رواية فلتغفري

رواية فلتغفري هي إحدى روايات الكاتبة السعودية أثير عبد الله النشمي المنشورة عام 2013م، والتي تعكس حبّ عزيز الرجل الشرقي المغترب لابنة بلاده جمان التي لقيها في ذات البلد الموجود فيها، وتفاصيل العلاقة بينهما، وردود أفعال هذه الفتاة الناضجة على تصرّفاته غير المبرّرة إلّا بداعي الذكورة والتملّك في الحب، ورفضها لمعظم أفعاله، وما يترتّب على ذلك من خيانته لها رغم حبّه وطلبه الصفح والمغفرة بعد ذلك.


اقتباسات منوّعة من رواية فلتغفري



عوّدتني على رسائلك، فبتّ كطفل رضيع يعيش بك، ويصيبه الجفاف حينما تفطمينه عن الرسائل.




أشعر أحياناً بأنّ المفاجآت خُلقت لتسعد المفاجئين وليس المتفاجئين، فهم يعدّونها أحياناً من أجل أنفسهم، ومن أجل أن ينتشوا بردة فعل المتفاجئ، حتى في المفاجآت هناك قدر بسيط من الأنانيّة والرغبة في إسعاد الذات.




لا شيء أجمل من الصمّت عندما تخيب الظنّون.




مهما تمسّكت بك لن أقدر يوماً على أن أحصل عليك.




تبتسمينَ فأحسدُ الجميع على ابتسامة تَمنحينهم إيّاها، ابتسامة اُدرك جيداً بأنّها أثمنُ من أن يستحقّها العابرون.




أن تقضي سنوات فى علاقة حب يعني أن تمنح العلاقة وسام الذكرى الأبديّة، حتّى لو انتهت تلك العلاقة.




لطالما كانت لديّ أسئلة، لطالما عشت في تردّد وتوّجس وحيرة.




في الحبّ تتضاد الأشياء نريد ولا نريد، نخشى ونأمل، نسعي ونهرب بسبب الرغّبات، والحاجات، والأشياء ذاتها.




المصير المبهم للعلاقات العاطفيّة وضبابية مقاصدها يفصلان بين الشرقيين من العشاق بحاجز ثلجي.




غارقة أنتِ في خيبتكِ، وغارق أنا في معصيتي، لكنّني أحبكِ يا جمانة، فاغفري.




الأطبّاء يفتون دوماً فيما تعلموا، وليس فيما جربّوا وعايشوا.




إنّ أشدّ الآمنا ألماً هي تلك التي نسخر منّها.




في كلّ علاقة هناك اختلافات وهناك تشابهات، لا تبحث عمّا تختلفان فيه، فلتبحث عمّا تتّفقان عليه وفيما تتشابهان فيه.




الوهم الجميل يخلقه البُعد، وإنّ القرب يفضح حقيقه الإنسان وجوهره.




تجلسين ساكنة بجواري تعبثين بخصلات شعرك المجعّد، مرتخية في مقعد السيّارة كطفل منهك خائر ومريض، تركتِ خصلة شعركِ وأمسكت بالدبلة المتدليّة من سلسلة الذهب الأبيض والتي تنام على نحرك الرقيق كنجمة مضيئة، أخذتِ تعبثين بشرود وكأنّكِ في أرض بعيدة، أرض أضعت طريقها وأخاف أن لا أستدلَّ دروبها بعد اليوم، غارقة أنتِ في خيبتكِ وغارق أنا في معصيتي لكنّني أحبكِ ياجمان فلتغفري.




تظنّين أنت بأنّي أحاول قمع أحلامك ولا تفهمين لمَ أفعل هذا؟، تعتقدين أنّي أحاول تقنينها لمجرّد السيطرة، ولا تفهمين أنّي أفعل هذا لأكون الحلم الواحد ولأصبح المبتغى الأوحد، حتى لا يكون لك مراد غيري ومبتغى سواي، أخاف عليكِ، أخاف أن أفقد جاذبيّة الأحلام، أخاف أن تنصرفي عنّي إلى حلم جذّاب آخر، وما أكثرها الأحلام.




