تعريف بجلال الدين الرومي
جلال الدين الرومي أو كما يقال عنه (مولانا) جلال الدين الرومي هو محمد بن محمد بن حسين بن بهاء الدين البلخي البكري المولود عام 604هـ في أفغانستان، والمتوفى عام 672هـ في مدينة قونية، وهو شاعر وعالم بفقه الحنفية، والخلاف، والعلوم الأخرى، له كتب شهيرة منها المثنوي الذي كُتب بالفارسية ورباعيات ابن الرومي وغيرهما الكثير، وقد عُرف الرومي بتصوَفه الذي تعكسه أشعاره ومؤلفاته الصوفية التي كُتبت باللغات العربية، والتركية والفارسية، وتركت أثراً كبيراً وواسعاً في العالم الإسلامي، فيما تُرجم بعضها إلى لغات مختلفة فيما بعد.
من أقوال جلال الدين الرومي
اشتهر جلال الدين الرومي بأقواله الفلسفية في الروح والحياة والحب، وغيرها من الأمور، ومنها:
الشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، لا يمكن إدراكه إلا بالصمت.
لربما إنّك باحث في الأغصان عمّا لا يظهر إلّا في الجذور.
إنّ هذه الحياة أقصر من شهقة وزفيرها، فلا تغرس بها سوى بذور الحب.
لعلّ العيوب التي أمضيت وقتك ملاحظاً إيّاها في الآخرين ما هي إلّا انعكاس لحالك أنت.
كلّ من افترق عمّن يتحدثون لغته ظلّ بلا لسان وإن كان لديه ألف صوت.
الجرح هو الثغرة التي ينفذ منها النور إلى أعماقك.
لستَ قطرة ماء في محيط، بل أنت محيط بأكمله في قطرة ماء واحدة.
دع روحك تجذبك بصمت إلى ما تحبّه، فإنّها لن تضلّك أبداً.
ما ضرّك لو أطفأ العالم كله أنواره في وجهك، ما دام النور في قلبك متوهجاً.
اخفض صوتك فالزهر ينبته المطر لا الرعد.
عندما تستطيع أن تتخلّص من أنانيتك، ستعرف وقتها كم كنت تعذّب روحك.
حين تعثر على الجمال في قلبك، ستعثر عليه في كل قلب.
الماء الساكن الذي تكون حركته من الداخل، أكثر عذوبة ونضارة من المياه الجارية.
إنّ النملة تكون مرتعدة شوقاً إلى الحبة، بحيث تعمى عن البيادر العظيمة.
لعلّ الأشياء البسيطة هي أكثر الأشياء جمالاً، ولكن ليست كلّ عين ترى.
وقد يأتي أحدهم خفيفاً، يطفو بجانبك في كل هذا الغرق كجذع شجرة يصلح للنجاة.
ثمّة صوت لا يستخدم الكلمات فأنصت.
للمرأة حضور خفي، لا يراه ويهتدي به إلّا رجل عارف.
مكائدكَ لنفسك حرب لا نهاية لها.
إنّك مجرد هذا الفكر، وما تبقّى منك عظام وعروق.
إذا رغبت كسب القلوب، فازرع بذور الحب، وإذا رغبت الجنّة، فلا تنثر الأشواك في الطريق.
هناك ينبوع في داخلك فلا تتجول بدلو فارغ.
فلينكسر قلبك مرة تلو الأخرى، وإلّا فكيف له أن ينفتح!
ربما تكون الأذنان هما القطنتين اللتين تحجبان عنك السمع!
إذا استطعت أن تتخلّص من أنانيتك، فسوف ترى كم كنت تعذّب روحك.
إنّ ما يريده الله من الإنسان هو أن يكتسب عيناً مبصرة، وقلباً مدركاً.
يا سيّدي لا تسلّمني إلى إغواء النفس، لا تتركني مع أيٍّ سواك، لخوفي منّي أسرع إليك، أنا منك فأعدني إليّ.
لئن تطلب اللؤلؤ عليك بالغوص في عمق البحر، فما على الشاطئ غير الزبد.
عندما تحمّلت الوردة الأشواك فاح عبيرها.
من نحن حتى يكون لنا وجود بجانبك! يا مَن أنت روحٌ لروحنا، نحن ووجودنا عدم، وأنت الوجود المطلق.
أنت طائر نفسك، وفخّ نفسك، وصدر نفسك، وأرض نفسك، وسماء نفسك.
ولست واحداً قائماً بذاتك يا رفيق، بل إنّك فلك وبحر عميق.
العشق هو تلك الشعلة التي عندما اشتعلت أحرقت كل شيء عدا المعشوق، وأنت بسبب شوكة واحدة تفرّ من العشق، فماذا تعرف يا أنت عن العش ما خلا الاسم؟
بدأت أتعب من المخلوقات، أريد جمال الخالق، لكن حين أتطلع إلى هناك أرى نفسي، وحين أرى نفسي أرى الجمال.
