يافا

يافا تتوهُ في وصفِكِ الكلِمات، ويعجَز القلم يا عروسَاً دنّسها العِدا، ويا ظِلّ الله على الأرض، ومدينة الحُبّ والحَرب، وجرحنا النّازف والمُتجدّد، أما آن لجرحنا أن يندمِل، وأما آن لنا أن نتطهّر من ترابك ونتعمّد في مائك، وأن نتّحد حبَّاً وشوقاً، فأنتِ يا يافا ذاكِرة عصيّة على النّسيان.


أجمَل ما قِيلَ عَن جَمال يافا



جَمالُها يتحدَّى الزَّمن والغُزاة، ويافا عَروس بَحر الأراضِي الفلسطينيَّة.




يافا واحةٌ أفلَتَت مِنَ الجنَّة، وأمّا تاريخُها فما أقدَم تاريخَها، فإنَّ مُعظَمَ مُدُن الدُّنيا تبدو طِفلةً بالنِّسبةِ لَها. (المؤرِّخ مُصطفى الدّباغ)




كُنتُ قَد زرت يافا أجمَل ثُغور العَرب مرَّةً واحِدة، وَنتيجةً لِهذِه الزِّيارة فَما زِلتُ أشعُر بِالحَسرةِ والألَم لِفُقدانِ هذِه المدينَة العربيَّة الجميلة، وأعتِقدُ أنَّ كلَّ مَن زارَها يشعر بِما أشعُر بِه من الحَسرَةِ وَالألم، وأقول أنَّ مَن لَم يزُرها هو مَحظوظ، وَكانَ الله فِي عَونِ أهالي يافا. (مُحمّد مَهدي الجواهري)




لَقَد كانَ شارِع (إسكَندَر عَوَض) قلبَ المَركز التِّجاريّ لِمَدينَةِ يافا، ومُزدَحِماً بِالمُتسوِّقين مِن القاهِرة وبَيروت، وحتّى مِن بَغداد. (الكاتِب الصّحفي آدَم لوبور)




خَسِرَ العَرب بِسقوطِ يافا، مَدينةً مِن أقدَم مُدُنهِم تاريخَاً، وأخصَبها أرضَاً، وأغناها مَالاً وثقافةً ورِجالاً. (عَارِف العارِف)




تَرَكتُ قَريَتي (الرّفيد) في إربِد في الثَّلاثينات إلَى يافا عَروس البَحر الفِلسطينيّة مَدينَة الثَّقافَة والصَّحافة والعِلم، وهُناكَ عَرَفتُ ضوءَ الكهرُباء. (المؤرِّخ الأردُني سُليمان الموسى)




كانَت يافا مَقرّ أشهر إذاعاتِ الحَرب العَالميَّة الثَّانية، وَالمَعروفة بِاسم (الشَّرق الأدنى للإذاعة العَربيَّة)، وَكان مَعنا في يافا وَفي الصُّحف وَفي الإذاعة أكبَر الأدباء وأشهَر الفنَّانين، مِنهُم: عبَّاس مَحمود العَقَّاد، وسَامِي الشّوَّا، وإبراهيم عبدِ القادِر المَازني، وسَليم اللَّوزي، وفَريد الأطرَش، والأخطَل الصَّغير، وأمين نَخلة، وحَليم دَمّوس، ومُحمَّد عَبد المُطَّلب، وألفَ أديبٍ وَصحافِيّ وَفَنَّان، وَكانَ مَعنا أيضَاً قَضيَّة اسمُها فِلسطين، وَفي يافا كَانَت البِداية، وَعِندَما سَقَطَت بِيَد الهاجانا كَانَت النِّهاية. (ناصِر الدّين النَّشاشيبي)




عِندَما تَقول كَلِمَة بُرتُقال، فمُباشَرةً يرتَبِط اسمَ بُرتُقال بِمَدينَةِ يافا. (د. مَحمود يَزبَك)




