الظلم

يعد الظلم من أسوأ الأمور التي يمكن أن يشعر الإنسان بها، فهو شعور مرير يولّد لدى المظلوم الكبت، والحقد، والرغبة في الانتقام، ولأجل ذلك قيل أنّ الظلم يوم القيامة ظلمات، والظالم مهما علا، واحتلّ من مناصب فلا بدّ له من وقوع، أمّا المظلوم فله الله الذي سيجد عنده عوضه، وما سُلب من حقّه، فعليه بالصبر والدعاء هما دواؤه، وفي هذا المقال بعض كلمات قد تفيد في التسرية عنه ومواساته.


كلام للمظلوم



ربما بالظلم تستطيع أن تمتلك كل ما تريد، ولكن دعوة واحدة من المظلوم تفقدك كل ما لديك.




أيّها المظلوم صبراً، قد سئمت العيش قهراً، لن يدوم الظلم دهراً، ولن تعيش المرّ عمراً، فإنّ بعد العسر يسراً.




المظلوم كل الأوطان وطنه، والظالم غريب ولو ملك الأرض.




دعوة المظلوم كالرصاصة القوية تسافر في سماء الأيام بقوة لتستقرّ بإذن ربها في أغلى ما يملك الظالم. 




عزاء كل مظلوم أنه يعلم أنّ الظلم ظلمات يوم القيامة.




كل مظلوم قد يغفل زمناً عن الدعاء على ظالمه، إلاّ السجين بظلم فهو يطرق أبواب السماء يومه وليله حتى يفك قيده.




يوم المظلوم على الظالم أشد وطأة من يوم الظالم على المظلوم.




دموع المظلوم والمقهور هي مجرد ماء لكنّها عند الله صواعق وطوفان، فاحذر أنّ يشكيك أحداً إلى الله.




أيّها المظلوم صبراً لا تهن إنّ عين الله يقظى لا تنام، فنم قرير العين واهنأ خاطراً؛ فعدل الله دائم بين الأنام، وإن أمهل الله يوماً ظالماً، فإنّ أخذه شديد ذي انتقام.




نامت العيون، وسلت القلوب إلاّ قلب المظلوم وعينيه تعلّقتا بأستار الليل الحالك تناجيانك يا جبّار.




الدعاء هو أسلوب مهذب من التحمّل يمنع المظلوم، أو المتضّرر من الشكوى لغير الله.




قمة الظّلم أنّ يصمت المظلوم عن التعبير عن آلامه.




قيل: استحي من الله إذا كنتُ أنا المظلوم، فكيف لا والله عفو يحب العفو؟ وأخاف الله إذا كنت أنا الظالم، والله أكبر على من طغى وتجبّر.




قالت لي أمّي ذات يوم نم مظلوماً، ولا تنم ظالماً، ولكنّ أقسمُ لك إنّ نومة المظلوم قاسية..قاسية جداً.




الظلم ثلاثة: ظلم لا يُغفر، وظلم لا ‏يُترك، وظلم يُغفر، فأمّا الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأمّا الظلم الذي لا يترك فظلم ‏النّاس بعضهم بعضاً، وأمّا الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه. وَاتَّقِ دَعْوَةَ ‏الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَاب.‏




أقوال العظماء عن المظلوم



أنا لست حراً حقاً إذا أخذت حرية شخص آخر، فالمظلوم والظالم على حد سواء قد جردا من إنسانيتهما​​. (نيلسون مانديلا)




لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظلم. ( عبد الرحمن الكواكبي)




تنام عيّنك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنمِ. ( الشافعي)




إذا رأيت الظالم مستمراً في ظلمه فاعرف أن نهايته محتومة، وإذا رأيت المظلوم مستمراً في مقاومته فاعرف أن انتصاره محتوم. (علي بن أبي طالب)




لولا الأمل في الغد لما عاش المظلوم حتى اليوم. (نورمان كازنس)




اعتماد المظلوم على وعود الظالم بالكلام أقتل له من المدفع والحسام. (محمود عوض)




