نعمة الحب

ما أجمل الحب وما أعذب مشاعره إن كانت متبادلة بين شخصين يقدّر أحدهما الآخر، ويصنع لأجله المستحيل، وما أصعبه عندما ينحصر في قلب أحدهما دون أن يبادله الآخر المشاعر، حينها سيقف أولهما حائراً بين حبّه الجيّاش وكرامته المهدورة، ويقف الآخر مشفقاً ليس بيده حيلة، وبين هذا وذاك تتأرجح مثل هذه الحكايات على حافة القدر، وتُكتب فيها العديد من العبارات التي جُمعت في هذا المقال.


كلام عن الحب من طرف واحد

كُتِبت في الحب من طرف واحد عبارات تدمع لها الأعين، وتدمى لها القلوب، ومنها ما يأتي:



صعب أن تحب شخصاً لا يحبّك، والأصعب أن تستمرّ في حبه رغم عدم إحساسه بك.




في الحب من طرف واحد القلب ينزف، والعقل يتألم، والروح تهمس بصوت خفيض: فلتحاول مرّة أخرى، فالحب يستحقّ فرصة أخرى.




مِن المؤلم أن تقف أمام المرآة فلا تتعرف على نفسك، أن تنادي بصوت مرتفع فلا يصل صوتك، أن تشعر بالظلم وتعجز عن الانتصار لنفسك، أن تبدأ بالتنازل عن أشياء تحتاج إليها باسم الحب.




ما أصعب أن تغمض عينيك على حلم تراهم فيه أحبّتك، وتفتحها على وهم يخبرك بأنّهم ليسوا لك.




ألا يا عين لا تبكي، وعيشي نعمة النسيان، خسارة أن تنزل دمعتك على من لا يراعيها.




لا بدّ أن يكون الحب متبادلاً، إنّ الحب من طرف واحد تعاسة.




الحب المتبادل والروح عنصر واحد، وهو كالروح شعلة مقدسة، هو كالروح لا يفسد، ولا يتجزأ، ولا يتلاشى.




الحب من طرف واحد موت بطيء، وغرق في بحور الوهم.




إذا لم تشعر بحب من تحبّه فاحفظ الحب في قلبك، فالحياة من دون حب متبادل كالحديقة من دون شمس ماتت كل أزهارها.




أيقتلك الغياب أنا يقتلني الحضور الباهت الذي يشبه العدم.




ما أشدّ خسارة الإنسان حينما يكتشف أنّه ضحّى بالكثير من أجل حبّ لم يُكتب له، وأوّل ما ضحى به نفسه، وكرامته.




نصمت أحياناً لأنّ كُل شيء قد انتهى ولن يعُود، فما فائدة الحديث لقلوب لا ترى فينا سوى أشخاص عاديين.




حبك الدفين جعلني سخرية، وقادني حيث الآمال تعدّ عيوباً.




تتزاحم داخلي سرابيل كلام، وتنكسر أصابع الأبجدية، وتتقوّس خاصرة الحلم لتنتمي لصروح التلاشي كل ذلك كي لا أكتب، ولا أناجي نافذة ثقبها الألم.




أخفي الشوق في أعماقي، وأدفن تحت رماد الحزن أشواقي، وتلمع دمعة حزينة في أحداقي حينما أتذكّر أنّي بكل ما أوتيت من قوة أحبّك، وأنت لا تبالي.




تعبت من رؤيتك بعيداً عنّي وأنت في داخلي تسكن.




ما أصعب أن تبكي بلا دموع، وأن تذهب بلا رجوع، وما أصعب أن تشعر بالضيق وكأن المكان من حولك يضيق لأنّ من تراه لك حبيبا يراك مجرّد صديق.




ماذا أفعل بتفاصيلك المحفورة على صخرة ذاكرتي، كيف أمضي إلى حال سبيلي وأقدامي عالقة في أرضك.




أمّا عن الحب من طرف واحد، فليس فيه عقل ولا منطق؛ كغريق يتعلّق وسط البحر بقشّة.




لستُ أدري ما نهاية حبّي لك، فقلبي مغفّل متجدّد النداء، وقلبك أصمّ لا يُبالي.




أتدري، لو أنّ الحب قرار لَما أحببتك يوماً، لكنّه سفينة تجري في بحور مشاعرنا بلا ربّان.




وهكذا سأعيش؛ أغار عليك دون علمك، وأحبّك وأنت لست لي، وأخاف عليك وأنت لا تدري.




أليس ظلماً أن أحترق في حبّك، وأنت لا تشعر بي!




أنظر في عينيك دون أن تدري، وأعيش في خيالي قصّة أعدمها النصيب.




أليس جنوناً أن أتحدث مع نفسي عنك، وأنت غارق في سباتك لا تشعر!




لا تعاتب إنسانا لا يحبّك، بل عاتب نفسك لأنّك سمحت لها بالالتفات إليه.




سامحك الله يا غرامي المستحيل، أنت عندي بالدنيا وما فيها، ولي عندك ألف بديل.




