الحُبِّ من أوّلِ نظرة

الحُبُّ الذي تتلاقَى فيه العُيون شكل من أشكالِ الفُنون، فهو الحبُّ الّذي يحتلُّ القلبَ بنظرةٍ عابرة، فيُحيي بالفؤادِ نسماتٍ غائرة لا تندملُ إلّا باللُّقيا، والنّظراتِ العميقة النّاضِرة، وقتها يُعلَنُ إنذارُ الحبِّ أنّ القلبَ بدأ بالنّبض العجِيب، وسْطَ ألحانِ ذلِك الحَبيب، ويكونُ الحبُّ الذي ميلاده الأوّل العُيون، وفيه قيل ما جاء في هذا المقال.


عباراتٌ عن الحبِّ من أوّلِ نظرةٍ



الحُبُّ من أوّل نظرة سكينةُ الرّوحِ قبلَ ثورةِ الجسدِ.




يقع القلبُ في الحب من النظرة الأولى بين حدّين من النّوروالظّلام، والحربِ والسّلام، والاستمرار أو الاستسلام.




النّظرةُ الأولى سهمٌ قاصِدٌ لا شكّ وأنّه سيُصِيبُ بدقّة القلبَ بالحبِّ.




الفوضى التي منبعُها نظرة أولى في الحبُّ لا تسكنُ أبداً إلّا بالقلب.




الحُبُّ إمامٌ عادلٌ لا يُظلِمُ أبداً؛ فمن أحبّته من أول نظرة العُيُون له الحبُّ سيكون.




الحبُّ من النظرة الأولى أملٌ باللّقاءِ يُزرَع، وألمٌ بالشّوقِ يُنزَع.




الحُبُّ هدأةُ الأنفاس، وسكونُ العينَين، وقلبُ الإخلاص، ولُقيا الحبيبَين.




هذِي القلوبُ قد أجمعت على فرحٍ، يسيلُ بها الحبُّ والعِشقُ من أولى النظرات.




ويكأنّ الحبُّ محضُ صِدفةٌ، وعيناها كانتا أجملَ تلك الصُّدفِ.




النّظرةُ الأولى هي الكنزُ المكنون في جوهرِ الحبِّ الحَنون.




حبُّ النّظرةِ الأولى حبٌّ طاهِرٌ لا يرتكبُ الجرائمَ في حقّ محبّيهِ.




أيُعقل ان يمسي الحبُّ معذّبي من تلكَ النّظرة الأولى!




لا يكون الحبُّ بلا جنون إذا كان مبدؤه العيون.




أحُبّكِ.. وهذا الحبُّ سماويُّ الجمال وليد النظرة الأولى.




الحبُّ من الأرزاقُ، وإنّي بنظرتِها قد ملّكتني الآفاقُ.




وهذا الحبُّ أرّقَ اشتياقِي؛ فماذا بعد الحبِّ إلّا التّلاقي!




قويّة أنتِ بنظرةِ القوسِ التي في بؤبُؤ عينيكِ.




بدأ عدّادُ الحبِّ بالصّعودِ رويداً رويداً منذ النظرة الأولى؛ فعيونُها تأسرُني وتُحرّكُ مشاعر قلبي بقوّةٍ.




يبدو ذلِك الحبُّ البِكر جليّاً في عينيها، إذ يتقاطرُ بشغفٍ من بينِ شفتَيها.




ومن قال إنّ الحبَّ من النظرة الأولى احتياجاً، فالحب ليس احتياجاً، الحبُّ فِطرةٌ سليمةٌ إن وُضِعت في غيرِ محلِّها أفسَدتِ القلبَ.




والحبُّ يصنعُ الأشواق، إذ قلوبُ المحبّين دوماً في اشتياق.




إنّما أدركني الحبُّ وأنا أحلمُ فيكِ، فجاءني يُنادي باسمِك، وأنّ عليّ أن أنادِيكِ؛ فأينَ أنتِ يا نظرةً تأسرُ المُحبّين كما يأسرُ السّهم أعادِيكِ؟




كيفَ مشاعِرُكِ اتّجاهِي؟ أهيَ الحبُّ من نظرتِه الأولى السّرمديّة؟ أم أنّك أهملتِ قلبي كما وقتما نسيتِ النّية؟




فاحتلَّ الحبُّ من النظرة الأولى قلبي ضاحِكاً، حينما حظيتُ بقربِك، فحمدتُ الله على ذلِك، وإنّي الآنَ أدعو بُحبّكِِ.




