السفيه

السفاهة تعني خفّة الحلم، وضعف الرأي، فالسفيه إنسان يسيء التصرف، ويُخطئ الحديث في المجالس، فيُعرف بجهله وطيشه، وفي صحبة السفهاء ضرر يحلّ بمن صاحبهم، لما يطاله من أذى نتيجة كلامهم وحمق أفعالهم، لذا فإنّ أفضل السبل لاجتناب هذا النوع من البشر هو عدم مخالطتهم، فإنّ في مخالطتهم فساد للخُلق، وأذى القلب، ومشقّّة في الصحبة، وفي الردّ على السفهاء قيل الكثير، ومنه ما ورد في هذا المقال.


أقوال عن الردّ على السفهاء



اعتنق الصمت أمام السفهاء تغنم، وتسلم.




أعرض عن الجاهل السفيه فكل مـا قال فهـو فيـه.. ما ضرّ بحر الفرات يوماً إن خاض بعض الكلاب فيه.




السفيه قادر على ارتكاب كلّ شيء، فلا تجاريه.




لا تناقش السفهاء فسيستدرجونك إلى مستواهم، ثمّ يغلبونك بخبرتهم في النقاش السلبيّ.




لا تمار فقيهاً ولا سفيهاً، فإنّ الفقيه يغلبك، والسفيه يؤذيك.




الحجر ثقيل، والرمل باهظ، وسفاهة السفيه أثقل منهما، فتجنّبها.




لأنّ يطيعني سفهاء قومي أحب إلي من أن يطيعني حلماؤهم.




متاركة السفيه بلا جواب أشدّ على السفيه من الجواب.




يخاطبني السفيه بكل قبح، فأكره أن أكون له مجيباً، يزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً.




ينبغي أن يكون للفقيه سفيهاً ليسافه عنه.




ولا تمادِ سفيها في محاورة، ولا حليماً لكي تنجو من الزلل.




لراحة بالك تجاهل السفهاء، وسامح إنْ استطعت.




لا تكن ممّن يجمع علم العلماء، وحكم الحكماء، ويجري في مجرى السفهاء.




ابتعد عن أمور يضحك السفهاء منها، ويبكي من عواقبها اللبيب.




احذر السفيه أنْ تصحبه؛ فإنّما هو كالثوب الخلق كلّما رقعته من جانب زعزعته الريح يوماً فانخرق.




لا يعجبنّ أحد رآني حافياً..أبلت نعالي ألسن السفهاء.




لا تجالس السفهاء ولا تحاورهم؛ فإنّه يعلق بك من مجالستهم يوماً من الفساد ما يعلق بك من مجالسة العقلاء دهراً من الصلاح؛ فإنّ الفساد أشدّ التحاماً بالطبائع.




لا تأمننّ الأحمق وبيده الحجر، فإنّه لا يعرف قطاته من لطاته، وكذا السفيه في محاوراته.




اعتنق الصمت أمام السفهاء، فلو كان العقل على قدر كلام الرجل، لكان الثرثار أكبر الناس عقلاً، ولو كان العلم على قدر حفظ المسائل لكان التلميذ أوسع من أستاذه علماً، ولو كان الجاه على قدر الفضائل لما كان للأشرار نفوذ، ولو كان المال على قدر العقل لكان أغنى الناس الحكماء، وأفقر الناس السفهاء، ولو كان الخلود على قدر نفع الناس لما خلد السفّاحون، والطغاة، وأكثر الملوك، والزعماء.




مَن سكت عن جاهل فقد أوسعه جوابآ، وأوجعه عتابآ.




إياكم ومجالسة السفهاء ؛ فإن مجالستهم داء ، من يحلم عن السفيه يُسَر، ومن يُجبْه يندمْ، ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى بالكثير




في الردً على السفيه انتقاص للإنسان من ذاته، وفي الترفّع عنه ارتقاء.




إذا أنت جاريت السفيه كما جرى، فأنت سفيه مثله غير ذي حلم.




قد يجرحك كلام أحد السفهاء، لكن تذكّر أنّ الصواعق لا تضرب إلّا القمم.




إيّاك ومؤاخاة الأحمق، فإنّه يريد أنْ ينفعك فيضرّك. تعرف حماقة الرجل في ثلاث: في كلامه في ما لا يُعنيه، وجوابه عما لا يُسال عنه، وتهوّره في الأمور.




لكل داءٍ دواءٌ يستطبّ به إلّا الحماقة أعيت من يداويها، وبعض الداء ملتمس شفاه وداء الحمق ليس له شفاء.




راحة الحكماء في وجود الحق، وراحة السفهاء في وجود الباطل، وراحة ذوي العقول في اجتنابهم.




حكم عن الجهل والسفاهة



لولا الجهل، والسفاهة لما عُرف العقلاء.




