطَريفِ مالي وَالتَّليدِ الأَقدَمِ