نزار قبّاني

نزار قبّاني هو شاعِر ودبلوماسي سوري يعتبر من أشهر شعراء العرب في القرن العشرين؛ حتّى أُطلق عليه لقب (رئيس جمهوريّة الشِّعر)، وقد اشتُهر بأنّه شاعر الحبّ والمرأة، وكان له دورٌ بارز في في تحديث مواضيع الشِعر العربي الحديث؛ لأنّه كان يؤمِن بالحداثة الشِعريّة، ولم تقتصر قصائد نزار على الحُبّ والمرأة، بل برع أيضاً في الشِّعر السياسي أيضاً، فيما يحتوي هذا المقال على أجمل ما قاله الشاعر في الحب بأنواعه.


كلام نزار عن حبّ الوطن

لا عشق يعادل حُب الوطن، فالوطن هو نبض الشاعر وأولى قوافيه، وكما كان نزار شاعر المرأة لأنّه يؤمن بأنّها مجاز الأرض، كان شاعر الوطن وقال في حبّه ما يأتي:



خاتمُ أمّي بعتهُ من أجلِ بندقية..محفظتي رهنتُها من أجلِ بندقية، اللغةُ التي بها درسنا، والكتبُ التي بها قرأنا، وقصائدُ الشعرِ التي حفظنا ليست تساوي درهماً أمامَ بندقية.




يا أيُّها الأطفالْ من المحيطِ للخليجِ أنتمُ سنابلُ الآمالْ، وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا ويقتلُ الخيالْ.




يا وطني الحزين حوّلتَني بلحظةٍ من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين؛ لشاعرٍ يكتبُ بالسّكين.




أحاول رسم بلاد تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما، فأفرشَ تحتكِ صيفا عباءةَ حبّي، وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطر.




أنا لبلادي، لنجماتها، لغيماتها، للشذا، للندى.




يا قدس يا مدينةً تفوحُ أنبياء، يا أقصر الدّروبِ بين الأرضّ والسّماء، يا قدسُ يا منارة الشرائع، يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع، حزينةٌ عيناكِ يا مدينة البتول؛ يا واحةً ظليلةً مرّ بِها الرّسول، حزينةٌ حجارة الشوارع حزينةٌ مآذن الجوامع، يا قدس يا جميلةً تلفُّ بالسّواد.




الحبُّ في الأرض بعضٌ من تَخَيُّلِنا إن لم نجِده عليها لاخترعناهُ.




أريد البحث عن وطن جديد غير مسكون، وأرض لا تعاديني، أريد أفر من جلدي ومن صوتي ومن لغتي، أريد أفر من ظلّي وأهرب من عناويني.




والماء يبدأ من دمشق، فأينما أسندت رأسك جدول ينساب، والدّهر يبدأ من دمشق، فعندها تبقى اللّغات وتُحفظ الأنساب.




يا دمشق التي تفشّى شذاها تحت جلدي كأنّه الزيزفونُ سامحيني إذا اضطربت؛ فإنّي لا مقفّىً حبّي ولا موزونُ، وازرعيني تحت الضّفائر مِشطاً فأُريكِ الغرام كيفَ يكونُ، قادمٌ من مدائن الرّيح وحـدي، فاحتضِنِّي كالطفل يا قاسيونُ، احتَضنّي ولا تناقش جنوني، ذروة العقل يا حبيبي الجنونُ، احتَضنّي خمسين ألفاً وألفاً، فمع الضمّ لا يجوزُ السكونُ، أهي مجنونة بشوقي إليها هذه الشآم أم أنا المجنون؟.




كلام نزار عن الحُب

كان قبّاني يرى بأنّ الحياة أنثى، لهذا كان عاشقاُ لكليهما، وترجم حُبّه هذا شِعراُ وكلمات يُذكر منها الآتي:



الحب لا تحدّده جغرافيا جسد المرأة.




لماذا في مدينتنا نعيش الحب تهريباً وتزويراً؟، ونسرق من شقوق الباب ونستعطي الرسائل والمشاويرا؟، لماذا في مدينتنا يصيدون العواطف والعصافيرا؟، لماذا نحن قصديراً؟، وما يبقى من الإنسان حين يصير قصديراً؟ لماذا نحن مزدوجون إحساساً وتفكيراً؟ لماذا نحن أرضيّون تحتيّون نخشى الشمس والنورا، لماذا؟.




ربّما لم يرغب المرء في الحب بقدر رغبته في أن يفهمه أحد.




إذا كنت لا تتقن الاهتمام إيّاك أن تتحدّث عن الحُب. 




الحُب أن تراني كلّ مرةٍ كأوّل مرّة.




الحب أن أحبّك ألف مرّة، وفي كلّ مرّة أشعر أنّي أحبّك لأوّل مرّة.




الاهتمام الكبير قد يغلب الحُبّ أحياناً.




حين يكون الحبُّ كبيراً، فلن يتحوّل هذا الحُب لحزمَة قشٍّ تأكلها النيرانْ.




الحُبَّ لا يأتي إذا نحنُ أردناهُ، ويأتي كغزالٍ شاردٍ حين يُريدْ.




أنا مع الحب حتّى حين يقتلني، إذا تخلّيت عن عشقي فلست أنا.




