الهجرة

يقصد بهجرة الشّخص ترك موطنه الأمّ، والانتقال للعيش في موطن آخر؛ بهدف الاستقرار، أو العمل والبقاء فيه لفترة طويلة، وللهجرة أسباب كثيرة قد تكون أسباباً إجبارية كالحروب، أو سوء الأحوال الاقتصاديّة، أو لأسباب بيئيّة كالكوارث الطبيعيّة، وبالرغم من الظّروف الّتي تفرضها الهجرة على المهاجرين إلّا أنّ حنينهم وشوقهم إلى وطنهم يبقى موجوداً فيهم بالرّغم من المسافات، وفي هذا المقال سنذكر لكم بعضاً من الكلمات عن هجرة الوطن نتمنّى أن تنال إعجابكم.


كلام عن هجرة الوطن



أجمل ما في الهجرة أنّها تجعل من الغرباء أصدقاء، وتجعل من الأصدقاء إخوة.




وتبقى الهجرة قاسية، ويبقى ترابُ الوطن خيراً من الهجرة وذهبها، فالإنسان يأْلف بلاده ويهواها، حتّى وإن لم تتوفر فيها مقوّمات الحياة البسيطة.




في الهجرة لا تَستطيع أن تدّعي امتلاكك لشيء ما، في الهجرة أنت لا تملك سوى حُلمك.




نعم الحياة طيّبة، ولكن لم تتغيّر الهجرة وألمها قط.




طريق الهجرة وعرةُ المسلك، ومليئةٌ بالمنغّصات، ومهما بقي الإنسان في بلاد الغربة فاسمه "غريب"، ولن يجد قلباً حنوناً، بين الحجارة الصّمّاء، والأماكن الغريبة الّتي لن تألفه.




إنّه لولا الهجرة لم تكن المدينة، ولولا المدينة لم تكن دمشق، ولولا دمشق لم تكن بغداد ولا قرطبة، ولولا قرطبة وطُليطلة لم تكن باريس ولا لندن ولا نيويورك؛ فلو أنصف المتمدّنون لجاؤوا يحتفلون معنا بذكرى الهجرة.




عند الرّجوع إلى الوطن تنزاح عنّي همومي ويتبدّد حزني، وترتسم على شفتي ابتسامة عريضة كلّها فرح وسرور وأمل وشوق وحنين للوطن.




وأنا في الوطن كنت أبكي شوقاً للرحيل إلى المنفى، وها أنا اليوم أبكي شوقاً للعودة إلى وطني.




مهما ذهب الإنسان إلى بلدٍ آخر غير بلده الأمّ بغض النّظر عن الزّواج أو الدّراسة، فلن يشعر بالرّاحة والانتماء لهذا المكان مهما حاول أن يبدي من المشاعر، لأنّه يحنّ ويشتاق لتراب الوطن ولا بدّ له أن يعود لذلك الوطن في يوم من الأيام.




وحكمَ اللهُ بهجرةِ الوطن، وطالما ابتلى بها أهلَ الفِطَنْ، فلتستعدّ لهموم الحياة، فلست بملوم على قرارك هذا، فالهجرة من الوطن خير من الفراغ والبطالة اللّذين يقتلان الإنسان تدريجيَّاً.




أعرف أنّ المراكب في المرفأ تشكو الضّجر، ولكنّ المراكب المبحرة تشكو الغربة، وتشهد أنّ موسم الهجرة إلى الوطن قد حان.




إن الملايين ممن ينوون الهجرة يكونون قد هاجروا نفسيَّاً لحظة تقديم الطّلب، وهجروا الوطن على المستوى الشّعوريّ، ويظلّ حالهم على هذا حتّى لو ظلّوا سنوات ينتظرون الإشارة بالرّحيل، فتكون النتيجة الفعليّة أنّنا نعيش فى بلد فيه الملايين من المهاجرين بالنّية، أو الّذين رحلوا من هنا بأرواحهم، ولا تزال أبدانهم تتحرك وسط الجموع كأنّها أبدان الموتى الّذين فقدوا أرواحهم ولم يبق لديهم إلّا الحلم الباهت بالرّحيل النّهائيّ.




ليست الهجرة إلغاءً للوطن، ولكنّها تحويل المسألة إلى سؤال، فلا تؤرّخ الآن فأنت حين تفعل ذلك تخرج من الماضي، والمطلوب هو أن تحاسب الماضي، لا تؤرّخ إلّا جراحك، لا تؤرّخ إلّا غربتك، أنت هنا، هنا حيث ولدت وحيث يأخذك الشّوق إلى الموت.




كلمات عن الغربة والحنين إلى الوطن



وطني أرجو العذر إن خانتني حروفي وأرجوُ العفوَ إن أنقصت قدرك، فما أنا إلّا عاشق حاول أن يتغنّى بحب هذا الوطن.




الوطن هو المكان الّذي نحبه، فهو المكان الّذي قد تغادره أقدامنا لكنّ قلوبنا تظلّ فيه.




لكلّ شيءٍ في الوطن نكهة جميلة، أمّا في الغربة فالأشياء تفقد نكهتها، ويُصبح لون الأشجار باهتاً ولون السماء أقلّ زُرقة، وتُصبح السّعادة مجرّد كلمة لا يمكن الإحساس بها، فالغربة تتصارع مع مشاعر الحبّ والحنين والشّغف الّذي يملأ القلب لو كان الشّخص في وطنه.




