الاعتذار

لا يكون الاعتذار نابعاً إلا من نقاء القلب وصفاء النّفس، ومن الجميل جدًّا أن نشعر بأخطائنا اتجاه الآخرين، ولكن الأجمل والأفضل أن نعبّر عن هذا الشعور بشيء ملموس؛ وذلك باعترافنا بالخطأ، ثم بعد ذلك الاعتذار لمن أخطأنا بحقّه، إذ يجب الاعتذار لمن تسبّبنا بحزنهم أو أذيّتهم، فالاعتذار أشبه بالبلسم الذي يداوي الجروح، أو بالبسمة التي تعقب الدموع، وليس من العيب أن نعتذر، بل العيب أن نترك جرحاً أو أثراً سيئاً، فجميعنا معرّضون لأن نخطئ لأنّنا لسنا ملائكة، إنّما نحن بشرٌ خطّاؤون.


رسائل اعتذار للحبيب



أنت عالمي وليس لي عالم آخر، إنّني أطلب السّماح منك.




كان أسلوبي معك سيئاً، أعتذر أنّني سبّبت لك كلّ هذا الألم.




أحتاجك في حياتي، فحياتي غير مكتملة دونك، أعتذر منك.




روحي وحيدة دون روحك، أريدك أن تعذر لي الأخطاء الصغيرة التي ارتكبتها، فأنا أحبك.




لو كان دمع العين يكفي رضاك، لبكيت لأجل أن أرضيك وأتعبت عيني.




مكانك بين عيني وقلبي، أنا مقصّر والظروف أجبرتني وأريدك أن تقبل اعتذاري.




هل يمكن أن أتحدث معك؟ توجد الكثير من الأشياء التي أريد أن أقولها لك وأعبّر بها عمّا بداخلي، أحدّثك عن الألم الذي بداخلي بسبب خطئي، أتمنى أن تسامحني.




كلّما سمعت أغنيتنا، أبتسم لتلك الذكريات التي جمعتنا معاً، ولكن عندما تتلاشى الأغنية فإنّ ابتسامتي تختفي وتغادر مبسمي، حبيبي إنّي أفتقدك وبشدّة، أعتذر إليك وأتمنّى أن تسامحني.




أعتذر لأنّي أفتقدك ولا أخبرك بذلك، لكنّك خيّبت ظنّي ذات حين، أوجعتني وأنا كنت بكامل الشّوق بين يديك وأفتقدك.




جئتك معتذراً وأدري أنّني مخطئ وأعترف بذلك، ولكنّني أرتجي عفوك يا منهل الجود ويا بحر العطاء، لا تتركني محترقاً بجمر الغضا، واسمح لعذري بأن يدخل قلبك وينال الرضا، يا منهل الجود يا بحر السّخاء.




قد يبيع الإنسان شيئاً قد شراه، ولكنّه لا يبيع قلباً قد هواه، أعتذر منك حبيبي.




منذ أن جمعنا القدر لأوّل مرة ووضعنا في الدرب نفسه، أخذت عهداً على نفسي أن أكون لك روحاً وسكناً وقلباً، وأن لا أسمح لأيّ شيءٍ بتعكير صفو الحب الذي وضعه الله في قلبينا، وأن لا ننحني للعاصفة مهما كانت قوية، ولا أن نسمح لأي شائبةٍ أن تلوّث نقاء علاقتنا المقدّسة، ولكن في أحيانٍ كثيرة يغلبنا الطبع وتعاكسنا الظروف، فنتكلم بغير ما نعني، ونقول كلماتٍ كثيرة دون أن نفكر فيها، فنُغضب قلوباً نحبّها وتحبّنا.




أقف اليوم بين خفقات قلبك الحنون لأقدّم لك اعتذاري وأسفي الشديدين.




حبيبي الغالي، تلعثم لساني فما عادت الكلمات تستطيع الخروج، وتبعثرت كلمات الاعتذار فكلّما حاولت أن ألملمها سرعان ما تغرق عيناي بالدّموع، عجباً ألا تكفي دموع العين للاعتذار.




رسائل اعتذار للصديق



عذراً لك صديقي لتقصيري في حقّك، أعرف أنّك ستصفح عنّي لأنّك طيّب القلب.




أريدك أن تعلم أنّ كلّ ما فعلته لم يكن بإرادتي، ولم أكن في حالة ذهنيّة كاملة، ولهذا السبب أعتذر بصدق يا صديقي الغالي.




أنا آسف تسبّبت أفعالي في انفصال أجسادنا، لكنّ أروحنا ستظلّ دائماً معاً.




تسرّعت والإنسان خطّاء، هلّا يكون لعذري منك إصغاء؟




عليك أن تعرف أنّني أقدّر صداقتنا مثل أيّ شيء آخر في هذا العالم، وسأفعل أيّ شيء لتعويضك، أنا آسف.




قيمة صداقتنا تكمن في أنّها هي قيمة الحياة، فعلاً أنا آسف وأعتذر من كلّ قلبي.




منك أنت وحدك عرفت أنّ للحياة طعماً، وأنّ للصداقة معنى، و أنّ للحب تضحية، أعتذر منك على ما بدر منّي وأتمنى أن تسامحني.




