كلام عن ضجيج القلب

عذاب الشوق قاسٍ، إذا أصبح صامتاً، مثل الطفل الذي يفهم، ولكنه لا يعرف البوح.

في القلب غصة مخنوقة لن تكفيها آفاق العالم كلها إن خرجت.

أيّها الراحل تسكن في قلبي فتحدث ضجيجاً مؤلما لا أستطيع التغاضي عنه، ولا أستطيع التعايش معه، فأي ألم هذا!.

ضجيج القلب مؤلم مثل سيف غرس في إحدى حناياه، لا نستطيع الاستشفاء منه إلّا على يد حبيب راحل، أو غائب عائد.

نخفي حزناً ووجعاً ودموعاً أحياناً خلف عبارة (أنا بخير)، فتباً لعزة النفس وسحقاً لواقع لا‌ يوجد به احتواء صادق.

موجع أن تتصنّع التجاهل، وقلبك يتألم بصمت.

خلف الملامح الهادئة غالباً ما يختفي قلب يملؤه الضجيج القاسي، والرغبة الجامحة في البكاء.

في قلبي ضجيج لا يهدأ إلّا بين يديك، كحمامة صغيرة فرّت هاربة من عاصفة إلى أمان عشها الدافئ.

لا أحد يشعر بما أشعر به، أبكي، وأضيع، وأحتاج لحضن أرتمي به ولا أجد، ثم أنهض على أمل أنهم سيشعرون.

حُلم يعَانِقني أن أطِير معَ الطِيور الراحِلة، وأهاجِر إلى عالم لا أنين فيه ولا حَنين، ولا ضجيج يؤرّق القلوب.

قبل اختراع الفيزياء، كان الوجع يفتت المادة، لكن الحزن يفتت الروح، ويشعل في القلب ضجيجا لا ينطفئ.

كتمان ما تحاول إخراجه يرهق الروح كثيراً

الوجع لا يحتاج إلى حديث طويل، أحياناً تكون نبرة الصوت نصف الكلام.

وفي القلب ضجيج لا نبوحُ بهِ إلا لله.

سكينة الروح، والنفس، والفؤاد هي ما أطلب، فمنذ فارقتني وقلبي لا يعرف سوى الضجيج.

المَجد لمَن اختار الصّمت حِين ضج قلبه، وكان قَادراً عَلى قَول أسوأ الكلمَات.

ما أشد مرارة الدموع التي ينزفها القلب لا العين، بعد ضجيج طويل.

من أصعب الأوقات التي تمر على أي شخص في حياته، وقت الألم الداخلي وقت بكاء القلب.

هل أبكي وجعا، أم أنام لغد أفضل، هل أعاتب قلبي المتعب، أم أبوح بأني أتألم.

أعيش الآن حياة صامتة، لست أدري هل ذلك بسبب موت كلماتي، أم موتي أنا.

الحزن الصامت ينهش في القلب حتى يقضي عليه.