إذا شعرت وأنت في غربتك بأنّ الوطن يُناديك فلا تتردّد ولو لحظة واحدة أن تُلبّي هذا النّداء، ولا تفتح للغربة باباً كي تستحوذ على أجمل أيّام عمرك لتستيقظ وتجد نفسك غارقاً في غربتك وحيداً وبعيداً عن وطنك وأهلك.




ربّما ينام الإنسان في الغربة على وسادة من ريش، لكنّ وسادته الّتي تكون بين أهله وعائلته أنعم بكثير حتى لو كانت وسادة من خيش.




من مآسي الغربة أنّ تعب الإنسان وجهده يذهب إلى بلادٍ لا ينتمي إليها، وإلى أشخاصٍ ليسوا من دمه، وهذا بحدّ ذاته يجعل المغترب يعيش في صراع داخليّ دائم؛ لأنه لم يترك أيّ أثر أو بصمة في وطنه، وفعلها في بلادٍ غريبة لا تعترف به أبداً مهما حصل.




الغربة تحمل في ثناياها معاني كثيرة تتجسّد في مشاعر الإنسان، فهي تُعطي للغريب دروساً كثيرة في الصّبر، وتعلمه كيف يتعامل مع عدم وجوده في بلاده، وكيف أنّه يُقابل في كلّ يومٍ وجوهاً لأشخاص لا يعرفهم لمجرّد أنّه غريب في بلادٍ غريبة.




رحيق السّنين مضى، ومضت سنوات وسنوات وأنا ما زلت في غربتي عن وطني الحبيب، تمرّ بنا الأيّام يوماً بعد يوم، وأعدّ ساعات اليوم وأشهر أنّها سنين، وأنا ما زلت في غربتي عن وطني والأهل والأصحاب، وغارق في لهفة حنيني وشوقي.




أكثر ما يُفكّر فيه الغريب أن يموت في غربته، فالموت في الغربة موتان؛ فهو يمنع الغريب من وداع أهله وبلاده، ويبقى غريباً حتّى في قبره.




الغربة من أقسى التّجارب الّتي يُمكن أن يعيشها الإنسان، لأنّه يصبح بعيدًا عن أرضه وأهله ووطنه، ويشعر بأنّ في أعماقه حنيناً كبيراً للوطن لا يستطيع أن يُسكته إلّا إذا أنهى غربته وعاد إلى أحضان بلاده.




من يقول أنّ لكلّ شخص أُمّ واحدة فهو مخطئ، فكلّ من له وطن، له أُمّان؛ أُمّ في المنزل ترعاه وتحنّ عليه، وأمّ أخرى هي أرض الوطن.




أبيات شعرية عن الوطن

  • قال الشّاعر توفيق زياد:

مثلما كنت ستبقى يا وطن

حاضراً في ورق الدّفلى،

وعطر الياسمين

حاضراً في التّين، والزّيتون،

في طور سنين

حاضراً في البرق، والرعد،

وأقواس قزح

في ارتعاشات الفرح

حاضراً في الشّفق الدّامي،

وفي ضوء القمر

في تصاوير الأماسي،

وفي النسمة.. في عصف الرّياح


  • وقال الشّاعر محمود سامي البارودي:


وَاطُولَ شَوْقِي إِلَيْكَ يَا وَطَنُ وَإِنْ عَرَتْنِي بِحُبِّكَ الْمِحَنُ أَنْتَ الْمُنَى وَالْحَدِيثُ إِنْ أَقْبَلَ ال صُبْحُ وَهَمِّي إِنْ رَنَّقَ الْوَسَنُ فَكَيْفَ أَنْسَاكَ بِالْمَغِيبِ وَلِي فِيكَ فُؤَادٌ بِالْوُدِّ مُرْتَهَنُ لَسْتُ أُبَالِي وَقَدْ سَلِمْتَ عَلَى الدْ دَهْرِ إِذَا مَا أَصَابَنِي الْحَزَنُ لَيْتَ بَرِيدَ الْحَمَامِ يُخْبِرُنِي عَنْ أَهْلِ وُدِّي فَلِي بِهِمْ شَجَنُ أَهُمْ عَلَى الْوُدِّ أَمْ أَطَافَ بِهِم وَاشٍ أَرَاهُمْ خِلافَ مَا يَقِنُوا



  • وقال زكي مبارك:


عن الوطن الغالي أهاجر مرغماً وكل حبيب في الحياة سيرغمُ أودّعها بالدّمع طوعاً لأنّني أظنّ بأنّ الدّمع عنّي يترجمُ بلادٌ جفت عنّي وطال جفاؤها لأنّي بأمر الَلَه والحبّ مسلمُ بلادٌ كريماتٌ وأرضٌ كريمةٌ ولكنّني في شرعة الوجد أكرمُ سأبكي عليها حين أترك أرضها ألا إنّما المظلوم في الحبّ يظلمُ هجرت بلاداً لست أعرف ما اسمها ولا رسمها إنّي إلى اللَه أرجعُ



  • قال الشّاعر أحمد شوقي:


وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي



  • قال الشّاعر الرّصافي البلنسيّ:


خوضَا إِلى الوطنِ البعيدِ جوانحي إِنَّ القلوبَ مَوَاطِنٌ الأوْطَانِ