تُمثِّل يافا قَبلَ عَام 1948 الفِردَوسَ المَفقود، فإنَّها لا مَثيلَ لَها بِهوائِها المُعطَّر بِرائِحَةِ زَهر البُرتُقال، وَبِرِمالِها البَيضاءِ النَّاعِمة، وبِمسابِحها، وَنَواديها، وَمَقاهيها، وَحياتَها الثَقافيَّة المُتميّزة. (البروفِسور هِشام الشَّرابي)




عِندَما يَأتِي مَوسِم البُرتُقال كَانَت حَياةُ يافا تَتضخَّم بِالثَّروَة وَليالِي الأنس، وكَانَ أهلُها يُحِبّونَ الطَّرب وَالفَرفَشة والسَّهر عَلى مسارِحِ يافا عَلى مَدى شُهور السَّنة، وَقَد عَرفَت يَافا السَّيِّدة أم كُلثوم، وَعَبد الوهّاب وَفَريد الأطرش، ويُوسِف وَهبي، وَالفِرقة القَوميَّة، ونَجيب الرّيحانِيّ، وعَلي الكسَّار، وإسماعيل ياسين عَشَراتِ المرَّات؛ وذلِكَ لأنَّ مُعظَم عائِلات يافا كانوا من أصلٍ مصري. (ناصِر الدِّين النَّشاشيبي)




يافا فوّاحة الشعر، وأندروميدا الشّعراء.




أيُّ فَنَّانٍ مَا كَانَ ليُثبِت اسمَه وَمَكانَتَه إلّا إذا ظَهَرَ عَلى مَسارِحِ يافا، ولِذلكَ شهِدَت مَسارِحُها حَفلاتٍ فنيَّةً كُبرى لِكبارِ الفنَّانين والمُطرِبين العَرَب، ولا سيَما مِن مِصرَ ولُبنان، وأذكُر أنَّني دُعيتُ لِحُضورِ حفلٍ أحيتهُ المُطرِبة صَباح (شّحرورَةَ الوَادي)، وَكَانَ هذا أوَّلَ ظُهورٍ لَها خارِجَ لُبنان. (المَصرِفي مُحمَّد شَريف الجَّعبري)




يَافا لِلأبَد المَدينة المُعطَّرة عَلى شَواطئ الأيَّام.




يافا بطرس فوق بغل سالباتييرا، وصدى العتابا يعانق أفق السِّحر والجَّليد وتشيلي، وأممٌ وقوميَّات تتلاطم أمواج العبور إلى الحياة، وتتصارع، وتتصادق، وتتعارف، وتتقاطع. (محمّد جميل خضر)




إنَّ يافا هي مدينةٌ شعريّة وهميّة وتخيليَّة منثورةٌ بالنّجوم وبيّارات البرتقال. (سمير حاج)




أجمَل ما قِيلَ عَن جَمالِ يافا شِعراً

قال الشّاعِر مَحمود درويش:

هو الآن يرحل عنّا

ويسكن يافا

ويعرفها حجراً.. حجراً

ولا شيء يشبهه

والأغاني

تقلِّدهُ..

تقلِّد موعده الأخضرا.

هو الآن يعلن صورته

والصّنوبر ينمو على مشنقة

هو الآن يعلن قصَّته

والحرائق تنمو على زنبقهْ

هو الآن يرحل عنّا

ليسكن يافا.


  • قال الأخوان رحبانيّ:

أذكر يوماً كنت بيافا

خبّرنا خبّراً عن يافا

وشراعي في مينا يافا

يا أيّام الصيد بيافا

نادانا البحر ويومٌ سحر فهيّأناهُ المجذافا

نلمح في الخاطر أطيافا

عدنا بالشّوق إلى يافا

فجراً أقلعنا.. زنداً وشراع

في المطلق ضعنا.. والشّاطئ ضاع

هل كان الصّيد وفيرا؟

وغنمنا منه كثيرا

قل من صبحٍ لمساء

نلهو بغيوب الماء.


