ندمُ الفِراق

الفِراقُ أِليم يفتِكُ بالقلبِ كثيراً، وهو حالةٌ شُعوريّة تُعطِشُ الرّوحَ للّقيا، فهو موت للوجدان، وفاجعة للقلب، وأصعبُ شيءٍ قد يواجِهه الإنسانُ في دنياه الفانية، فما حالُ النّدم على الفِراق؟ أمّا عندما يكونُ الفِراقُ اختيارياً لا إجباريَّاً فهو ألمٌ بألمينِ لا واحدٌ، فمن جهة شعور هو ذلك النّد القاسِي الذي ينهشُ في صميمِ القلبِ، ومن جهةٍ أخرى هو الشوك الذي جنته يداك، وفي الفراق وندمه قيل الكثير، فكان منه ما جاء في هذا المقال.


كلام عن ندمِ الفِراق



أصعبُ ما في الحياةِ أن تُفارِق من تُحِبّ اختياراً لا اضطراراً، فيحل بك ندم عقيم كنار لا ترغب انطفاءً.




برغمِ رحيلِنا عن آلامِ الفراقِ السّالفة، إلّا أنّنا نعيشُ آلامَ النّدمِ بصحبةِ الفِراق التي لن تنقضي.




آلمتني بالبُعدِ يا حبيب، وما ندمُ الفِراقِ عنّي ببعيدٍ بل هو أقربُ قريب.




أقسى شعور أن تُضحّي لأجلِ من تُحِبّ ثم يُفارقُكَ بسهولة.




الفِراقُ حالةٌ قاسيةٌ بلا وصف؛ فما بالُكَ بالنّدم عليه!




المعركةُ الأولى والأخيرة التي كان لا بُدّ لي أن أنتصِر فيها لأجلِك خسرتُ فيها إيّاك ونفسي، وفارقُتكِ وندمت.




يا مَن فارقتني وهجرتنِي أمَا ندِمتَ من فراقِك عنّي، وبُعدِك عن حبّي؟




قد يفوق الندم بعد الفراق مشاعر الألم التي لحقتنا منه.




البسمةُ التي فارقتني معك منذ زمنٍ، متى ستعودُ إليّ وتُداوِيني من الشّجن!




الفِراقُ غابةٌ موحِشة لا تسكُنها إلا وحوش الندم.




يا ليتني كنتُ شيئاً منسيَّاً، يا ليتني لم أفارِقكَ يا قلبي.




العِشقُ والشّوق نديما الفراقِ والنّدم.




النّدمُ يكوي القلبَ رويداً رويداً حتى يحيله رماداً.




الفِراقُ النّادِم فراقٌ لا تُرجِعه اللّقيا مهما كان ممكناً؛ فقد انسلخت منه كلّ مواطِن الحبّ.




النّدمُ مُضنٍ للقلب، ومُهلِكٌ له أيّما إهلاك!




الفِراقُ لا يطوي في جنباته الندم إلّا إن كان قد حلّ برغبةٍ واختيار.




الحِكمةُ من الفِراقُ زرعُ الحبّ القاسي من جديدٍ في القلبِ.




لو لم يكن في الفِراقُ إلّا معنى النّدم العقيم الكاوي للقلبِ مع مرور الزّمن لكَفى، إنّما هو الموتُ بعينِه قد زارَ صاحبَه.




قبل أن تُفارق تذكّر أيّها المُحِبّ العاشِق أنّك سوف تُعانِي من آلامِ النّدمِ، والبؤسِ، والوحدة وحدَك.




النّدمُ الحاصِلُ من الفِراقُ هو النّدمُ المحمود المرغوب، أمّا ما فائدتُه الآن وقد حلّت في الرّوح شتّى أشكالِ الأحزان!




الفِراقُ لا يُسمّى فراقاً إلّا إذا استوطنَ قلبَ المُفارِق النّدمَ والبلوى على محبوبِه.




الفِراقُ قاسٍ ويكفيه من القسوةُ كلمة حروفُها جامِدة وسُكونها قاتِلٌ.




النّدمُ مع نُواح البكاء هو علامةُ اشتدادِ الفِراق في القلبِ العاشِق.




الفِراقُ النّفسيّ أليمٌ عذابُه، عظيمٌ مصابُه، عقيمٌ جوابُه.




الفِراقُ غصّة القلبِ، ووجعُ الرّوحِ والجسدِ.




الفِراقُ ندمٌ بحدّ ذاتِه، فكيفَ إذا كان اختياراً!




النّدمُ في الفِراقِ يُقطّع نياطَ القلبِ.




النّدمُ مع الفِراقِ يأخُذانِ الإنسانَ إلى جحيمِ الدّنيا، وذلِك حيث لا نومَ، ولا سكونَ، ولا راحةَ أبداً.




النّدمُ يُدمي القلبَ كما يُدمِي الفِراقُ العاشِقَ المُحِبّ.




الفِراقُ شيطانٌ يُذيقُكَ لذّةَ العِصيان بكلّ تفنّنٍ وإتقان.




النّدمُ الكائنُ من الفِراق روايةٌ لا تُختَم أبداً إلّا بموتِ صاحبِها.




كلماتٌ في الفِراق



أحياناً نرحل ليس حباً بالرحيل، ولكن لأنّ لا فائدة من البقاء.




إنّ أصعب شيء على المرء أن يربط ذكرياته بإنسان ما، فيصبح الفراق حالة من فقدان الذاكرة.




