البكاء

هو حرقة الروح التي تترجم بالدموع، وهو راحة الروح ممّا لا يستطيع الإنسان البوح به حتى لأقرب الناس إليه، فالدموع أداة التعبير الصادقة التي يمتلكها كل شخص، والتي لو لم تكن موجودة لعانى البشر كثيراً، وكما أنّ الدموع أداة للتعبير عن القهر والحزن قد تكون أداة للتعبير عن فرح عارم أو سعادة غير محسوبة، وفيه قيل العديد من الأقوال التي سيجدها القارئ في هذا المقال.


عبارات عن البكاء

في البكاء ودواعيه كتب الكتّاب الكثير، وكان منه ما يأتي:



يبكي المرء أحياناً دون أن يعرف ما السبب، سوى أنّه تعب من كل شيء.




البعض يبكي كي ينسى، والبعض يثير فيه البكاء جبالا من الشجن.




أقسى البكاء ليس الذي يأتي قبل الكلام أو بعده، بل ذلك الذي يداهمنا وسط الحديث فيقطع أنفاسنا ويجبرنا على التوقّف.




البكاء ليس دليلاً على الضعف، بل يعني أنّك كنت قوياً فوق طاقتك لفترة طويلة.




على المرء ألا يخجل من البكاء، الدموع هي مطر يسقط على ترابِ الأرض الذي يعلو قلوبَنا القاسية.




لا بأس من أن نبكي قليلاً، أو ربما كثيراً، فبعض دروس الحياة غالية ثمنها الوجع.




وكم من قلب ابيضّت عيناه حزناً وما شكت مقلتاه؟!




وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاء هنالك فصل أسميه فصل البكاء تكون به النفس أقرب من أيّ وقت إلى السماء.




يحدث أن تضحك جداً، وتطيل صوتك بالضحك، لتخفي بحّة البكاء في داخلك.




إسعاد من نحب، خير من البكاء عليهم حسرة بعد رحيلهم.




ما أصعب أن تصطنع الضحك في الوقت الذي تريد روحك أن تضجّ به بالبكاء!




حين نكون موجوعين من الداخل، نبكي لأشياء لا تسببّ البكاء أصلاً.




في العين لسان لا نستطيع إسكاته، لا سيما حينما ينطق بالدموع.




أحياناً من عمق الوجع نعجز عن البكاء حتى.




الوجع ليس في البكاء، إنّما في تلك التنهيدة التي تنتزع روحك بعدها.




قد عجزنا حتى شكى العجز منّا، وبكينا حتى ازدرانا البكاء.




هناك بكاء بدون دموع، كما أنّ هناك وجع يمزّق الحنجرة دون أن يُسمع.




بكاء القلب أشد أنواع البكاء قسوة ووجعاً.




أليست الحياة مضحكة حد البكاء أحياناً؟




ثمة حزن يصبح معه البكاء مبتذلاً، حتى لكأنه إهانة لمن نبكيه.




أسرع الناس بكاءً هم أكثرهم رقة، فهم أناس لا يستطيعون شرح ما في داخلهم رغم تزاحمه.




فإذا تعلّم فؤادك الرؤية ، تعلمت عيناك أسرار البكاء .




المُبكي في الأمر أنّه لا يمكنني البكاء.




وفي العين غيم كثير لا يُمطر.




قد تنسى من شاركك الضحك، لكنّك لا تنسى من شاركك البكاء.




عبارات عن الدموع



الدموع كلمات محبوسة في القلب، لم يستطع اللسان نطقها، ولم يستطع الفؤاد تحمّلها.




الألم الكبير أخرس لا دموع له.




أكره حينما أصمت فتخرج الكلمات من عينيّ على شكل دموع.




الدموع ليست مجرّد ماء عين، هي تعب القلب وحرارة الروح.




الدموع أغلى من الابتسامة، لأنّ الابتسامة تستطيع أن تهديها لأي شخص، لكنّ الدموع لا تسيل إلّا في سبيل شخص غالٍ.




الدموع مطافئ الأحزان الكبيرة.




هنالك فرق كبير بين من يمسح دموعك وبين من يبعدك عن البكاء.




كلما قاربت دموعي على الفيضان، كفكفتها وتذكرت أنّ النصر صبر ساعة.




دموع المظلومين هي في أعينهم دموع، ولكنها في يد الله صواعق يضرب بها الظالم.




وبعض حكايات القلب ليس لها سوى الدموع صاحب ورفيق.




الدموع هبة من الله فغالبا ما نستجمع قوانا المنكسرة بعد البكاء.




عندما تقتل الدمعة في مهدها فأنت لاشك إنسان قاس.




كلما أوجعتك الحياة، كفكف دموعك وانصرف فالحياة لن تنتظرك حتى تبكي.




ولو تحوّلت دموع المحبّين للآلئ لكانت أثمن ما في العالم أجمع.




