البحر

البحر عالمٌ قائمٌ بذاته، مليءٌ بالأسرار والغرائب، وهو حياة متكاملة وعوالم كثيرة تسكن في نفس الماء، والبحر من أروع النعم المسخّرة للإنسان والتي تدلّ على عظمة الخالق، فعنده يقف اللسان عاجزاً عن وصف جماله وسحره، فقد صاغَ العظماء عبارات كثيرة عن البحر، وفي هذا المقال نذكر العديد منها:


قالوا عن البحر



العشق هو الغرق في البحر والحب السباحة فيه.




عندما لم يرني البحر ترك لي عنوانه: زرقة عينيك، وغادرني.




من يركب البحر لا يخشى من الغرق.




فظيع هو الموت عطشًا في البحر.




فإن تطلب اللؤلؤ، عليك بالغوص في عمق البحر فما على الشاطئ غير الزبد.




لا يمكنك عبور البحر بمجرد الوقوف والتحديق في الماء.




لا يجب علينا الانتظار حتى يهدأ البحر، بل يجب علينا تعلم الإبحار في البحر العاصف.




الوقت وأمواج البحر لا ينتظران أحدًا.




البحر الهادئ لا يصنع بحارًا ناجحًا، فعندما يكون البحر ساكنًا يظهر البحارة بلا استثناء مهاراتهم الفائقة.




وحده البحر يسمع أنين الحيتان في المحيطات.




البحر لا يبوح بسر أحد لأحد.




البحر هو مصدر الإلهام الأول والمطر قطرات الوحي.




البحر مجنون عندما يعشق ينسى كل شيء.




أجملُ البِحار هُو البحرُ الذِي لمْ نذهب إليهِ بعْد وأجملُ الأطفال هم الذين لمْ يكبرُوا بعْد وأجملُ الأيّام هِي تِلْك التِي فِي انْتِظارنا.




ثلاثة أشياء لا تضبط إذا اندفقت و لا تردُّ إذا اندفعت: موجة البحر المضطرب، ودمعة الحزين البائس، وإرادة الحبيبة الجميلة.




من تمكن من بلع البحر المالح يستطيع أن يبلع جرعة أخرى.




يملك البحر باليدين، وتملك الأرض بالشفتين.




عندما يكون البحر هادئا، يصبح قبطان كل باخرة قرصانا.




ما يضر البحر أمسى زاخراً .. إن رمى فيه غلام بحجر.




رغم أنهم قالوا عن البحر غدار .. وقالوا أنه يخفي أسرار .. وقالوا أنه أناني وجبار، رغم كثرة ما قالوا ولكنهم كتبوا في غدرهِ الأشعار.




أما ترى البحر يعلو فوقه جيف .. وتستقر بأقصى قعره الدرر.




قلبي كالبحر يغرق كل ما ألقي فيه.




ومن قصد البحر استقل السواقي.




حيث يوجد بحر يوجد قراصنة.




البحر هو داري، هو وطني وجاري.




لا تسأل الشاطئ عن البحر، بل اسأل عنه البحار




ما أروع البحر حين يطل عليه العشاق وما أشد ظلمته حين تطل منه الذكريات وتنكسر على ضفافه الأحلام.




يبقى البحر ونسيمه ملجئي ومقصدي حين لا أجد قلبًا يستوعب وجعي.




ملأنا البرّ حتى ضاق عنّا.. وماء البحر نملؤه سفينا.. إذا بلغ الفطام لنا صبي.. تخرّ له الجبابر ساجدينا.




بإمكان البحر أن يضحك: لم يعد العدو يأتينا في البوارج، إنه يولد بيننا في أدغال الكراهية.




خواطر عن البحر



حملتُ أوراقي واتجهت إلى البحر .. اتجهتُ هناك لأرى ذلك المنظر الذي لطالما ملأ القلوب بمشاعر تختلط عند رؤيته وتهمس العيون بما في الخواطر من جنون لأجله. أقذف فيه كلّ الآمي وهمومي .. أشكو له كل أحزاني وأفراحي .. فحياتي هي للبحر والبحر هو حياتي، بدأ ذلك البحر يمتلئ بخيوط الغروب وأصوات تلك الأمواج تغرسُ الشوق في قلبي.. نعم إنه شوق الرؤية إلى السماء والشمس تغرب.




البحر جسر الخلاص، البحر الطري الناعم، الأشيب، العطوف. موقد عاد البحر اليوم إلى العنفوان. لطم موجه إيقاع عنيف للعصارة التي تقذف في وجه السماء بالزهر، والشفاه العريضة، والأذرع الممتدة كالشراك اللذيذة. البحر خلاص جديد. إلى الغرب، إلى جزر العقيق، إلى الشاطئ الذي انبثقت عليه ربة الحب من زبد البحر ونفث النسيم.




