مُجاهدةُ النّفس

إنّ جهادَ النّفس والصّبر عليها من أعظمِ الأمورِ وأكثرها مشّقة في الحياةِ؛ فالنّفس مُتقلّبة كثيراً، وكلَّ يومٍ بل كلّ ساعةٍ أو كلّ دقيقةٍ هي في حال، ولا يرتاح لها بال، فمرّةً تكونُ مُسايرةً للإنسانِ وتسمعُ وتُطِيع، وأُخرى تكونُ متمردّة ولا يستطيعُ الإنسانُ كبحَ جماحِها، وثالثةً تكونُ حاكِمةً مُتسلّطةً على الإنسان فينساقُ لها ومعها؛ فلا يثبُتُ الإنسانُ أبداً مع نفسِه المُتقلّبة إن لم يُجاهِدها ويكبَح جماحَ شهواتِها وهفواتِها، بل يجبُ أن يُسيطر عليها ويُمشّيها، وليس أن تُمشّيه هي وتُماشِيه، وليستعن بالله أوّلاً على هذه المهمّة، وهذه بعض العبارات والخواطر التي تتحدّث عن مُجاهدة النفس وكيف تكونَ.


عِباراتٌ جميلةٌ في مُجاهدةِ النّفس



إنّ أوّلَ ما يجب عليك ان تحذره لتنجو هو نفسَك التي بين جنبَيكَ.




إن حار أمرك بين شيئين فجاهد نفسك واختر أبعدهما عن هواك، فهو الأقرب للصواب.




كابدتُ نفسِي أربعينَ سنّةً حتّى استقامت.




إنّ جهادَ النّفس لشديدٌ وصعبٌ لا يقدر عليه إلّا صابر.




ما عالجتُ شيئاً أشدّ عليّ من نفسي، مرّة عليّ ومرّة لي.




ما الدابّة الجموح بأحوجَ إلى اللّجام الشّديد من نفسِك.




مجاهدةُ النّفس هو طريقٌ للهدايةِ والثّبات.




الجهادُ في الله هو جهادُ النّفس والهوى.




أفضلُ الجهادِ من جاهدَ نفسَه في ذاتِ الله.




مجاهدةُ النّفس مِفتاحُ الهدايةِ، فلا مِفتاحَ لها سِواها.




جهادُ النّفس هو ضبطُ النّفس وكبحُ جماحِها عن الشّرّ، وإطلاقُها في أبوابِ الخير.




أكملُ النّاسِ هدايةً هم أعظمُهم جهاداً لنفسِه.




أصلُ مجاهدةِ النّفس هو فطمها عن المألوفاتِ، وحملُها على غير هواها.




المجاهدةُ هي حملُ النّفس على المشاقّ البدنيّة، ومخالفةُ الهوى.




مجاهدةُ النّفس هي بذلُ المُستطاع في أمرِ المُطاع (الله عزّ وجلّ).




إنّ فضلَ مجاهدةِ النّفسِ وثوابُها عظيمٌ عند الله تعالى بقدر صعوبتها.




من يكبحَ جماحَ نفسِه هو أقدرُ على نصرةِ دينِه الذي كبحها من أجله.




جهادُ النّفس مطهرةٌ للقلبِ، ومرضاةٌ للربّ.




حين يخبروك عن جهاد النفس الحقيقي، أخبرهم أن أصدق جهاد هو قدرتك على أن تُبقي هذا القلب نقياً، صالحاً للحياة الآدمية بعد كل تلك المفاجآت، والعثرات، والانكسارات، والهزائم.




جهادُ النّفس جمالٌ حقيقيّ إذا صدقَ فيه العبدُ ربّه صدقَه ونصرَه على نفسِه.




مجاهدةُ النّفس والوِجدان أعظمُ من مجاهدةِ العدُوّ بالسندانِ.




جهادُ النّفس حديثٌ عميقٌ عن قوّة الإرادة والثّبات، عن روحٍ تأبَى العيشَ ذُلاً إلى الممات.




مجاهدتُكَ لِنفسِك هو أزكى عند ربّك من مجاهدتِك لعدوّك.




من انتصَر على نفسِه لقي الخير الموفور، وانتصر على ما سِواها من الشرور.




من زكّى نفسَه وجاهدها في الله حقّ الجهادِ بقوّة أفلحَ.




جهادُكَ للنّفس في هذا الزّمن الصّعب هو حقَّاً معيارٌ للثّباتِ والقبضِ على الدين بكلّ صمودٍ وعزم.




مُجاهدةُ النّفس هي مشكاةُ نور تُضيءُ ما حولَها، فتمنح صاحبها السكينة والسّرور.




من جاهدَ نفسَه حقّ الجهادِ حقّ أن يكونَ من المُفلِحين في العِباد.




جهادُ النّفس أكبر جهادٍ، ومن كُبرى مهامِه: أمرُها بالمعروفِ، ونهيها عن المنكر.




لله درُّ جهادِ النّفس ما أعظمَه.




لله درّ نفسِي في طلبِ العلا، ولله أنفاسُ النّفوسِ حرائرُ.




جهادُ النّفس اليومَ هو من أوجبِ الطّاعاتِ على المؤمنين والمؤمنات.




إنّ جهادَ النّفس يهدي العبدَ لسواءِ السّبيل.




جهادُ النّفس ذو روحانيّة عظيمة تبعثُ في الرّوحِ كلّ الدّفءِ والسّكينة.




