عطاءُ الله عزّ وجلّ

عطاءُ الله هو الفضلُ العميقُ الذي لا ينفدُ، وهو الكرمُ الواسِعُ الذي لا ينتهي ولا يتوقّف، ومن أعظمِ أسمائِه جلّ وعلا اسمُه المُعطي، واللّهُ سبحانه وتعالى لا يقطع سخاءَه عن عبادِه المُحتاجِين إليه أبداً، فاللّه جلّ وعلا هو الجوادُ الذي يجود على خلِقه ليلَ ونهار، وفي العشيّ والإبكار، وكأنّما خيراتُه ونِعمه كقطراتِ الغيثِ التي تأتي دوماً في وقتِها، فتُحيي نفوس النّاسِ ليتفاءلوا بكلّ حبّ، ويستمرّوا بالدّعاءَ هاتِفينَ: يا رب آتِنا من لَدُنك فضلاً وكرماً يا أكرمَ من أعطَى.


كلامٌ عن عطاءِ الله عزّ وجلّ



عطاءُ الله تعالى هو الحياةُ بعينِها، وهو الدّفء المُطمَئنّ بالفرجِ العظيم، وبالخير الوفير، بل بالكرمِ من الكريم، والجمالِ الكثَير، وعندما يحلّ عطاءُ الله تعالى ينسَى الإنسان كلّ حزنٍ وفقد، وينسَي كلّ همٍّ وحقِد، معه تصفَى نفسُه وتهنأُ روحُه، ويهدأُ قلبُه بالتّوكّل على الله المُعطِي؛ فمن توكّل على مولاهُ أعطاهُ من حيثُ لا يحتَسِب، ورزَقَه من حيثُ لا يظّنّ.




عطاءُ الله عزّ وجلّ يتشكّل من عدّة أمورٍ في الحياةِ؛ فالأرزاقُ الكثيرة هي عطاءٌ، والنِعم العظيمة هي عطاءٌ، وما أجملَ عطاءَ الله تعالى الذي يعقبُه قلب لا يتوقّف بل يستمرّ بكثرةٍ مع اشتدادِ الدّعاء؛ ففي الدّعاء أجلّ أنواعِ العطاء.




عطاءُ الله عزّ وجلّ وقتما يأتي وينتشِر في حياةِ الخلقِ أجمعين ينسَون كلّ همٍّ أهمّهم، أو حزنٍ أضناهم، أو ألمٍ أصابَهم، وكأنّه العوضُ الذي كان يُنتَظرُ من سالفِ الزّمان، فهو السّرور والبهجةُ والحبّ من ربّنا المنّان.




العطاءُ رزقٌ من الله الرّزاق المُعطِي، وهو بلسمُ حياةٍ ورقّة نجاة، العطاءُ يكونُ من الله تعالى في كلّ شيءٍ فالطّفل عطاء، والمالُ عطاء، والصّحة عطاء، والدّين عطاء، والبسمة عطاء، والرّضا بالقضاءِ والقدر عطاء، والقرآنُ شفاءٌ وعطاء، والسّنة النبويّة اقتداءٌ وعطاء؛ فكلّ ما تراهُ من حولِك هو عطاءٌ، وعطاءُ الله تعالى كثير وحصرُه عسير، لذلِك ما على الإنسان سِوى الحمدُ والشّكر للربّ المعطِي الكريم.




العطاءُ جمالٌ ويكون بحِكمةٍ وجلال، العطاءُ من الله تعالى عندما يأتي يكونُ بكثرة الجبال، فلا يقدرُ أيّ مخلوقٍ على تقديره؛ ففي كلّ مكان نرى عطاءَ الله تعالى يحُفّنا بالنّور، ويملؤنا بالبسمةِ والسّرور، عطاءُ الله كنزٌ من أرقَى الكنوز.




عطاءُ الله سعادةٌ ثمينة لا تُقدّر بأيّ مبلغٍ، إنّها الحبّ من الله تعالى، ذاك الحبّ الممتلِئ بالنّعم والخيرات، نعم إنّها النّعم والعطاءات من ربّ الأرضِ والسّموات، عطاءُ الله جميلٌ وإذا سكنَ في القلبِ النّبيل أنسَى الإنسان الهمّ والجُرحَ، والفقدَ الطّويل.




لله درّ عطائِه سُبحانَه وتعالى كَم يُبعثُ في الدّنيا الأمنَ والأمان، وينثُرُ السّلامَ والحنان، فيأتي يحتضنُ الفاقِد بالحبّ والعطفِ من المولى الكريم، ويُعطِي ويرحَم، ويُكرِم ويجود، هو مولانا الله عزّ وجلّ وعطاؤُه ليسَ له حدود في معالمِ هذا الوجود.




عطاءُ الله تعالى أعظمُ من كنوزِ هذهِ الدّنيا كلّها، ووقتما يأتي ويحلّ يزدادُ الفرحُ في قلبِ هذا العبد المُتضرّع إلى ربّه في كلّ آنٍ وحين، فيبتَسِم بكلّ من أوتي من البسمةِ على وجهه رضاً بعطاءِ ربّ العالَمين، فقط ما علينا إلّا أن نلهثَ بالدّعاءِ والشّكر، ونُلبّي قائلين: لبّيكَ لبّيك اللّهمّ يا أكرمَ المُعطِين.




عطاءُ الله عزّ وجلّ سخاءٌ وأمل.




عطاءُ الله يستقرّ في القلبِ، فيزيدُ العبدَ بالحبّ.




العطاءُ من الله تعالى يسمو في كلّ يومٍ بكثرةِ ويتعالى، فقط علينا أن نلحظه بعين الشكر.