ليتهم يدركون أنّنا لا ننام في الليل، ليس لأننّا نحب السهر، بل لأنّ الحنين إليهم قاتل، ليتهم يشعرون بنا.




أمنيتي أن أستيقظ يوماً فأجدك تحبّني بالقدر الذي أحبّك فيه.




رسائل لحبيب لا يشعر

فيما يأتي باقة من الرسائل الموجّهة للمحبوب الذي لا يشعر بمن يحبّه:

  • قل لي بربّك يا حبيباً أضناني جفاه، ويا من لستُ أقدر رغم الهجر أن أنساه، قلّي بربك متى يشعر قلبك بقلب قد أتعبه وأضناه؟! أراك في صحو قلبي ومنامه، وفي سهره وسكناه، أتراك تشعر بحبّي وتتناساه! أم أنّك أصمٌّ صكَّ عن الحب أُذنيه، تعبتُ ألاحق خيالك، وألمح طيفك في كل طرقاتي، تعبت وأنا أنصفك وأعذّب ذاتي، تُرى كيف أنجو منّي إن لم تلتفت، وكيف أعود إلى حياتي!


  • أحبّك والله رغم التعب، ورغم المَلام ورغم العتب، ورغم أنف الجميع يا مَن يُحمّلني ما لا أحتمل من النصب، أحبك وحبّك في ضلوعي نار شديدة اللهب، قل لي لماذا لا يلتفت لي قلبك رغم ما أحمله لك من مشاعر قد تُرهق الكون والمجرات إن حملنها، ماذا أقدّم لك حتى تشعر بنار الجوى المشتعلة في عقر قلبي! وماذا أقول لتفهم أنّك تعني لي ما لا يعنيه بشر لبشر، قلّ بربّك كيف يقسمك لي القدر؟ وأنت الذي استعضت به عن الجميع كل العمر، أجب أسئلتي ولا تتركني صريع الحيرة، والتردّد والقهر.


  • أليس من الظلم أن أحبّك بهذه اللهفة، وذاك القدر، ويتوجّه قلبك لكل أحد سواي! أهو الغرور ما يدفعك لعدم رؤيتي؟ أم أنّ القلوب لا تهوى إلّا معذّبيها؟ لست أدري، ولا يهمنّي سوى أن أستيقظ يوماً فأجد طيفك الذي أنسجه خفية ليلاً، وأعيشه سراباً نهاراً قد أصبح حقيقة تغنيني عن كل ما عشته في مخيّلتي من قصص كنت أنت بطلها، وأظلّ عالقة في براثن السؤال: أهذا على قلب أضناه حبّك يا مالك القلب كثير!


أشعار في الحب من طرف واحد

كتب الشعراء المحدثون والقدماء عن الحب من طرف واحد ما كتبوا من قصائد، وكان منها الآتي:


*ماذا صَنعتِ بهامَةٍ لم تنحني فحَنيتها وكَسَرتها بِحلاكِ حتى إذا ما صِرتُ خَلفكِ حالماً أيقظتني من غَفلتي بقساكِ وتركتني خلفَ الرَّجاء مُذبذَباً أتحَيَّنُ الألفاظَ عِندَ لِقاكِ لا تغضَبي هذا الحَنينُ بداخلي أضحى يُسَمِّمُ راحَتي بجفاكِ  لو كنتُ أملكُ يا حبيبةُ راحَتي لرفَضتُ حُبَّكِ، وادَّعيتُ قضَاكِ لكنني والله يشهدُ أنَّني أحيا بنَبضكِ أو أموتُ وراكِ




*ليت القلوب على نظام واحد ليذوق حر الوجد غير الواجد فإلام يهوى القلب غير مساعف بهوى ويلقى الصب غير مساعد نمتم عن الشكوى وأرقني الجوى يا بعد غاية ساهر من هاجد أضللت قلبا ظل ينشد لبه من لي بوجدان الفقيد الفاقد ونهت مدامعي الوشاة فرابهم شاك صبابته بطرف جامد




*أنا أهواك للمعاني فزيديـ ني غراما يذيب قلب الجماد وافعمي مهجتي هوى ملهبا ثائر الضرم واشعليني صبابة واملئي خاطري حمم واجهدي في تألّمي لذّة الحبّ في الألم عذّبيني وعذّبي فعذاب الهوى حكم



أحبّها ولا تحبّني.. بل تحب شعري..تحب تغزلي بها

تحب أن لكلماتي قدرةً غريبةً على إخجالها

حتى يحمّر خداها وتخرج عيناها قليلاً من حزنهما

تحب أني أجبرها بشعري أن تَعضَ على شفتيها لكي لا تظهر توترها

أحبها وهي تعرف أني أحبها

لكنها لا تعرف أني كل يومٍ أترجى خيالها ليتركني أنام

لا تعرف أن صوتها يملأ زوايا غرفتي

أحبها وأعرف أنها لا تحبني