كلام عن الليل

السهر: زفرة الليل.

ليل العاشقين طويل.

إذا طلع القمر طاب السهر.

الليل هو قلب وروح ودمعة.

لا يزال الليل ليلاً أكثر من اللازم ما لم يشرق بالحب.

عند اليائسين في النهار ظلمة أشد من حلكة الليل.

كان لا يتعبني في الليل إلا صمتها.

لا حُبّ يشبهُ حباً ولا ليل يشبه ليلاً.

لا يبلغ المرء الفجر إلا عن طريق الليل.

كأن الليل محبوس دجاه.. فأوله وآخره مقيم.

أحجارٌ لا تليق إلّا بالتماثيل الحزينةِ في الليل.

رقدت ولم ترث للساهر.. وليل المحب بلا آخر.

الليل يأكل كل شيء بسرعة غريبة ومجنونة.

حبيبي ترك بصماته على الليل فولدت النجوم.

كم يكون الليل كئيبا حين تفتقد فيه شيئا تعودت عليه.

أيها الليل؛ اخلع سوادك وائتني بصباح لا يُذكرني بعينيه.

الليل طال، طالت الحياة وبردت جدران هذا القلب يا رباه، فائذن بانفراج قريب.

الليل يضخم دائماً كل شيء، ويطول.. يطول على اليائسين.

في ظلمة الليل لا يستطيع الإنسان أن يميز بين السماء والبحر.

يحتوي الليل الألم فيزيده شدة ويحتوي الألم الليل فيزيده طولاً.

لماذا السهر، ما دامتْ مساحةُ هذا الليل أكبرُ من نور شمعتي.

في الليل أرشو الملائكة بقطع السكر لتهش الشياطين عن قلبي.

من يعيش النهار سيعيش الليل يوما، فهذه الأرض دوارة.

فإنك كالليل الذي هو مدركي.. وإن خلت أن المنتأى عنك واسع.

الليل أنشودة محببة إلى النفس الإنسانية، تعود إلينا بالصفاء كل يوم.

مناجاة في حلكة الليل تزيد القرب وتقوي القلب وتثري الروح والوجدان.

بعد النهار يأتي الليل، بعد الليل يأتي النهار، وبعد الحنين يأتي، الحنين المستبدّ بنا.

أواري وجهي في ليل زجاج النافذة المطلق.. لعله يستر انهياري، لو أجهشت في البكاء.

في الليل يأتيني حلم على هيئة ألم.. وبالنهار لا يأتي إلا إذا استحضرت بعض حزني.

كل موت سابق في ليل دامس لا بد له من حياة آتية في صبح مشرق.

يغيم وجه النهار ويقول: هذا الليل الصغير لماذا يتعدى على وقتي، علي أن أسحقه بقدميّ.

الليل يتقدم.. بطيئاً حزيناً كأنما يخجل أن يبسط جناحيه على أناس يُقتلون.

أعداؤنا من أضاعوا السيف من يدنا وأودعونا سجون الليل تطوينا.

السرور نهار الحياة، والحزن ليلها، ولا يلبث النهار الساطع أن يعقبه الليل القاتم.

ليت الليل باقِ حتى أرى وجه النهار بل ليت النهار يأتي فقد مللت هذا الظلام.

الليل آية الله التي تحمل بين طيّاتها بلسم الشفاء للقلوب المجروحة بلوعة البعد عنه.

الليل لقاء العبد بربه في أروع لحظات الحياة الدنيا، فلحظات الليل السامية تعطي الدنيا بعض معاني جمالها.

الليل روضة الفكر، وبحر عميق تسبح فيه بنات الأفكار فيشفى العقل من سقمه وتعبه.

ولمــاذا استرجعوا مني القمــر والتعاويـذ وقطرات المطــر عندما قلبي على أرصفة الليل انكسـر.

أيها الراقصون احتفالاً في الميدان خففوا ضجتكم قليلاً، لكي تسمعوا همس الشهداء يوشِّح هذا الليل.

الليل مرآة تقلّب فيها ناظريك لعلك تجد نفسك على صفحتها كما خلقك الله، إنساناً ضعيفاً، محتاجاً إليه في كل حين.

نهاري نهار الناس حتى إذ بدا.. لي الليل هزتني إليك المضاجع.. أقضي نهاري بالحديث وبالمنى.. ويجمعني والهم بالليل جامع.

في الليل زينة السماء، وفي الليل يزدان القمر بأشكاله المختلفة، يعكس ضوء الشمس بخجل واضح، ويتلاشى تدريجياً تاركاً للنجوم مكانه.

في الليل احترفت البكاء، وأدمنت النظر إلى قلبي.

هو الليل وكان حديثنا روحياً، وقد تعانق قلبانا وتدافعت الأرواح وتماوجت الأنفاس، وبت في حضن قلبك، يا أنا علمني كيف يكون الليل واحة لعمرينا، يا أنا اقترب لتهدهد روحي، فأنا أحبك جداً، أراك الآن معي فوق سحابة عشق، تقرأ لي كفي وعيناك تغازلني وابتسامة ثغرك تسحرني فيتساقط العشق وروداً على الدنيا يا أنا هائمة فيك فضمني، لأني أنثى مختلفة، فأنا لا أستطيع فراقك، ولأنك حبيبي لا أحتمل انتظارك، ولأني أنثى أغار عليك منك، ولأنك حبيبي أشتهي وصالك ولأني أنثى زرعتك داخلي عشقاً، لأمطرك حباً وحناناً تعال يا أنا، فأنا يميتني انتظارك.

في هدوء الليل والسكون الذي نأوي إليه كل ليلة، يتجمع ما بنا من أحزان وآلام موجعة، صرخات دموع ذكريات مؤلمة، نتمنى أن نتناسى تلك الأحزان ونبحر سوياً إلى عالم الحب والطمأنينة، فقد سئمت قلوبنا عذاب اليأس والاستسلام.

عندما يسدلُ الليلُ ستائرهِ بألوانها السوداءِ المخملية، ويُقبل القمرُ مختالاً مرتدياً عباءتهُ الفضيةَ، وتأوي الطيورُ إلى أعشاشها تحتضنُ صغارها برفق وحنيةَ ويزحفُ الصمتُ بخطاهِ الواثقةَ يسودُ الهدوءَ الكرةَ الأرضيةَ، تنامُ أعَينُ البشرِ مطمئنةَ وعيوني على النومِ عصيةَ أبقى وحيدة أنا ها هنا أجتر آلامي وأحلامي المنسيةَ، فتعالَ أيها القمرُ نتسامر، اسردْ لي حكايا العشقِ الخرافيةَ لعلي أغفوْ بين يديكَ فقد سئمتُ الأيْدِي البشريةَ وأتخِذُكَ أيها القمرُ صديقاً ولا يفرقنا سوى رب البريةَ، فأنت يا قمرُ لا تعرفُ الغدرَ ونحنُ أيدينا بالغدرِ سـخيةَ.