من يدخل مدينة الحب إمّا يعود طفلاً يحب كل الأشياء، وإمّا يخرج منها مسنّ لا يدرك إلی أيّ منفى ينتمي. 




الأنثى لم تُخلق للحب، بل خُلق الحب لها. 




لِماذا لا يكون الحبّ مثل الخبز والخمر، ومثل الماء في النهر، ‏ومثل الغيم والأمطار، والأعشاب والزهر، ‏أليس الحبّ للإنسان عمراً داخل العمر؟.




يبعثرني الحبُّ مثلَ السحابةِ، يُلغي مكانَ الولادةِ يُلغي الإقامةَ، يُلغي سنينَ الدراسةِ.




الحب ليس روايةً شرقيّةً بختامها يتزوَّجُ الأبطالُ، لكنّه الإبحار دون سفينةٍ؛ وشعورنا أنّ الوصول محال. 




الحُب يا حبيبتي قصيدةٌ جميلة مكتوبة على القمر، الحب مرسومٌ على جميع أوراق الشجر، الحب منقوشٌ على ريش العصافير وحبّات المطر، لكن أيّ امرأة في بلدي إذا أحبت رجلا تُرمى بخمسين حجر. 




إنّ الحب في نظري هو التعويض العادل عن كلّ بشاعات هذا العالم، وحماقاته، وجرائمه.




من يحبّك يرى فيك جمالاً حتّى أنت لا تراه بنفسك.




يجب أن نُحب لا أن نقع بالحب؛ لأنّ كل ما نقع فيه قد يكسرنا. 




امرأةٌ تحبُّ الوَرد، وتلاعِب الأطْـفال، وترقصُ فرحا لقطع الشكولاتَة، امرأةٌ لن تفقِـد طفولتَها أبداً.




باسمِ حبٍّ رائعٍ أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا، وباسم أحلى قصّةٍ للحبِّ في زماننا أسألك الرحيلا حتّى يظلَّ حبنا جميلاً، حتى يكون عمرُهُ طويلاً، أسألكَ الرحيلاً.




من يحب هل يعود؟ الذي يُحب لا يرحل يا صديقي. 




علّمني حبّك أشياءً ما كانت أبداً في الحسبانْ، فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ دخلت قصور ملوك الجانْ، وحلمت بأن تتزوّجني بنتُ السّلطان.




إنّي لا أؤمن في حبٍّ لا يحمل نزق الثوّار، لا يكسر كلّ الأسوار، لا يضرب مِثل الإعصار، آهٍ لو حبّك يبلعني يقلعني مثل الإعصار.




كلِماتنا في الحبّ تقتلُ حبّنا..إنّ الحروف تموت حين تُقالُ. 




حين أنا سقطتُّ في الحبّ تغيّرت، تغيرت مملكة الربّ، صار الدّجى ينام في معطفي، وتُشرق الشّمس من الغرب.




لماذا لماذا، منذ صّرتِ حبيبتي يضيء مِدادي والدّفاترُ تُعْشبُ، تغيَّرتِ الأشياءُ منذ عَشِقْتني، وأصبحتُ كالأطفال بالشمس ألعبُ.




سأقولُ لكِ أُحِبُّكِ، وتضيّقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري، ويُصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا، وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا.




وإنّي أحبّك لكن أخاف التورّط فيك، أخاف التوحّد فيك، أخاف التقمّص فيك، فقد علّمتني التّجارب أن أتجنّب عشق النّساء وموج البحار.




أتحدّى مفردات الحبّ في شتّى العصور، والكتابات على جدران صيدون وصور، فاقرأي أقدم أوراق الهوى، تجديني دائماً بين السّطور، إنّني أسكن في الحّبّ؛ فما من قبلةٍ أخِذت، أو أعطيت ليس لي فيها حلولٌ أو حضور.




أحبّكِ جدّاً، وأعرف أنّ الطريق إلى المستحيل طويل، وأعرف أنّك ست النساء وليس لديّ بديل، وأعرف أنّ زمان الحنيـن انتهى ومات الكلام الجميل.




لم يحدث أبداً أن أوصلني حبّ امرأةٍ حتى الشّنق، لم أعرف قبلك واحدةً غلبتني، أخذت أسلحتي هزمتني داخل مملكتي، نزعت عن وجهي أقنعتي، لم يحدث أبداً سيدتي أن ذقت النار وذقت الحرق.




كتبت أحبّك فوق جدار القمر، أحبك جدّاً كما لم يحببكِ يوماً بشر، ألم تقرأيها بخطِّ يدي.




أشعار نزار قبّاني عن الحب

الحبّ يا حبيبتي

قصيدةٌ جميلةٌ مكتوبةٌ على القمر

الحبّ مرسومٌ على جميع أوراق الشّجر

الحبّ منقوشٌ على ريش العصافير

وحبّات المطر

لكنّ أيّ امرأةٍ في وطني

إذا أحبّت رجلاً

ترمى بخمسين حجر


والشّمس يا حبيبي

تكون أحلى عندما تحاول الغيابا

كن في حياتي الشكّ والعذابا

كن مرّةً أسطورةً

كن مرّةً سرابا

وكن سؤالاً في فمي

لا يعرف الجّوابا

من أجل حبٍّ رائعٍ

يسكن منّا القلب والأهدابا

وكي أكون دائماً جميلةً

وكي تكون أكثر اقترابا

أسألك الذهابا