وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام

من رحمة الرسول صلى اللله عليه وسلم بأمته وشفقته عليهم، أوصى بهم قبل مماته، فقد جاء في كتب الحديث العديد من وصايا الرسول الكريم لأصحابه رضوان الله عليهم، فخاطب بهم أصحابه والأجيال من بعدهم، والبشريه جمعاء، ولقد أوصى رسول الله علية الصلاة والسلام بوصايا كثيرة ينبغي الحرص على العمل بها،وفي هذا المقال سنذكر بعضاً من وصايا النبي ومنها:


عبارات ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم

  • السمع والطاعة وحق الجار والصلاة: قال صلى الله عليه وسلم:"اسمع وأطع ولو لعبدٍ مجدّع الأطراف، وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف، وصلَّ الصلاة لوقتها وإذا وجدت الإمام قد صلّى فقد أحرزت صلاتك وإلا فهي نافلة".
  • وصايا سبع جامعة: قال صلى الله عليه وسلم: "أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحداً شيئاً، وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرّاً، وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أُكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش".
  • الأمر بالاتّباع والنهي عن الابتداع: قال صلى الله عليه وسلم "أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبد حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ".
  • وصايا سبع بليغة: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ((أوصاني ربي بسبع أوصيكم بها: أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وإن أعفو عمّن ظلمني، وأُعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأن يكون: صمتي فكراً، ونُطقي ذكراً، ونظري عِبَراً)) .
  • خمس وصايا نافعات: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن؟)) فقال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدّ خمساً فقال: ((اتّق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحبَّ للناس ما تُحبّ لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)).
  • الوصية بذكر الله بعد الصلاة: قال صلى الله عليه وسلم: ((يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)).
  • من حقوق المسلم على المسلم: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ مسلم من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه)) .
  • وصية النبي – صلى الله عليه وسلم -لابن عباس: قال صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفّت الصحف)).
  • مقدمات دخول الجنة: وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي، وقرّت عيني، فأنبئني عن كل شيء؟ فقال: ((كل شيء خُلق من ماء)) قال: قلت يا رسول الله أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنّة؟ قال: ((أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام، وقُم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام)).
  • الوصية بالإحسان في ذبح الحيوان: قال صلى الله عليه وسلم: ((فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدّ أحدكم شفرته، وليُرِح ذبيحته)) .
  • الوصية الحادية عشره: اغتنم خمساً قبل خمس:
  • قال النبي – صلى الله عليه وسلم – لرجل وهو يعظه: ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)) .
  • كن في الدنيا كأنك غريب: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).
  • السفر: قال صلى الله عليه وسلم: ((السّفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه، وشرابه، ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجّل إلى أهله)).
  • صفات المؤمن: قال صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل، فإنّ لو تفتح عمل الشيطان)) .
  • في ذم الظلم والشُّح: قال صلى الله عليه وسلم: ((اتّقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّحّ فإنّ الشُّحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلّوا محارمهم)).
  • النهي عن الدعاء على النفس والأولاد والمال: وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم)).
  • اجتنبوا السبع الموبقات: قال صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات)) قالوا: يا رسول الله وما هُنّ؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولّي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)).
  • بادروا بالأعمال سبعاً: قال صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال سبعاً: ما تنتظرون إلا: فُقراً مُنسياً، أو غنىً مُطغياً، أو مرضاً مُفسداً، أو هرماً مُفَنداً، أو موتاً مُجهزاً، أو الدجّال فإنه شرٌ غائب منتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمرُّ)).


وصايا النبي في حجّة الوداع

  • التمسّك بِكتاب الله -تعالى- وسُنّة نبيّه -عليه الصلاة والسلام-: فقد قال النبيّ: (وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ ما لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إنِ اعْتَصَمْتُمْ به، كِتَابُ اللهِ)، وجاء في الحديث قول النبيّ: (فإنَّما أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُما كِتَابُ اللهِ فيه الهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا به، فَحَثَّ علَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ)، كما أنّ الأمر بالتمسُّك بالسُّنة والأخذ بها جاء في كتاب الله، فهي الوحي الثاني
  • حُرمة الدماء والأموال والأعراض: فيحرُم الاعتداء عليهما؛ لأنه حَقٌ لله -تعالى- وحده، وأخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (فإن دماءَكم، وأموالَكم، وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحُرْمَةِ يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا)، فلا تستقيم أُمّةٌ إلا بحفظ هذه الضرورات مُضافاً إليها حفظ العقل والدين.
  • العدل: فقد شَرَع الإسلام كُلّ ما يضمن الكمال في التّعايش بين الناس؛ كتحريم أكل الأمول بالباطل؛ بالسرقة، والربا وغيرهما، وتحريم الظُلم بِكُلِ أنواعه وصوره، وتحريم قتل النفس التي حرّم الله -تعالى- إلا بالحق، وكذلك الظُلم في الحُكُم، وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَلَا إنَّ المسلمَ أَخُو المسلمِ، فليس يَحِلُّ لمسلمٍ من أَخِيهِ شيءٌ إلا ما أَحَلَّ من نفسِه، أَلَا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهليةِ موضوعٌ، لكم رؤوسُ أموالِكم لا تَظْلِمونَ ولا تُظْلَمُونَ، غيرَ رِبَا العباسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ؛ فإنه موضوعٌ كُلُّه، وإنَّ كلَّ دمٍ كان في الجاهليةِ موضوعٌ، وأولُ دَمٍ أَضَعُ من دمِ الجاهليةِ دمُ الحارثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ)
  • وصية الرسول بالنساء: أوصى النبي خيرًا بالنساء، وتأكيد حقوقهن وكرامتهن . فيقول الحبيب في خطبته ما يفيد توازن العلاقة الصحية بين الرجل والمرأة ومنع العدوان بينهما، ولو أخطأت المرأة يجوز تأديبها برفق، ولها حقوقها من مأكل وكسوة ومعاملة بالمعروف، فالمرأة عند زوجها أمانة وطبيعتها ضعيفة وقد استحللها بكلمة الله. يقول النبي:((أما بعد أيها الناس ، فإن لكم على نسائكم حقًا ، ولهن عليكم حقًا ، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربًا غير مبرح، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي)).
  • إطاعة الحاكم الصالح: أوصى الحبيب عليه الصلاة والسلام، بالسَمعِ والطاعة للحاكم، ما أطاع الله ورسوله في رعيته. فقد ورد حديث برواية جابر بن عبد الله يقول النبي:((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ)).