بين أوراق كتبي العتيقة المتناثرة على شرفات الماضي، أكتب إليك لأوضّح مدى حزني وندمي، فلقد تجرّعت آهات اللّيالي وقاسيت لوعات الخصام، عذراً صديقي.




عذراً لك صديقي لتقصيري في حقّك، أعتذر لأنّي جعلتك تشاركني حياتي بفرحها وحزنها، وأعتذر إن كنت قد احتجت لي في يوم ولم تجدني، أدعو ربي أن تشرق أيّامك بالخير والرضا والسعادة.




رسائل اعتذار منوّعة



أعتذر للقاء، ولأنّني كتبت عن الرحيل والوداع، ولأنّني جرّدته من قاموسي الملتاع، ولأنّني أصبحت خاضعاً للقدر فآمنت بالرحيل كثيراً وبكيت لأجله كثيراً وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء.




أعتذر للسعادة لأنّني عشقت الحزن، وحمّلته شطراً من حياتي، وعشقت البكاء لأنّني أنفّس به عن آلامي، وعشقت الجراح لأنّها أصبحت قطعة أرقّع بها ثغور ثيابي، وعشقت الصّمت في لحظة الألم لأنّه يحفظ لي كبريائي، فعذراً أيّتها السعادة لأنّي أبعدتك عن حياتي.




أعتذر للحياة حينما اتّهمتها بالقسوة، أعتذر للطّيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء، وأعتذر للدّموع حينما جمّدتها بالعين، كما أعتذر أيضاً لصندوق الذّكريات الذي أخرجته بعد دفنه.




أعتذر للبحر لأنّني عشقته بجنون وطعنته في خواطري بالمليون، وأضفت إليه الغدر في هدوئه ووصفته بأنّه جميل وهو في قمّة جنونه، فلم تكن تلك الطّقوس سوى أحاسيس مختلقة وكان ضحيّتها البحر لأنّي عشقته.




أعتذر للواقع لأنّني بكلّ قسوة رفضته، وأغمضت عيناي عنه في كلّ لحظاتي المرّة، وشكّلته بشبح أسود يتحدّاني دون رحمة، ونسيت بأنّه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيماً في المواقف الصعبة.




أعتذر للزهور، وخاصةً الحمراء لأنّي قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتّحها، وحرمتها من العيش في بستانها، ثم شممتها ولغيري أهديتها، وبعدما لفظت آخر أنفاسها رميتها ودستها.




سأعتذر وأبقى أعتذر على خطأ ارتكبته، سأعتذر لقلب جرحته، لدمع انهمر حزناً، لشخص لم يتوقع أن أجرحه، أعتذر إليك أعتذر إليك يا أطيب شخص و أرقّ إنسان.




عذراً منك أيّتها الدمعة، كم كنت أحاول إخفاءك من عيني وعن قلبي، ولا زلت أحاول إخفاءك، ولكنّني أبكي رغماً عنّي.




أعتذر منك، أعتذر عن أيّ كلمة تفوّهت بها قد تسببت لك في ضيق، ولو أنّك تعرف حجم ما بداخلي نحوك ﻷعتذرت أنت لي على سوء ظنّك بي وعلى وجع قلبي دونك.




عذراً لكلّ من قسيت عليه يوماً وإن كان قلبه لا يعرف القسوة، ولكلّ من قصّرت في حقّه، عذراً إخواني، عذراً لكلّ من تسبّبت له ولو بجرحٍ بسيط.




أعترف وبكلّ أمانة، أنّني قد اقترفت شيئاً يوجب النّدم، فقد افتقدت جزءاً من نفسي فوجدت نفسي وحيداً تماماً، كقاربٍ صغيرٍ فقد مرساته، فمضى تتلاطمه الأمواج حتى أشرف على الغرق، أنا آسف عمّا بدر منّي.




أعتذر للأشخاص الذين كان عليّ أن أشتمهم ولم أفعل، للذين كان من المفترض أن أحبّهم ولم أستطع، لمن كنت أريد مصافحتهم ولم أصل، للذين كانوا أمامي بعد سنين من فراقهم ولم أعرفهم، للذين حفظت وجوههم وضيّعت أسماءهم، لكل من هرب إليّ وهربت عنه، لمن رأى فيّ صديقاً ورأيته أبعد، للأشخاص الذين اضطروا لكراهيتي دون أن أقصد.




قصيدة أقدّم اعتذاري للشاعر نزار قباني

أقَدّمُ اعتذاري

لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار

عن الكتابات التي كتبتها

عن الحماقات التي ارتكبتها

عن كلّ ما أحدثته

في جسمك النقي من دمار

وكلّ ما أثرته حولك من غبار

أقَدمُ اعتذاري

عن كلّ ما كتبت من قصائد شريرة

في لحظة انهياري

فالشعر، يا صديقتي، منفاي واحتضاري

طهارتي وعاري

ولا أريد مطلقاً أن توصمي بعاري

من أجل هذا، جئت يا صديقتي

أقَدّمُ اعتذاري

أقَدّمُ اعتذاري