الشهيد

هو شخص قضى نحبه دفاعاً عن دينه، ووطنه في سبيل الله، وفضّل الموت في سبيل الوطن عن العيش فيه بذلٍ، وهوان، والشهيد يخلُّد اسمه في الدنيا، وتعلو منزلته في الآخرة، ويدخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب، ويرافق النبيّين، والصديقين جزاء له بما قدّم من نفيس وغالٍ دون تردّد في سبيل الله والوطن، وفي نور الشهداء الذي يسعى بين أيديهم كُتبت الكثير من العبارات، والأشعار فكان منها ما جاء في هذا المقال.


كلام عن الشهيد



إنّ أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلّق في ثمرة الجنة، أو شجرة الجنة.




الجهاد باب من أبواب الجنة، يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء، ثمّ العلماء، ثمّ الشهداء.




أشرف الموت موت الشهداء.




الشهادة في سبيل الوطن ليست مصيراً بائساً، بل هي خلود في نعيم دائم.




يقوم الوطن وينحني إجلالاً لأرواح أبطاله الشهداء، وتغيب الشمس خجلاً من شموس عزّتهم.




أهدي سلاماً طأطأت حروفه رؤوسها خجلة، وتحيّةً تملؤها المحبة، والافتخار لكلّ شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن.




الشهيد نجمة الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفه، ولكنّ هيهات، فهذا هو الشهيد.




أيكون الشهيد هو الإنسان الكامل الذي أسجد الله له الملائكة، الإنسان الأسمى الذي حلم به أفلاطون، الإنسان السوبر الذي ضلّ عنه نيتشه!




الشهيد هو لحظة التسامي فوق الغرائز البشريّة العمياء، حينما يثبت في مواجهة الموت، ويعلو فوق الانعكاسات الشرطية وقتها يتحقق فيه الإنسان الكامل الذي تُضرب له التحية العسكرية، وترحّب به الملائكة في السماء.




إنّ على كلّ واحد منّا قد أنعم عليه فكان ممّن عايش الشهداء أن يتحدّث عنهم، وعن أخلاقهم وصفاتهم الرائعة، وكلماتهم النيّرة، فهذه بنظري أمانة في أعناقنا علينا أن نؤدّيها.




خير المطالع تسليم على الشهداء، وأزكى الصلاة هي على أرواحهم الطاهرة، فلتنحني الهامات إجلالا، وتكريماً لكلّ حرّ قضى دفاعاً عن الوطن.




يا شهيداً أنت حيٌ ما مضى دهرٌ، وكأنّ ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقى ما حيينا فـي دِمانا.




لا تبكه فاليوم بدأ حياته..إنّ الشهيد يعيش يوم مماته.




دم الشهداء ينبت في ربانا قناديلاً يضئ بها النضال، دم الشهداء يا أقلام هذا مداد المبدعين، ويا خيال نموت لتزهر الأجيال فينا، ويضحك في مرابعنا الجمال.




سقط الشهيدُ، وأُسدلت أحزاننا، ولنا على درب الجهاد شبابُ، فعش عيشاً هنيئاً في جنان تجافيك المتاعب، والسقام.




شهداؤنا عيدكم في الجنة أجمل، وحياتكم هناك أكمل، فهنيئاً لكم بما انتم أهل له، وأصبرنا المولى على فراقكم.




الشهادة شرف لا يناله كلّ الناس بل إن الله تعالى يرزق بها من يشاء من عباده الصالحين، لتكون الشهادة مكافأة لهم في الدنيا، وفي الآخرة.




ودم الشهيد مخضباً، وثيابه تُطوى، وفي يوم الحساب ستنتشر.




المجد، والخلود للشهداء، فتلك المعاني السامية هي فقط ما يستحقّونه.




الشهيد هو رمز الإيثار، فكيف يمكن لنا ألاّ نخصّص شيئاً لهذا العظيم في أيّام دنيا كلّها تنادي بأسماء الشهداء، وتلهج بذكر وصاياهم، فأنّا لنا ألاّ نصغي لها!




وما شهداء الحرب إلّا عمادها، وإن شيّد الأحياء فيها وطنبوا.




إن كان الشهيد يشفع لسبعين من أهله، فهنيئًا لأهل فلسطين الجنة.




علينا أن نستذكر كلّ شهيد في هذا الوطن كذكرى..أيّام ولاداتهم، واستشهادهم، وألاّ ننسى بأن الجلّادين الذين قتلوهم لم يكن هدفهم سوى أن يمحوا أثرهم من هذه الدنيا.




ربَّ شهيد مجيد له من التأثير، والنفوذ في ضمير الشعوب ما ليس لملك جبار من الملوك.




فأبي أن يموت إلاّ شهيداً، ميتة فاقت الحياة مقاماً، فكأنّ الحمام كان حياة، وكأن الحياة كانت حماماً.




شهيداً رغب أن يكون، فلماذا الحزن يا أمي!




السّلام على الشهداء، شهداء الوطن، كلّ الوطن.




إنّ الاستشهاد في سبيل الوطن يعتبر أسمى وسائل التعبير عن مدى حبّه.




