اليأس

اليأس أول درجات القنوط، والقعود عن الإنجاز، وهو سبب للاكتئاب فيما بعد، وهو من وساوس الشيطان يدخلها إلى قلب الشخص وعقله حتى يقعده عن العمل ومواصلة الحياة، والتغلب على اليأس أمر بسيط يحتاج من اليائس إلى تجديد الإيمان بالله، ودعوته، وإشغال وقت فراغه بما هو مفيد، ومصاحبة الإيجابيين من الأشخاص، عندها ستتمزّق تلك الغشاوة التي أحاطت بعقله فترة من الزمن، وتشتعل همّته كما كان من قبل، وتحلو الحياة في نظره من جديد.


عبارات لليائسين

يحتاج كل منّا إلى مَن يشد من أزره ويقويه، وفيما يلي بعض العبارات التحفيزية:



لا تحجب عن نفسك ضوء الشمس، وأعطِ الفرصة لعينيك لتستطلعا جمال الكون الخبيء، وتذكّر أن تلك الشجرة الباسقة كانت في الأمس مجرّد بذرة.




الأمل حرفة لا موهبة، عوّد قلبك على الأمل وتفاءَل لتبتسم لك الحياة مُرغمة.




لا تأس على ما فاتك، فكم من شر في ظاهره حمل خيراً، وكم من فرحة مخبأة أسعدتنا دهراً!




لا تقف كثيراً عند أخطاء ماضيك لأنّها ستحيل حاضرك إلى جحيم، وتضيّع منك مستقبلك، بل قف عندها وقفة اعتبار لتعطيك دفعة قوّة تبدأ بها على أرض صلبة من جديد.




لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة و الابتسامة.




لا تقف كثيراً على الأطلال خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها، وابحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد.




اكتشف هؤلاء العابرين، ولا توقف حياتك على شخص مضى من حياتك، ابحث جيداً لا بدّ أن تجد فيهم توأماً لروحك المتعبة.




ليسَ الحُزن إلا صدأ يغشى النفس، والعمل بنشاطٍ هو الذي ينفي النفس، ويصقلها، ويخلّصها من أحزانها.




لا تكن مثل مالك الحزين هذا الطائر العجيب الذي يغني أجمل ألحانه وهو ينزف، فلا شيء في الدنيا يستحق من دمك نقطة واحدة.




تذكّر وأنت تشرف على حافة اليأس، بأنّ أشدّ ساعات الليل ظلاماً هي تلك الساعات التي تسبق نور الفجر.




واعلم أن اليأس والحياة نقيضان، فلا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس.




الحياة لحظة املأها بِالفرحَ، اكسها بِالأمل، وأطربها بِالضحك، وجرّدها من الحزن فَلا شيء يستحق.




لماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمالٍ، ونظامٍ، وحكمةٍ، وتخطيطٍ موزون توحي بإله عادل لا يخطئ ميزانه، كريمٌ لا يكف عن العطاء!




لا تيأس إذا عدت خطوة إلى الوراء، فالسهم لا بدّ أن يشدّ إلى الخلف قليلاً حتى ينطلق بأقصى قوته.




هوِّن عليك إذا ما أصابتك مصيبة وتذكر ثلاثة: أنّها من عند الله، وأنّها راحلة، وأنّك مأجور عليها إذا ما صبرت.




عبارات عن الأمل والتفاؤل

الأمل أساس الحياة والإنجاز، وفيه قيل الكثير، ومنه ما يأتي:



يولد الأمل من رحم المعاناة، ولا بدّ لكل ولادة من مخاض، فلا تبتئس فالفرج قريب.




مع العسر يسر لصيق، فثق بربك واعلم أنها ستفرج بعد كل ضيق.




التفاؤل هو الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز، لا شيء يمكن أن يتم دون الأمل والثقة.




إذا غربت الشمس لا تدع أملك يغيب، وتذكّر أن هناك نجوما.




التفاؤل وقود الحياة، وسبب كل جميل، فتفاءل وقل "لم يبقَ على حلول الفرج سوى القليل".




من يمتلك الصحة عليه أن يمتلك الأمل، ومن يمتلك الأمل يمتلك كل شيء.




لن تجد طريقاً مليئاً بالأمل محفوفاً بالورود، فأمسك فأسك مبتسماً واعمل على شق واحد بنفسك.




في قلب كل شتاء ربيع، فتفاءل ولا تهدر عمرك باليأس وتجعله يضيع.




الآمال العظيمة هي ما يصنع الأشخاص العظماء.




العقل القوي دائم الأمل، ولديه دائماً ما يبعث على الأمل.




الأمل خبز الفقراء، وزادهم الرضا.




الصخور تسدّ طريق الضعفاء، أمّا القوياء فيستندون عليها للوصول إلى القمة.




الأمل بالله حبل لا ينقطع.




وغداً ستورق في ليالي الحزن أيامٌ سعيدة.




