عمق اللغة
تُعدّ لغتنا العربيّة من أعمق لغات الكون وأجملها، وأكثرها مرونة، فمفردة واحدة فيها تحمل أكثر من تصريف، وأكثر من معنى وهذا هو سبب تميّزها، بل يكفي أن تكون لغة القرآن لنقتبس منها أجمل حكم الحياة، أما الأحداث والتجارب فتعمل على صقل اللغة، وتسفر عن مخاضٍ يخلّف لنا أجمل العبارات، وأعمقها شعراً، ونثراً لنزرع بهما تلك التجارب، ونورث العالم أعمق الاقتباسات على تنوّعها.
اقتباسات أدبيّة عميقة
إذا كان الكلام لا يغيّر شيئاً من الواقع، فالصّمت أجمل وأرقى. (بيرتراند راسل).
مهما كان شعوركم، فانهضوا كُلّ صباح، واستعدّوا لتدعوا نوركم ينشر شعاعه. (باولو كويلّو).
يحدث أن تمرّ بِك فترة صّمت، لا مزيد من الكلام، لا مزيد من الشّعور، لا مزيد من الأشخاص. (ديستويفسكي).
إنّ الّذين يعرفون أسباب آلامهم وأحزانهم غير أشقياء، يعيشون بالأمل ويحيون بالرّجاء، أمّا أنا فشقيّة لأنّي لا أعرف لي داءً فأعالجه، ولا يوم شفاءٍ فأرجوه. (ألفونس كار).
في مُعظم الأحداث التاريخيّة كان المجهول امرأة. (فرجيينيا وولف).
هناك أشخاصٌ يجِب ألّا نمنحهم أكبر من حجمهم، كي لا نخسر الكثير من حجمنا. (ألبير كامو).
إذا رغبت في شيء، فإنّ العَالم كلّه يطاوعك لتحقيق رغبتك. (باولو كويلّو).
لقد عرفت نوعاً من العذاب، لعلّه أشدّ أنواع العذاب الّذي يمكنُ أن يُقاسي منه السّجين، إلى جانب حِرمانه من الحريّة ألا وهو السّكن المشترك قسراً، إنّ السُّكنى المشتركة أمرٌ يُقسر عليه الإنسان في كل مكان تقريباً، لكن السكنى المشتركة ليست رهيبة في مكانٍ كما هي رهيبة في السّجن، إنّ هناك أناساً لا يطيق أحدٌ أن يعيش معهم، لم أكن أستطيع تخيّل العذاب الرّهيب الّذي يعانيه المرء حين لا يستطيع أن يخلو إلى نفسه دقيقة واحدةً خلال سنين، ولكن كان عليَّ أن أتعوّد. (ديستويفسكي).
كثيراً ما أظنّ أنّ الرّجال لا يفهمون ما يتّصل بالشّرف، مع أنّهم لا يفتأون يتحدّثون عنه ويتشدّقون به. (ليو تولستوي).
البشر المستعبدون يسمحون لإيقاع الحرّب المستمرّة بالتّسارع، لكن بنية اقتصاد العالم والعمليّة الّتي يستمرّ من خلالها تظل دون أيّ تغيّرٍ أساسي، حتّى إذا كفّ هؤلاء النّاس عن الوجود. (جورج أورويل).
اﻷهمّ أنّي تيّقنت أنّ الشيخوخة ومرور الزّمن ليس مفزّعاً لهذا الحدّ، إذا ما كنت تعرف الحبّ حقّاً. (غابرييل ماركيز).
إنّني لا أحيا في ماضيَ، ولا في مستقبلي، ليس لي سوى الحاضر، وهو وحده ما يهمّني إذا كان باستطاعتك البقاء دائماً في الحاضر، تكون عندئذٍ إنساناً سعيداً. (باولو كويلّو).
إنّ حياتنا في حقيقتها هي الشّقاء مجسّداً، والعبوديّة في أبشع صورها. (جورج أورويل).