انتبه ادّعاء المعرفة، فإنّها أشد خطراً من الجهل نفسه.




لا شيء في العالم أخطر من الجهل الخالص، والغباء المتعمد.




ينبغي للعالم أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض.




ليس هناك من شيء في العالم كلّه أخطر من الجهل الصادق، والغباء حيّ الضمير.




لا يزال المرء عالماً ما دام في طلب العلم، فإذا ظنّ أنّه قد علم فقد بدأ جهله.




مَنْ عَرَفَ نفْسَهُ بعدَ جهْلٍ وَجَدَها، ومَنْ جَهِلَ نفسَهُ بعدَ مَعْرفَةٍ فَقَدَها.




من يقر بجهله يظهره مرة واحدة، ومن يحاول إخفاءه يظهره عدّة مرات.




من لم يحتمل ذل التعلم ساعة، بقي في ذل الجهل والسفاهة أبداً.




العقول البسيطة تصف كل ما يوجد تحت متناولها بأنّه عادي.




عدو عاقل خير من صديق سفيه.




وإنّه لمن الحماقة أنْ تتحدّى أحداثاً تحمل فوق جبينها طابع القدر.




إنّ لكلّ إنسانٍ حماقاته، لكنّ الحماقة الكبرى في رأيي هي ألّا يكون للإنسان حماقات.




خلق الله الإنسان حراً قائده العقل، فكفر وأبى إلّا أن يكون عبداً قائده الجهل.




علم بغير أمانة شرّ من الجهل، وذكاء لا يصاحبه صدق اللهجة نكبة العقل.




لو سكت الجاهل بجهله لَما اختلف الناس.




أنا لا أعرف الحقيقة المُجرّدة، ولكنّي أركع متواضعًا أمام جهلي، وفي هذا فخري وأجري.




يختلف الحكيم عن السفيه بقدر اختلاف الحيّ عن الميّت.




للنصر طريقان يؤدّيان إليه: براعتك، وسفاهة عدوك.




الوعي المتأخّر خير من الحماقة المُستدامة.




لا نتعلّم من الوحدة إلا أنّ للجدرانِ لغةً من الحماقة نجهلها.




قد يكون المرء وحده أحمقاً في بعض الأحيان، ولكن لا حماقة تغلب العمل الجماعي.




أبيات شعر عن السفهاء

  • قال الإمام الشافعي:


أعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قاله فهو فيه  فلا يضر نهر الفرات يوماً إذا خاض بعض الكلاب فيه  لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لصار الصخر مثقال بدينار ولقد أمر علي اللئيم يسبني فمضيت ثمة قلت لا يعنيني ولكن عينَ السخط تبدي المساويا وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي




  • وقد قال الشافعيّ أيضاً:


قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ وَفيهِ أَيضًا لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ وَالكَلبُ يُخشى لَعَمري وَهوَ نَبّاحُ



  • وقال رحمه الله:


يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ أَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلمًا كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا قل بما شئت في مسبّةعرضي فسكوتي عن اللئيم جواب ما أنا عادم الجواب ولكن ما من الأسد أن تجيب الكلاب إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت




  • وقال محمود سامي البارودى :


أخو العلمِ في الدنيا لذي الجهل محوجٌ وَكلٌّ لهُ عندَ القياسِ معالمُ فلولاَ وجودُ العلمِ ما عاشَ جاهلٌ ولَوْلاَ وُجُودُ الْجَهْلِ مَا عَاشَ عالِمُ



  • أمّا ابن الرومي فقال:


 وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلهِ حتى شكا كفِّي عنِ الشكوى  قد هام وجْدًا باكْتراثِي له وقد أبتْ نفسيَ ما يهوى  إنَّ مِنَ السلوى لخيلولةً تُوهِمني البلوى به بلوى  أحضرتُ نجوى النفسِ تمثالَهُ مستَحيِيًا من شاهِد النجوى وقلت للشعر أَلا أَعِدْني على طويلِ الغَيِّ مُسْتَهوَى  فقال من خاصمتَ مستهلَكٌ ليست على أمثالهِ عَدْوى




  • قال أبو العلاء المعري:


حَسبي مِنَ الجَهلِ عِلمي أَن آخِرَتي هِيَ المَآلُ وَأَنّي لا أُراعيها وَأَنَّ دُنيايَ دارٌ لا قَرارَ بِها وَما أَزالُ مُعَنًّا في مَساعيها كَذَلِكَ النَفسُ مازالَت مُعَلَّلَةً باطِلِ العَيشِ حَتّى قامَ ناعيها يا أُمَّةً مِن سَفاهٍ لا حُلومَ لَها ما أَنتِ إِلّا كَضَأنٍ غابَ راعيها تُدعى لِخَيرٍ فَلا تَصغى لَهُ أُذُنًا فَما يُنادي لِغَيرِ الشَرِّ داعيها