أجمل ما قيل عن مكة المكرمة

أحبّكِ يا مكّة حينما أشتاقُ إلى الرّيّ، وحينما أكونُ ظمآناً فلا أجدُ ريَّ أناملي إلّا بزمزمكِ، وبين جنباتك، أذهب وأرتشف أجمل رشفاتٍ تروي ظمأ المُحبّ.

أحبّكِ يا مكّة حينما أنام وأصحو وأنا أعلم يقيناً أنّني نمتُ في مكانٍ طاهر، وصحوت في مكانٍ طاهرٍ، وحينما آكل، وأشرب، وأتنفس، فأجمل أنفاسٍ هي رياحين البيت الحرام.

أحبّك يا مكّة حينما أهُّم بمعصيةٍ فأذكرُ أنّني بمكان طاهر لا ينبغي فيهِ أن يعصي العبدُ ربّهُ أشّدّ من غيرهِ من الأماكن، وحينها أكفّ عن معصيتي.

مكّةُ هي قِبلةُ المُسلمين، وأرضُ المشتاقين، وروح الطّائعين، ولها تشتاقُ النّفوس، وإليها تهفو القلوب، ولرؤيتها تذرفُ العيون دمعاً حارقاً يُذيب الأنفس قبل الجسد.

أهوى أرضك، وسماءك، وزائريك، وأبناءك، وأُحبُّ نجومَ سمائك وهي تزهو على كلّ نجوم الدّنيا.

أحبّك يا مكّة حينما يِجتمع معكِ المكان الطّاهر، والزّمان الطّاهر، بل أزمنةٌ طاهرةٌ فيها صيامٌ، وصلاةٌ، وقيامٌ، وتلاوةٌ، واعتمارٌ، وحجٌّ، وصدقةٌ، وزكاةٌ، وذبح لربّ العباد، فأيّ نعم تضاهي تلك النّعم.

لو طاف الإنسانُ الشّرقَ كلَّهُ لما وجد راحتهُ النّفسيّة إلّا في تلك البقعة الوحيدة على الأرض، وهي مكة المكرّمة، حيث يتجرّد الإنسان من أحقاده ويلتجئ إلى الملكوت الربّانيّ.

مكّة هي المكان الوحيد الّذي تكون فيهِ النّفس تواقةً إلى التّواضعِ، فكلّما تواضع الإنسانُ شيئاً رفعهُ الله، وباهى بهِ الله ملائكتهُ.

مكة قبلة المسلمين، ومهبط الوحي، ومنطلق الرسالة، والبلد الأمين، وأشرف الأماكن، وأجلُّ المقدّسات، وخيرة البلاد.

أُحبّ فيِك زمزمَ، وإن سألوني عن حُبّها، قُلت لهم: الحبّ عندي زمزم، بل زمزم هي الحبّ، ولست بغيرها أطعم.

وهذا الحبّ أغرقني اشتياقاً، فمن في حبِّ مكّة قد يُلامَ.

تتعانقُ الأرواحُ في مكّة، وليست فقط الأرواحُ الّتي ما زالت على قيد الحياة، بل تلك الأرواح القديمة الّتي أنشأت قواعد الإسلام، فيكاد الإنسان أن يلمس الصّحابة لفرط شوقه إليهم.

خلال رحلتي في الشّرق كلّه لم أشعر براحةٍ مثل الّتي شعرت بها في مكّة في أثناء إقامتي فيها.

ما أحوج الإنسان إلى كتفٍ من الرّحمة يستند إليه في أوقات ضعفه وضيقه، وليس ذلك الكتف سوى مكّة المكرّمة.

لو كانت الأرض كلّها جسداً لما كانت روح الأرض إلّا مكّة المكرّمة.

في مكّة المسائل تسُأل، وهُنا الأحزان تُغسل، وهُنا الهموم تتبدّل.

مكّة هي نور الأرض وجماله وبسمته، فما الأرض دون بقعة يبحث الإنسان فيها عن ذاته، فيجدها في ذلك المكان الّذي لا يختلف عن غيره سوى بالطّمأنينة والرّحمات.

لمكَّةَ يشتاقُ القلب، وترفرف إليها الرُّوحُ.

مكّة قبلة المسلمين، وهي مهبط الوحي، ومنطلق الرّسالة، مكّة هي البلد الأمين، وهي أشرف الأماكن وأجلّ المقدّسات وأطهر البلاد.

الشّوق لمكّة المكرّمة وبيت الله الحرام لا يُعادله شوق، ولا توازيه محبّة، فمن استنشق هواءها يظلُّ عالقاً به، ولا يمكن نسيان جمالها، وكلّما حل مساء معلناً انقضاء نهار يوم ودخول ليلة، وبزوغ فجر وشروق شمس، توجهت الأبصار، ونطقت الألسن داعية لبّيك يا مكّة الخير.

مكّة في ديارها طمأنينة وسكينة لا توجد في مكانٍ آخر.

لو كانت الأرض كلها جسداً لما كانت روح الأرض إلّا مكّة المكرّمة.

دار التُّقى، وَمحمّدٌ عليه الصّلاة والسّلام مِنها أَتى، وَالمنبعُ القُدسيُّ مِنها يطلعُ، وكتابُ ربِّي أَشرقت آياتهُ فيها.

يكون في مكّة آلاف الحجّاج، ولو احتاج أمهر قائد أن يرتّب ذلك العدد الهائل لاحتاج ساعات وساعات، ولكن في شعائر الحجّ الكلّ يعرف ما عليه أن يفعله، فيكون التّنظيم الرّبّانيّ هو الحلّ الأمثل لذلك العدد الكبير.

أحبّك يا مكة حينما أكون في حالة بها أتطهَّرُ من ذنوب لا يغفرها إلا ربُّ العبادِ، وبين جنباتك تُقرّب مسافات الغفران.

أحبّك يا مكّة حينما أجد نفسي مشتاقاً لتفريج همومي، فأذكر بأنّني في مكانٍ يسهُل فيه أن يُفرّج عن العبد المهموم.

في مكة تنتهي كلُّ الفروق الدّنيويَّة، ليكون ذلك المشهد مُصغَّراً عن مشهد الحساب حيثُ لا فرق بين الأسود، والأبيض، والطبيب، والعامل، فكلُّهم سواء يرتدون الأغطية البيضاء، ويطوفون طمعاً بمغفرة ربّهم الرّحيم.