أحبكِ، لكنّي لا أقدر على أن أكون نفسي معكِ، أنت تحبّين صورتي التي لا تُشبهني والتي لا يراها أحد غيركِ، صورتي التي لا توجد إلاّ في عينيكِ أنت فقط، الصورة التي خلقتها أنتِ، والتي جاهدت كثيراً لأشبهها ولأتلّبسها ولا أكونها فقط لأرضيكِ، لكنّني لم أتمكّن من الصمود، حاولت كثيراً أن أصمد لكنّني انهرت كثيراً أيضاً، حاولت استجماع قواي وبقايا صورتي التي تحبّينها لكنّني لم أقدر على أن أفعل ذلك أكثر ممّا فعلت.




لم أكن أعلم أنَّ الثقة أجمل ما في الحب، الثّقة التي تجعلنا ننام كل ليلةٍ ونحن ندرك أنَّ الحب سيظلّ يجمعنا، أنّنا سنستيقظ في الغدِ لنجد الطرف الآخر عاشقاً لنا وغارقاً بنا مثلما نام وهو عاشق غارق، أجمل ما في الحب هي تلك الثّقة في أنّنا سنكبر معاً، نفرح معاً، نبكي معاً، نمرض معاً، ونظلّ أوفياء لبعضنا البعض؛ حتّى لو اختطف الموت أحدنا.




‏لا تدركين كم من الصّعب مجاراة امرأة فاحشة الأنوثة مثلك، امرأة متطّرفة الأنوثة مثلك ترهق رجولتي..تنهكها وتشعرني بالعجز، لا أدري كيف تشعرينني بالعجز لكنّني أعرف أنّ بعثرتك لي تتعبني أحياناً مثلما تسعدني أحياناً كثيرة.




 أنتِ التي لا تشبهها امرأة رغم أنّها تمثل كل النساء، أنتِ السهلةُ، الصعبّة، القريبّة، البعيدة، ما أخاف منها، وما ابتغيها.




اقتباسات حزينة من رواية فلتغفري



طال غيابك بمقدار الخيبّة، وقصُرت لا مبالاتي بمقدارِ الانتظار.




هكذا هم وهنّ يعاقبوننا بالابتعاد، ينفوننا بعيداً عنهم لأنّهم يدركون أنَّ الغياب سيتلف الحياة في أعينّنا.




كنت تختلفينَ عنّي في كلّ شيء، ولا تُشبهينني في أيّ أمر، ولا أدري حقاً كيف نتجاذب على الرغم من اختلافنا.




أتدرين أحتاج كثيراً لأن أبكي، أكبر حاجاتي في الحياة هي حاجتي إلى البُكاء الآن .




أنا مؤمنة أنّ البعد يجعلنا نعتاد الغياب، قد يدخلنا في حالةِ شوقٍ في بداياته، لكنّنا في نهايةِ المطاف سنعتاده، لذا دائماً اعلم بأنّ البعد يجعلنا أجمل.




لكنّني أعرف أنَّ الله يسكنّني على الرغم من معصيّتي له.




مكسور أنا كعادتك، قاسيّة أنتِ كعادتي.




قلت لي يوماً بأنّ الأحلام تبتدئ فجأة، تُخلق في لمحةِ عين، تولد في لحظةٍ لا نتوقّع أنَّ يولد فيها شيء.




أنتِ أقوى ممّا تدّعين، وأكثر صلابةً ممّا تظهرين، فبرغم نعومَتك ورقّتك وسهولةِ خدشك إلاّ أنّك فتاة شامخة، قويّة، ذات جذور عميقة وعتيقة، وفتاة أصيلة، تزأر حينما تُهان، وتكبر حينما يحاول كائن من كان تحجميها، أو تهميشها.




