الوَطن
الوطن هو الأمّ مَجازاً، بَل هو الأوسع حُضناً والأكبر قلباً مِن الأمّ، وهو تلك التُّربة الّتي تكوّنَت مِنه أجسادُنا، والفضاء الّذي صَقل أرواحنا، كما أنَّه تاريخ الأبجديّة الأولى في حياتنا، والمأوى الأخير إلى أبديّتنا، وهو الرّحم الّذي أنبتَنا كما أنبتَ كلَّ عَناصِر الحياةِ حولنا لنبقى شُموعاً تُنير هذا الوطن، فالوَطَن حَياة والهِجرة عَنه مَوتٌ على قَيد الحياة.
أقوال حَزينة مشهورة عَن هِجرة الوَطَن
أيّام الهِجرة تَطول، والعُمرُ يَنتهي فجأةً، هَكذا كلحظةِ الانفِجار وينتشِر الدويّ. (إبراهيم نصر الله)
الهِجرة الجُغرافيَّة تُرافِقُنا مِن ولادتِنا حتَّى مَماتنا، والنَّتيجةُ هي أنَّ جُذورنا لا تَنبُت في الأماكن الّتي نَستقِرُّ فيها. (طوني صغبيني)
أعِرني قَلباً لا يَأبَه بِمواسِم الهِجرةِ والخَريف. (هديل الحضيف)
هل تَحدَّدت مَصائِرُنا بَين المَوت أو الهِجرة؟ (أحمد الشّيخ)
نَعرِف بأنَّنا نَحتاجُ أسباباً أقسى مِن العَقل والمنطِق كي نُبرِّر الهِجرة، أسباباً أكثَر انفِعالاً، أكثَر سَطوةً وحُضوراً. (بثينة العيسى)
أولئِك الَّذين اغتَرَبوا عَن الأوطانِ طَويلاً، وَحدَهُم يَرونَ في كُلّ إنسانٍ لَفَظَه الوَطن رَسول وَطَن. (إبراهيم الكوني)
الغُربَة تَجعَل قُلوبَنا رَقيقة كَنسيجٍ عَتيق تَتسرَّب المِياهُ مِنهُ بِسهولة، لا حَصانة لِمشاعِرنا في الغُربة، يَهزِمَنا الوهم وتَمتزِجُ الأوطانُ بالنَّاس الّذين نَلتَقيهم مِن أوطاننا، فَقَد نُحِب فيهِم الوَطن ونَظُنُّ أنَّنا أحببناهُم. (عدنان فرزات)
لَم نَعُد نَعلَم مَن الّذي هَاجر، نَحنُ أم الوَطَن؟ (محمود درويش)
وَأنا في الوَطَن كُنتُ أبكي شَوقاً للرَّحيل إلى المَنفى، وها أنا اليَومَ أبكي لأنَّني حقَّقتُ أحلامي. (غادة السّمّان)
لا أحسّ بِنفسي لا أحسّ بِجسمي، لا أحسّ بأنّي أحيا إذا لم أُعانِق جَسداً آخر، ولِماذا إذاً لا أُجاهِر، كلَّا لا أُريدُ الحَياة إذا لَم تَكُن بِدعةً، ولِماذا إذاً لا أعيش كمِثل الطَّبيعة في لا مَكانٍ، وأقول لِمنفاي: أنتَ الوَطَن أيُّهذا الصَّديق العدو الزَّمن؟. (أدونيس)
يُحدِّثونَني عَن النَّوم، أيُّ نومٍ هذا بَعيداً عن جُفون الوَطن. (دالية إبراهيم أبو هلال)
تَحنُّ الكِرام لأوطانها حَنين الطّيور لأوكارِها. (محي الدّين الخطيب)
كَيفَ يُمكِن لِلمَرء أن يَشعُر بِكُلِّ هذا الحَنين إلى وَطنٍ قَسا عَليهِ وَحطَّم أسنانه؟ (إنعام كجه جي)
وَما زِلنا نَحمِل جُزءاً مِن الوَطَن لا يُفارِقُنا في البُعد، ويؤرِّقُنا حُزناً في البَلايا. (سلمى مهدي)
الحَنينُ إلى الوَطَن خالد، لا يَدري أحدٌ أحَديثٌ هو أم قَديم. (طه حسين)
تَكون حَياتُنا خَارِج الوَطن غَير طبيعيّة، كَحياةِ الطُّيورِ في أقفاصها. (جورج شو)
الوَطَن هو المَكان الّذي نُحِبُّه ونَعشقه، قد نَرحل عن الوَطن ولكِن ستَبقى قُلوبُنا مُعلَّقةً بِه ما حَيينا. (أوليفر وندل هولمز)
غَضبُ أبيك، تأنيب أمّك، عِتابُ صديقك، عَبثُ أخيك بِأشيائِك، كُلُّها كَالوطن لا تَعرِف أنَّه جَميلٌ إلّا إذا غادرته! (أمل دنقل)
سَأظلُّ أُناضِل لاستِرجاعِ الوَطن، لأنَّه حَقّي ومَاضيَّ ومُستقبلي الوَحيد، لأنَّ لي فيهِ شَجرة وغَيمة وظِلّ، وشَمس تتوقَّد، وغيوم تُمطِر الخِصب، وجُذور تَستَعصي عَلى القَلع. (غسَّان كنفاني)
قَد علّمني المدعوّ "غُربة" أكثَر من أيّ أستاذٍ آخر، كيف أكتُب اسم الوَطن بالنّجوم على سبّورةِ اللَّيل. (غادة السّمّان)
أقوالٌ حزينة عَن هجرة الوَطن
بِك يا زمان أشكو غُربتي، إن كَانَت الشَّكوى تُداوي مُهجتي، قَلبي تُساوِره الهُموم توجُّعاً، ويَزيد همّي إن خلوتُ بِظُلمتي.