الإنسانُ المُجاهدُ هو من جاهدَ نزواتِ نفسِه الشّيطانيّة، حتّى يسموَ بها لله خالصةً سرمديّة سماويّة.




جهادُ شرّ النّفوس إضاءةٌ للحياةِ بالشّموسِ.




التّدرُّج في ضبطِ النّفس، والجهادُ الحرفيّ في التزامِها وثباتِها، لهو من أبرّ وأتقى الأعمال.




إذا كان جهادُ العدوّ جهاداً فيه نصرةُ الدّين، فإنّ جهادَ النّفس يُبلِغُ العبد منازِل اليقين عند الله ربّ العالمين.




جهادُ النّفس عجيب يجعلُ الجوارحَ بأمرٍ من قائدها تستجِيب، فهو القلبُ تلك المُضغةُ التي إن صلحت صلحَ الجسد، وإن فسدت فسد الجسد، لله درّ القلبِ ما أعظمَه!




للنّفس مُجاهدة، وللرّوح مُثابرة، وللقلبِ مُصابرةٌ.




حذارِ ثمّ حذارِ من هوى النّفس الذي لا يصلُح ولا يهتدِي إلّا بالمُجاهدة.




جهادُ النّفس من أعلى مراتبِ الجهاد؛ إذ فيه مخالفةَ الهوى وشرور العِباد.




خواطِر في مجاهدةِ النّفس



غنّ جهاد النفس لئيء عظيم لا يوفّق إليه إلّا كلّ صابر حكيم، وهو لا يُنال دفعة واحدة بل يأتي نتيجة لمران والدُربة، فلتقصد نفسك التي هي ساحة حربك، ولتهذّبها وتزكّيها، وتبصّرها بكلّ الخيراتِ والشّرور، يا أُخيّ نفسَك نفسَك، حذارِ أن تنتصِرَ عليكَ، بل روّضها كي تستقِيم، ونوّرها بالقُرآنِ والسّنّة فهذا منهجُها القوِيم، ثمّ استعلِ بها إلى أرفعِ المقامات، ولا تُصغّرها بالفسوقِ والسّيئات، بل اجعلها دوماً صالحةً من أروع الصّالحات، لله درّ نفسِك يا أُخيّ وهي صالحة قويمةً مستقِيمةً.




كانَ شيخي دوماً لا ينساني من مواعِظه الثريّة التي تُزكّي قلبي بكلّ نقاءٍ ورويّة، بل كان دائماً ما يعِظني قائلاً: احذَرْ نفسَك، واربِطْ عليها لِجامَ الحُكم، وجاهِدها كما يُجاهِد الرّضيع ثديَ أمّه كي يلتقِمَه، الذي يبذُلُ جهداً ولا يوفّرُه، ويُتِعبُ نفسَه ولا يهدأُ قبلَ أن يروي عطشه من رحيقَ الحليب، عندها يغدو من حِضن أمّه أنيساً بالحبّ والحنان قريب، تراهُ يغطّ في نومٍ عميقٍ بين دفَتيها الحانية، وكأنّه قد انتصَر، وهكذا النّفس يا بُنيّ إن روّضتها وجاهدتها استقامت وأقامَت شرعَ ربّها بكلّ إتقانٍ، وساعتئذٍ هنيئاً لنفسِك نوالها مرادها، وكلّ الخير.




أبي علّمني قولاً لا أنساهُ ما حييتُ عندما قال لي يوماً: أي بنيّ لا تنسَ أن تُغذّي نفسَك جيّداً بالثّبات والصّالحات، حتّى لا تغلِبُك يوماً الدنيا بقلّة الزّاد من الخيرِ، فتتفاجأُ بغربتِك عن الصّلاحِ وأهلِه، وتشعُر بالضّيق وسواد المعاصي والذنوب، فتمتلئ روحك بالغمّ والخُطوب، وتتألمُ كلّ يومٍ من جوعِ نفسِك للزّاد الربّانيّ، وجاهد نفسك كثيراً فذاك اما سيُنسيكَ الألمَ بل يُحييكَ ويُنضِجُك بكل السّعادةِ والتفاؤلِ والأمل.




أيا صدِيقي العزيز، أوصِيك ونفسي بتقوى الله تعالى بالسّرّ والعلانية، وأُحذّرك من نفسِك تلكَ التي بين جنبَيك، ألزِمها حدّها، وقم على مجدِها، ولا تُفرّطْ بها وتتغافلَ عنها فتحتلُّك بقسوةٍ، وتخونُكَ من كلّ النّواحي فجوةً فجوةً، قيّدها بالحبّ والطاعةً، وجاهدها فلا تمنحها كلّ ما تبتغي، لتحتمي من شرّها، وأكثِر من ذكر ربّك، فهو نورٌ وسرورٌ لكلّ سُبُلِ دربّك، إنّي أحبّك يا خليلي، أحبّك فإيّاك ثمّ إيّاك أن تنسَ أنّ الفلاحَ بزكاءِ النّفس، وأنّ الخيرَ بفجرِ الشّمس، وأنّ عليكَ بالاستقامةِ كي تنالَ في قلبِك السّلامة؛ ومن استَقام سلِم، ومن جاهد نفسَه فازَ وغَنِم؛ فاحرِصْ أن تكون إمّا فائزاً وإمّا غانِماً، والسّلامُ عليكَ إلى يومِ ألقاكَ غداً.