يظنّ النّاس أنَّ الحب هبةٌ عظيمةٌ، ومكافأةٌ إلهية يغبّطون بعضهم عليها، ويدعون الله أنَّ يمنحهم إيّاها ويشكرونه إن منحهم ذلك، لكنّني أعتقد بأنّ الله يبتلينا بالحبّ، ولا يكافئنا به، ما الحبّ إلّا ابتلاء وأنا مُبّتَلى بِحُبَكِ، لذا أدعو الله كثيراً أنَّ يرفع عنّي حُبَكِ، أدعوه ولا يستجيب لعاصٍ مثلي، فأخاف أكثر، وأغرق بكِ أكثر، وأزداد عشقاً ومرضاً، وهلعاً من غضب الله الذي يصبّه بكِ عليّ.




أدرك بأنّكِ ترين بي وحشاً مسعوراً يفترس النّساء ليرميهنَّ بعد افتراسهنَّ من دون أيّ إحساسٍ بالذّنب، لكنّني لست كذلك يا جُمان، لست إلّا رجلاً، رجلاً بكل ما في الرّجال من مساوئ، ومن مزايا، رجلاً تملؤه العيوب، مثلما يتحلّى بالكثير من المحاسن التي لا أعرف لماذا لا تبصرينّها، لا ببصركِ، ولا حتّى ببصيرتكِ.




أنتِ تدركين جيداً مثلما أدرك تماماً، بأنّني لست برجل مثاليّ، أنا أبعد الرجال عن المثاليّة، لكنّي لست بأسوئهم، حتى وإن أصررتِ على أنّي كذلك.




ولا أدري كيف أعيشك وتعيشينّني، رغم بياضك، ورغم سوادي، رغم ضوئك، ورغم عتمتي.




كنت بحاجة لأن أبكي بعد فترة طويلة من عدم القدرة على البكاء، فتهيّأ لي سبب لأبكي كل المواقف الماضية. 




أتدرين يا جمانة، أحتاج كثيراً لأن أبكي، أكبر حاجاتي في الحياة هي حاجتي للبكاء الآن، أتعبني الجفاف يا جُمانة، أنهكني الجفاف، وامرأة ناضجة مثلك لن تفهم يوماً معنى أن يعيش الرجل طوال حياته في حالة جفاف. 




الحرمان هو ما يُبقي الآخر شهيّاً، وما يُبقيه مرغوباً، واستثنائياً مهما مرّت عليه السنوات، قد لا يكون حُباً حقيقياً ذاك الذي تجلّى في علاقّتهما، لكن عدم تمكّنه من أنَّ يحصل على المرأة التي أراد يجعلها ذات تأثير عليه، وسطوة عاطفيّة، وذكرى لا تنسى. 




‫أتعرفين ما الفرق بين حزني وحزنكِ يا جمان؟‬ ‫حزنكِ مترف ومدلّل تنهارين أمام أول بوادر الرفض، فيثور كبرياؤك على جسدكِ وتقعين في غيبوبة حزن من الصعب أن ينتشلكِ أحد منها، ‫أمّا أنا فحزني حكاية طويلة، حكاية لا يعرفها غيري ولن يفهمها يوماً أحد، أنا رجل لا ينهار حينما يحزن، رجل يزداد صلابة، يزداد قسوة مع كل وعكة حزن، يزداد خشونة وجفافاً، وأنتِ تعرفين بأن مصير كلّ عود يابس هو الكسر.‬ 




أشدّ آلامنا ألماً، هي التي نسخر منها ولقد كانت سخريتك من نفسك مريرة يوم ذاك، حتّى شعرت أنّني اتسمّم من تلك المرارة المضاعفة.




ردّيني إليك، ‏أو رديني إليّ ‏لا تتركيني واقفاً في المنتصف.