المدح

إنّ المدح يعني ذكر الصّفات الجميلة في شخص أو في شيء والثناء عليها، ويكاد المدح يكون ضرورة اجتماعية لا تخلو حياة أي أحد منها، وإلى جانب ضرورته فهو يعدّ شيئاً محبّباً سواء أكان للمادح أم الممدوح؛ فمن منّا لا يحبّ سماع عبارات الإطراء والثّناء، ومن منّا لا يحبّ أن يمدح من يحبّه فيدخل السّرور على قلبه ويشعره بقيمته وقدره، ولأنّ المدح ضرورة اجتماعية كما ذكرنا كان من الضّروري تعلم بعض عبارات المدح والثّناء، لذلك سنعرض في هذا المقال أهمّ العبارات وأجملها.


أقوال عن المدح



من وثق بنفسه لا يحتاج إلى مدح الناس إيّاه، ومن طلب الثّناء فقد دلّ على ارتيابه في قيمة نفسه.




إذا مدح الرجل نفسه ذهب بهاؤه.




أحسن المدح أصدقه.




للمديح والملفوف طعم لذيذ، لكنّهما يسبّبان الانتفاخ.




لا تمدح النّهار قبل غروبه.




مهما وصلت إليه من نجاح وتألّق لا تكرّر كلمات المدح الرنّانة لنفسك، لا تقل "أنا أملك مقوّمات التّميّز، وأنا أختلف عن الآخرين، ولا أقارن بشخص غيري"، بل اكتفِ بالرّضا المقبول عن نفسك، وحاول أن يصل الألق إلى روحك، واصنع لك مجداً بداخلك عنوانه السّلام، بعيداً عن مبدأ المنافسة وفكرة إثبات الذات.




في زمن يُكثر فيه العاديون من مدح أنفسهم ويبالغوا في ذلك فما ظنّك بالخارقين.




إذا مدحك واحد بما ليس فيك فلا تأمن أن يذمّك أيضاً بما ليس فيك.




نحن نحبّ أحياناً حتّى المدائح الّتي لا نعتقد أنّها صادقة.




من يعرف كيف يمدح يعرف كيف يشتم.




لا يجتمع الإخلاص في القلب، ومحبّة المدح والثّناء.




الشّيء الّذي لا يحسن أن يقال، وإن كان حقَّاً، مدح الإنسان نفسه.




من يمدح العروس سوى أهلها.




في المديح بداية الشّتيمة.




من مدحك فإنّما مدح مواهب الله عندك، فالفضل لمن منحك لا لمن مدحك.




إذا قبلت مديحاً وقد أتيت قبيحاً، فقد قبلت هجاء مصرّحاً تصريحاً.




إذا مدحتم فلا تطيلوا المادحة؛ فإنّه يُنسى أوّلها ولا يُحفظ آخرها، وإذا هجوتم فخالفوا.




لا تمدح النّهار قبل غروبه، ولا المرأة قبل موتها.




المديح الحقيقي هو الّذي يقوله فيك عدوّك.




امدح الإنسان بعد موته.




المديح الكاذب يفضّل على النّقد الصّادق.




المدح غير المستحقّ، سخرية متخفّية.




الأمور الّتي تعرفها تعادل في حجمها حفنة الرّمل الّتي في يدك، أمّا الأمور التي لا تعرفها تعادل في حجمها حجم الكون.




المدح بعد الحياة حياة.




من مدحك بما ليس فيك وهو راض عنك، ذمّك بما ليس فيك وهو ساخط عليك.




رسائل في المدح



كلمات الثّناء لا توفيك حقّك، شكراً لك على عطائك المميز، وحملك الأمانة بكل إخلاص، في عهدك كانت النّقابة في أفضل مراتبها، ولولا جهودكم لما كان للنّجاح أيّ وصول ولما تحقّقت الأهداف، فقد كنت أساس رفعة وتقدّم.




وحلف الوفاء يميناً أن يقاسمك الوفاء، دمت بخير يا واحداً ليس له مثيل.




يعجز اللّسان عن الثّناء، فلك منّي عظيم الودّ والتّقدير، لقد أتعبت أهل الوصل من بعدك، فأدامك الله يا أغلى من عرفت.




كلمات الشّكر لن توافيك، أخي والله إنّ اللّسان يعجز عن مدحك، والأحرف تعجز عن التّعبير لك حفظك الله.




تلوح في سمائنا دوماً نجوم برّاقة، لا يخفت بريقها عنّا لحظةً واحدةً، نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة، ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة، فقد استحقّت وبكلّ فخر أن يُرفع اسمها في عليانا.




عبر نفحات النّسيم وأريج الأزاهير وخيوط الأصيل، أرسل شكراً من الأعماق لك.




من أيّ أبواب الثّناء سندخل، وبأيّ أبيات القصيد نعبّر، وفي كلّ لمسة من جودكم وأكفكّم للمكرمات أسطر، كنت كسحابة معطاءة سقت الأرض فاخضرّت، كنت ولا زلت كالنّخلة الشّامخة تعطي بلا حدود، فجزاك عنّا أفضل ما جزى العاملين المخلصين، وبارك الله لك وأسعدك أينما حطّت بك الرّحال.




بكلّ الحبّ والوفاء، وبأرقّ كلمات المدح والثّناء، ومن قلوب ملؤها الإخاء، نتقدّم بالشّكر لمن تفانت في عملها.