عيناكِ تُجيدانِ بدقةٍ إرباكِي!




يختَبئُ الحبُّ في العيونِ، بهدأةِ أنفاسٍ وسكون.




العيونُ الأسِرة، والبسماتُ السّاحرة، ألا يكفيكِ قلبِي يا حبيبةَ دربي! لربّما تبغِينَ روحِي؟ نعم هاكِ هي؛ فعالِجيها من جروحِي!




غفرَ الله للحبِّ كلّما نظرَ نظرةً أصابَت القلب.




لستُ أنا من يدّعي الحبَّ الطّويل؟ فأنتِ صبري الجميل، وصفحي الجميل، وأنا مؤمنٌ بالحبِّ الجميل.




ألا يكفي ما تلاقيهِ عينايَ منذ رأتك أول مرّة! فمتى ستُعلِن عيناكِ بدايةَ الحبِّ لعينيّ؟




لا يكونُ الحبُّ عِشقاً إلّا إذا بدأَ من النّظر، فهو موطنُ الظّفر.




الحبُّ عقيدةُ المحبّين الصّابرينَ على أعتابِ قلوبِ المُنتظِرين.




الحبُّ احتواءٌ، وأوّلُ احتواءٍ يكونُ بكلتا العينَين.




سيسكُنُ القلبَ بلا ريبٍ الحبُّ، ويوماً ما سنقولُ: هنيئاً لساكِنِ القلب.




متى كانَ الحبُّ يُقاسُ بدمعةٍ أو ببضعِ كلماتٍ! أمَا فقِهتَ أنّ الحُبَّ ببسمةٍ أو بنظرةٍ أو بشلالِ من الدعوات.




الجمالُ لا يُرتَشفُ أبداً، ولكنّي عندما رأيتُ عينَيكِ نتيقنت أنّي مخطِئٌ بالكُلّيّة؛ فلقدِ ارتَشفتُ من عينيكِ العسلِيَتَينِ جمالاً أعجميّاً لم أرهُ إلّا فيكِ أنتِ.




إن غضَّت الطرفُ عينيّ؛ فالحبُّ بأطرافِه كلِّها يراكِ!.




خواطِر في الحبِّ من أوّلِ نظرةٍ



باتَ الحبُّ يُطِيلُ زوبعةَ السّحرِ بينَ ضِلعيّ، يرنو بلهفهِ مع كلِّ كلمة، وكأنّ الله لم يخلُقْ في تلكمُ الأرضِ سِوى دفّتَيكِ، حينَ علّمتني بأنّ الحياةَ تبدأ بِأُحبّكِ؛ فمن جوفِ شهيقِ همزتِكِ مُروراً بنفحِ حاءِ حلقِكِ، فتلوَ باءِ عبقِ شفتَيكِ، والمُستقرُّ خيرٌ مقاماً وأحسنُ نديّاً في زفيرِ كسرةِ كافِك، واسمحِي لي بالزّيادة فالزّيادةُ في عُرفِ أهلِها سعادة، إذ إني متُّ بكِ منذ النظرة الأولى يا وردةَ أشلّائي السّاحرة، ويا عُيونَ مسائي السّاخرَة، فلا تُبيدي قلبي بسحرِك، ولا تنتشِلي روحِي بسُخرِك، ودعي الحبَّ يجري ويجرِي إلى منعطفِ بحرِك، وسلي البحرَ عنّي أليسَ الحبُّ للعُشّاقِ ملجأ؟ ولِمُرادِه كلُّ القلوبِ تلجأ؟ وصَولةُ انتشارِه أبداً لا تهدأ، وأليسَ الحبُّ للعُشّاقِ نبضُ! ولرَحيقِه عِطرٌ لا يحبُو.




أنا أجهلُ الحُبَّ إلّا أنتِ، ولا أطمحُ للقُربِ إلّا منك، فأنتِ من قيّدتِ قلبي بجوارِ قلبِك منذ النظرة الأولى، وإنّي أكادُ أخفي تلك الكلمةَ التي لا شجاعةَ لي بها أمامَ عينيكِ، يا بُؤبُؤ عينيّ: أنا ألفٌ وحاءٌ وباءٌ وكافْ.. أنا أعيشُها في أعماقِي وهذا كافْ.




