العيون

تتعدّد اللغات، وتختلف اللهجات، وتبقى العيون مرآة النفس الحقيقيّة التي يفهم الناس من خلالها ما يختلج النفس، وتتعذّب الروح لقوله دون عناء، والعيون لا تحمل لغة خاصة فحسب، بل تخفي في طيّاتها جمالاً أبدعه الخالق فيها على اختلاف أشكالها، وألوانها، ولأنّها تحمل هذا كلّه فقد كتب القدماء، والمُحدثون فيها أجمل العبارات، والأشعار التي يجدها القارئ في هذا المقال.


كلام في  وصف العيون

للعيون سحر يفوق تأثير أي جزء آخر في جسد الإنسان، وفي جمالها قيل ما يأتي:



وزرق العيون يسكن فيها بحر يجلب الغرق، وسودها فيه ليل يجلب للعاشقين الأرق، أمّا خضراؤها ففيها الشغف وفيها النزق، والبنيّ منها بجماله يدعو إلى القلق.




العيون فتنة النّاظرين، وبوح الحالمين، ودنيا العاشقين، إنّها فيض معانٍ لا نهاية له في شكلها،




وصفائها، وبريقها، وسعتها، وفي لونها، وفرحها، وبسمتها، وفي بكائها ودموعها، وفي نظراتها، وفيما تخلّفه في القلوب.




غالباً ما تأتي الدموع من العين بدلاً من القلب.




ترى العين كل شيء إلا ذاتها.




إذا قسا القلب قحطت العين.




خلق الله للإنسان عينين: عين ترى الخير، وعين ترى الشر، والعقل بينهما ليحكم، ويختار.




العين التي لا تبكي لا تستطيع أن تسامح، وتمحي الحزن.




الروح لحسن الحظ لديها مترجم غالبًا ما يكون فاقداً للوعي، ولكنّه لا يزال مترجماً صادقاً، وهو في العين يقطن.




أيّ شعر يفوق عينيّ المرأة في السحر!




حين أرنو لعينيكِ أعلم أنّ السماوات تختار وجهاً لتزرع فيه أنجمها.




وإن الشيء ليتضاعف حسنه في عين مستحسنه




دعك ممّا تسمع، فالعين أخبر من الأذن.




لعلّ ما تراه العين أقوى وأشدّ وقعاً على النفس ممّا يردّده العقل.




لا شيء أثمن من العين لفك الأسرار.




في عينيك حياتي إلى يوم الممات، وأنت ميلادي بعينيك وعشقي، والحياة.




لا شيء سوى العين من يستطيع حفظ التفاصيل بألوانها ونبضها وحياتها الأولى.




نور الحب يتجلّى في العين.




في ابتسامة المرأة عظمة الحياة وجمالها، وفي عينيها دهاؤها، وعمقها.




آه من العيون وفعل العيون، إنّ لها في القلب جرحاً لا يبرأ، ومحبّة لا تفنى.




الأنوثة هي خصائص مجرّدة معنوية روحانية إنّها في نظرة العين الفاترة الدافئة، العطوفة، الحنونة، وفي اللفتة الفيّاضة بالرأفة، والأمومة.




عيونك كما عين المها ترمق الغيمة، وتغازل ربيع الوسم بأقسى معاناتي.




أهمية المَرْئيّ لا تكمن فيه فحسب، بل في العين التي ترى أيضاً.




عيناك لون الغيوم، وعيناي صحراء تحتاج لمن يغيث.




إنّ لعين المرأة بريقاً يخترق حُجب الخيال بأشعته تارة، ويتلقى إيحاءات الخلود المنتظرة تارة أخرى.




السواد لآلئ في عيون النساء.




 أكبر لص تحت قبة السماء هو الجمال الكائن في عينيّ المرأة.




معنى الفتنة في الجمال أن تحبّ في المرأة عينيها، ولكنّك مع ذلك لا تعرف ما لونهما.




عيون المرأة بحيرة جافة لكنّها مع ذلك تستطيع أن تغرق أعظم السبّاحين.




وصفاء السماء في عينيها، والكرامة، والحب في كلّ بادرة منها.




إذا شاهدت في عينيِّ المرأة نوراً، فاعلم أنّ في قلبها ناراً.




كلام في لغة العيون

للعيون لغة لا تخيب، فهي كالسهم الذي دوماً ما يصيب، وفيها قيلت العبارات الآتية:



إنّهما تملِكان قدرة عجيبة على التعبير عن المشاعر، والمعاني المتضادّة: الحبِّ والبغض، الحنان والقسوة، الألفة والجفوة، الحزن والفرح، الغضب والرضا، السعادة والتعاسة.




في فقه الحب نظرة العين إن صدقت أخرست اللسان.




العين تفضح صاحبها.