إليك يا من كان لها قَدَم السّبق في ركب العلم والتّعليم، إليك يا من بذلتِ ولم تنتظري العطاء، إليك أُهدي عبارات الشّكر والتّقدير.




تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات لتنظم عقد الشّكر الّذي لا يستحقّه إلّا أنت.




إليكِ يا من كان لها قدم السّبق في ركب العلم والتّعليم، إليك يا بذلتِ ولم تنتظري العطاء، إليك أهدي عبارات الشّكر والتّقدير.




شعر عن المدح

  • قال ابن الرّومي:


لقد أخطأت في مدحي كما أخطأت في منعي لقد أنزلت حاجاتي بواد غير ذي زرع.



  • قال أحمد شوقي:


ربّ مدح أذاع في النّاس فضلاً وأتاهم بقدوة ومثالِ وثناء على فتى عمّ قوماً قيمة العقد حسن اللآلي



  • قال امرئ القيس:


کأنّي إذ نزلت على المعلّى نزلت على البواذخ من شمام فما ملك العراق على المعلّى بمقتدر، ولا ملك الشآم أقر حشا امرئ القيس بن حجر بنو تيم مصابيح الظلام



  • قال عبد الله بن رواحة:


تحْمِلُه النّاقةُ الأَدْماءُ مُعتَجِرًا بالبُردِ كالبَدْرِ جَلّى لَيلةَ الظُّلَمِ وفِي عِطَافَيْهِ أوْ أثْنَاءِ بُرْدَتِهِ ما يَعلمُ اللهُ مِن دِينٍ ومِن كَرَمِ



  • قال المتنبي:


كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى صَديقًا فَأَعيا أَو عَدُوًّا مُداجِيا إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا



  • قال ابن الرومي:


كلُّ امرىءٍ مدح امرأً لنواله فأطال فيه فقد أراد هجاءَهُ لو لم يقدِّر فيه بُعْدَ المُسْتقَى عند الورود لَمَا أطال رشاءَهُ غيري فإنّي لا أطيل مدائحي إلّا لأوفي من مدحتُ ثناءَهُ وأَعُدُّ ظلماً أن أُقِلَّ مديحَهُ عمداً وأَسخطُ أنْ يُقِلَّ عطاءَهُ



  • قال محمد مهدي الجواهري:


الطَّاهِرُونَ كَأَنَّهمْ مَاءُ السَّمَا لَم يَلْتَصِقْ دَرَنٌ بِهِمْ وَعُيُوبُ إِنَّا وَقَد جُزْنَا المَدَى وَتَقَارَبَتْ آجالُنَا وأَمَضَّنَا التَّجرِيبُ وَتَحَالَفَتْ أَطوَارُنا وَتَمازَجَتْ وَنَبا بِنَا التَّقرِيعُ وَالتَّأنِيبُ وَتَخاذَلَتْ خُطواتُنا من فَرْط ما جَدَّ السُّرَى، وَالشَّدُّ، وَالتَقرِيبُ  لِنَراكُمُ المَثَلَ العَلِيَّ لأمّةٍ تَرمِي إِلى أَهدَافِهَا وَتُصيب



  • قال الشّريف الرّضيّ:


قَرَّت عُيونُ المَجدِ وَالفَخرِ بِخِلعَةِ الشَمسِ عَلى البَدرِ صَبَّت عَلى عِطفَيهِ أَطرافَها مُعلَمَةً بِالعِزِّ وَالنَصرِ كَأَنَّها خِلعَةُ ثَوبِ الدُّجى في عاتِقِ العَيّوقِ وَالنَسرِ زَرَّ عَلَيهِ المَلكُ فَضفاضَها وَإِنَّما زَرَّ عَلى النَسرِ خَطَوتَ فيها غَيرَ مُستَكبِرٍ خَطوَ السُّها في خِلَعِ الفَجرِ



  • قال المتنبي:


عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِم يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحُه نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ



  • قال حسّان بن ثابت:


فَخَرتُم بِاللِّواءِ وَشَرُّ فَخرٍ لِواءٌ حينَ رُدَّ إِلى صُؤابِ جَعَلتُم فَخرَكُم فيهِ لِعَبدٍ مِنَ اِلأَمِ مَن يَطا عَفَرَ التُرابِ حَسِبتُم وَالسَفيهُ أَخو ظُنونٍ وَذَلِكَ لَيسَ مِن أَمرِ الصَوابِ بِأَنَّ لِقاءَنا إِذ حانَ يَومٌ بِمَكَّةَ بَيعُكُم حُمرَ الثِيابِ أَقَرَّ العَينَ أَن عُصِبَت يَداهُ وَما إِن تُعصَبانِ عَلى خِضابِ



  • قال أحد الشّعراء:


إن قلت شكراً فشكري لن يوفيكم حقَّاً سعيتم فكان السّعي مشكوراً إن جفّ حبري عن التّعبير يكتبكم قلب به من صفاء الحبّ تعبيراً.



  • قال أحد الشّعراء:


يهوى الثّناء مبرِّز ومقصِّر حبّ الثّناء طبيعة الإنسان.



  • قال أحد الشّعراء:


إذا المرء لم يمدحه حسن فعاله فمادحه يهذي وإن كان مفصحاً.