  • قال الشّاعِر مُحمَّد مهدي الجواهِريّ:


بيافا يومَ حُطَّ الرّكابُ تمطَّر عارضٌ ودجا سحابُ ولفَّ الغادة الحسناءَ ليلٌ مريبُ الخطوِ ليس به شهابُ وأوسعها الرّذاذ السحُّ لثماً ففيها من تحرُّشِهِ اضطرابُ ويافا والغيوم تطوف فيها كحالمة يجلّلها اكتئابُ وعاريةُ المحاسن مغريات بكفِّ الغيمِ خِيطَ لها ثيابُ كأنّ الجوّ بين الشّمس تزهى وبين الشَّمسِ غطّاها نقابُ وموجُ البحرِ يغسل أخمصيها وبالأنواءِ تغتسل القبابُ



  • قال الشّاعِر محمود سَليم الحوت:


يافا لقد جفّ دمعي فانتحبت دما متى أراك وهل في العمر من أمدِ أُمسي وأُصبح والذّكرى مجدّدة محمولة في طوايا النّفس للأبدِ كيف الشّقيقات وأشواقي لها مدناً كأنَّها قطعة من جنة الخلد ما حالها اليوم يا يافا؟ وهل نعمت من بعد أن سلمت يدا بيد



  • قال الشّاعِر إبراهيم وهبة:

يافا يا مدينة السّلم

يافا يا فوق التّاريخ

يا كلّ الكلمات

أشتاق إليك

أشتاق إليك

أشتاق أنتظر الميعاد

فسفري يطول

فسفري في سفني بعيد

نعم أتذكّرك

مع لحن غروب الشّمس

أتذكّرك

مع لحن غروبي

ووقتي ليس لي

وزمني ليس لي

ووقتي ينتظرني من بعيد

أحلامي بعيدة

وقلبي ينتظرني


  • قال الشّاعر حسن البحيريّ:


أتسأل عن زهرة البرتقال عن السّرّ في سحر إزهارها عن الفجر يوقف ركب الصَّبا ح ليقبس فتنة أنوارها عن العِطر تسكب منه النّجوم سلاف الدّنان لسمّارها

.


  • قال الشّاعر هارون هاشم رشيد:

هنا يافا عروس البحر

درَّته من القدم

هنا يافا الّتي ما مثلها في الكون

في الأمم

هنا يافا الّتي كم ألهمتني

ألهمت قلمي

هنا يافا ويعلو الموج

يعلو رائع النَّغم.


  • قال الشّاعر محمّد مهدي الجواهري:

أحجّ إليك يا يافا

معي أعراس بيّارة

فناديها عن الميناء

عن الميناء ناديها

وشدّيني وشدّيها

إلى أوتار قيثارة

لنُحيي سهرة الحارة

وشوق الحبّ للحناء.


  • قال أحد الشّعراء:


تشير لي جهة الغرب البعيد إلى مدينةٍ قد بدت غُبراً مبانيها تقول لي تلك يافا أين آهلها وأيَّام يافا عروسٌ في شواطيها فهل تُبصر البحر معطاراً نسائمه وتهدي شذى برتقالٍ من مجانيها.



  • قال أحد الشّعراء:


فِي سِحرِ عينَيكِ هَامَ السِّحرُ يَا يَافا وَهَزَّ مِن نَشوَةٍ خَصراً وأعطَافاً وَبَينَ كَفَّيكِ نَامَ البَدرُ مُبتَسِمًا تَلتَفُّ مِن حَولِهِ الأقمَارُ أصنَافَا.



  • قال الشّاعر عبد الوهّاب البيّاتيّ:

يا من رأى يافا بإعلانٍ صغيرٍ في بلاد الآخرين

وعلى صندوق ليمونٍ مُعفّرة الجبين

ويا من يدقّ الباب نحن اللّاجئين متنا

وما يافا سِوى إعلان ليمونٍ فلا تُقلق عظام الميِّتين.


  • قال الشّاعر عبد الحيّ إغباريّة:


يَافَا وَإنَّ شِغَافَ القَلبِ مَسكَنُهَا وَبُؤبُؤَ العَينِ شَاءَ الغَيرُ أو عَافَا ويَافَا إذَا جِئتَ رَغمَ القَيدِ تَطلُبُهَا ألفَيتَ فِي أرضِهَا الجَنَّاتِ ألفَافَا.