يستطيع المرء قراءة قصة المرأة من عينيها.




لغة العيون أوضح من ثمانية وعشرين حرفاً يُقال.




إنّ الكلمات التي تقولها المرأة في عينيها تحتاج إلى قواميس لا حصر لها لتفسيرها.




عندما تتحدّث إلى امراة أنصت إلى ما تقوله عيناها.




وإذا العيونُ تحدثت بلغاتها قالت مقالاً لم يقله خطيبُ .




من يفهم لغة العيون يدرك حجم المشاعر التي تنبض في قلب صاحبها، والأفكار التي تدور في عقله، ولم تتمكّن حروف لغته البسيطة من ترجمتها لكلمات معبرة، وأفعال حيّة.




نحاول أن نُخفي مشاعرنا، ولكنّنا نسينا أّن لغة العين تتحدّث.




في الحُب لغة العين أبلغ من الكلام، فلغتها دائماً صريحة لا تكذب أبداً.




أسوء ما في العيون أنّها تفضح، ولكنّها تلخّص، وتقصِّر الكثير من الكلام.




تستطيع العين أن تجمع كل طاقة القلب في نظرة واحدة، وأن تترجمها دون النطق بأيّ حرف.




صمت العيون كلام في مسامعنا قد يحدث ضجيجاً لا تحدثه ألف كلمة منطوقة.




أشعار عن العيون

للعيون بريق يدفع من يقف أمام حسنهما لأن يكتب أجمل الأشعار، وكان من هذه الأشعار ما يأتي:


  • قال الشاعر أحمد شوقي في وصف العيون:


السحر من سود العيون لقيته والبابليّ بلحظهنّ سقيته الفاترات وما فترن رمايةً بمسدّد بين الضلوع مبيت الناعسات الموقظات للهوى المغريات به وكنت سليته القاتلات بعابث في جفنه ثمل الغرار معربدٌ اصليته الشارعات الهدب أمثال القنا يحي الطعين بنظرة ويميته



  • وقال شاعر آخر:


تنطِق عيناك ولم تنطقي وقد تطيلان وقد توجزان ولم تضيقا بمعاني الهوى ألا تلومان ألا تعتبان



  • وقال غيره فيهما:


عيناكِ نيسانان كيف أنا أغتال في عينيكِ نيسانا؟ قدر علينا أن نكون معاً يا حلوتي رغم الذي كانا إن الحديقة لا خيار لها إن أطلعت ورقاً وريحانا هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا ورفيقنا ورفيق نجوانا أحزاننا منه ونسأله لو زادنا دمعا وأحزانا



  • وقيل فيما تبديه العيون من أسرار:


العيْنُ تُبْدي الذي في قَلْبِ صاحبِها مِن الشَّناءَةِ أوْ حُبٍّ إذا كانا إنَّ البَغيضَ لهُ عينٌ تُكَشِّفُهُ لا تَسْتطيعُ لما في القلْبِ كِتْمانا فالعينُ تَنْطِقُ والأفْواهُ صامِتَةٌ حتى تَرى منْ ضَميرِ القلبِ تِبْيانا



  • وقال شاعر:


قد رمى السهم غزالا فهوى سهم عيناً صاب قلبي واستقر نالني من رميه جرح الهوى فعشقت العين رمشاً قد سحر في عيونها بحر به الناس تغرق وفي رمشها سهم يجيب المنية



  • وقال أحمد شوقي في لغة العيون:


وتعطلت لغة الكلام وخاطبت قلبي بأحلى قبلة شفتاكِ وبلغت بعض مآربي إذ حدّثت عيني في لغة الهوى عيناكِ لا أمس من عمر الزمان ولا غد بنواك آه من النوى رحماكِ



  • وقيل على لسان عمر بن أبي ربيعة:


أشارت بطرف العين خيفـة أهلها إشـارة محـزون ولــم تتكلم فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبا وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيّم فوالله لولا الله والخـوف والرجا لعانقتهـا بيـن الحطيـم وزمزم



  • أمّا الشاعر إليّا أبو ماضي فقال:


ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا لولا نواعسها ولولا سحرها ما ودّ مالك قلبه لو صيدا عوّذ فؤادك من نبال لحاظها أو مت كما شاء الغرام شهيدا إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم كنت امرءا خشن الطباع بليدا وإذا طلبت مع الصبابة لذّة فلقد طلبت الضائع الموجودا



  • وقال شاعر آخر في سحرهما:


لقد تكتمت الهوى حتى تهيّمني لا أستطيع لذلك الحب كتمانا أبـدل الليـل لا تـرى كواكبـهُ أم طال حتى حسبتُ النجم حيرانا إنّ العيون التي في طرفها حورٌ قتلننا ثم لم يحين قتلانا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهنَّ أضعف خلق الله أركانا