كن تاجراً للأمل وامنحه بالمجان لليائسين، وبع الحب في الطرقات للمكروهين، وقدّم الخير على طبق للحاقدين.




الأمل يخفف الدمعة التي يسقطها الحزن.




الحياة أمل، فمن فقد الأمل فقد الحياة.




تفاءلوا، فإذا ضاقت الأرض بالأمنيات فسماء ربي عليها أوسع.




ابتسم..فالحزن يأخذ من المرء أشياء كثيرة ولا يأتي بشيء.




كل شيء يبدأ صغيراً ويعظم، ما عدا المصائب تبدأ عظيمة وتصغر، فلا تبتئس.




لا تكن ممّن يتذمرون لأن للورد شوكاً، وكن ممّن يتفاءلون لأن فوق الشوك وردة.




خواطر عن الأمل في الغد

للأمل سر يكمن في محاولتك لأن تعيد حساب الأمس وما خسرت فيه، فالساعات التي تمضي لا تعود، والمواقف التي انقضت لن ترجع، فعلامَ تضيع وقتك متأملاً كجمادٍ شيئاً لن يعود! قف على ناصية البارحة برهة من الزمن، لملم منها في حقيبتك ما سيفيدك في غدك القادم، فوحده هذا الذي سينفعك، لملمه وارحل، امض في طريق ملؤه الأمل والتفاؤل، سر بابتسامة متوكلاً على ربّ العباد وانظر كيف سيزهر بالجمال من حولك الطريق.


للانتصار لذة يرغب بها الجميع، ولأولئك الذين يتربعون على القمة هيبة تناظرها كل العيون، عيون لا تدري ماذا يقطن خلف هذا كله، وعقول لا تدرك أن طريق النجاح أمامهم لا بدّ كان بالصعوبات واليأس والمشاكل محفوفا، وأنّ ما قطعه هؤلاء كان مشواراً طويلاً كلّفهم الكثير من الوقت والجهد المبذولين في سبيل التفاؤل، ودفع الذات، وشحذ الهمّة، أجزم أنّهم ليسوا أشخاصاً خارقين، بل هم أشخاص في نفوسهم شعلة كبيرة من الأمل أنارت لهم درب الحياة حتى وصلوا.


تُودِّع الشجرة أوراقاً غطتها بجمالٍ طوال الربيع لتنمو بدلا منها أوراق جديدة تستقبل بها فصلاً جديداً بروح جديدة، تسقطها وفي قلبها إيمان جازم بأنّها ستورق من جديد، وستظلل العابرين بظلالها الوارفة، فلكل بداية نهاية، وخلف هذه النهاية تقطن بداية جديدة علينا أن نؤمن بوجودها حتى تخرج إلى العلن، وتشرق وتغدو حقيقة سعيدة، لا بدّ لنا من ذلك؛ فاليأس موت القلوب الحيّة يأتي عليها كما تأتي النار على حقل النرجس فتحرقه ولا تذر منه شيئاً، كُن سيد قرارك، ولا تقبل أن تشعل في حقلك نارك، هيّا تفاءل واجعل الأمل والسرور يدخلان صدرك ويعمّان دارك.


أشعار عن الأمل

كتب الشعراء الكثير من الأشعار التي تولّد الأمل في النفوس، وتعلي من الهمم، فكان منها:

قيل في الأمل:

الأرض تولد من جديد حين نسكنها غدا

والليل يهدينا النهار لكي نعيش مجددا

رباه فامنحنا بأرض الشوك أغصان الندى


يقول إليا أبو ماضي مستقبحاً اليأس والقنوط:

أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ                   كَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلا

إِنَّ شَرَّ الجُناةِ في الأَرضِ نَفسٌ             تَتَوَقّى قَبلَ الرَحيلِ الرَحيلا

وَتَرى الشَوكَ في الوُرودِ وَتَعمى           أَن تَرى فَوقَها النَدى إِكليلا

هُوَ عِبءٌ عَلى الحَياةِ ثَقيل                      مَن يَظُنُّ الحَياةَ عِبءً ثَقيلا

وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ                      لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا


وقال أحمد شوقي في وصف جمال الكون:

تِلكَ الطَبيعَةُ قِف بِنا يا ساري               حَتّى أُريكَ بَديعَ صُنعِ الباري

الأَرضُ حَولَكَ وَالسَماءُ اِهتَزَّتا             لِرَوائِعِ الآياتِ وَالآثارِ

مِن كُلِّ ناطِقَةِ الجَلالِ كَأَنَّها                 أُمُّ الكِتابِ عَلى لِسانِ القاري

دَلَّت عَلى مَلِكِ المُلوكِ فَلَم تَدَع             لِأَدِلَّةِ الفُقَهاءِ وَالأَحبارِ

مَن شَكَّ فيهِ فَنَظرَةٌ في صُنعِهِ              تَمحو أَثيمَ الشَكِّ وَالإِنكارِ