تُعدّ الصداقة من أهمّ العلاقات الاجتماعية المبنيّة على أساس الثّقة، والحبّ، والاحترام بين الأصدقاء، فحب الأصدقاء الحقيقيّون يختلِف عن كلّ أنواع الحب، فهو حبّ خالٍ من المصالح، والمشاعر المُزيّفة، ونحن بحاجة الصّديق الذي يتواجد بقُربنا دوماً، لنشكو إليه همومنا وأحزاننا، ونُشاركه أفراحنا.


كلام نثري عن جمال الأصدقاء



صديقك الحقيقيّ هو من يعرف شعورك، ويفهم ملامحك من أوّل لحظة يلتقي بك فيها.




صديقي مهما كتبت وقُلت، فلن أُفصح عن قطرةِ حبٍّ من بحرِ حبّي لك، فيكفيني لو أنّك تقبلني صديقاً، وسأكون أسعد من في الدنيا، فأرجوك يا صديقي لا تتركني فأنا من دونِك وحيد تائه، وقد اعتدت عليك، وعلى ضحكاتك وقسوتك، وأحبَبت فيك صمتك، وغَضبك، وأحببتُ فيك كلّ شيء، فكيف يُمكن للكلمات أن تُوفّيك حقّك؟




كَم هي جميلة مَحطّاتُ العُمر، والأجمَل مِن ذلك عندما تجمعك بِمَن يسير معك في الطريقِ، وقَد نَجِد الكثير مِن الصُدَف في حياتِنا، فإِمّا أَن تجلِبَ لنا الفرح أو الحُزن، ولَكن صُدفتي مِن أَجمَل الصُدف، وجمعتني بإنسانةٍ أَكِنُّ لَها كُلّ المَحبةِ والتقدير، وألجأ إليها بغيرِ ميعادٍ أو مقدّمات، وهذه الرّائعة هي صديقتي التي طالما تمنّيت العثور عليها.




سأبقى لكِ الحبيبةُ، والأُخت، والصديقة، وسأحتويكِ، وأحتضِنَكِ، وسنعيش الأيام سويّاً بِحُزنِھا قَبل فَرحِها، وسأبكي عندما أرى دموعك، وسأَبتَسِم عندما أرى ابتسامتك، وسأَكون لكِ المَلاذ حين تَضطَّرِب الأجواء، ومَهمَا كَان حجم الصعوبات أعِدُكِ بأن أبقى بقُربِك إلى أن يحتويني التُّراب، ولن أُفلت يدك يا رفيقة الدرب.




ما أروع الصّداقة، فهي تجمعنا بأشخاصٍ نادرين، وروحهم تتغلغَل إلى الأعماقِ كي تروينا من فيضِ الصّدق، ونُجسّد معهم أروع اللحظات، وتخلد في الذاكرة أروع الذكريات، ونشقّ الطريق سوية بمتعة لا حصر لها، ونرى في أعينهم نظرة التّفاؤل والأمل، ولا تكفّ الأيدي عن الدّعاء لهم، ولا تتوقّف القلوب عن حبّهم، فنشعر بالفخر برفقتهم.




معنى الصداقة باختصار هو أن تجِد شخصاً آخر يُقاسمك كلّ شيء حتّى الروح، ويكون أميناً على هذه الرّوح، وتثق به أكثر من أيّ أحدٍ آخر.




الصداقة موقفٌ ننقِش حروفه على الصّخر ليبقى شاهداً على مشاعرنا الغضّة، فهيّا يا صديقي نُبحر في بحر الوفاء، وفي جمال الذّكريات والأيّام والأوقات التي نقضيها سوياً، ونُحلّق عالياً ونقول: نحن معاً للنهاية، وما يؤذيك يؤذيني، وأعدك أن لا أتخلّى عنك، ولن يُفرّقني عنك سِوى الموت.




الصداقة عالمٌ من المحبّة، والأخوّة، والرقيّ، وهي أسمى علاقة إنسانيّة على الإطلاق؛ لأنّها نابعة من مشاعر طيّبة صافية لا تقوم على شروطٍ أو مصالح، وهذا رأيتُه فقط في صديقتي المفضّلة، فالأصدقاء لا يكونون بالقرب نفسه ولا بالقدر نفسه، وصديقتي المفضّلة هي التي تُقوّيني في لحظاتِ ضعفي، وهي التي تسترُ غيبتي، وتحثّني على فعل الخير في كلّ وقت، وعلى الرّغم من كثرةِ الأصدقاء من حولي إلّا أنّني أرى فيها الخيرَ كلّه، فهي الوحيدةُ التي تعرف ما يُزعجني فتتجنّبه، وتعرف ما يُفرحني فتفعله.




الصديق خير من ترتكِز على كتفه إذا حزنت، فيبدأ حزنك الكبير بالتّضاؤل، والغروب بعيداً، ووقوفه بجانبك يمنحك أملاً جديداً، وتشعر بأنّ العالم الذي ضاق بك بدأ بالاتّساع شيئاً فشيئاً، إلأى أن تشعر بأنّ الكون لا يتّسع سعادتك.




