همسات الصباح

ليس هناك أجمل من إشراقة شمس جديدة ترسل إلى الأرض أشعتها الذهبية فتبعث في الأرض، وكل موجوداتها الحياة، فالصباح هو بداية كل جديد، وولادة الخير والأمل، تزيّنه قهوة الصباح وتزيده جمالاً صباحات الأحبّة والأصدقاء، وفيه كُتبت الكثير من الأشعار، ومنها ما جُمع في هذا المقال.


أشعار الصباح للأحبة

يحلو الصباح بالعبارات والأشعار التي نرسلها للصحب والأحبّة ليبدؤوا بها يومهم، ومنها ما يأتي:


صَباحُ الخيرِ يَا عُمري.. صَباحُ النَّبضِ في صَدري

صَباحُ اللَّوزِ والتُّفاحْ.. وعطر ودادِنا الفوَّاحْ

ونسماتِ الهَوى الصَّافي.. مِن المحبوبِ كالإصباحْ

أتى في ليلِ أحزاني.. فأطربني، وأسكرني، وروَّاني

نضارةُ وجهِهِ ألحاني.. بصوتِ الحُبِّ نَاداني

نداءً فاحَ بالنَّعناع.. وعطراً ضَاعَ في الأضلاع

فغنَّى بلبلُ القَلبِ.. وشَدو سَار في نَبضي

فحنَّت كُل أوتارِي لطيبِ الفُلِ والأقداحْ



*صباحك حبٌ وشهد وعنبر صباحك مسك وورد وأكثر  صباحك بشرى لكل بعيدٍ لكل غريب أضاع الطريق وتاه تعثر صباحك نورٌ وقلبي الشجي وهذا الزمان الشقي المكدر صباحكَ شهدٌ لا يتغير لأنكَ أصل العبير المعطرْ  فعد كي نجدد دربا قديما لقد ضاع عمرا فلا تتأخر إذا ما أتيت ستجفل روحي وعين الليالي لأجلك تسهر



*إذا مرَّ يوم ولم أتذكر

 به أن أقول صباحك سكر

فلا تحزني من ذهولي وصمتي

ولا تحسبي أن شيئًا تغير

فحين أنا لا أقول أحبك فمعناه أني أحبك أكثر

 إذا ما جلستِ طويلاً أمامي

 كمملكة من عبير ومرمر

وأغمضت عن طيباتك عيني

 وأهملت شكوى القميص المعطّر

 فلا تنعتيني بموت الشعور

 ولا تحسبي أن قلبي تحجر

أحبك فوق المحبة لكن

 دعيني أراك كما أتصور

صباحك سكر.. صباحك سكر.


*صباحُكَ غَيثٌ وأنتَ الصَّفاءْ.. وأنتَ السِّقاء وأنتَ الشِّفاءْ

لكلِّ يؤوسٍ تدرّ الأملْ... تَموتُ بقُربِكَ كُلُّ العِلَلْ

صَباحُكَ وجهٌ لهذا الزَّمانْ، إذا مَالَ عنهُ يَغيبُ الأمانْ

صَباحُكَ عِيدٌ لكلِّ جَريح، إذا طافَ حولي شجوني تطيحْ

فأبدو كوردٍ بحقلٍ فَسيح

وألقاك طيفاً نديّاً مريح، إذا غَابَ عَني جِراحي تَصيحْ


*صباح الخير يا حلوة

صباح الخير يا قديستي الحلوة

على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر

وتحمل في حقيبتها

إليّ عرائس السكر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشلني إذا أعثر

أيا أمي..أيا أمي

أنا الولد الذي أبحر

ولا زالت بخاطره

تعيش عروسة السكر

فكيف.. فكيف يا أمي

غدوت أباً ولم أكبر؟


*سأشكُر هذا الصَّباح

سأشكُر هَذي الغيوم الَّتي لوَّحت مِن بعيدْ

سأشكُر كلَّ الثَّواني الَّتي سَبقتْ طـَلـَّة مِن نَدى وورودْ

وكلَّ اللَّيالي الَّتي نَمتُ فيها على جمرةٍ مِن وُعودْ

وكلُّ الكلامِ الَّذي سَالَ مِن جَدولَ القَلبِ... فاض إليكِ

فشكراً لعينين أشعَلَتا في الضُّلوعِ الحَرائق

فتـحتا في نوافذِ قَلبي صَباحاً جَديدا


*تعالي إلى طرف الصباح

لنعلن نحن ابتداء النهار ..

