الوداع

الوداع هو من أصعب اللّحظات الّتي تمرّ على الإنسان، فما أصعب أن يُفارق الحبيب محبوبه، ويودّع العزيز المُقرّبين إليه، ويفارِق الكبير صغيره، ويودّع الابن أمّه، فبعد الفراق يشعر الشّخص أنّ الزّمن توقّف؛ وذلك لأنه يعيش بعدها في الذّكريات والحنين إلى عالم آخر غير الّذي يعيش فيه مع النّاس، وفي هذه اللّحظات تتجلّى مشاعر الحزن والألم.


أجمل ما قيل عن الوداع



تؤلمني فكرة رحيل الأعزّاء على قلبي، فالمسألة ليست حبَّاً عابراً بل ارتباط روح لا تستطيع فراق روحٍ أخرى.




ونِصفٌ ما زالَ يَضُخّ الدِّماءَ فِي غِيابِكَ، أنا بَينَ بَينْ، فلستُ أحْيَا وَلا أمُوتْ.




أكره مراسم الوداع، فالذّين نحبّهم لا نودّعهم، لأنّنا في الحقيقة لا نفارقهم، ولقد خُلق الوداع للغرباء وليس للأحبّة.




الفراق، والبعد، والرحيل، والوداع تختلف المفردات والألم واحد.




أسوأ ما يحدث ألّا نعرف قيمة من نُحِبّ إلّا بعد الفراق.




وكلّ لقاء وداعٌ مؤجَّل، وكلّ التحام فراق وشيك.




بكيتك حتّى بكاني الدّمع، وصار الفراق يخجل ملاقاتي بعدد عبراتي، وناشدتك ألّا ترحل بعد ما تركت القلب يأمل قربك الأبديّ، فبأيِّ وجه ستلتقي قلبك في عثرة الحنين؟




في كلّ لحظة نلعن الوداع ألف مرّة، وننهال عليه باللّوم والعتب؛ لأنّه يحول دون بقائنا مع من نحب ومن نصادق، ولكن هل فكّرنا يوماً بإلقاء اللّوم على اللّقاء.




أكثر ما يوجع في الفراق أنّه لا يختار من الأحبّة إلّا الأجمل في العين، والأغلى في القلب.




منذ كنت طفلاً كنت أكره الوداع، فكلمة الوداع بالنّسبة لي تعني شكلاً مُصغّرَاً من أشكال الموت.




في محطّات الحياة تمُرّ بنا الكثير من قطارات الأيّام، فكم ركبت قطار الأحزان، وقطار الفراق، وقطار الرّحيل، وقطار الشّوق والحنين، ولا زلت على أرصفة الانتظار أترقّب قطاراً لم يصل بعد ليحملني بلا حقائب نحو السّلام والأمان.




الوداع لا يقع إلّا لمن يعشق بعينيه، وأمّا ذاك الّذي يُحبّ بروحه وقلبه، فلا ثمّة انفصال أبداً.




ما من إنسان يُحبُّ الوداع، إنّه يُفرَض علينا فرضاً، ولا نملك إلّا أن نسلّم له.




الفراق هو القاتل الصّامت، والقاهر الميت، والجرح الّذي لا يبرأ، والدّاء الحامل لدوائه.




ليس هناك وجع أشدّ من وداع صديق كنت له ضلعاً لا يميل.




حتّى لحظات الوداع لا يجب أن تطول كثيراً.




كلُّ وداع هو بصورة أو بأخرى لا يتعدّى كونه نزفاً يوجع ويؤلم، ومع الوقت يُنسى.




يا ليت الزّمان يعود، واللّقاء يبقى للأبد، ولكن مهما مضينا من سنين سيبقى الموت هو الأنين، وستبقى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق، والوداع والموت هو البقاء.




أشعر أنّ قلبي يتمزّق بالغياب عنك، فأنت كنت ولا تزال أعزّ صديق لي.




في لحظات الوداع قُل ما تريد دون تردُّد أو خوف أو خجل، فربّما لا تمنحك الحياة فرصة أخرى لقول ما تريد.




إنّ الفراق فراق القلوب، والوداع هو وداع المشاعر.




بعد الفراق أصبح كلّ شيءٍ بطيء، وأصبحت الدّقائق والسّاعات حارقة، وأصبحت أكتوي في ثوانيها.




لحظات الوداع شبيهة بالصّدق، وكثيفة الفضول، وبالغة التّوتر، وتُختزل فيها التّفاصيل التّافهة، وتتعامل مع الجواهر، وتتألّق فيها البصيرة، وتتوهّج الرّوح.




وإذا قرّرت يوماً أن تُودّع حبيباً، فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلبه لا يستحقُّ أبداً منّا أن نغرس فيه سهماً، أو نترك له لحظة ألم تُشقيه، وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزّمن الجميل.




هل للوداع مكان أم أنّه سفينة بلا شراع.




الوداع نارٌ ليس له حدود، ولا يشعر به إلّا من اكتوى بناره.




قمّة العذاب هي أن تشتاق لشخص وأنت تحاول أن تنساه.




