أبي الحبيب: أنت النّور الّذي يُضيء حياتي والنّبع الّذي أرتوِي مِنهُ حُبَّاً وحَناناً، أنت الأبُ الّذي يُشارُ إليه بالبنان ويُفتخَر بِهِ بين الأنام، هنيئاً لي بِكَ أيُّها الأبُ العظيم؛ فمهما قُلتُ ومهما كتبت يعجزُ لِساني عن إيجادِ كَلِماتٍ تُعبّر عمّا في قلبي لأوفيك حقّك؛ فما في قلبي لَكَ أكبر من أن أوفيه بالكِتابة، وما أُكنّه لَكَ مِن حُبٍّ واحترامٍ يفوق كُلّ وصف، لذا فإنّني لَن أستطيع أن أصِفَ ما بِداخلي مِن مشاعر نحوك.
الحياةُ لا تحلُو إلّا بكما يا حبيبايَ، فلله درّكما كم تُسعِدا دُنيايَ، طِفلي حبيبي هو الرّوح الحُلوة، والرّقة اللّطيفة، والأنفاسُ العطشَى للارتواءِ من حليبي، وهو كبدِي وكُلّي، وشمعةَ قلبي وقلبِ زوجي، فمع بسمتِه أنسَى كلّ همّي وحزني، فهو صرخةُ روحي الأولى التي تَربّت بحفظ الله تعالى في أحشائي تسعةَ أشهر، وحبيبي الذي هو أنقى وأرقى البشَر، أما هو فزوجِي الغالي الذي صِرتُ بأمر الله حلالُه، وصار حلالِي، هو والدَ عيالِي، وهنائي وحلاوةَ بيتي وسكنِي، وأجملَ الأوطانِ على الإطلاق.