تعالي نعيد خطانا إلينا

ونحرق أوراقنا الزائفة

فمن ألف عام يجيء التتار ..

ونقتل أحلامنا الواقفة

أمد ذراعي إلى الشمس

أدري بأن الشمس هناك بعيدة

أمُد ذراعي لأني أتوق

لطفلة حلمي الجميل الوليدة

أمد ذراعي .. هاتي ذراعك

نجمع باقة نور ونار

نحرق صمت الليالي الكئيبة

نشعل برد الشتاء العقيم

ونخطو معاً خطوة للصباح



*يسعد صباحك ما هنَت عيني بنوم من ليلة البارح وأنا فيك صاحي  الصّبح نورك هو متى ناوي تقوم متى على الله منك يبدأ صباحي



أشعار صباح الخير للوطن

*صَبَاحُ الخَيْرِ يَا وَطنَاً يَسِيرُ بِمَجْدِهِ العَالِي إلى الأَعلى

ويَا أرْضَاً عَشِقنَا رَمْلَهَا والسَفْحَ والشُطْآنَ والسَهْلا

صباحُ الخيرِ يا قِمَمَاً إليكِ الشمسُ تُهدي القُبلةَ الأولَى

 وأنتِ الخيرُ يا من في كتابِ اللهِ ذِكرُكِ آيةً تُتلى

وأنتِ الخيرُ يا بَلدي تُرابُكِ طُهْرُ مَنْ صَلّى

 وماؤكِ مِن دَمي أغلى وحُبّكِ هَدْيُ مَنْ ضَلّ

 حَمَاكِ الخَالِقُ المَولى

على مِندِيلِكِ الأَخْضَر سكبتُ عَواطِفي عِطرَا

 وفوقَ جَبينكِ الأسْمر رأيتُ المَجْدَ والفَخْرَا

وفِيكِ بِحُبِّنا الأكبر أذوبُ بِلَوْعَةٍ حَرَّى


*صباحُ الخيرِ يا وطني.. صباحُ الخيرْ

أتيتُ إليكَ يَحملُني جناحُ الطيرْ

أتيتُ إليكَ مشتاقاً وَبي ولَهٌ فخذْ بِيدي

وهَبني راحةً كي تمسحَ الدَّمعات عن خدّي

وَتنثرَ في رُبا جسدي

رياحينَ الهوى والزّيزفوناتِ النّديّةِ

من دماءِ أحبّتي والعطرْ

صباحُ الخيرِ يا وطني... صباحُ الخيرْ

صباحُ الخيرِ من قلبٍ على شطّ الهَوى يبكي

ومن عينينِ تحترقانِ في صمتٍ، لَهيبهما لواعجَ غُربةٍ يَحكي

فيا وطني، إليكَ حروف أغنيتي معطّرةً بدمٍّ فاح منه الوردُ

متّكئاً على المِسكِ

صباحُ الخيرِ يا وطني، صباحُ الخيرْ


*صباحُ الأخضرِ المغسولِ بالأنوارِ يَا جَفرا

صباحُ الطَّلِّ يَنْدِفُ آهةَ الكَوْثَرْ

صباحُ العشق مِن أيقونةِ الأحلامِ قَد أزهَرْ

صَباحُ السُّنْدُسِ المُزْدانِ بالياقوتِ والمَرْمَرْ

يَفكّ ضَفائرَ الأنغامِ يَمْزِجُها بضوءِ البِشْرِ

يَنْشُرُ صَوتها المسْكون بالعَنبَرْ

صَباح الطّيْر تأسرهُ عيونُ الزّهْرِ

وهو يَرِفّ حَولَ الحَقلِ والبَيدَرْ

صباح الميجنا المَيّاسَة الأنْسامِ

يَعْزِفُها ظَريف الطّولِ

تُرْسِلُها صَبايا الدّوحِ في البَنْدَرْ

صباح شَقائق النّعمان وهي تُوَشْوِشُ الحَنّونَ عن جامٍ لها أحْمَرْ

صباح الطّفل ينسج مجد ماضيهِ وينقُشُهُ بِمُقْلاعٍ وقد كَبَّرْ