العطاءُ الربّانيّ سخاءٌ حقيقيّ، وكنزٌ من كنوز الدّنيا سرمديّ.




أعظمُ ما ينبغي على العبدِ في شّكر العطاء الكثير من المولى الجليل هو اللّهجُ بالحمدِ والدّعاء في جوفِ اللّيل الطّويل.




العطاءُ ذو صورٍ كثيرة وعظيمة، وليسَ العطاءُ فقط في حدود ما يحسبُه العبد عطاءً؛ فأحياناً يأتي عطاءُ الله تعالى على هيئةٍ لا يتوقّعها العبد.




أسماءُ الله تعالى كلّها تُشعِر بالأمنِ والأمان، وفي اسمِ المُعطي حنانٌ وامتِنان.




قد يكون المخيفُ في فكرة العطاءِ أنّ هناك منعٌ، فاسمُ الله تعالى المُعطي مقترنٌ في اسمِه جلّ وعلا المانِع؛ لكنّه جلذ وعلا لا يمنعُ إلّا ليُعطي سبُحانه، ومنعُه دائماً وأبداً عطاءٌ، وأيّ عطاء.




العطاءُ من الله عزّ وجلّ هو عظمةٌ كبيرة تؤكّد على حاجةِ الإنسان الشديدة دوماً إلى ربّه ومنّه وفضلِه.




العطاءُ من الله هو رحمةٌ، وهو لُطفٌ وعطفٌ، هو نعمةٌ وشفاءٌ، وهو دفء.




سبحانَه وتعالى كلُّ منعٍ منه عطاء، وكلّ عطاءٍ منه شِفاء، وكلّ شِفاء منه جودٌ وسخاء.




الله تعالى عظيمٌ في كلّ أسمائِه وصفاتِه، فالعطاءُ صِفة، والمُعطي اسمٌ، فما بالُك بهما إذا اجتمعا معاً.




عطاءُ الله عزّ وجلّ معنا في كلّ جهةٍ، وفي كلّ وجهةٍ، عطاءُ الله قد يُحسّ وقد لا يُحسّ، ويوجد في خلقِ كلّ نفْسٍ.




كرمُ الله تعالى لا يُقارن بكرمِ الخلقِ؛ فالخلقُ أحياناً يُعطون بالمنّ والأذى، والله جلّ وعلا يُعطِيك دون أن تسأله حتّى.




يُعطِيك في العسر واليُسر، وفي الشّدة والرّخاء، فهو دائمُ الفضلِ والعطاء، وهو كريمٌ ذو جودٍ وسخاء؛ هو ربّنا الله جلّ اسمه من بينِ كلّ الأسماء.




الله رؤوفٌ بعبادِه، يعلمُ ما يُصلِحهم فيُعطيهم بالقدرِ الذي يكون فيه صلاحُهم وأمنهم واطمئنانُهم؛ فَسبحانَه وتعالى.




عطاءُ الله ليسَ له حدود يعيشُ معنا بكلّ حِكمةٍ في الوجود، عطاءُ الله شديدٌ لا تحكُمه الحدود.




العُمقُ في تخيّل سِعة عطاءاتِ الله تعالى المُعطي في هذه الدّنيا مُستحيلةٌ.




حتّى في اللّقمة التي كنتَ تتوقّع أنّها بكسبِ يدك وكدّك؛ كان الله تعالى هو الذي ساقَها لك بعطائِه وسخائِه.




إحسانُ الله تعالى يتمثّل في عطائِه الواسِع الذي يُضحِك ثنايا قلبِ العبدِ رضاً وصبراً.




في فقدٍ مضنٍ عسير يأتيك عطاءُ الله الكثِير، وكأنّ مع العُسر يُسراً كبير.




الحِكمة في تقسيمِ الأرزاقِ، هي من أجلّ حِكم عطاءِ الله تعالى خالِق الخلقِ والآفاق.




هوّن على قلبِك وذكّره بعطاءِ ربّك.




لا تحزنْ ما دام الله يراكَ ويعلمُ مُصابَك؛ فهو الوحيد القادر على إعطائِك ما ترجو وما تتمنّى، هو الله تعالى فلا تهتمّ لما سِواه.




خواطِر عن عطاءِ الله عزّ وجلّ



في فترةِ الحزنِ والضّيق، وفي أشدّ الأوقاتِ صُعوبةً،ي ظهرُ شعاعُ النّور وبصيصُ الأمل الحقيقي، وعندها تبسُم الدّنيا كلّها في وجه ذاك العبد المحزون؛ فعطاءُ الله تعالى كالحِضن الحنون الذي ينسي معاني الألم مهما تكون، عطاءُ الله تعالى موفور، فهو ربّنا الشّكور الغفور، وعنده سُبحانه وتعالى لا تضيعُ الأجور، لله درّ قلبي وهو متجِهٌ لمولاهُ بكلّ لهفةٍ وسرور، موقنٌ مؤمنٌ بعطائِه الذي يُنسِيه الآلام، ويُطبطِب على قلبِه بالحبّ والسّلام، فالله هو النّور وعطاؤهُ موفور مبرور.




اطلب العطاء من مولاكَ بكثرةِ الدّعاء؛ وإيّاك ثم إيّاك أن تبخلَ على نفسِك بالدعاء به؛ فهو حاصلٌ لك حاصِل، ولكن اسع له أنتَ أيضاً بحبٍّ، فما يلبثُ أن يأتيكَ بكلّ رقةٍ وقُرب، فالله هو المُعطي واسمُه هذا في قلبِي يُغنِيه، ويُداويه، ويشفيه، وبالرزق الواسِع يكفيه، فالحمدُ لله على عطائِه ونعمِه، والشّكر لله على فضلِه وجلّ آلائِه.