حين تشعر بالبهجة والسلام، فاعلم أنّك قريب من الحقيقة.
أنت طواف حول قلبي، وأنا طوّاف حول بابك.
يا أخي أنت مجرّد فكر، وما بقي يمنك مجرّد عظام ولحم.
الشريعة التي لا تمنح الإنسان شيئاً فهي غير حقيقية.
عندما يبتلعك هذا الظلام الدامس، عندما تطبق عيناك على العالم، تُفتح عين ثالثة في قلبك.
أيها القلب! لماذا أنت أسير لهذا الهيكل الترابي الزائل؟ ألا فلتنطلق خارج تلك الحظيرة، فإنك طائر من عالم الروح، إنّك رفيق خلوة الدلال، والمقيم وراء ستر الأسرار، فكيف تجعل مقامك في هذا القرار الفاني؟
مقتبسات شعرية لجلال الدين الرومي
في يوم موتي حين ترى نعشي مشيعا . . .
لا تحسبن أن لي قلبا متعلقا بهذه الدنيا
ولا تبك من أجلي ولا تقل: وآأسفاه . . وآأسفاه
وإلا وقعت في حبائل الشيطان وهذا ما يؤسف له
وحين ترى جنازتي فلا تقل: هذا فراق هذا فراق .
فإن لي في هذا الزمن وصالا ولقاء
من رباعيات جلال الدين الرومي
كتب ابن الرومي كتاباً شعرياً كاملاً يحتوي على رباعيات شعرية ترجمت إلى العربية منها ما يأتي:
يمتدّ هذا الليل حتى الأبد
وكأنّه نارٌ في باطن الرفيق تتقد
أعرف صادقاً أنّ هذا هو الهناءة
غافلاً أنّه الأسى، وافتقار الجراءة
مناخل هي الأيام كي تُصفِّي الروح
تكشف النَجس، وكذا
تبين النور لثلةٍ يرمون
بهاءهم إلى الكون
لا رفيق سوى العش
طريق دون بدء أو نهاية
يدعو الرفيق هناك
ما الذي يمهلك حين تكون الحياة محفوفة بالمخاطر.
حسبت أنّي حكمت نفسي
فتيأستُ على زمان قد مضى
آخذاً في اعتباري شيئا واحداً أعلمه
لستُ أدري من أنا
هذا فتات القوت لا يؤكل
ولا كِسرة الحكمة هذه تُكتشف بالنظر
ثمّة لبُّ اللبِّ في كلّ امرئ
حتى أن جبريل لا يُعرف بالسعي للمعرفة
لا حبذ أفضل من حبٍ بدون حبيب
ليس أصلح من عمل صالحٍ دون غاية
لو يمكنك أن تتخلّى عن السوء والحذق فيه
فتلك هي الخدعة الماكرة
ممتلئ بكَ
جلداً، دماً، وعظاماً، وعقلاً وروحاً
لا مكان لنقص رجاء، أو للرجاء
ليس بهذا الوجود إلّاكَ
تبسُم الوردة من طول تحديقي
انشداهي دواماً لما تعنيه الوردة
ومن يملك الوردة
أياً مثل ذلك يُضمر
ما الذي يجعلكَ حياً بدوني؟
كيف يمكنكَ الشِّكاية؟
كيف أنّك تدري بذاتك؟
كيف تُبصر؟
بعد أن تُمضي معي ليلاً بطوله
تسألني كيف أحيا هنا من دون أن توجد
خزيانَ، كأن سمكة مسعورةً تتنفس
رملاً ظامئاً، باح البكاء عليك: لكنّك اخترت.
لمّ كل هذا الأسى والشحوب؟
لا تنظر عليّ
كمثل وجهٍ عاكسٍ نور آخر
القمر نبع الألم
ادرُج على الأرض عاري القدمين وأذهلها بالدُّوار
فهي حُبلى بالمرح والبراعم
ربيعٌ مصطخب يرتقي نحو النجوم
والقمر ينشده ممّا يدور
منعطفٌ باطنيٌّ بنا
يجعل الكون يدوخ
رأسه غير مدركةٍ للقدم، ولا القدم للرأس
لا أحد مبالٍ، كلٌّ إلى دوران
بهذا العزم يأتي الحُبُّ كي يرتاح فيَّ
كائنات عدّة في كائن متوحّد
بحبةِ قمحٍ واحدة ألف حزمة أكداساً
في سم الخياط ليل دوَارٌ بالنجوم
لا تسدِ نصحاً كريماً إلأي
لقد ذقت من شر الحادثات
واحتجَزتني في مكان غير معروف مصفداً مكموماً
ليس لها أن تعقل ما حُزتُ من عشقٍ جديد