الغُربة يا رَجُل فاجِعةً يَتمّ إدراكَها عَلى مراحِل، وَلا يَستكمِل الوَعي بِها إلَّا بانغلاق ذلِكَ التّابوت عَلى أسئلتِك الّتي بَقيَت مَفتوحةً عُمراً بِأكملِه.
آهٍ مِن هَمِّ الفُراق وعيشةِ الغُربة، ومِن بَرد الشِّتا وأشواق وِجداني.
وأعدُّ ساعاتِ اليوم أنَّها سنين، وأنا ما زِلتُ في غُربَتي عَن وَطني والأهل والأصحاب، في لَهفةِ حنيني وشِوقي.
عِند الرّجوعِ إلى الوَطن عِندها تنزاح عنّي هُمومي وأحزاني، وتبدأ شَفتيَّ برسم ابتسامةٍ عَريضة كلّها فَرحٌ وسرور، وأمَلٌ وشَوقٌ وحَنينٌ لِلوطن.
طَريق الهجرةِ وعِرةُ المسلَك ومليئةٌ بالمُنغّصات، ومَهما بقيَ الإنسان في بِلاد الغُربة فاسمُه "غريب"، ولَن يَجِد قَلباً حَنوناً بين الحِجارةِ الصَّمّاء، والأماكِن الغَريبة الّتي لَن تَألفه.
إنَّ الهِجرةَ والغُربة عَن الوَطَن نارٌ لا يَعلم مَدى حرارتِها إلّا مَن ذاق ألمَها واكتوى بِنارها، فالوَطن يبقى كحُضن الأمّ الحَنون.
إنَّ الملايين ممَّن يَنوون الهِجرة يَكونون قَد هاجروا نفسيَّاً لحظة تقديم الطَّلب، وهَجَروا الوَطن على المُستوى الشُّعوريّ، ويَظلُّ حالهم عَلى هذا حتَّى لو ظلّوا سنوات يَنتظِرون الإشارَة بالرَّحيل، فتكونُ النَّتيجة الفِعليَّة أنَّنا نَعيشُ في بلدٍ فيهِ الملايين مِن المُهاجرين بالنّيَّة، أو الّذين رحلوا من هُنا بأرواحِهم ولا تزال أبدانهم تتحرَّك وَسط الجموع، كأنَّها أبدانُ الموتى الّذين فقدوا أرواحهم ولم يَبقَ لديهم إلَّا الحُلم الباهِت بالرَّحيل النّهائيّ.
وتَبقى الهِجرة قاسية، ويبقى تُرابُ الوَطن خيراً مِنَ الهِجرة وذهبِها، فالإنسان يأْلفُ بِلاده ويَهواها حتَّى وإن لم تتوفَّر فيها مُقوِّمات الحياةِ البسيطة.
أقوالٌ شعريّة حزينة عَن هِجرة الوطن
- قال أبو تمّام:
- قال زكي قنصل:
- قال حسني غراب الحِمصي:
- قال شفيق المعلوف:
- قال رشيد أيّوب (الدّرويش):
- قال رشيد سليم الخوري:
- قال إلياس فرحات:
- قال جورج صيدَح:
- قال الشّاعر أحمد شوقي:
- قال الشّاعر قاسِم حدَّاد:
أشتاق حَتَّى المَوت يا صَحبي إلى وطني
أشتاقُ لو ناطورُنا المَأفون يَعتِقني
القَيدُ في بَيتي عَلى طِفلي
وفَوقَ الرَّأس في رِجلي
وعبرَ حشاشةِ الزَّمن
أشتاقُ يا وَطني
لَو نَخلةً خوصاتُها الخَضراءُ في بَدني
لو تَستحيلَ دماً
في أعرُقي الصَّفراء كالأنهار
لو فارِسي المُنهار
لا يشكو مِن الوَهَن.
- قال أحد الشّعراء:
- قال أحمد مطر:
أحرِقي في غُربتي سُفُني
لأنّني
أُقصيتُ عَنْ أهلي وعَن وطني
وجَرعتُ كأسَ الذُّلِّ والمِحَنِ.