الظلم يسلب كلاً من الظالم والمظلوم حريته. ( نيلسون مانديلا)




إنّ السجين المظلوم الذي يستطيع أنّ يهدم جدران سجنه ولا يفعل يكون جباناً. ( جبران خليل جبران)




لو يعلم الظالم ما أعده الله للمظلوم لبخل الظالم على المظلوم بظلمه له. ( الشعراوي) 




أنّ الرجل يظلم بالمظلمة، فلا يزال ‏المظلوم يُشتم الظالم حتى يستوفي حقه، ويكون للظالم الفضل عليه.‏ (عنر بن عبد العزيز)




رسائل نبويّة للمظلوم ‏



 عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: يَا ‏عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا. ( رواه مسلم )‏




    عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاُ إلى اليمن وقال له: اتقِ دعوة المظلوم، فإنّها ليس بينها وبين الله حجاب. ( رواه البخاري ومسلم )




    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اتقوا دعوة المظلوم فإنّها تُحمل على الغمام، يقول الله وعزّتي وجلالي لأنّصرنّك ولو بعد حين. (صححه الألباني)




 عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ‏ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ( رواه مسلم)‏




 عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا ‏أَوْ مَظْلُومًا، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ ‏أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ. (رواه البخاري) .‏




أبيات شعريّة للمظلوم

  • قال شاعر:


ألا يا دعوة المظلوم صبراً فنصر الله آتٍ لا تبالي فلو شائت إرادته انتقاماً لأُطبقت الجبال على الجبال




  • وقال علي بن أبي طالب:


لا تظلمنّ إذا ما كنت مقتدراً فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم تنام عينيك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم




  • أمّا أبو العتاهية فقال:


 ستعلم يا ظلوم إذا التقينا غداً عند الإله مَن الظلوم أما والله إنَّ الظُّلم شؤمٌ وما زال المسيء هو الظَّلوم إلى دياَّن يوم الدّين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم ستعلم في الحساب إذا التقينا غدًا عند الإله من الملوم




  • وقال الشاعر أسامة بن منقذ: ‏

أيها الظالم مهلاً أنت بالحاكم غرُّ

كلّ ما استعذبت من جَورك تعذيب وجمرُ ‏

ليس يلقى دعوة المظلوم دون الله سترُ

فخف الله فما يخفى عليه منه سرّ

يجمع الظالم والمظلوم بعت الموت حشر ‏

حيث لا يمنع سلطان ولا يسمع عذرُ



  • وقال الإمام علي بن أبي طالب أيضاً: ‏

أما والله إنّ الظلم شؤم ولا زال المسيء هو الظّلوم

إلى الدّيّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم ‏

ستعلم في الحساب إذا التقينا غداً عند المليك من الملوم

ستنقطع اللذاذة عن أناس من الدنيا وتنقطع الهموم ‏

لأمر ما تصرّفت الليالي لأمر ما تحركت النجوم ‏



  • وقيل على لسان الإمام الشافعي: ‏


إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً ولجّ عتواً في قبيح اكتسابه ‏ فكلِه إلى صرف الليلي فإنها ستدهي له ما لم يكن في حسابه ‏ فكم قد رأينا ظالماً متمّرداً يرى النّجم تيهاً تحت ظلّ ركابه ‏ فما قليل وهو في غفلاته أناخت صروف الحارثات ببابه ‏ فأصبح لا مال ولا جاه يرتجى ولا حسنات تلتقي في كتابه ‏



  • وهو مَن قال أيضاً:


وربّ ظلوم قد كفيت بحربه فأوقعه المقدور أيّ وقوع ‏ وحسبك أن ينجو الظلوم وخلفه سهام دعاء من قسيّ ركوع ‏




  • وقال الشاعر محمود سامي البارودي: ‏


إذا المرء لم يدفع يد الجور إنّ سطت ‏ عليه فلا يأسف إذا ضاع مجده ‏ وأقتل داء رؤية المرء ظالماً يسيء ويتلى في المحافل حمده ‏