أجمل ما قيل عن خسارة الحبيب

بعد الفراق كلُّ طرف يقول لست مُخطئاً، وربّما يكون هو من أخطأ، وربّما تكون هي من فعلت، ولذلك لا مجال للعتاب بعد الفراق.

لا تتركني في هذا العالم المخيف، فلا حياة لي دونك.

الوداع أصعب كلمة ينطقها العشّاق، فهي كلمة تحمل في طيّاتها دموعاً وآلاماً وآهاتٍ وجرحاً ليس كأيّ جرح، فهو جرح كبير وعميق عجز الطّبّ عن مداواته.

ما أصعب الفراق في الحُبّ، والأصعب أن يظلَّ طرف واحد فقط أسيراً لذلك الحبُّ.

أنت من رسم طريق الفراق بكلّ دقّة، فلا تعتذر ولا تعد.

يتسلّلون داخلنا ويمتلكون قلوبنا، ونرى بأعينهم، وننبض بقلوبهم، ونشعر بأجسادهم، ونتكلّم بحروفهم، ودون أن ندري يصبحون لنا الحياة، ثُمّ تُفرّقنا الأيّام، وتجعلنا نخسر بعضنا دون أيّ مُقدّمات أو أسباب.

لا ترحل دون سبب، ثُمّ تعود بلا موعد، وتعتقد أنّ مكانتك لم تتغيّر بداخلي.

من الصّعب أن ينتهي الحبُّ الصّادق نتيجة لأمرٍ تافه، والأصعب أن يستمرَّ الفراق لأنّ كلّ طرف ينتظر إشارة الرّجوع من الآخر.

هجرت بعض أحبّتي طوعاً لأنّني رأيت قلوبهم تهوى فراقي، ونعم أشتاق، ولكنّني وضعت كرامتي فوق اشتياقي.

نحتاجهم، ونشعر بضيق يخنق أرواحنا، ونهمس في داخلنا بعمق اشتقنا لهم خشية أن يعلو صوت لهفتنا، فيجرحنا صدودهم، ويكون الكبرياء هنا هو سيّد الموقف.

يا ليت الزّمان يعود واللّقاء يبقى للأبد، ولكن مهما أمضينا من سنين، فسيبقى الموت هو الأنين، وستبقى الذّكريات قاموساً تتردّد عليه لمسات الوداع والفراق.

للأسف أغلب علاقاتنا لا تنتهى بسبب الكذب، ولكن غالباً ما تنتهي بسبب اكتشاف الحقيقة.

عندما يَهزم البُعد القُرب تخجل المسافة أن تُطلّ على المشهد.

من شدّة الشّوق أصبحت أبحث عن النّوم في غير أوقاته لعلّ اللقاء يكون في المنام.

قتلني الشّوق، وقلبي يخفق لعلّي أراك عن قريب، سواء أكنت بعيداً أم قريباً، ستبقى أوّل وأعزّ حبيب.

أعجب كيف لك هذه القدرة على أن تغيب تاركاً خلفك قلباً يذوب عشقاً وشوقاً في غيابك.

لكم في الذّكرى شجوني، الّتي من أجلها تدمع عيوني، فإذا طال الزّمان ولم تروني، فابحثوا عنّي وعن من أحبّوني، وإذا زاد الفراق ولم تروني، فهذا كلامي فيه تذكّروني.

وإذا فرّقت الأيّام بينكما، فلا تتذكّر من كنت تحبّ إلّا بكلّ إحساسٍ صادق، ولا تتحدّث عنه إلّا بكلّ ما هو رائعٌ ونبيل، فقد أعطاك قلباً، وأعطيته عمراً، وليس هناك أغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان.

بعد الفراق لا تنتظر بزوغ القمر لتشكو له ألم البعاد؛ لأنّه سيغيب ليرمي ما حمله، ويعود لنا قمراً جديداً، ولا تقف أمام البحر لتهيّج أمواجه، وتزيد على مائه من دموعك؛ لأنّه سيرمي بهمّك في قاع ليس له قرار، ويعود لنا بحراً هادئاً من جديد، وهذه هي سنّة الكون يومٌ يحملك ويوم تحمله.

لا تكسر أبداً كلّ الجسور مع من تُحبّ، فربّما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاءً آخر يعيد ما مضى ويصل ما انقطع، فإذا كان العمر الجميل قد رحل، فمن يدري ربّما انتظرك عمر أجمل؟

إذا اكتشفت أنّ كلّ الأبواب مغلقة، وأنّ الرّجاء لا أمل فيه، وأنّ من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه وألقاها في سراديب النّسيان، فهُنا فقط أقول لك إنّ كرامتك أهمّ بكثير من قلبك الجريح حتّى وإن غطَّت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح، فلن ينفعك أن تنادي حبيباً لا يسمعك، وأن تسكن بيتاً لم يعُد يعرفك أحد فيه، وأن تعيش على ذكرى إنسان فرّط فيك بلا سبب، ففي الحبّ لا تُفرّط في من يشتريك، ولا تشتري من باعك، ولا تحزن عليه.

اجعل في أيّامك مجموعة من الصّور الجميلة لهذا الإنسان الّذي سكن قلبك يوماً، هو وملامحه، وبريق عينيه الحزين، وابتسامته في لحظة صفاء، ووحشته في لحظة ضيق، والأمل الّذي كبر بينكما يوماً وترعرع، حتّى وإن كان قد ذبل ومات.

ستبقى أنت فى العين والقلب، وستبقى معك الرّوح، وسيبقى عشقي لك ممتدٌّ بين السّطور، ووسط الحروف، وسيبقى دائماً يومي مفتوناً بلقائك، فمعك كنت أكثر بريقاً وحناناً وهدوءاً، وكانت للحياة نكهة أُخرى.

غابت شمسك عن سمائي يا حبيبي، فأصبح الكون كلُّه ظلاماً دامساً، وأصبح دون ألوان وملامح وأصوات، ولم يعُد سوى صدى صوتك يرنُّ في أذني، ولم أعُد أرى سوى صورة وجهك الجميل، ونظرات عينيك عند الوداع.

أكره نفسي عندما تبتعد عنّي، ولا يجول برأسي سوى التّفكير بكِ، ولا أفعل شيئاً سوى القلق عليكِ، فكم أشتاق لحديثي الطّويل معك، وكم أشتاق لضحكتك الّتي ترسم على ثغري الابتسامات.

يا حبيبي أيُعقل أن تفرّقنا المسافات، وتجمعنا الآهات، يا من ملكت قلبي ومُهجتي، ويا من عشقتك وملكت دنيتي.

في غيابك عرفت الشّوق وعشت الوحدة والحرمان، وفي حضورك أدركت معنى الحياة، ونثرت البسمة في كلّ مكان، فقد علّمتني كيف أحبّك، وأسهر اللّيل وأنت قمره، فقد سكن حبّك في قلبي وأدرك أنّك قدره.