كُلّ المُهَرطَقِين هُنَا، كَانُوا مُبَجَّلِين هُنَاك، وَكُلُّ الآبَاءِ مَطعُونٌ عَلَيهِم عِندَ غَيرِ أَتبَاعِهِم. (يوسف زيدان).
يسقط الثَّلج على قلبي في شوارع رأس السَّنة وأنا وحدي محاطٌ بكلِّ الَّذينَ غابوا، كُلّ عامٍ الأذرع تتعانق، وأنا أحدّق عبر نافذة المنفى إلى وطني، كعصفورٍ يرمي نظرته الشّريدة إلى الرّبيعِ من وراءِ قضبان قفصه. (عدنان الصائِغ).
هُناك شيءٌ قد انطفأ في قلبي للأبد، شيءٌ لن يعودَ كما كان مهما حاولت. (فيكتور هوجو).
إنّ النّفوس الغَيورة لا تهتمّ بالبراءة، ولا تأتيها في الغالب نوباتها عن سبب، بل تغار لأنّها تغار، وما الغيرة إلا بهيمةٌ شاذّة تُلقَّح من نفسها، وتتولّد من نفسها. (ويليام شكسبير).
إِنَّ شُعَاعَ الرَّجُلِ يَدلُّ عَلى شَمسِه، وَإِنَّ هُدوءَهُ فِي القَولِ والتَّفكِير لَأَبلَغُ دَليلٍ عَلى رَجَاحَتِهِ واتِّزَانِهِ. (ليو تولستوي).
وَإِنِّمَا قِيمَةِ الأَشيَاءِ بما فِيهَا مِن أَثَرِ القَلب، أَو بِمَا لَهَا فِي القَلبِ مِن أَثَر، وَلَرُبَّ شَيءٍ تَافِهٍ لَا خَطَر لَهُ ولَا غناءَ فِيهِ، ثمّ يَكون فِي يَدِ مُحِبٍّ مِن حَبِيبِهِ النَّائِي، أَو المُمتَنِع الهَاجِرِ، فإِذا هُوَ قَد تحوَّلَ بِمَوقِعِهِ مِنَ القَّلبِ إِلى غَيرِ حَقِيقَتِهِ، فَأَطلَعَهُ الهَوَى مِن مَطلَعٍ آخَرَ ليس فِي الطَّبيعةِ، فيرتَفِعُ ثُمَّ يرتَفِعُ حتَّى كأَنَّهُ عِندَ صاحِبِهِ ليسَ شيئًا فِي الدُّنيَا بَل الدُّنيَا شَيءٌ فِيهِ، وَيَكُون ما هو كائِنٌ ويَنبَعِثُ منهُ روحٌ ذَاتِ جَلالٍ أقلَّ ما فِيهِ أنَّهُ فَوقَ الجَلالِ الإِنسَانِيّ. (مصطفى صادق الرّافعي).
هذه هي الحياة أن تتنازل عن متعتك الواحدةَ تلو الأخرى، حتّىَ لا يبقى منها شيء، وحينئذٍ تعلم أنّه قد حان وقت الرحيل. (نجيب محفوظ).
اقتباسات فلسفيّة عميقة
لَا فَائِدَةَ مِن كَلَامٍ لَا يُسمَع، وَمِن وعيٍ بلَغَ مِنَ التَّخلُّفِ أَن اعتقدَ بِإِحَاطتِهِ بِاليَقِينِ التَّامِّ، وبِأنَّ كلّ مَا يَقَعُ خَارِجَ مُعتَقَده إِنَّمَا هُوَ ضَلالٌ مُبين. (يوسف زيدان).