نعم سأرحل، ولكن دون وداع، ودون أن يشعر قلبك برحيلي، ولكنّي أحاول أن أستجمع مشاعر قلبي، فساعدني أيُّها القلب كي أرحل.




يؤلمنا الرّحيل، ويوجعنا الفراق، ويسرقنا العمر.




قف أيّها الرّاحل قبل الرّحيل، فإنّي سأحمّلك دموع فراق ذرفت لأحبّتي الّذين كانوا معي، ولكن رحلوا دون وداع.




الفرق بين لحظات التّلاقي ولحظات الفراق مثل ما بين الفضائل وما بين الذّنوب.




يؤلمك الرّحيل لا لشيء، بل لأنَّ الّذين يُلوحوِّن من بعيد هم بقايا روحك بل هم كلّ حياتك، ولا تستطيع فراقهم ولو دقيقة.




ستعتاد الرّحيل، وستعتاد الفراق والخسارة، وستعتاد الخيبات، وكلُّ ذلك يجعلك أقسى، وربّما ستظُنُّ بأنّك تتأقلم، ولكنّك ببساطة تقسو دون أن تشعر.




ما أصعب الوداع في الحبّ، والأصعب أن ينتهي الحبّ دون كلمة وداع.




الفراق حزن كلهيب الشّمس يُبخّر الذّكريات من القلب ليسمو بها.




لا بُدَّ أن نصحو يوماً على حقيقة الوداع الّتي هي من حقائق الدّنيا الّتي نعيشها.




الوداع من الأمور الّتي أكرهها لأنَّني لا أحِبُّ أن أودِّع الصديق أو القريب ولا أفارقهم.




لحظات الوداع من اللّحظات الصّعبة، والّتي تجعل الإنسان يحزن والقلب يدقّ والعين تدمع.




يجب أن تكون لحظات الوداع قصيرة جدَّاً، لأنّها من أصعب اللّحظات الّتي يمُرُّ بها الشّخص.




أبيات شعريّة عن الوداع

  • قال ابن زريق البغداديّ:


أَسْتَوْدِعُ اللهَ في بَغْدَادَ لِي قَمَراً بِالكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلَعُهُ وَدَّعْتُهُ وَبِوُدِّي لو يوَدِّعني صفو الحَياةِ وَأَنِّي لا أُوَدِّعُهُ وَكَمْ تَشَبَّثَ بِي يَوْمَ الرَّحيلِ ضُحَىً وأَدمُعي مُستَهِلاتٌ وَأَدمُعُهُ وَكَم تَشَفَّعَ في أَن لا أُفارِقَهُ وَلِلضَّرُورَةِ حَالٌ لا تُشَفِّعُهُ.



  • قال أحد الشّعراء:


صاح الغراب بوشك البين فارتحلوا وقرّبوا العيس قبل الصّبح واحتملوا وغادروا القلب ما تهدا لواعجه كأنّه بضرام النّار مشتعلُ وفي الجوانح نار الحبّ تقذفها أيدي النّوى بزناد الشّوق إذ رحلوا لما أناخوا قبيل الصّبح عيرهُمُ ورحلوها وسارت بالدّمى الإبلُ وقلّبت من خلال السّجف ناظرها ترنو إليّ ودمع العين منهملُ.



  • إبراهيم مرزوق:


أتَرى قد اخترت الفراق خليلا حتّى رحلت وما شَفيت غليلي أم قلتَ أنّ القرب أكبر عاذل فأراك لَم تجعل إليه سبيلا أم قد نسيت وثيق عهد بيننا ولقد عهدتك في الوداد أصيلا ولقد كتّبت أشواقي ولم اجعل إليك سوى النّسيم رسولا أتراه قد أدّى الرّسالة حقّها أم كانَ عن حمل الكتاب عليلا.



  • قال الشّاعر ميشال جحا:

بكيتُ وهل بكاءُ القلبِ يجدي؟

فِراق أحبّتي وحنينُ وجدي

فما معنى الحياةَ إذا افترقنا؟

وهل يُجدي النحيب فلستُ أدري

فلا التّذكار يرحمني فأنسى

ولا الأشواقُ تتركني لنومي

فراقُ أحبّتي كم هزّ وجدي

وحتى لقائهم سأظلُّ أبكي.


  • قال إيليا أبو ماضي:


أَزِفَ الرَّحيلُ وَحانَ أَن نَتَفَرَّقا فَإِلى اللِقا يا صاحِبَيَّ إِلى اللِقا إِن تَبكِيا فَلَقَد بَكَيتُ مِنَ الأَسى حَتّى لَكِدتُ بِأَدمُعي أَن أَغرَقا وَتَسَعَّرَت عِندَ الوَداعِ أَضالِعي ناراً خَشيتُ بِحَرّها أَن أُحرَقا ما زِلتُ أَخشى البَينَ قَبلَ وُقوعِهِ حَتّى غَدَوتُ وَلَيسَ لي أَن أُفرَقَا يَومَ النَّوى لِلهِ ما أَقسى النَّوى لَولا النَّوى ما أَبغَضَت نَفسي البَقا.