الفِراقُ صعبٌ فهو كالموتِ، بل لربّما يهون الموت بانقضاءِ الرّوح، والفِراق يبقَى في القلبِ حتّى بعد الموتِ كدمّل لا يتوقّفُ سريانُه إلّا بالموتِ رويداً رويداً.




الفِراقُ شديدٌ عصيب يكونُ على الحبِيب القريب.




القلبُ وقتما تملأهُ رعدةُ الفِراق يغدو ممُزّقَاً بالأشواق.




الفِراقُ حالةٌ شعوريّة تأكُلُ الرّوحَ قبلَ أن تأكُلَ الجسَد.




الفِراقُ يكوي القلبَ كيَّاً؛ كأنّ القلبَ أضحى معه هشَّاً طريَّاً.




ما طعمُ الحياةِ بلا اجتماعٍ، ولكنّه الفِراقُ الغاشِم الذي لا يُبقِي على سلوى اجتماعِ.




كانت القسوة خطيئتك، وكان الكبرياء خطيئتي، وحين التحمت الخطيئتان كان الفراق مولودهما الحتميّ.




الفِراقُ مكتوبٌ في القدر؛ فلا جدوى من طولِ النّحيبِ على الأحِبّاء من البَشر.




الفِراقُ اكتواءُ الرّوح بانتِزاعِها من الجسدِ بقوّة.




تمُرّ السّنين، ويأتي العام تلوَ العام، ويُولد الوليد من جديد، ويموتُ من يموت، وألمُ الفِراق حيٌّ لا يموت.




الفِراقُ مأساةٌ حقيقيّةٌ لا تعرفُ الرّحمة أبداً.




الفِراقُ يُضعِفُ بدنَ المحِبّ، ويُشغِلُ قلبَ المحبوب.




الفِراقُ انتهاءُ حياةٍ آنَ زوالُها، وابتداءُ آهاتٍ دقّ لحنَ اشتِغالِها.




الفِراقُ غُصّةَ في عُمقِ القلبِ وإنّها لا تندمِلُ على مرّ الزّمن.




الفِراقُ في أغلبِ أحيانِه يكون بدايةَ الألم، ونهايةَ معانٍ كثيرةٍ من الأمل.




الفِراقُ كجنينٍ عاشَ في بطنِ أمّه تسعةَ أشهر، ثمّ لم يلبَثْ أن وُلِد لِيموتَ، وما زال الدّمُ عليه.




خواطِر عن ندمِ الفِراق



ما كانَ ينبغي عليكِ البُعدَ عنّي يا لذّةَ قلبي ويا حنينَ أيّامي ودربي، وأنتِ الفراقُ قد حلّ بي، قولي لي: ألم يحلّ بكِ زائر لا يُفارِقُكِ؟ بلى قد حلّ يا حبيبَ الرّوح وباتت أحزانِي لكلّ من حولِي بروائِح النّدمِ تفوح، أحبُّكَ ويا ليتني ما فارقتُكِ، نعم، وكيف لي أن أعيشَ والنّدمُ على بُعدِك يُمزّقني، ويكوينِي فيُقطّعني، ومعه تتآكلُ مشاعِري يوماً تلو يومٍ بالفِراقِ عنك يا حبّةَ قلبي! فيا يا ليتني لم أذُقْ حلاوةَ القربِ، واطمئنانَ الحُبّ، ويا ليتَ قلبي لم يعِشْ رهينةَ الألمِ والحُزن، وأسيرَ الفِراقِ على مرّ الزّمن، أنا أبكِيكَ دماً ليلَ نهار، يا حبيبي سألقاكَ يوماً ما، ولكن بعد ان تكون جوارحي وقلبي من النّدمِ على فِراقِك قد صارت خراباً ودماراً مُنهار.




في كلّ ليلةٍ أنظرُ للقمرِ فأراكِ يا بسمةَ الأشواقِ، ويا مَن فرّقنا الفِراق، واجتاحنا بقوّةٍ في غرزٍ كالسكاكين في أعمقِ الأعماقِ، ما كانَ يجبُ عليّ أن أتركُكَ ترحَِلني عنّي، وما كانَ واللّه ذلِك يليقُ بقلبي أو بقلبِك، فاعلم أنّني أتشرّبُ النّدمَ كلّ ساعةٍ؛ لأنّكِ لستِ لي بل حللتِ لإنسان آخر، آهٍ كيف لي أن أحيا وفي داخِلي تمزّقٌ لأوردتي وشراييني! كيفَ لي ألا أندمَ على فراقٍ بيننا قد صارَ مصيريَّاً حتميَّاً، أريدُكِ..أريدُكِ بشدّةٍ يا لوعةَ ندمِ المُشتاقِ.




أسَرقتِ قلبِي ورحلتِ به إلى عالمِ السّلامِ! لم أتخيّلْ في لحظةٍ من لحظاتِ حياتي أن ترحلي عنّي يا كلّ الحنان، فيا لهفَ نفسي على ساعةٍ معكِ وبجوارِ قلبِك، ويا لهفَ نفسِي عليكِ يا حُبّي الأوّل والوحيد ما كانَ ينبغي عليكِ أن ترحلي وحدَكِ وتترُكني، ما كان ما كان، أنا أموتُ بعدَكِ كلّ يومٍ بل كلّ دقيقةٍ وثانيةٍ ألفَ ألفِ مرّة، ورحيلُك يَكويني، ويُمزّقُ أركانِي ويولِّد حنيني؛ فقد باتَ النّدمُ كالمَسّ يعتريني، وداعاً لسلامِي وجَناني، وأهلاً بندَمِي وأحزانِي، بل بكلّ همومي وغمومي.