لم أزَلْ أحتفِظُ بصورةٍ لنا ونحنُ نلعبُ في سنّ السّابعة أو يزيد، أذكرُ مرّةً أنّي دافعتُ عنكِ من ابنةِ خالتِك التي طالما حاولت الإيقاعَ بكِ، دافعتُ عنكِ بقوّةِ الفارسِ المغوار، حتّى وصلتُ إليكِ بسيفي وإذ في عينيكِ جلُّ أنواعِ الأسرار، صرختُ قائلاً بإصرار: إنّي فارسُها أيّتها الشّريرة؛ فابتعدي عن أميرتِي؛ فصدرَت منكِ ضحكةٌ خفيفةٌ عليّ فألقيتُ نظرتِي إليكِ وإذ بوجهكِ الأبيضَ من القمرِ في اكتمالِه ونورِه كأنّه فلقةُ الإصباحِ، تبعثُ في نفسيَ مزيداً من العِشقِ والكِفاح؛ فأنتِ جميلتَي وحُلوةَ أيّامِي وأميرةَ أحلامِي التي أحببتها منذ اللحظة الأولى.




سأقِفُ على أعتابِ قلبي مُقبّلاً مُحيّاكِ، وأغفو في ثنايا حِضنِك أحلمُ برؤياك، وأعانِقُ يا محبُوبتِي فجرِي صلاةً، وأتلو سورةً أهواها وتهواكِ، أذلّلُ الصّعابَ لأجلِك وتروي حُبَّنا ابن النظرة الأولى عيناكِ، يا حوريّةٌ تهواكِ العيونُ قبلِ القلوب، وتراكِ القلوبُ قبل مرأى العيون، يا مَن لا تتركين مطرحاً إلّا ونثرتِ بذورَ الحلاوة، وأوردتِ عليه من الرّفقِ واللّين طلاوة، ويا مَن تُؤنِسنينَ النّاظِرَ يا قُرّةَ العَينين، وتُسعدينَ المارّةَ بتهليلِ الشّفتَينِ ادامك الله لي.




أشعارٌ عن الحبِّ من أوّلِ نظرةٍ

  • قال الشّاعرُ ابنُ الرّوميّ:


نظرَتْ فأقصدتِ الفؤادَ بطرفِها ثمّ انثنتْ عنّي فكدتً أهِيمُ ويلاهُ إن نظَرتْ وإنْ هي أعرَضتْ وقعَ السّهامِ ونزعُهنّ ألِيمُ



  • وقال محمّد عليّ السّنوسِي:


دُموعُكِ يا حسناءُ تُغرِي بيَ الهوى فعيناكِ مينائِي وقلبي قد رسَا لمحتُكِ من قلبٍ رقيقٍ فلمْ أزَلْ أراكِ بقلبي في صُبحٍ وفي مسَا



  • وقال الشّاعرُ شادي الظّاهر:


إن غاضَ قولِي من الأشعارِ أو هطلا يبقى جمالُ قوافِي شِعرنا الغَزلا يبقى الكلامُ عن العَينينِ ذا عَبقٍ يهواهُ شعري ويهوى الجفنَ والمُقلا كم قلتُ شعراً عن الأحداقِ ترمِقُني فيها الجمالُ وبعضُ الحسنِ ما قتلا وكم أدرتُ حِواراً كنتُ أحسبُه سهلاً كشعري فعادَ القلبُ ما احتملا حورُ العُيونِ لها من سحرِها حَدقٌ أغرى الفؤادَ وقال الشّعرََ مرتِجلا



  • وقال الشّاعر:


أترانِي أعلمُ أنّ قلبِي بِحبّه رهينَ الهوى غفا غيرَ مُرتاحِ فاقت عليّ دلائلٌ من قربِه فأرى المجازَ فيهِ كالإيضاحِ



  • وقال آخر:


ولستُ أؤمِنُ بالعُيونِ وسحرِها حتى اعتُقِلتُ في هوى عيناكِ وما كنتُ لأعشقَ الشّفاهَ ولونَها حتّى هُزِمتُ بِبسمِ ثغرِ شفتاكِ



  • وقال آخرٌ:


وبعضُ الحبِّ شوقٌ وانتِعاشٌ وكلُّ الحُبِّ نبضٌ وارتعاشُ وأصلُ الحبِّ إخلاصُ الجوارح تمامُ الحُبِّ صبرٌ فاندِهاشُ