لا تُشاورنَّ مَشغولاً وإنْ كان حازماً، ولا جائِعاً وإنْ كان فهيماً، ولا مَذعوراً وإنْ كان ناصحاً، ولا مَهموماً وإن كان فَطِناً، فالهَمُّ يَعقِلُ العَقلَ (أي يربِطُه ويُقَيِّدُه)، ولا يَتَوَلَّدُ مِنه رأيٌ، ولا تَصدُقُ مِنهُ رَويّة. (قسّ بن ساعدة).
للحُبّ علاماتٌ يقفوها الفطِن، ويهتدي إليها الذّكي، فأوّلها إدمان النّظر والعين باب النفس الشارع، وهي المنقّبة عن سرائِرها، والمعبّرة لضمائرها، والمعربة عن بواطنها، فترى النّاظر لا يطرف، وينتقل بتنقّل المحبوب، وينزوي بإنزوائه، ويميل حيث مال. (ابن حزمٍ الأندلسيّ).
الحبّ لا يُمكن أن يكون علاجًا للوحدة والانفراد، إن لم تجد نفسك بداخلك؛ فلن تجدها ي أيّ مكانٍ آخر. (شّمس الدين التبريزيّ).
الوَارِدُ المنتَظَر لا يُعَوَّلُ عَلَيه. (ابن عربي).
أعْلَمْ أَنَّ العُدْوانَ على النَّاسِ في أموالِهِمْ ذاهبٌ بآمالِهم في تَحصيلِها واكْتِسابِها، لِمَا يَرَوْنَهُ حينئذٍ مِنْ أَنَّ غايتَها ومصيرَها انتهابُها مِنْ أيديهِمْ، وإِذا ذهبتْ آمالُهُمْ في اكْتِسابِها وتَحصيلِها انقبضتْ أيديهِمْ عن السَّعي في ذلكَ، وعلى قَدْرِ الاعتداءِ ونسبتِهِ يكونُ انقباضُ الرَّعايا عن السَّعي في الاكْتِساب، فإِذا كانَ الاعتداءُ كثيراً عامًّا في جَميعِ أبوابِ المعاشِ، كانَ القُعودُ عن الكسبِ كذلكَ؛ لِذَهابِهِ بالآمالِ جُملةً، بِدخولِهِ من جميع أبوابِها، وإنْ كانَ الاعتداءُ يسيراً كان الانقباض عن الكَسْبِ على نسبتِهِ. (مقدّمة ابن خلدون).
إنّني مُصابٌ بحمّى التفكير، أفكّر في ما حدث، وما سيحدث، وما قد يحدث، أفكّر في الأشياء الّتي لن تحدث، وماذا سيحدث لو حدثت فعلًا. (ديستويفسكي).
اقتباسات شِعريّة عميقة
- قال المتنبّي:
- وقال جبران خليل جبران:
نصف شربةٍ لن تروي ظمأك
ونصف وجبةٍ لن تشبع جوعك
نصف طريقٍ لن يوصلك إلى أي مكان
ونصف فكرةٍ لن تعطي لك نتيجة
النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز
لأنك لست نصف إنسان
أنت إنسان..وجدت كي تعيش الحياة
وليس كي تعيش نصف حياة
- وجاء على لسان عبد الرازق عبد الواحد:
- وقال فاروق جويدة:
السّقف ينزف فوق رأسي والجدار يئنّ من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقّة..للحفر
في الوجه أطيافٌ من الماضي
وفي العينين نامت كلّ أشباح السّهر
والثوب يفضحني، وحول يديّ قيدٌ لست أذكر عمرهُ
لكنّه كل العمر
- أما درويش فقال:
سيري ببطءٍ يا حياةُ لكي أَراك
بِكامل النُقْصَان حولي كم نسيتُكِ في
خضمِّكِ باحثاً عنِّي وعنكِ وكُلَّما أدركتُ
سرّاً منك قُلْتِ بقسوةٍ: ما أَجهلَكْ!
قُلْ للغياب: نَقَصْتَني
وأَنا حضرتُ أُكْملَكْ