يضحّي الشهيد بأغلى ما يملك، وهي روحه من أجل أن يدافع عن حقوقه، وذلك شرف لا يضاهيه شيء أخر.




وأيّ تشريف يليق بتضحيتك بروحك التي فاقت كلّ تضحية يا شهيد سوى ان تُحشر مع الأنبياء والصدّيقين في عليين!.




إنّ الشهيد يعلم أن له روحاً واحدة، ومع ذلك لا يبخل في التضحية بها، فبقلبه إيمان جازم ويقين بعظمة ما ينتظره بعد أن ينال الشهادة.




الشهيد هو ذلك الميت الحي الذي بالرغم من الأسى، والحزن الذي نشعر به عند موته إلاّ أنّنا نصبّر أنفسنا بمكانته عند الله تعالى.




الأرض، وأهلها يحزنون على فلراقه لكنّ السماء تفرح، وتستبشر، وتفتح ابوابها لروح الشهيد الطاهرة النقية.




ليس هناك كلمة يمكن لها أن تصف الشهيد، ولكن قد تتجرأ بعض الكلمات لتحاول وصفه، فهو شمعة تحترق ليحيا الآخرون، وهو إنسان يجعل من عظامه جسراً ليعبره الآخرون إلى الحرية، وهو الشمس التي تشرق إن حلّ ظلام الحرمان، والاضطهاد.




خواطر عن الشهيد



للشهيد سمة أودعها الله في قلوبه منذ ولادته، فتلمح فيه منذ طفولته إيثاراً مختلفاً، وإخلاصاً متناهياً، وحبّا عظيماً اجتمعت كلّها لترخص هذه الحياة الغالية في عينيه، فيُقدم على الموت بشموخ وتحدٍّ، وإلّا فالشهيد روح إنسانيّة كانت تطمح لحياة كالحياة، وعيش كالعيش، روح تحبّ جمع الأهل ومجالس السهر والسمر، وتعشق المغامرة، والضحك، واللعب، وتأمل، وتنسج من الاحلام والرؤى ما ننسج ونسعى لتحقيقه مع فرق واحد بيننا وبينهم فقط، هو أنّ حبّ الله والوطن طغى بطريقة ما على حبّ الحياة والتعلّق بملذّاتها لديهم.




عندما يرتقي الشهيد، ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد، وتختلط الدموع بالزغاريد عندها لا يبقى أمامنا شيئاً لنفعله، أو نقوله، فقد لخّص هذا البطل كلّ قصتنا بابتسامة وداع صافية، وطوى دفتر عمره على صفحة مشرّفة سيلقى بها الله عزّ وجلّ مفاخراً، فماذا يفوق ان تقدّم روحك التي لا تملك سواها في سبيل الله، والدين، والوطن! وماذا يضاهي إيثارك أن يحيا الآخرون حياة كريمة على أن تحيا أنت سوى ان تكون شهيداً يخلد في جنّات عليين بإذن ربّه!




أشعار عن الشهيد

  • يقول الشاعر أحمد محرم:


ناج الشّهيدَ وحدّثْ بعده الأثرا وحَيِّ من نُورهِ ما كان مُدَّخَرا نورٌ طوته عوادي الدَّهرِ آونةً ثم انجلت فطوى الآفاقَ مُنتشرِا وآيةُ الحقِّ أن لا شيءَ يغلبُه من يغلب اللهَ أو من يدفع القَدَرا يا أيّها العلَمُ المأمولُ حاملُه لوقعةٍ تُفزعُ الأجيالَ والعُصُرا تحيّتي لك نَفسٌ لا قرارَ لها حتّى ترى النّيلَ لا مُرّاً ولا كَدِرا



  • يقول الشاعر أحمد شوقي:


أَصابَ المُجاهِدُ عُقبى الشَهيدِ وَأَلقى عَصاهُ المُضافُ الشَريد وَأَمسى جَماداً عَدُوُّ الجُمودِ وَباتَ عَلى القَيدِ خَصمُ القُيود حَداهُ السِفارُ إِلى مَنزِلٍ يُلاقي الخَفيفَ عَلَيهِ الوَئيد فَقَرَّ إِلى موعِدٍ صادِقٍ مُعِزُّ اليَقينِ مُذِلُّ الجُحود وَباتَ الحَوارِيُّ مِن صاحِبَيهِ شَهَيدَينِ أَسرى إِلَيهِم شَهيد



  • يقول الشاعر:


دعوا الشَّهيدَ لشعبٍ ليس ينساهُ وارعوا لِمصرَ ذِماماً كان يرعاهُ ماذا تُعيدون من ذكرى امْرئٍ نَبهٍ النّيلُ سِيرتُهُ والدَّهرُ ذِكراهُ خُوضوا الرُّماةَ وسيروا حَوْل رايتهِ جُنداً من الحقِّ يرمي دُونَهُ اللهُ إلى الأَمامِ سِراعاً خلفَ قائِدكم إلى الأمامِ فهذي من وَصاياهُ سَنَّ الجِهادَ لكم يحمي به وطناً سَنَّ الحِدادَ عليهِ يومَ منعاهُ