صباح الوَعْدِ يا جَفرا... صباح اليانِعِ الأخضرْ

صباح الشَّوقِ حِنّاءُ القلوبِ ونَدّها الفَوّاح، راح الشّيحِ والشَّوْمَرْ

صباح الزّيْتِ والزّعْتَرْ



أشعار عن الصباح

وصف الشعراء الصباح كلٌ تبعاص لذائقته ورؤيته، وكان منها الآتي:


*هزم الصباح طلائع الظلماء وأتاك تحت عصابة بيضاء وإليك أطلع من سناه غرة قد أسفرت عن بهجة وضياء ونأى غراب الليل قم واجنح إلى شدو الهزار وخل عنك النائي فالشمس ضاءت من مطالع افقها وسمت ببدر خبائها الألاء وغدا النسيم مشببا وتراقصت سمر القدود على غدا الورقاء وتخطرت اعطاف اغصان النقا وتمايلت كتمايل الخيلاء وكسى الربيع الأرض حلة سندس بالوشي حاكتها يد الانواء وزهت ثغور الاقحوان على الربا وتبسمت عن لؤلؤ الانداء والروض بين مديح ومتوج ومعطر ومعنبر الأرجاء وعيون نرجه لنحوك قد رنت وغدت تشير اليك بالإيماء




*قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ سَاحِرٍ في ظِلال غابٍ جميلِ كان فيه النَّسيم يرقصُ طرباناً على الوردِ والنَّباتِ البَليلِ وضَبابُ الجبالِ يَنْسَابُ في رفقٍ بديعٍ على مُروج السُّهولِ وأغاني الرعاةِ تخفقُ في الأغوارِ والسّهلِ والرّبا والتُّلولِ ورحابُ الفضاءِ تَعْبُقُ بالألحانِ والعِطرِ والذّياءِ الجميلِ والمَلاكُ الجميلُ ما بين ريحانٍ وعُشْبٍ وسِنديانٍ ظَليلِ يتغنَّى مع العَصَافيرِ في الغَاب ويرنو إلى الضَّباب الكَسُولِ وشعورُ المَلَاكِ ترقصُ بالأزهار والضَّوءِ والنَّسيمِ العَليلِ حُلُمٌ ساحرٌ به حَلُمَ الغَابُ فَوَاهاً لِحُلمِهِ المَعْسُولِ مثلُ رؤيا تلوحُ للشَّاعرِ الفنَّان في نَشوةِ الخَيالِ الجَليلِ قَدْ تَمَلَّيْتُ سحرَهُ في أناةٍ وحنانٍ ولَذَّةٍ وذُهولِ ثُمَّ ناديتُ حينما طفحَ السِّحْرُ بأَرجاءِ قلبيَ المبتولِ يا شُعورٌ تميدُ في الغابِ بالرَّ يحانِ والنّورِ والنَّسيمِ البَلي




*هذا الصَّباحُ صَباحُ الشِّيبِ قَد وَضحا سُرعان مَا كَان ليلاً فاستنارَ ضُحى للدَّهرِ لَونانِ مِن نورٍ ومِن غَسقٍ هَذا يُعاقِبُ هَذا كلَّما بَرَحا وتلكَ صَبغتُه أعدى بنيهِ بِها  إذا تَراخَى مَجالُ العُمرِ وانفَسحَا ما ينكرُ المرءُ مِن نورٍ جَلا غَسقا ما لَم يَكُن لأماني النَّفسِ مُطَّرِحا إذا رأيتَ بروقَ الشَّيبِ قَد بَسمت بمفرَقٍ فمحيا العيش قَد كَلَحَا يَلقى المشيبَ بإجلالٍ وتكرمةٍ مَن قَدْ أعدَّ مِن الأعمالِ مَا صَلُحا أمَّا ومثلي لَم يبرح يعلِّلُهُ مِن النَّسيمِ عليلٌ كلَّما نَفَحَا