قد تكون الدموع دليل الصدق، لكنّها لن تكون يوماً العلاج.




العيون التي لا تذرف الدموع، هي في الواقع عيون لا تبصر.




في الدمع صدق، ونقاء، وصفاء منقطع النظير.




دموع الرجال دماء من وجع.




آفة الدموع التذكّر، ومقبرتها النسيان.




الدموع لغة إنسانية لا يجيدها إلّا أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر المرهفة.




كل دموع الناس لا تبل ظمأ النسيان، ولو انحدرت كالسيل يدفع بعضها بعضاً.




ما دُفع بالدموع لا يُعوّض بالماء المالح.




خواطر في البكاء

  • وكأن في البكاء طاقة سحرية تهبط على روح الإنسان المتعبة فتداويها، وعلى نفسه الممزّقة فترثيها، في البكاء نجوى للمكلوم، وراحة للمهموم، فالروح حين تحزن تتلبّد في سمائها الغيوم، ولا راحة للسماء حينها إلّا بتساقط الدموع كالأمطار لتصفو السماء وتظهر النجوم.


  • لماذا نبكي بعد أن صمدنا طويلاً؟ كجواد أتعبه كي الجرح فانطلق يملأ الفضاء صهيلاً، نبكي لأن الحزن داخلنا تعمّق، والألم عاش فينا ولم يعد ضيفاً دخيلاً، نبكي ونعرف أنّ الدمع حل مستحيل، وأنّ الصبر حلو لكننّا ضعفنا قليلاً، نبكي ونمسح دمعنا، وننهض مرة أخرى فما زال الطريق طويلاً.


  • في دواخلنا تكمن مدن مهجورة لا يمر عليها أحد، حتى نحن نتحاشى المرور بها لأنّنا نعلم بأنّ الوقوف على أطلالها سيستثير فينا رغبة وحشية في البكاء، نمرّ بها متعبين كما يعود عامل كادح إلى بيته في المساء، نمرّ ونغمض أعيننا عنها، لكنّ الفضول يحركّنا فننظر لنرى ما حلّ بالأشياء..خراب هنا، وحزن هناك..فراق أحبّة، وخيانة عظمى فنغمض أعيننا ونجهش بالبكاء.


  • دموع المرء ليست قطرات تتساقط على خدّه فحسب، بل هي حمم براكين لوّعت فؤاده وكوت كبده قبل أن تتساقط على خديه، يذرف الإنسان دمعة غالية لفراق حبيب، وأخرى لوفاة غال، ويذرف الكثير إثر خيانة أشخاص كنّا نعتبرهم الحياة بأكملها، ويمضي الإنسان بطريقه يذرف من دموعه شيئاً فشيئاً، ويفقد مع كل دمعة من هذه الدموع الغالية شيئاً من روحه لا يعوّض ظاناً أنّها مجرّد مياه، إلى أن يأتي اليوم الذي يجد فيه نفسه فارغاً قد جفّ بئر دموعه، فلا يستثير مشاعره غياب غال ولا فراق حبيب ولا خيبة، ليدرك حينها أنّ لكل شيء في هذه الحياة مقدار، وأنّه قد استهلك مقدار روحه كلّها حينما استهلك دموعه، فيطرق قليلاً حزنا على حاله، وتسقط على خدّه دمعة أخيرة قبل أن يموت.


أشعار في البكاء

ليس هناك أشد تأثيراً في موهبة الشاعر من رغبة دفينة تجتاح المرء للبكاء، وفي ذلك كتب الشعراء ما يأتي:

*قيل في بكاء الأحبّة:

بكيت وهل بكاء القلب يجدي**فراق أحبّتي وحنين وجدي

 فما معنى الحياة إذا افترقنا**وهل يجدي النّحيب فلست أدري

 فلا التّذكار يرحمني فأنسى**ولا الأشواق تتركني لنومي

 فراق أحبّتي كم هزّ وجدي**وحتّى لقاءهم سأظلّ أبكي


  • وقيل في البكاء في حضرة الحبيب:

إذا أتى الشتاء...وحركت رياحه ستائري

أحس يا صديقتي...بحاجة إلى البكاء

على ذراعيك...على دفاتري

إذا أتى الشتاء

وانقطعت عندلة العنادل

وأصبحت كلّ العصافير بلا منازل

يبتدئ النزيف في قلبي وفي أناملي

كأنما الأمطار في السماء

تهطل يا صديقتي في داخلي..

عندئذ يغمرني شوق طفولي إلى البكاء ..


  • وقيل في دموع الحبيبة:

إني أُحبكِ عندما تبكينَ

وأحبُّ وجهكِ غائماً وحزينَا

تلك الدموع الهاميات أحبها

وأحب خلف سقوطها تشرينا

بعض النساء وجوههن جميلةٌ 

وتصيرُ أجملَ عندما يبكينَ