انتظرتُ غروبك أيّتها الشمس لأرى ذلك الإشعاع الهزيل الذي يودع البحر..وتلك القوارب.. يودع يوماً مضى من حياتي، انتظرتُ ذلك المنظر لأبقى لحظات مع نفسي أتأمل الشفق الأحمر وهو يحتضن التل وداعا، انتظرتُ ذلك المنظر العجيب الذي يحول البحر والجو إلى مكان آخر مكان لن تنساه العين ينسيك الهموم والأحزان التي تكتم أنفاسك ويودعك بغروب يملأ القلوب بمشاعر عذبه.




هل أنت بعيد إلى هذا الحد؟ في الحقيقة جميعنا بحار، لا تختلط البحار مهما مزجناها، ولا تتغير ألوانها، لذلك لم تفلح محاولاتنا في التقرب من بعضنا، جميعنا بحار لا يعرف أحد ما تخفيه في عمقها، لذلك يصبح الفهم صعبا، وتصبح التوقعات مجرد أمنيات وردية، كلنا بحار عواصفنا وأمواجنا الصاخبة لا علاقة لها بعمقنا المستقر الذي يعرف جيدا ما يريد، ولذلك من المحزن أن لا نستطيع أن نعرف عن أنفسنا أكثر من العواصف، بينما يتراكم اللؤلؤ في القاع بلا صياد، نحن حقا بحار، بحار تنتظر صيادي اللآلئ لتعرف قيمة نفسها.




البحر فيه ملامح حبيبي، أتذكر فيه جمال اللقاء، البحر فيه طبيعة وجمال الخالق المبدع في كل شيء، البحر ترسمه ريشتي وألواني لأنّه هيام وجداني، جمالك يا بحر ليس له حدود، من غيرك يا بحر يرسم طريقا لحلم ليس له وجود، ما أجملك وقت الغروب .. ما أجمل صفاءك الذي يذكرني بالمحبوب، أنت الصديق الذي تحفظ أسراري، وتجمع أفكاري، لكني مع كل ذلك لا أريد أن أطمئن إليك حتى لا تخذلني بتقللباتك كما فعل بقية الأصدقاء.




شعر عن البحر

لطالما كان البحر قبلة لكل نفس تواقة للسكون والتأمل، لعشاق تركوا آثار خطواتهم فوق رماله الذهبية ، وكان للشعراء كذلك النصيب الأكبر من الإلهام لخلق عبارات ساحرة تتغلغل إلى أعماق النفس، وتوصل ما يريد الشاعر أن يبوح به، فاخترنا لكم أجمل الأبيات الشعرية:


  • قال جبران خليل جبران عن البحر:

 والبحر ما أسناه في صفو وما أبهاه في الإرغاء والإزباد

 صالت على الدنيا به فينيقيا قدما ونعم الفخر للأجداد

إذ لم يكن في الناس ملاح ولم يك فوق لج رائح أو غاد

 فتحت به للعلم فتحا باهرا ووقت به الأسواق كل كساد

 واستدنت البلد القصي فلم تدع لليأس معنى في مجال بعاد


  • وقال المتنبي في البحر أيضاً:


هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا فَإِنّي رَأَيتُ البَحرَ يَعثُرُ بالفتى وهذا الَّذي يَأتي الفَتى مُتَعَمِّدا تَظَلُّ مُلوكُ الأَرضِ خاشِعَةً لَهُ تُفارِقُهُ هَلكى وَتَلقاهُ سُجَّدا وَتُحيِي لَهُ المالَ الصَوارِمُ وَالقَنا وَيَقتُلُ ما يُحيِي التَبَسُّمُ وَالجَدا ذَكيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَينِهِ يَرى قَلبُهُ في يَومِهِ ما تَرى غَدا



  • قال الشاعر إيليا أبو ماضي:

 لَستُ أَدري!


أيُّها البَحرُ أتدرِي كَمْ مَضتْ ألفٌ عَليكا؟ وهَلْ الشَّاطئ يَدري أنَّه جَاثٍ لديكا؟!  وهَلْ الأنهارُ تَدري أنَّها مِنكَ إليكا؟!  ما الذي الأمواجُ قَالتْ حِينَ ثَارتْ؟    



 لَستُ أدري!


 أنتَ يا بَحرُ أسَيرُ آه، ما أعظم أسرَكَ أنتَ مِثلي أيُّها الجَبارُ لا تملِكُ أمرَكَ      أشبَهتْ حَالكَ حالي وحَكَى عُذري عُذرُكَ فمتَى أنجو مِن الأسرِ وتَنجو؟



  • وقال آخر:

يا بحر من بستانك الصدفي امنحني محارة

مرجانة شيئا من الأعماق لوناً غير لؤلؤتي في المحارة

يا بحر أغرقني وأغرقني أكن للشوق شارة

هبني ولو لمحاً من الرؤيا خذ كل ما أعطتني الدنيا

 اجعله قبرا لي واسدل فوقه حبي ستارة


  • وقال الشاعر:


لماذا أسلم للبحر أمري وأمنح للريح أيام عمري وهل للبحار سوى العاصفات تروح بلؤم وتغدو بغدر وكيف أصادق في الصبح مداً وفي الليل أمنح ودي لجزر