لنبقى أصدقاءً، ولنعاند الجفاء حتّى تبقى القصائد بلون ضحكاتنا، وتبقى الكلمات عاشقة لحوارنا، ولا يكون الصّمت مِحوراً لحديثنا، ولنبقى أصدقاء مهما حصل، ولا نمارس الخيانة لذكرياتنا مع النّسيان، وتبقى أحاسيسنا مُشتعلة للعيّان، ولنبقى أوفياء حتّى نتذكّر أسماءنا عند اللّقاء، وتبقى قلوبنا عامرة بالصّفاء، ولنبقى أصدقاءً حتّى في لحظات الفراق، وحتّى تصبح أيّامنا مُميّزة، وتبقى ذكرياتنا خالدة ، ولنبقى أصدقاءً بعد الفراق حتّى نتذكّر بعضنا بحنينٍ، ولا يكون موعد انفصالنا لسنين، ولنبقى لآخر العمر أصدقاء حتّى لا تُتشوَّه سنوات عمرنا، وتبقى أيّامنا خالية من عارِ فراقنا، ولنبقى أصدقاءً حتّى بعد رحيلي لتقول يوماً بسلام، وداعاً يا أغلى إنسان.




أمثال عربية عن الصداقة



صديقك من صَدَقك لا من صدّقك.




الصّداقة كالعدوى تنتقل من يد إلى يد.




الصّداقة هي الوجه الآخر غير المرئيّ من الحب.




احذر عدوّك مرّة وصديقك ألف مرّة، فإن انقلب الصّديق فهو أعلم بالمضرّة.




الصّداقة تبدأ عندما تشعر أنّك صادق مع الآخر وبدون أقنعة.




الرفيق قبـل الطريـق.




لا تجرح روح صديق بنصيحة، ولا تحرمه منها ليعرف خطأه.




في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء، وفي اختلاف الإخوة فُرصة المتربّصين، وفي اختلاف أصحاب الحقّ فرصة للمبطلين.




البئر الجيّد يُعطيك الماء عند القحط، والصّديق الجيّد تعرِفه عند الحاجة.




من يبحث عن صديق لا عيبَ فيه يبقى دون صديق.




الصّداقة الحقيقيّة نبات بطيء النّمو.




متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقد عرفت الصداقة.




أصدقاء المحنة عمرهم طويل، ولكن أصدقاء المواكب عمرهم كأعمار الزّهور ينتهي بنهاية الموكب.




الصّديق إمّا أن ينفع، وإمّا أن يشفع.




أبذُل لصديقك دمك ومالك.




أبيات شعرية عن الصداقة

  • قال أبو العتاهيّة:


أَلا إِنَّما الإِخوانُ عِندَ الحَقائِقِ وَلا خَيرَ في وُدِّ الصَديقِ المُماذِقِ لَعَمرُكَ ما شَيءٌ مِنَ العَيشِ كُلِّهِ أَقَرَّ لِعَيني مِن صَديقٍ مُوافِقِ وَكُلُّ صَديقٍ لَيسَ في اللَهِ وُدُّهُ فَإِنّي بِهِ في وُدِّهِ غَيرُ واثِقِ أُحِبّو أَخي في اللَهِ ما صَحَّ دينُهُ وَأَفرِشُهُ ما يَشتَهي مِن خَلائِقِ



  • قال ابن الخيمي:


إذا رَضِي الصّديق من الصديق بمُتّفق السّلام على الطّريق فما يتزاوران بغير عذر ولا يتعاتبان على العقوق فقد جعلا سلامهما عزاء على موتِ الصداقة والخفوق



  • وقال أبو فراس الحمداني:


لي صَديقٌ عَلى الزَمانِ صَديقي وَرَفيقٌ مَعَ الخُطوبِ رَفيقي لَو تَراني إِذا اِستَهَلَّت دُموعي في صَبوحٍ ذَكَرتُهُ أَو غَبوقِ أَشرَبُ الدَمعَ مَع نَديمي بِكَأسي وَأُحَلّي عِقيانَها بِعَقيقِ



  • وقال محمود سامي البارودي:


لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ بَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُ إِنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسَائِلُهُ يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ وَلا تُغِبُّكَ مِنْ خَيْرٍ فَوَاضِلُهُ لا كَالَّذِي يَدَّعِي وُدّاً وَبَاطِنُهُ بِجَمْرِ أَحْقَادِهِ تَغْلِي مَرَاجِلُهُ يَذُمُّ فِعْلَ أَخِيهِ مُظْهِراً أَسَفاً لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ وَذَاكَ مِنْهُ عِدَاءٌ فِي مُجَامَلَةٍ فَاحْذَرْهُ وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ



  • وقال ابن الرومي:


حبّذا حشمة الصّديق إذا ما حجزت بينه وبين العقوقِ حينَ لا حبّذا انبساطٌ يؤدّي ه إلى بخسِ واجبات الحقوقِ وكّلت حاجتي إليك فأضحَت وهي مني بموضع العَيّوق وجعلت الصديق أولى بأن يل غى ويرضى بخُلَّبات البروق أحمدُ الله ما وردت من الإخ وان غير المكَدَّر المطروق